منتديات تراتيل شاعر - الحسد مأساة للروح والجسد

منتديات تراتيل شاعر (http://tra-sh.com/vb/index.php)

- نفحات آيمانية ▪● (http://tra-sh.com/vb/forumdisplay.php?f=5)

- - الحسد مأساة للروح والجسد (http://tra-sh.com/vb/showthread.php?t=22691)

الحسد مأساة للروح والجسد

ان أول ذنب عصي به الله في سمائه هو حسد ابليس لآدم عليه السلام وأول ذنب عصي سبحانه به على أرضه هو حسد ابن آدم أخاه..
قد لا اكون مبالغا عندما اعبر عن مقدار حزني وانا اشاهد الحسد والضغينة في اعين البعض ممن يدعون الزمالة والصداقة او حتى القرابة، بل واحيانا تحول هذا الحسد الى حقد وغل وتربص انتظارا للوقت المناسب لنفث سموم هذا الشعور المقيت.

كم من نماذج نشاهدها يوما بعد يوم وقد انكشف زيفها وكشرت عن انيابها واظهرت وجهها القبيح، ستجد هؤلاء يظهرون امامك عند كل خطوة تخطوها للامام، ستجد اثارهم وروائحهم النتنة وقد ملأت الطريق الذي تسلكه في حياتك محاولا الارتقاء بها لا لشيء الا لاعاقتك ومحاولة تثبيطك وحرمانك عن اي نجاح قد كتبه الله لك قال تعالى" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" سورة الأنفال.

يتملكني شعور بالاصرار والمثابرة والمضي الى الأمام عند سقوط كل قناع من هذه الأقنعة الزائفة وهذه الوجوه التي تعتريها الظلمة والسواد تماما كسواد قلوب أصحابها التي ملأها القيح والصديد واحقادهم الدفينة منها والظاهرة، أؤمن بأن الله جل في علاه قد كتب لابن آدم رزقه وعمره الى يوم وفاته يقول أبو تمام في أبيات تتناسب وهذا المقال:

ألا قل لمن كان لي حاسدا....أتدري على من أسأت الأدب
أسـأت على الله في حــكـمه....لأنك لـم تـرض لي مـاوهــــب
فأخــــزاك ربي بمـا زادنــــي....وســــد عـلـيك وجــــوه الطـلـب

ينتشر الحقد والحسد في المجتمع كانتشار النار في الهشيم فمصطلح الغبطة بهت ولم يعد له ذكر او وجود واصبح الانسان لا يستطيع البوح بنعم الله عليه خشية الحسد والعين وكنتيجة لذلك انتشرت الفرقة والكراهية والبغضاء بين مختلف أطياف المجتمع.

استغرب من هؤلاء الخفافيش كيف يجدون الوقت والقدرة على تتبع غيرهم والتنقيب عن زلاتهم أو أقوالهم بل وأكثر من ذلك طرحها ومناقشتها في كل فرصة يجدونها مؤاتيه وكأني بهم قد وصلوا الى مراحل الكمال وأقصى درجات النجاح وهم عن ذلك بعيد بل والعديد منهم لم يستطع تحقيق ذاته ولا تقديم شيء يذكر لا لنفسه ولا لمجتمعه الذي اعطاه الكثير.

نماذج متلبسة لباس الاسلام وأخلاق نبي الأمة وقد تجدهم من رواد المساجد وحلق الذكر، الظاهر لايعكس ما هو موجود بالباطن من غل وحسد وكره وتمني لزوال نعم الله على غيرهم ونسوا أو تناسوا أن الله جل في علاه من قسم الأرزاق بين عباده وقبولهم وايمانهم الصادق بما كتبه الله لهم هو من صفات المؤمن الحق قال عليه الصلاة والسلام" لا يزال الناس بخير مالم يتحاسدوا".