منتديات تراتيل شاعر

منتديات تراتيل شاعر (http://tra-sh.com/vb/index.php)
-   قصص - روآيات - حكايات ▪● (http://tra-sh.com/vb/forumdisplay.php?f=23)
-   -   الضوء والانكسار (http://tra-sh.com/vb/showthread.php?t=100206)

رحيل المشاعر 01-31-2018 12:47 AM

الضوء والانكسار
 





الضوء والانكسار




ينطلق السهم الذهبي عائدا، يمتطى صهوة طريقه الإسفلتي الممتد، يجتاز الحد الفاصل بين إغفاءة فلول أشعة الشمس الهاربة، وأفول وشيك للشمس خلف أفق غير معلوم مداه.




في زي عملها المتناغم، تبدو بقوامها المتناسق، شعرها الذهبي المسترسل على كتفيها، خلف وجهها المائل إلى الاستطالة.. تكسوه مسحة طفيفة من المساحيق، تزيّنه عينان عسليتان.. تعلوان أنفا دقيقا، وفما مبتسما.



من مقدمة العربة، ترسل سهام عينيها.. توزعها صوب ساكني المقاعد البادين لها. تدفع قدميها في الممر. تنبّه ـ رغم التحذيرات المعلنة ـ على عدم التدخين. تسرى في البدن رهبة.. تتكرر ـ رغم تمرسها ـ مع بداية كل رحلة. تطوف بالبال أشياء عدة، تكاد تجرها بعيدا.. تدنيها من صورة فارسها، تداعب خيالها المتشوق.




تستفيق.. تتوقف.. تتخير من تبدأ معه الحوار. تفك متاريس الكلام بحوار دافئ.. يتواصل.. يزيد من دفئه اندفاع صدرها بوجهها نحو محدثها بعفوية.. يعضده عبق أنثوي متسلل. تضيق المساحات بين الوجوه، وتتسع. تسقط فواصل، وتعلو أسوار تحكم حدود الحوار.



في رقة، تلح في عرض قائمة أصناف المشروبات والشطائر. في خفة تنتشل وجهها.. تتنقل.. تتوغل بين الصفوف العرضية، المقطوعة بالممر حتى تصل إلى المؤخرة الشاغرة.



تعود، مدوّنة ما طلب منها. ترمق في إطلالات مشعة سريعة وجوها لم يصل إليها وهج لحظات اقترابها الخاطفة



تتحسس عيناها جسدها على مهل. تغيب في باطن العربة، ثم تلوح صاعدة تحتضن (السرفيس)



***


يصير السهم ككتلة ضوء تخترق الظلام الدامس، تغازل أضواء متباعدة.. متناثرة.. متضائلة فيما حول الطريق.


تلقى بجسدها على مقعد إلى جوار القائد. تلتقط مسامعها همسا حالما بـفيلم يدور بتلفاز العربة. يطبق جفناها على صورة فارسها.. تكاد تسكرها لذة لحظات التداني.



يباغتها دخان سيجارة.. يتسلل إلى أنفها، ولا توليه انتباها. تهزها يد القائد ؛ لتواجهها نظرته القامعة المستفسرة. تنتفض واقفة.



تسرع. تتسمر في مكان انبعاث الزفرات. يغرز الرجل عينيه في عينيها مبتسما.. تشع نظرته المستغرقة بخليط من إعجاب مطارد، وتوسل. ترفع الشعر عن جبينها، تعالج به أثر فرط النظرات المفترسة. تحرك سباتها نحو المؤخرة الشاغرة، تهمس بصوت خفيض:



ـ إن كان لابد من التدخين.. فليكن بالمؤخرة، ولتحاذر.



وتعود.. تمسح الصفوف بعينيها الهاربتين. تداعب يدها خصلات شعرها المنسدلة، ترفعها. تشد قامتها مع صدرها المكتنز. تشعل الإيماءات، والنظرات المتناثرة حولها مكامنها المحتبسة.



يسدل الصمت ستائره، فتحتويها أريحية المقعد. يشف ذهنها المتوقد. تندلع في جوانحها الأسرار والحكايات.. تتبدى.. تتكشف.. يفرد لها الخيال بساطه، فتستسلم لغفوة.. ترتحل فيها، تعانقها أحلام عطشى. تتناثر بقع الضوء المتماهية. تتوه في محيطها المتسع. تلاحقها أطياف. تدنيها آمال. تتقلب على فراش من خواء.. تلملم أجزاء الحلم. تتلاشى منها. تأتيها. تعود للاندحار والتلاشي.



***


يلوح مدخل المدينة المبهر الأضواء. يصير بريق السهم باهتا، يذوب ضوءه في محيط الضوء الباهر.


تبرز مرة أخرى من أحشاء العربة، في ملابسها الشخصية. يتدلى شعرها ملموما، مربوطا خلف ظهرها. تكسو وجهها نظرة محايدة. يعلوها كدر ككدر ما بعد الصحو.



تتوغل بين المقاعد. تقوم بالتحصيل.. ثم تعود.. تلازم مقعدها الأمامي متيقظة، بينما يلج السهم ميدان ربوضه

.





a7ases 01-31-2018 12:56 AM

رد: الضوء والانكسار
 
سلمت يدآك..على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
يعطيك ربي ألف عافيه..
بإنتظار جديدك بكل شوق.
لك مني جزيل الشكر والتقدير لاعدمناك...

عنيزاوي حنون 01-31-2018 01:04 AM

رد: الضوء والانكسار
 
طرح رائع
ومفعم بالجمال والرقي

يعطيك العافيه على هذا الطرح
وسلمت اناملك المتألقه لروعة ما جادت به
تقديري لك

القيصر 01-31-2018 04:54 PM

رد: الضوء والانكسار
 
سلمت يداك على الانتقاء المميز
ننتظر القادم بكل شوق
ودي وتقديري

كبرياء أنثى 02-01-2018 01:44 PM

رد: الضوء والانكسار
 
يعطيك العافيه ع الطرح الرائع
سَلمت على روعه طرحك
دمت ودام لنا جمال ذائقتك ومواضيعك
لقلبك عبق الورد

صاحبة السمو 02-01-2018 02:07 PM

رد: الضوء والانكسار
 
راق لي ماقدمت
يعطيك العافية وننتظر جديدك بشوق
ودي وتقديري

أميرة الورد 02-02-2018 05:20 AM

رد: الضوء والانكسار
 
يعطيك العافية على مجهودك
تسلم ايدك
تقديري وتحيتي لسموك

شماء 02-02-2018 06:18 PM

رد: الضوء والانكسار
 
نقل مميز
عوافي ع الطرح

ملاك الورد 02-02-2018 09:07 PM

رد: الضوء والانكسار
 
سلمت أناملك على هذا الجمال ..
فكل الشكر لسموك ..
بإنتظآر جديدك بكل شوق ..
لروحك جنآئن الورد

aksGin 02-04-2018 09:12 PM

رد: الضوء والانكسار
 
....
يعطيك العافيه غلاتي :118:


الساعة الآن 06:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM