المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الَفوائد الجَنية منَ الهجَرة النبَوية (7)


ضوء القمر
11-13-2017, 11:29 AM
جِنسيةُ المسلمِ ووطنُه عقيدته .


إن أغلى ما لدى الإنسانِ إذا تخلى عن مُقوِماتِ دينِه ، أهلُه وولدُه وماله وبلده ، فالصحابةُ رضوانُ الله عليهم لما وجدوا أن مكةَ ليستْ مقراًّ لدينِهم ؛ استأذنوا من الرسولِ صلى الله عليه وسلم بالهجرةِ ، فأذن لهم صلى الله عليه وسلم ، وهنا ارتفعوا عن مطالبِ الدنيا ، وعن حقارةِ الدنيا ، وعن ذُلِّ الدنيا ، وَنَجَوا بعقيدتِهم ؛ لأن المسلمَ وطنُه عقيدتُهُ ، فالصحابةُ رضوانُ الله عليهم ضحَّوا بالوطنِ ، وضحوا بالأهلِ ، وضحوا بالمالِ في سبيل هذه الهجرة في سبيلِ عقيدتِهم ، وانظر إلى صهيبٍ الرومي رضي الله عنه ، كان عبداً مملوكاً في مكةَ ، فلما جاء الله بالإسلام صدّقَ وأطاع ، فاشتدَ عليه عذاب الكفار ، ثم أَذِنَ النبيُ صلى الله عليه وسلم للمؤمنينَ بالهجرةِ إلى المدينة فهاجروا ، فلما أرادَ أن يهاجرَ معهم منعه سادةُ قريشٍ ، وجعلوا عنده بالليل والنهارِ من يحرُسُه ، خوفاً من أن يَهْرُبَ إلى المدينة ، فلما كان في إحدى الليالي ، خرجَ من فراشِه إلى الخلاء ، فخرجَ معه من يرْقُبُه ، ثم ما كادَ يعودُ إلى فراشهِ حتى خرجَ أخرى إلى الخلاءِ ، فخرج معه الرقيب ، ثم عاد إلى فراشه ، ثم خرجَ ، فخرجَ معه الرقيبُ ، ثم خرج كأنه يريد الخلاءَ ، فلم يخرُج معه أحد ، وقالوا : قد شغلَتُه اللاتُ والعزى ببطنه الليلةَ ، فتسَلَّلَ رضي الله عنه ، وخرَجَ من مكةَ ، فلما تأخَّرَ عنهم ، خرجوا يلتمسونَهُ ، فعلِمُوا بهربِه إلى المدينة ، فلحقوه على خَيْلِهم ، حتى أدركوُه في بعضِ الطريقِ ، فلما شَعُرَ بهم رقى على ثَنِيَّةِ جبلٍ ، ثم نَثَرَ كِنَانَةَ سِهَامِهِ بين يديه وقال : يا معشرَ قريشٍ ، لقد علمتُم واللهِ أنِّي أصوبُكُم رمياً ، ووالله لا تَصِلُونَ إليَّ حتى أَقْتُلَ بِكِلِّ سَهْمٍ بين يَدَيّ رجلاً منكم ، فقالوا : أتيتنا صُعْلُوكاً فقيراً ، ثم تخرجُ بنفسكَ ومالك ، فقال : أرأيتم إنْ دَلَلْتُكُم على موضِعِ ماليِ في مكةَ أتأخذونه وتدعوني ..؟ قالوا : نعم .. فقال : احفروا تحتَ أُسْكُفَّةِ بابِ كذا وكذا فإن بها أواقيَ من ذهب ، فخذوها واذهبوا إلى فلانةَ فخذوا الحُلَّتَيْن من ثيابٍ ، فرجعوا وتركوه ، ومضى يَطْوِي قِفَارَ الصحراءِ ، يحمله الشوقُ ويحدوهُ الأملُ في لقاءِ النبيِ عليه السلامُ وأصحابِه ، حتى إذا وصلَ المدينةَ ، أقبلَ إلى المسجدِ فدخلَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أَثَرُ الطريق وَوَعْثَاءُ السفرِ ، فلما رآه النبيُ عليه الصلاةُ والسلام قال : ربِحَ البيعُ أبا يحيى .. ربحَ البيعُ أبا يحيى .. ربح البيعُ أبا يحيى .. نعم والله ربحَ البيع .. ولماذا لا يربح..؟ وهو الذي هانَ عليه أن يَتْرُكَ المالَ الذي جمعه بكَدِّ الليلِ وتَعَبِ النهار ، لماذا لا يربح وقد تركَ الأرضَ التي ألفها والبلدَ التي عرفها ، والدارَ التي سكنها ، في سبيل طلبِ عقيدته ومرضاةِ ربه.. أيها الأحبةُ الكرام ..

