منتديات تراتيل شاعر

منتديات تراتيل شاعر (http://tra-sh.com/vb/index.php)
-   نفحات آيمانية ▪● (http://tra-sh.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   تأملات في سورة الانفال (http://tra-sh.com/vb/showthread.php?t=179124)

صاحبة السمو 12-14-2021 10:20 AM

تأملات في سورة الانفال
 
من الحقائق التي يجدر الإشارة إليها، والتنبيه عليها، ما يلي:
أولاً: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته بين قومه باللِّين، وبالموعظة الحسنة البليغة، وظل ثلاثة عشر عامًا بمكة يتحمل من قومه صنوفًا كثيرة من الاضطهاد والعناد، حتى بلَغ الأمر إلى الحصار الاقتصادي، ومحاولات الطرد والقتل، ولم يؤمر بالقتال، أو حتى بردِّ العدوان، وقد سجل القرآن الكريم ذلك في مواضع كثيرة؛ منها: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 76]، وما جاء في شأن مؤامرة دار الندوة ونجاة رسول الله صلى الله عليه سلم؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].
ثانيًا: أن القلةَ المؤمنة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد واجهت - أيضًا - ألوانًا شتى من التعذيبِ والتنكيل، حتى اضطرهم المشركون إلى تركِ بلدهم الحبيب مكة، بحثًا عن مأوى، أو مكان آمن لا يُظلَمون فيه، كما حدَث في الهجرة إلى الحبشة، وقد تركوا كذلك ديارَهم وأموالهم، وقد سجَّل القرآن الكريم ذلك؛ كما جاء في سورة الأنفال: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26].
ثالثًا: أن المشركين لم يكفُّوا عن مطاردة المسلمين، حتى بعد تَرْكِهم مكة، بل أصرُّوا على البطَر، والصدِّ عن سبيل الله، وعداوة الإسلام، ومحاولة القضاء عليه وعلى المسلمين، وفي هذا يقول الله - عز وجل - في سورة الأنفال، مخاطبًا المسلمين: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [الأنفال: 47].
رابعًا: أن القتالَ لم يكن هو الكلمةَ الأولى، بل كانت هناك الدعوة والتبليغ، والصبر والاحتمال، كما كان هناك الترغيبُ في الإسلام، وكانت الرغبة في حقن الدماء وإيثار السلام، وفي هذا يقول - عز وجل - في سورة الأنفال: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الأنفال: 38].
خامسًا: أن القتالَ كان ضرورة حتمية، وخيارًا لا مفر منه إزاء محاولات الصدِّ عن سبيل الله وعن المسجد الحرام، ودفاعًا عن الدعوةِ ونبيِّها صلى الله عليه وسلم وأتباعها، وفي هذا يقول تعالى في سورة الأنفال: ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 34 - 36]، وتلك هي بعض مبرِّرات القتال في بدر!
سادسًا: أن القتال له غاية ينتهي عندها، ومن أهمِّ غاياته في الإسلام - كما جاءت في سورة الأنفال - ما يلي:
1- إحقاق الحق، وإبطال الباطل؛ قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [الأنفال: 8].
2- إزالة العوائقِ والعقبات من طريقِ الدعوة (أنظمة وأشخاصًا)، وردُّ الاعتداء الواقع، متمثلاً في قريشٍ وصناديدها ودعوتهم للانتهاء.
قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الأنفال: 38].
3- مَنْعُ الفتنة، وهي الشرك وما يترتب عليه؛ لإقرار حريةِ العقيدة؛ قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [الأنفال: 39].
سابعًا: أن القتالَ لَم يكن عن رغبةٍ وحب وتشوُّف، وإنما كان عن كُرْهٍ؛ قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴾ [الأنفال: 5]، ومن هنا يتبيَّنُ أن القتالَ في الإسلام إنما هو قتالُ عَدْلٍ ونُبْلٍ.
من كتاب: "خطاب القرآن من اقرأ إلى سورة الأنفال (من البعثة إلى غزوة بدر)"

هيبة مشاعر 12-14-2021 10:44 AM

رد: تأملات في سورة الانفال
 
http://www.tra-sh.com/up/uploads/16394678556110.gif

صاحبة السمو 12-14-2021 11:37 AM

رد: تأملات في سورة الانفال
 
حضور راقى ....
سلمت لروعه الاطلاله الرائعه
لقلبك السعادة
.
:81:

شموع الحب 12-15-2021 01:37 PM

رد: تأملات في سورة الانفال
 
https://2.bp.blogspot.com/-PreHg1ql-...600/245729.gif

صاحبة السمو 12-15-2021 02:17 PM

رد: تأملات في سورة الانفال
 
امين وياك
حضور راقى ....
سلمت لروعه الاطلاله الرائعه
لقلبك السعادة
.
:81:

اسم مؤقت 12-15-2021 02:30 PM

رد: تأملات في سورة الانفال
 
جزاكم الله خيرا

جنون الحرف 12-15-2021 08:15 PM

رد: تأملات في سورة الانفال
 
جزاك الله خير الجزاء

ولد الذيب 12-16-2021 10:27 PM

رد: تأملات في سورة الانفال
 
عافااك الله على الطرح الرااااائع والجميل :137:






:136:




اعتدنا منك المميز والإبداع دائماً ونتطلع لجديدك :81:

هيبة مشاعر 12-20-2021 09:35 AM

رد: تأملات في سورة الانفال
 
http://www.tra-sh.com/up/uploads/163998208371.gif

رحيل المشاعر 12-20-2021 10:08 PM

رد: تأملات في سورة الانفال
 
يعطيك العافيه ويسلم يدينك
لروحك الجوري
ودي


الساعة الآن 02:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM