منتديات تراتيل شاعر - حوار ثقافي حول تراث النيل الازرق

منتديات تراتيل شاعر (http://tra-sh.com/vb/index.php)

- تَرآثِيـاتْ ▪● (http://tra-sh.com/vb/forumdisplay.php?f=46)

- - حوار ثقافي حول تراث النيل الازرق (http://tra-sh.com/vb/showthread.php?t=91883)

حوار ثقافي حول تراث النيل الازرق

http://almris.com/wp-content/uploads/2016/04/angsna.jpg
الباحثة فى تراث النيل الأزرق علوية عمر يوسف
لغة الإنقسنا تخلو من حرفى “الشين والحاء” وحروفها 25 فقط
حوار : محمد جادين
باحثة ومهتمة بتراث منطقة النيل الأزرق، جرفتها السياسية من توثيق وكتابة لغة قبائل الأنقسنا، مريخابية وأبنائها يشجعون الهلال تؤمن ان التنوع نعمة اذا أحسنت إدارته إلتقينا بها بعيداً عن السياسة فكان هذا الحوار عن التعدد وتمازج الثقفات وعن ثراث الإنقسنا.
نتعرف عليك
انا علوية عمر يوسف، من ولاية النيل الأزرق منطقة “باو” درست المراحل الأولى بمدؤسة باو، والمتوسطة والمرحلة الثانوية بالدمازين، كنت عضواً بالمجلس التشريعى والمفوضية البرلمانية للمشورة الشعبية بالنيل الأزرق، ام لسبعة من الأبناء، باحثة ومهتمة بتراث “الأنقسنا”.
علمنا انك ِ مهتمة بتراث الأنقسنا
نعم لدى إهتمام كبير بتوثيق تراث المنطقة، خاصه وان لاية النيل الأزرق حاله خاصه بمثابة (سودان مصغر) يحتويها التنوع والتعدد فى كل تفاصيل الحياة، بحيث تداخلت وتمازجت السحنات والثقافات، ويمكن ان اقول ان الولاية عبارة عن بوابه تربط السودان بدولة الجنوب والعكس، وأحب ان أشير الى ان إهتمامى بالتراث قادنى الى العمل العام ومن ثم وجدت نفسى فى عالم السياسية.
بعض المهتمين من المنطقة يقولون أن السياسة أضعفت إهتمامتك بالتراث
أتفق معاك لحدما ان السياسية سرقتنى او بالإحرى “سرقتنا” من توثيق تراث ولغة الأنقسنا، وعامل الزمن والبرنامج الضاغط والمرحلة الحرجة التى مرت بها الولاية أبان فترة عملية المشورة الشعبية وكنت عضواً فى المفوضية البرلمانية للمشورة الشعبية ووقعت علي مسؤلية التدريب ورفع القدرات بالمفوضية، لن أقول أن إهتماماتى بالتوثيق للتراث أصبحت ضعيفة ولكن المرحلة أقتضت وقتها تأجيل كل النشاطات وكان لاصوت وقتئذ يعلو على صدى المشورة الشعبية، ومشروع التوثيق لم يتوقف نهائياً والفكرة مازالت قائمة
حدثينا عن مشروعك “كتابة لغة الأنقسنا”
بدأنا مجموعة من أبناء المنطقة فى توثيق تراث المنطقة ومحاولة كتابة لغة قبائل الأنقسنا وتحويل مقاطعها الصوتية الى حروف ورموز ومن ثم نترجمها الى اللغة العربية والإنجليذية، والحمدالله قطعنا خطوات كبيرة فى المشروع الذي بدأ فى العام 1979 من قبل مُهتمين من أبناء المنطقة ومن ثم وآصالنا في المشروع الا انه توقف فى 2005 بعد أن إتجهت أغلب المجموعة الى العمل السياسى تمشياً مع ضرورة المرحلة التى كانت تعيش الولاية بعد توقيع إتفاق السلام الشامل.
كلمينا عن لغة الإنقسنا
لغة الإنقسنا لغة عادية وبسيطة مقاطعها الصوتية واضحة الأ انها تبدو معقده قليلاً نسبة للتنوع الموجود فى المنطقة بجانب تعدد القبائل واللهجات مثل “الأدوك والمابان والقواله وعدد من المكونات الخرى” وحقيقة تجربة كتابة لغة قبائل الإنقسنا ممتعة رغم صعوبتها نسبة للفوارق بينها واللهجات الأخرى خاصة العربية والإنجليزية.
هل ضعتم حروف أو رموز للغة الإنقسنا وكم فصلتم مقطعاها الصوتية.
لغة الأنقسنا سبق وان أشرت إلي أنها بسيطة التركيب ولكنها تبدو معقدة قليلاً خاصه وان مقاطعها الصوتية خالية تماماً من حرفى (الشين والحاء) وعندما عددنا مخارجها الصوتية وجدناها (25) حرف بفارق ثلاث من اللغة العربية والحرف الثالث الـ(ز) و الـ(ذ) فهى حرف وآحد فى اللجهة المحلية لسكان المنطقة، ولكنا إعتمدنا حرفى الشين والحاء فى الترجمة خاصة وان المنطقة اصبح بها كثير من التداخل والتعايش وإمتزاج الثقافة العربية بالمحلية فأصبحت هناك اسماء مثل (حواء) و(الشيخ) فكان لابد من وضع الحرفين فى حالة الترجمة.
النيل الإزرق عرفت بالتنوع ولكنه أحياناً يتحول الى نقمة مارائك..
نعم التنوع نعمة كبيرة ولكنه احياناً يتحول الى صراع، ولكن أحب أن أأكد ان المنطقة أحسنت إدارة التنوع والتعدد بفطرة الناس الطيبين، فالولاية تعيش تناغم وتعايش سلمى بين كافة القبائل والثقافات ما انعكس على الأستقرار الحالى الذى تأثر بالحرب فى السابق ولكن عادت الأوضاع الى طبيعتها مع السلام الذى ينشده الجميع، فالتنوع ثراء كبير اذا إحُسن إداراته، “وأبتسمت ومن ثم قالت” على مستوى الإسرة نعيش فى تنوع فأنا حركة شعبية وزوجى كان مؤتمر وطنى وأولادى بعضهم يشجع المريخ والبعض يشجع الهلال.
مارائك في المثل الشعبي “المرأة كان بقت فأس ما بتكسر الرأس” شنو
ضحكت ومن ثم قالت ده كلام ماصاح، نعم ثقافتنا تقف فى كثير من الإحيان فى طريق “النسوان” ولكن الحمدالله أصبحت هناك نسبة كبيرة من الوعى فى المجتمع ومازلنا نطمح فى المذيد بعد ان أقتحمت المرأة السودانية كافة المجالات، وتبقت لنا رئاسة الجمهورية.