![]() |
انافة الرووح
القوام الممشوق الرشيق حلم كل أنثى ، تبذل كل غالٍ نفيس ؛ لتظفر به .. محظوظة تلك التي تملك رشاقة الجسد ، والأكثر حظاً في نظري من تمتلك رشاقة من نوعٍ آخر ، لا تحتاج لريجيم ، ولا لدفع أموال ، ولا حتى أدنى مجهود جسدي . إن الرشاقة الداخلية أعني : ( رشاقة الروح ) أهم في نظري من رشاقة خارجية يُفسد جمالها باطن قد اكتظ بمساوئ الأخلاق . كم نحن بحاجة ماسة لنظافة داخلية دورية تعكس النقاء الداخلي على صفحات الوجه ، فيترجمه لسان يقطر شهداً بمحاسن الأخلاق والأفعال ، ولا سيما في زمن الماديات ، والتي استفحلت فيها الأنانية المقيتة ، حتى غدا الفرد لا تُحرك مشاعره دمعة يتيم ، ولا أنين ثكلى ، أو صرخة فقير محروم ، أو مشرد فارق عينيه الكرى .. ! . يا له من قلب ! ذلك القلب الذي أظلمت حجراته ، و أجدبت أرضه ، وجفّت ينابيع نبضه ، فما عادت روح الحياة ، وبهجة الدنيا ترتسم على محياه . ! . هل تعتقدون بمن ملأ قلبه فيضان الحقد ، والحسد ، والعداوة ، والبغضاء حتى طفح الشر يتطاير من لسانه ؛ هل تعتقدون بأن ذلك المسكين يهنأ بعيش رغيد ، أو نوم هني !! . بالطبع لا ، فهو يعيش صراعاً مع نفسه ، ومع الآخرين ، فلا هو أراح نفسه من الضغط النفسي ، طالما هو يملك نفساً أمارة بالسوء ، ولا هو أراح العباد من أذى متعمد أملاه عليه شيطانه ، فما استعاذ منه ، ومن شر نفسه ، وسيئات أعماله . كم هو رائع جداً جداً ، صاحب تلك الروح الرشيقة التي تلألأت بنور الإيمان ، وشذا القرآن العظيم ، روح ، حقاً ما أجملها ، وهي ترتشف كلام خالقها ، وتمتثل آياتٍ بينات ، هي كفيلة بأن تجعل من ذلك القلب خاشعاً خاضعاً مستكيناً ، ترفرف بين جنباته فراشات العفو ، والتسامح ، فور سماعه قول الباري جل جلاله : ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) وقوله : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) . إنَّ رشاقة الروح تحتاج لتمارين ذاتية ذات إيحاء إيجابي ، فمن مرَّن عضلة قلبه يومياً على خلق التسامح ، والمحبة ، وحسن الظن بالناس ، والتماس الأعذار لهم ، وحب الخير للبشرية جمعاء ، سيقطف ثمرةً يانعة شهية ، بل زهرة فواحة تعطر بنسماتها الحلوة ، قلب صاحبها ، فتشرق روحه حتى تغدو خفيفة طاهرة ، بعد أن أثقلتها الأوجاع ، ودغل القلوب . ألا ترون معي ، كم هي جميلة رشاقة أرواح الأطفال ، فقلوبهم بيضاء ، ناصعة ، نقية ، مرحة ، لا تعرف الحسد ، ولا الحقد ، ولا الكذب ، والنفاق ، فضحكاتهم ، وشقاوتهم ، وألعابهم البريئة مع بعضهم يترجمها قلب نقي لؤلؤي . مشكلة البعض أنه يعتقد أنّ صاحب القلب الطيب ، إنسان ضعيف الشخصية ، في دنيا أصبح فيها القوي هو المُهاب الذي يأخذ حقه ، ويرد لغيره الصاع صاعين . متى نتعلّم - ياكِرام - أنّ القوة الحقيقية حينما تملك نفسك عند الغضب ، وحينما تتغلب على نفسك الأمارة بالسوء ، فتقهر شيطانك حينما يزين لك سوء عملك ، فتستعيذ بالله من شره ، ثم تفتح أمامك أبواب الخلق الحسن ، وحينها تتذكر قول حبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم - : ( إنَّ من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامه أحاسنكم أخلاقا ) وقوله : ( أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) . جربوا من الآن ، ومن هذه اللحظة أنْ تعتنوا جيداً برشاقة أرواحكم ، كما تعتنوا برشاقة أجسادكم ؛ حتى تمتلكوا الرشاقتين معاً : ( رشاقة الروح ، ورشاقة الجسد ) وعندها ستكونوا حقاً ممن ملك السعادة ، وبهجة الدنيا ونعميها . |
رد: انافة الرووح
يسعدك الرحمن على روعة واختيارك للطرح
والله يعطيك العافية كنت هنا / خلود المشاعر |
رد: انافة الرووح
سلمت كفوفك لطيب الجهد
وَ تمُيز العطاء لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك |
رد: انافة الرووح
شكراً جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابدآع مواضيعگ .. دمتي بخير |
رد: انافة الرووح
,‘✽
شُكراً يَ ألق لـ جمال الآطَروحهَ الآنيقَهَ أطيب التحايا وارق المنى |,‘:118: |
رد: انافة الرووح
يعطيك العافية على ما قدمت
ودي لك |
رد: انافة الرووح
راقي
يعطيك العافيه ويسلم يدينك لروحك الجوري ودي |
رد: انافة الرووح
الوفاء
يعطيك العافيه ويسلم يدينك لروحك الجوري ودي |
رد: انافة الرووح
بحر
يعطيك العافيه ويسلم يدينك لروحك الجوري ودي |
الساعة الآن 11:59 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
mamnoa 4.0 by DAHOM