منتديات تراتيل شاعر - وصايا يحتاجها المراهق

عندما يبدأ ابنك مرحلة المراهقة، قد يمثّل التعامل معه تحدّياً كبيراً، ففي بعض الأحيان يقترب منكِ جداً، وفي أحيان أخرى يبتعد بنحو يثير قلقك.

في هذه المرحلة تنتقلين من السيطرة الكاملة على طفلك منذ ولادته، إلى تأثير محدود، حتى ينتهي هذا التأثير مع بلوغه سن الرشد، وخلال هذه المرحلة الحساسة، يحدّثك عقلك بأن تتراجعي قليلاً عن التدخل في حياة ابنك، بينما يدفعك قلبك إلى اقتحام حياته خوفاً عليه، وما بين قلبك وعقلك، عليكِ التركيز على ما يحتاج إليه منكِ ابنك خلال مرحلة المراهقة لتمنحيه ما يحتاج إليه، وإليكِ 3 أشياء أساسية هي التالية:

1- يريد أن تخبريه أنه جيد بما يكفي

في مرحلة المراهقة، أنتِ تتعاملين مع ضغوط المقارنة في المدرسة والنادي، فهناك دائماً شخص آخر يحظى بمزيد من اهتمام الأولاد، أو درجات أعلى، أو لديه المزيد من الأصدقاء، أو متفوق في إحدى الألعاب الرياضية، وفيما أن المقارنة ليست صحية بالنسبة إلينا كبالغين، لكنها تعصف بذهن المراهق، وتجعله يشعر أحياناً أنه تافه أو غير مرغوب فيه.

هنا يأتي دورك كأم، أخبري ابنك أنه جيد بما يكفي وأنه متميز، أخبريه بنقاط قوته وتفرّده، وأنكِ تحبينه في جميع الأحوال، وأنه يمتلك أدوات النجاح، لا تنتظري حتى يثبت لكِ نجاحه، حتى عندما تشعرين أنه يحاول إبعادكِ عنه، أخبريه بكل هذا وتأكدي من أن النتيجة ستظهر فيما بعد.

ومن المهم جداً منح ابنك مساحة لارتكاب الأخطاء والتعلم منها، وتذكري دائماً أن التعلم من خطأ صغير أمام عينيكِ، أفضل من تركه لأخطاء أكبر بعيداً عنكِ.

2- يحتاج إلى أن تفهميه

في مرحلة المراهقة، تعصف الهرمونات بجسم ابنك، لذا عليكِ تفهّم أنه كتلة متحركة من المشاعر، يحتاج منكِ إلى الاستماع إليه، الإنصات فقط، دون إظهار دهشة مما يقوله، أو محاولة التدخل لتصحيح أخطاء، أو التقليل من مشاعره، تأكدي أنه سيعرف أخطاءه فيما بعد، ولكنه فقط بحاجة إلى من يستمع إليه ويتفهم ويقدّر ويحترم مشاعره.

عندما يخبركِ المراهق عن أفكار تشعركِ بالخوف، لا تظهري مخاوفك أمامه، ففي هذه المرحلة هو يتحدث عن كل ما يفكر به، وتأكدي أن ما غرستِه داخله من قيم هو ما سيفوز في النهاية.

3- يحتاج إلى قوانين رغم مقاومته لها

خلال هذه المرحلة الحرجة، يحاول ابنك مقاومة القوانين والقواعد التي تضعينها له، إنه يحاول التأخر عن المواعيد المحددة، أو اختراق قوانين المنزل، ولكن بالرغم من هذه المقاومة، هو بحاجة إلى ثباتك وتمسّكك بقواعد الانضباط، فهي تشعره بالأمان، حيث أنه في هذه المرحلة يصبح أكثر استقلالاً، ولكن المسؤولية تشعره بالخوف، وقوانينك تكون خط الأمان الذي يستند عليه ويشعره أنه لن يسقط.