منتديات تراتيل شاعر

منتديات تراتيل شاعر (http://tra-sh.com/vb/index.php)
-   هدي نبينا المصطفى ▪● (http://tra-sh.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   شفقة الحبيب على الحيوان و الطير (http://tra-sh.com/vb/showthread.php?t=199718)

رحيل المشاعر 12-17-2024 11:37 PM

شفقة الحبيب على الحيوان و الطير
 
أُذنه صلى الله عليه وسلم فكانت على أكمل ما صنع الله من أُذن لإنسان في ظاهرها
وتكوينها الظاهر، وكانت كذلك يسمع بها ما لا نسمع ،
يسمع بها كلام الوحي ويسمع بها كلام الملائكة ويسمع بها كلام العوالم العلوية
ويسمع بها كلام الطيور وكلام الوحوش وكلام الحيوانات وكلام الجبال
فالكل كان يُكلمه ويُحدثه ، فالطير الذي خطف الصحابة صغاره جاء يُـرفرف عليه ،
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
{كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ،
وَمَرَرْنَا بِشَجَرَةٍ فِيهَا فَرْخَا حُمَّرَةٍ فَأَخَذْنَاهُمَا، قَالَ:
فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَصِيحُ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِفَرْخَيْهَا؟
قَالَ: فَقُلْنَا: نَحْنُ ، قَالَ: فَرُدُّوهُمَا}{1}

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي بجوار حديقة لِرَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ ،
فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ فَقَالَ: {مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ (لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟) فَجَاءَ فَتًى مِنْ الأَنْصَارِ ،
فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ: أَفَلا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا
فَإِنَّهُ شَكَى إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ}{2}
وما ورد في هذا الباب فوق العد من شكوى الطيور وشكوى الحيوانات
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
، حتى كانت بعض الحيوانات تعاونه في دعوته وهذا هو العجب العجاب ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
{جَاءَ ذِئْبٌ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْهُ
، قَالَ: فَصَعِدَ الذِّئْبُ عَلَى تَلٍّ فَأَقْعَى وَاسْتَقَرّ َ،
وَقَالَ: عَمَـــدْتَ إِلَى رِزْقٍ رَزَقَنِيهِ اللَّهُ أَخَذْتُـــهُ ثُمَّ انْتَزَعْتَـــهُ مِنِّي؟
فَقَالَ الرَّجُلُ: تَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ

، فَقَالَ الذِّئْبُ: أَعْجَبُ مِنْ هَذَا رَجُلٌ فِي النَّخَلاتِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُخْبِرُكُمْ بِمَا مَضَى وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ،
قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ يَهُودِيًّا ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ وَأَسْلَمَ ،
فَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم}{3}

والرجل الذي جاءه ومعه ضب – نوع من الزواحف – وقال له: إِنْ آمَنَ بِكَ هَذَا الضَّبُّ آمَنْتُ بِكَ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {يَا ضَبُّ ، فَتَكَلَّمَ الضَّبُّ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ يَفْهَمُهُ الْقَوْمُ جَمِيعًا:
لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَعْبُدُ؟
قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ وَفِي الأَرْضِ سُلْطَانُهُ وَفِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ وَفِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ وَفِي النَّارِ عَذَابُهُ ،
قَالَ: فَمَنْ أَنَا يَا ضَبُّ؟ قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ صَدَّقَكَ وَقَدْ خَابَ مَنْ كَذَّبَكَ
، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَتَيْتُكَ وَمَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ
أَحَدٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْكَ وَوَاللَّهِ لأَنْتَ السَّاعَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَمِنْ وَالِدِي ، فَقَدْ آمَنَ بِكَ شَعْرِي
وَبَشَرِي وَدَاخِلِي وَخَارِجِي وَسِرِّي وَعَلانِيَتِي}{4}

فكان يسمع كل الأصوات لكل الكائنات بكل اللغات

ويتكلم معها كذلك كما علَّمه بارئ الأرض والسماوات
، وانظر إلى مدى سماع هذه الأُذن، ذات مرة كان مع أصحابه
فقال لهم:
{إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ أَطَتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ
أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلا وَفيه مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ }{5}

سمع صوت السماء وليس المقصود بها السماء القريبة منا ،
فهذا الغلاف الجوي
لكن السماء التي فيها عُمَّار الملكوت الأعلى ،
ومرة أخرى كان جالساً بين أصحابه فأسمعهم وجبة عظيمة أي صوت ضخم
، فقالوا: ما هذا يا رسول الله؟ قال: {هَذَا حَجَرٌ أُرْسِلَ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا ،
فَالآنَ انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا}{6}

كيف سمعوه؟ وكم تُقدر المسافة؟ وكيف استقبلت الأُذن هذه الذبذبات؟
وكيف حولتها إلى أصوات؟ عناية الله ورعاية الله بحَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم

قَـلـبْღ 12-18-2024 10:27 PM

رد: شفقة الحبيب على الحيوان و الطير
 
طرح في منتهى آلجمآل ..
يعطيك ربي آلف عآفيه ..
إبداع في كل زآوية ..
يدفعني لأتابع جديد آطروحآتك ..
لذآئقتك الرآقية وآفر الشكر والتقدير

الجنرال 12-20-2024 06:59 PM

رد: شفقة الحبيب على الحيوان و الطير
 
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري

هبوب الجنوب 12-22-2024 08:33 PM

رد: شفقة الحبيب على الحيوان و الطير
 
بارك الله فيك وجزاك الله خير
واثابك ونفع بك


الخل الوفي 02-23-2025 06:49 AM

رد: شفقة الحبيب على الحيوان و الطير
 
رحيل المشاعر
مبدعة كعآدتك
مميزة في ما تقدمين
ربي يسعد قلبك ويوفقك


الساعة الآن 07:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM