منتديات تراتيل شاعر - كيف تتعامل مع الشراهة العصبية؟

إذا كنت ممن يعانون من الشراهة العصبية وترغب في التخلص من هذا الاضطراب الغذائي فيمكنك اتباع أسلوب "مراقبة النفس"، الذي هو عبارة عن تكتيك علاجي يشمل مجموعة من الأنشطة، يقوم بها مرضى فقدان الشهية العصبية والشراهة العصبية لتعلم أساليب السيطرة والتحكم بالخلل والاضطراب الغذائي الذي يعانون منه.
أنشطة مراقبة النفس تشمل ما يلي:
• تدوين الملاحظات في دفتر يوميات الطعام.
• قياس وزنك في يوم من الأسبوع دوريا.
• حساب مؤشر كتلة الجسم.
• التأكد من تقدم حالتك كل أسبوع.
نعني بدفتر يوميات الطعام أن تقوم بتسجيل وتدوين الطعام الذي تأكله، ويكون الدفتر مكونا من سلسلة من الأعمدة تحتوي على المعلومات التالية: وقت تناول الطعام خلال اليوم، مقدار الطعام والشراب المستهلك، مكان تناول الطعام، فترة النهم والشراهة، فترة التعويض وبذل الجهد للتخلص من الطعام (مثل الرياضة، أو التقيؤ الذاتي، أو استخدام الأدوية الملينة)، وآخر عمود يجب أن يحتوي على المشاعر والأفكار التي شعرت بها خلال سلسلة أحداث تناول الطعام، كما يمكن أن يكون الدفتر مصمما بطريقة تبين لك سلوكياتك في الطعام، ويظهر لك كيف ابتعدت بك سلوكياتك تلك عن خطة اتباع حمية صحية.
يجب أن تدون المعلومات والملاحظات في دفتر يوميات الطعام كل يوم، وفي كل وقت تتناول أو تشرب فيه شيئا ما، ولا يفضل تدوينها في نهاية اليوم لكي لا تنسى أي معلومة مهمة.
والهدف من دفتر يوميات الطعام هو فهم ما يحدث معك عندما تأكل بهذا النهم، عليك أن تراجع الدفتر كل أسبوع، وحاول أن تلاحظ النمط المتبع في تناول الطعام والذي سجلته في دفتر يوميات الطعام، وعلى هذا الأساس حدد هدفا للأسبوع القادم، ويجب أن يكون الهدف القادم معتمدًا على النتائج المحققة، كما يجب أن يشكل خطوة جديدة إلى الأمام، وإذا لم تلاحظ أي تقدم في بعض الأسابيع، وأنك لم تغير من سلوكياتك في الطعام والشراب إلى أخرى أكثر صحية فلا تستسلم بل استمر في تحقيق هدفك المنشود.
فقدان الشهية والمرأة الحامل
من أجل إنجاب طفل مفعم بالصحة، يجب أن تكسب المرأة الحامل العادية بين 11-16 كغم خلال فترة الحمل، وإذا سمعت امرأة مصابة بفقدان الشهية العصبي هذا الأمر فالأمر عندها كأنك تقول لشخص عادي أن يكسب 45 كغم خلال تلك الفترة، وهذا أمر سيئ في الحقيقة.
فإذا كنتِ مصابة بفقدان الشهية العصبي فقد تواجهين المتاعب في إمكانية الحمل والقدرة على الاستمرار في حمل الجنين إلى نهاية فترة الحمل، إذ يؤدي هذا الأمر إلى اضطراب في الدورة الشهرية وضعف في العظام يصعب معه أن تتمكني من الحمل أو ثباته عندك إن حصل، وإذا كنت تعانين من نقصان الوزن ولا تنوعين في طعامك بشكل صحيح فقد تعرضين نفسك وجنينك للخطر.
وللنساء اللاتي يعانين من اضطراب في الغذاء معدلات أعلى للإجهاض، أو الولادة قبل الموعد مما يعرضهم لخطر المعاناة من المشاكل الطبية.
يجب أن تحصل جميع النساء الحوامل على العناية الصحيحة اللازمة قبل الولادة، وخصوصا تلك النساء اللاتي يعانين من فقدان الشهية العصبية أو الشراهة العصبية، فهن بحاجة إلى عناية خاصة، لذا يجب أن تتناولي جميع الفيتامينات الضرورية، ويجب أن تزوري المراكز الصحية وطبيبك للمراجعة وإجراء الفحوصات اللازمة بشكل دوري، ولا يجوز أن تمارسي التمارين الرياضية إلا إذا وافق لك طبيبك على القيام بذلك.
اتصل بالطبيب على الفور
يجب أن تتصل بالطبيب إذا رأيت شخصا يقوم بالأمور التالية:
• تظهر عليه علامات فقدان الشهية العصبية، بما فيها خسارة الوزن بشكل سريع، رفض تناول الطعام، اهتمامه الزائد بخصوص الوزن، استخدام الملينات بشكل كبير.
• يرى نفسه بدينا، ويستمر في إجراء الحميات على الرغم من نحافته الشديدة.
• يخسر كمية كبيرة من الوزن ولا يستطيع إيقاف تلك الخسارة.
• تعاني من توقف الدورة الشهرية.
• يمارس التمارين الرياضية كثيرًا لدرجة إيذاء نفسه، ومع ذلك لا يتوقف عن ممارستها.
• يخاف من زيادة الوزن حتى ولو كانت بكميات صغيرة، مما يؤثر على تناول الوجبات الصحية المفيدة.
• تم تشخيصه بمرض فقدان الشهية العصبي، ويشعر بالدوار ويواجه المتاعب عند النوم أو لديه أعراض الاكتئاب أو القلق.
وإذا كنت تعرف شخصا عزيزًا عليك ويعاني من الشراهة العصبية عليك الاتصال بالطبيب إذا رأيته يقوم بالأمور التالية:
• يأكل بنهم كبير وشراهة، وفي وقت قصير، ومن ثم يتخلص من الطعام.
• اهتمامه المفرط بالوزن الزائد، وخجله من سلوكياته في الطعام.
• غير قادر على التبول.
• تغير ملحوظ في ضربات قلبه، انخفاضا أو غيره عن الطبيعي.
• يعاني من آلام شديدة في المعدة، ويتقيأ دما، أو يكون برازه أسود اللون ولزجا، إذ تكون هذه دلالة على وجود نزيف في الجهاز الهضمي.
أما بالنسبة للوقاية من هذا الاضطراب الغذائي فحال الشراهة العصبية كحال فقدان الشهية، إذ لا توجد طريقة معروفة للوقاية منه، ولكن كما قلنا في السابق من الممكن أن يكون العلاج المبكر أفضل طريقة لتجنب تطورها إلى مراحل متقدمة، وذلك بمعرفة إشاراته الأولية لتقديم العلاج الفوري.
كما توجد طرق متعددة يمكن للبالغين والآباء اتباعها لمساعدة أطفالهم الصغار والمراهقين تجنب الإصابة بالشراهة، منها: عدم معاقبتهم أو مكافأتهم بالطعام، وأن يكونوا مثالا أعلى وقدوة حسنة في اتباع غداء صحي متوازن وممارسة الرياضة المناسبة، وتعليم أطفالهم كيفية الاعتناء بأجسامهم وعدم الاهتمام الزائد بمظهرهم.
قد وجد أن عدد النساء اللاتي يصبن بفقدان الشهية العصبية والشراهة العصبية يفوق عدد الرجال، وقد لوحظ أن الفئة الأكثر تأثرًا هي الفتيات المراهقات اللاتي يعانين منه بسبب ظنهن أن النحافة الزائدة تضفي عليهن جمالا زائدا، وللأسف فليس الأمر كذلك.
فقد رأيتم ما تفعل حالتا الاضطراب الغذائي المذكورتان بكل من يعاني منهما، لذا أعزائي القراء إذا كان لديكم أطفال حاولوا أن تعلموهم بالقدوة الحسنة المحافظة على الصحة واتباع نمط حياة صحي جيد، وكونوا جزءا من حياتهم لتعرفوا ما يدور في بالهم، وننصحكم بمتابعة ومراقبة حياتهم دون التدخل بشكل مباشر لتكونوا على علم بكل ما يحدث، ليكن " اتباع نمط حياة صحي" هدفنا الأساسي جميعا.

http://www.gladpige.dk/Linier-no2/gpl994.gif