لا بد أن نوطنَّ أنفسنا ، وأن نفهم هذه الهجرةَ فهماً حقيقيا بأن جنسيةَ المسلمِ ووطنِه هي عقيدتُه ، فالمسلمُ تبعًا لهذا المبدأ ، فلا يَهِنُ ولا يستكين ولا يقبل الذلَّ ، ولا يقبلُ الخور والضعفَ " وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " ولما وجد الصحابةُ رضي الله عنهم أنهم لا يستطيعون أن يعيشوا بهذا الدين إلا بالذل والمهانة والاستكانة ؛ تخلوا عن هذا الوطن ، وذهبوا إلى بلاد يرفعون فيها رؤوسهم عالية ، فرفع الله مقامهم ، وأعادهم إلى وطنهم منتصرين .

لقد أكدت دروسُ الهجرةِ النبويةِ أن عزة الأمة تكمُن في تحقيق كلمة التوحيد ، وتوحيدِ الكلمةِ عليها ، وأن أي تفريقٍ في أمر العقيدة أو تقصيرٍ في أخوةِ الدينِ مآلُه ضعفُ الأفرادِ وتفكُكُ المجتمعِ وهزيمةُ الأمة ، وإن المتأملَ في هزائمِ الأممِ وانتكاساتِ الشعوبِ عبر التأريخِ يجدُ أن مردّ ذلك إلى التفريطِ في أمر العقيدةِ والتساهلِ في جانب الثوابتِ المعنويةِ مهما تقدمتِ الوسائلُ المادية .

إن عقيدةَ التوحيدِ هي الرابطةُ التي تتضاءلُ أمامها الانتماءاتُ القوميةُ والتمايزاتُ القبليةُ والعَلاقاتُ الحزبية ، واستحقاقُ الأمةِ للتمجيدِ والتكريمِ مدينٌ بولائها لعقيدتها وارتباطِها بمبادئها ، كيف لا ..؟ وفي الأمةِ في أعقابِ الزمن منهزمونَ كثر أمامَ تياراتٍ إلحاديةٍ وافدةٍ ومبادئَ عصريةٍ زائفةٍ ترفعُ شعاراتٍ مصطنعةٍ وتُطْلِقُ نداءاتٍ خادعةً ، لم يجنِ أهلها من ورائها إلا الذلّ والصغارَ والمهانةَ والتبارَ والشقاءَ والبوارَ ؛ فأهواءٌ في الاعتقاد ومذاهبُ في السياسةِ ومشاربُ في الاجتماع والاقتصادِ كانت نتيجتها التخلفَ المهينَ والتمزقَ المشين ، وفي خِضَّمِ هذا الواقعِ المُزري يَحِقُّ لنا أن نتساءلَ بحرقةٍ وأسى : أين دروسُ الهجرةِ في التوحيدِ والوحدة ؟ أين أخوةُ المهاجرينَ والأنصارِ مِن شعاراتِ حقوقِ الإنسانِ المعاصرةِ الزائفة ؟ قولوا لي بربكم أيُ نظامٍ راعى حقوقَ الإنسانِ وكرّمه أحسنَ تكريمٍ وكَفِلَ حقوقَه كهذا الدينِ القويم .

eyes beirut
11-13-2017, 11:30 AM
جزاك الله خير

ملاك الورد
11-13-2017, 08:44 PM
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك
على طرحك القيم والمفيد
انتظر جديدك بكل الشوق

الخل الوفي
11-13-2017, 08:52 PM
جزاك الله كل خير

يعطيك العافية

الخل الوفي
11-13-2017, 08:52 PM
جزاك الله كل خير

يعطيك العافية

عنيزاوي حنون
11-13-2017, 11:59 PM
تسلم الأيادي على الطرح ’
تحية عطرة لِـ روحك النقية
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
لك أشهى الود و أجزلْ الشكرْ.,

أميرة الورد
11-14-2017, 01:32 AM
نَسألْ الله أنْ يجَعلُها.. فِيْ مَوازِينِ حَسنَاتك..
وَيجَعل الله الفَردَوسِ الأعَلى سَكَنُك

آلفُ تحَيةُ ودْ لطرَحُك القَيمْ...

a7ases
11-14-2017, 07:39 AM
جزاك الله خيرا
وبارك فيك ورفع قدرك
وغفر ذنبك وأعانك
على ذكره وشكره وحسن عبادته
وجعلك من أحب خلقه إليه
وأدخلك جنته بلا حساب ولا عقاب

فاتن
11-14-2017, 07:46 PM
جزاك الله خيرا لما نقلت لنا من دُرر
اللهم ارزقنا لسانا ذاكرا
وقلبا خاشعا
دمت برضى الله وفضله

MS HMS
11-15-2017, 01:41 AM
جزاك الله خيرا
وجعله الله في ميزان حسناتك
واثابكك الله عليه بجنانه
لروحكك الورد

جرح الضمير
11-15-2017, 09:36 AM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

شموع الحب
11-15-2017, 10:19 AM
جزاك الله كل خير

Majnunaha
11-17-2017, 01:50 AM
يعطيك الف عآفيه على الطرح الرائع..
لاحرمنا منك ..آبدآ..ولآمن ابدآعك..
بآنتظار جديدك المتميزورائع

الم ونظرة امل
11-23-2017, 10:50 AM
اللهم صلي وسلم على سيدنـآ محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه