منتديات تراتيل شاعر - قصة اطفال قصيرة الفأر الهادئ 2019

http://upload.z4ar.com/files/94629.jpg

كان هناك ذات مرة فأر صغير كان يعيش سعيدًا جدًا ؛ ويتميز بالهدوء الشديد ، كان يتجول من هنا إلى هناك بكل حرية ؛ حيث أن القطط ذاتها إذا قابلته في إحدى جولاته فإنها تحترمه جدًا .

ظلّ الفأر يتمتع بذلك الهدوء التام حتى جاء اليوم الذي قابل فيه حيوان غريب لم يره من قبل ، كان ذلك الحيوان يمتلك رأسًا طويلة ، لم يكن الفأر يعلم أنه موجود مع نوع من أنواع النمل الغريبة ؛ والتي تختلف عنه كثيرًا ؛ حيث أنها لا تبدو هادئة ؛ حيث أنها تتميز بالكثير من النشاط وتبتسم قليلًا .

لم يكن الفأر سيئًا ؛ غير أن تلك النملة سخرت منه ؛ لأنه لا يستطيع أن يقدم شيء لأي أحد في الغابة ؛ حيث أنه دائمًا هادئ جدًا ، قالت النملة بتكبر : ما أعرفه عنك أنك فأر صغير حزين ؛ لذلك لم يمنعك أحد من الجري في الغابة ؛ مما يجعلك تمشي بكل سهولة .

نظر إليها الفأر قائلًا باهتمام : لماذا تقابلنني لتقولي لي هذا الكلام ؟ لا أعتقد أنني قد أزعجتكِ في شيء ، دائمًا أتجول في الهواء بالغابة دون أن أقارن نفسي مع الآخرين ؛ وهذا ما أنتظره من الجميع أيضًا .

كان الفأر يشعر بالأسف والحزن من كلام النملة ؛ ولم يجد أي رد آخر على سخريتها التي استمرت ؛ فقام بتغيير الاتجاه إلى الناحية الأخرى ليمشي بعيدًا عنها ، بعد وقت طويل ذهب الفأر ليتجول كعادته في الغابة ؛ وسمع فجأة صوت ضوضاء قوية ، جرى الفأر بسرعة في اتجاه المكان الذي يسمع منه الصوت ، وهناك رأى تلك النملة التي سخرت منه قبل ذلك .

كانت النملة في هذه المرة هي التي تصرخ ؛ حيث كانت موجودة مع فيل ضخم والذي كان يتسلى معها بالوقوف فوقها ، حينما شاهد الفأر ذلك المشهد ؛ صعد مسرعًا فوق ظهر الفيل ؛ الذي لم يستطع الهروب منه بالرغم من ضخامته وقوته الهائلة .

قال الفأر إلى الفيل متعجبًا : كيف تفعل ذلك وأنت بهذه الضخامة مع الآخرين الذين لا يملكون نفس حجمك ؟ سنرى الآن ماذا ستفعل ، بدأ الفيل يجري في اتجاه آخر ؛ لأنه كان يشعر دائمًا بالألم من صعود الفئران على جسده ، وتركه الفأر ليمضي في سلام هاربًا ؛ بعد أن ترك النملة .

شعرت النملة بالخجل مما قالته لذلك الفأر حينما قابلته في الماضي ؛ فقالت له : أرجو أن تسامحني على ما قلته لك في ذلك اليوم الذي قابلتك فيه ؛ لقد علمتُ أنني كنت حمقاء ، قال الفأر بهدوء : لا تقلقين بهذا الشأن يا صديقتي ؛ أعتقد أنك قد تعلمتِ الآن أننا لدينا جميعًا الحق في أن نعيش في هدوء وسعادة داخل وطننا ؛ وكل من يفهم ذلك ؛ سيصبح صديقي .