منتديات تراتيل شاعر - الطباع المسمومة، أو البريئة والساذجه

نأتي الآن إلى الطباع المسمومة، أو البريئة والساذجه مثلا هل يستطيع الإنسان تغييرها؟ أو لا؟

ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله*خلق آدم*من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك)
فلا مناص من بعض الطباع الخبيثة أو الطيبة في ابن آدم

وهنا لا أتكلم بعلمية عميقة وإنما عن تجربة شخصية فقد كنت مديرًا لقطاع يشمل أكثر من (200) موظف
هذه التجربة من حياتي تأملت فيها اختلاف الطباع وهو أمر أهتم به كثيرا
لا يمكن للإنسان التخلص من كل طباعه، أو بصورة أخرى
لابد أن يظهر معدنه ولو بصورة مؤقته

هناك من يأخذ ما يريد بادعاء المظلومية وأنه محرون ومستضعف -رغم أنه ليس كذلك-
وهناك من يأخذ ما يريد بالقوة والحزم -رغم عدم حاجته لذلك-
وهناك من يُشعرك بأن الجميع مهتم بتفاصيل تحركاته ويراقبه -ومحد درا عنه-
وكثييير من الصور التي رأيتها خلال تلك التجربة

نتائجها
يمكن للإنسان تحسين نفسه وطباعه، لكن لابد للطبع الأصلي أن يغلب

لنأخذ مثال الأفعى وهو ما حركني للكتابة
تخيل أن شخصًا مسمومًا كثير التذمر كثير التسخط، يرمي بكل ما فيه من سواد عليك

وكثير من الأصدقاء والأشخاص المحيطين يشتكون لي من هذا النوع من العلاقات وسؤالهم (ماذا أفعل معه؟)

الجواب تقريبا موحد
انت لست مسؤولًا عن تغييره، أنت مسؤول عن حماية نفسك من هذا النوع من الأشخاص
وبالتالي لا تفكر كيف تغير هذا الإنسان، فكر كيف تغير نفسك بتلقي هذه السهام التي تخرج عنه، أو كيف تتجنب مثلها

لأن كل المحيطين بك!!
يتعاملون معك بما تتيحه أنت لهم

قد يكون هذا صعبًا في البدايات، وفي مراحل عمرية معينه، لكن كلما تعلمت أكثر كيف تتعامل مع الناس عرفت كيف تصنع سورا يحميك من هذا النوع من الشخصيات

أنت من يسمح بالتجاوزات أن تؤذيه

لن تمنع وقوعها لأنها مؤثر خارجي

لكن تستطيع منع تأثيرها عليك (باستقبالها بشكل قوي ومنيع)

والعمر، والتجربة، والوعي
كلها عوامل مؤثرة في ذلك
فما أتحمله اليوم لم أكن أتحمله قبل 15 سنه
بسبب التجارب والخبرة في المواقف
فلا تستعجل، ولا تسمح لأي مؤثر خارجي أن يؤذيك، وتعلم كيف تستوعب المواقف وتحولها من أذى إلى دراسة

أيضا
هناك جانب آخر لا يلتفت إليه الكثير سأجلعه في رسالتي القادمه