![]() |
حاسد لا يحسن الحسد!
قرأت في ورد اليوم قوله تعالى:
﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 54]. ولكن يبقى السؤال الأهم: هل ما هم فيه من نعمةٍ يستحقُّ أن يُحسَدوا عليه؟ تتَّضح الإجابة في قوله تعالى بعدها: ﴿ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ﴾ [النساء: 54، 55]. فالنعمة في ذاتها لا تستحقُّ أن يُحسَد أحدٌ عليها؛ لأنها قد تُبعده عن الله، أما النعمة التي تستحقُّ أن تَحسد أو تغبط غيرَك عليها، فهي النعمة التي تُقرِّبه إلى الله لذلك قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((لا حسَدَ إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل والنهار)). أما معاني الكلمات لهذه الآية، فكانت تُوضِّح جانبًا آخر من المعنى؛ حيث كُتب فيها: "الناس: محمدًا وأصحابه"، "فضله: النبوة والنصر"، " فقد آتينا آل إبراهيم: فكيف لا يحسدون آل إبراهيم، واليهود يعترفون به؟ فما آتينا محمدًا ليس ببدع حتى يُحسد عليه"؛ أي: لماذا يحسدون محمدًا صلوات الله وسلامه عليه ويُكذِّبونه ولا يحسدون إبراهيم عليه السلام ويتَّبِعونه بالرغم من أن كليهما نبيٌّ؟! أكثر ما يؤذي الإنسان نفسيًّا هما شيئان: تضييع الأمانة والظلم، وقد مررت شخصيًّا بكليهما والأُولى أشد - أن تستأمن أحدًا أمانةً ما ولا يُعيدها - ولأن الله عالمٌ بقلوبنا قال في نفس السياق: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ﴾ [النساء: 58]. وأخبرنا أيضًا عن صفة نُميِّز بها المنافق بجانب الصفات الأخرى التي أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بها في الحديث حين قال: ((إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر))، وهي أنك حين تُحدِّثه عن تطبيق شرع الله في أي جانب من جوانب الحياة، تجده من أشدِّ المعارضين لك، لدرجة قد يدعو فيها الناس ليقتنعوا برأيه ولا يستجيبوا لك؛ حيث قال تعالى عن ذلك: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ﴾ [النساء: 61]. [1] [1] مرجع معاني الكلمات: مصحف الميسر في غريب القرآن. محمد عاطف أحمد |
رد: حاسد لا يحسن الحسد!
جزيت خير الجزاء
على ماخطه لنا قلمك من طرح قيم وجعله المولى في موازين حسناتك |
رد: حاسد لا يحسن الحسد!
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة دمت بِ سعآدة لا تنتهي |
رد: حاسد لا يحسن الحسد!
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك وجعلها الله في موازين حسناتك مودتي وتقديري |
رد: حاسد لا يحسن الحسد!
|
رد: حاسد لا يحسن الحسد!
جزاك الله خير على الطرح
ننتظر القادم ب شوق ودي وتقديري |
رد: حاسد لا يحسن الحسد!
|