المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى قوله تعالى ( فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ )


ضوء القمر
11-13-2017, 11:21 AM
الحمد لله

أولا :

لما عبد قوم موسى العجل وسقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا ، وأرادوا التوبة ، قالوا ( لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) سورة الأعراف/149، فجعل الله لهم امتحانا شديدا لقبول توبتهم ، وذلك بأن يقتلوا أنفسهم ، فيُغِير بعضهم على بعض ، ويتقاتلوا بينهم حتى يأتي أمر الله بالكفّ .

ولم يكن الأمر بأن يطعن كل واحد منهم نفسه ؛ لأنهم لو فعلوا ذلك لفنوا كلهم ، ولم يبق منهم أحد إلا من لم يشارك في امتحان التوبة أصلا ، ولكن المقصود أن يغير بعضهم على بعض فيقتتلوا .

جاء في تفسير ابن كثير :

" قال قتادة : أمر القوم بشديد من الأمر ، فقاموا يتناحرون بالشفار يقتل بعضهم بعضا ، حتى بلغ الله فيهم نقمته ، فسقطت الشفار من أيديهم ، فأمسك عنهم القتل ، فجعل لحيهم توبة ، وللمقتول شهادة ...

وقال الزهري : لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها ، برزوا ومعهم موسى ، فاضطربوا بالسيوف ، وتطاعنوا بالخناجر ، وموسى رافع يديه ، حتى إذا أفنوا بعضهم [يعني كثر القتلى منهم] قالوا : يا نبي الله ، ادع الله لنا . وأخذوا بعضديه يسندون يديه ، فلم يزل أمرهم على ذلك ، حتى إذا قبل الله توبتهم , قبض أيديهم بعضهم عن بعض ، فألقوا السلاح ، وحزن موسى وبنو إسرائيل للذي كان من القتل فيهم ، فأوحى الله ، جل ثناؤه ، إلى موسى : ما يحزنك ؟ أما من قتل منكم فحي عندي يرزقون ، وأما من بقي فقد قبلت توبته . فسر بذلك موسى ، وبنو إسرائيل .

رواه ابن جرير بإسناد جيد عنه " انتهى من " تفسير ابن كثير " (1/262) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" أي : فتوبوا بهذا الفعل . وهو أن تقتلوا أنفسكم ؛ أي ليقتل بعضكم بعضاً ؛ وليس المعنى أن كل رجل يقتل نفسه ، بالإجماع ؛ فلم يقل أحد من المفسرين : إن معنى قوله تعالى : (فاقتلوا أنفسكم) أي يقتل كل رجل نفسه ؛ وإنما المعنى : ليقتل بعضكم بعضاً : يقتل الإنسان ولده ، أو والده ، أو أخاه ؛ المهم أنكم تستعدون ، وتتخذون سلاحاً ، خناجر ، وسكاكين ، وسيوفاً ، وكل واحد منكم يهجم على الآخر، ويقتله " انتهى من " تفسير العثيمين " (1/187) .




ثانيا :

لم يخبر الله تعالى في كتابه هل كان الطلب من جميعهم ، أو من بعضهم مع إقرار الباقين ، أو كان من أغلبهم ، إذ لا فائدة من وراء ذلك ، لكن المراد من الآية بيان كثرة مسائل بني إسرائيل وتعنتهم واختلافهم على أنبيائهم ، وتحذير الأمة من هذا المسلك .

فينبغي للسائل أن يحذر الوقوع فيما وقع فيه بنو إسرائيل ، وأن يجتنب التكلف في إيراد المسائل والإشكالات ، لا سيما فيما لا فائدة ترجى من التشقيق فيه ؛ فإن هذا القرآن سهل طيب مبارك ، لمن قرأه مريدا الانتفاع منه ، دون تكلف أو تشقيق أو تنقير عما لم يبين منه .

عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ : " نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ " أخرجه البخاري (7293) .

قال ابن الأثير : " أَرَادَ كثرةَ السُّؤال ، والبَحْثَ عن الأشياء الغامِضة التي لَا يَجِب البَحْث عَنْهَا ، والأخْذ بِظَاهِرِ الشَّريعة وقَبُول مَا أتَت بِهِ " انتهى من " النهاية في غريب الحديث والأثر " (4/196) .
على أن السبعين الذين اختارهم موسى عليه السلام لميقات الله تعالى كما في سورة الأعراف (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ) الأعراف/155 .

لم تبين الآية الكريمة سبب هذه الرجفة التي أخذتهم .

هل كانت بسبب قولهم : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً) ؟

وهو قول كثير من المفسرين .

أو لم يكونوا هم أصحاب تلك المقولة ، وإنما أخذتهم الرجفة لأنهم كانوا عبدوا العجل مع من عبده ، كما قيل .

وقيل : إنهم لم يعبدوا العجل ، ولكنهم داهنوا من عبده ولم ينهوه عن ذلك .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :

"واختلف العلماء في سبب هذه الرجفة ... ثم ذكر الأقوال المتقدمة ، ثم قال :

"هذه أقوال المفسرين ، وفيها غير ذلك ، ولا شيء يقوم عليه الدليل القاطع منها ، والله تعالى أعلم " انتهى من "العذب المنير" (4/193، 194) ، وانظر "فتح القدير للشوكاني" (3/100) فقد ذكر هذه الأقوال .

واختار الشيخ ابن عثيمن رحمه الله أن الذين قالوا (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً) ليسوا هم هؤلاء السبعين .

وانظر تفسير "سورة البقرة " للشيخ ابن عثيمين (3/135) .
والله أعلم .

eyes beirut
11-13-2017, 12:24 PM
جزاك الله خير
تسلم ايدك

ملاك الورد
11-13-2017, 04:40 PM
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك
على طرحك القيم والمفيد
انتظر جديدك بكل الشوق

زهرة المطر
11-13-2017, 05:44 PM
جزاك عنا كل خير على طرحك الطيب
وجعل كل ما خط هنا فى ميزان حسناتك
دمت بحفظ المولى

eyes beirut
11-13-2017, 05:54 PM
جزاك الله خير

ملآذ
11-13-2017, 06:16 PM
-













آنتقاء رآئع ومتفّرد
وعطآء بآذخ لآمس سمآء الآبدآع
دمت يَ طُهر


/

اميرة الحرف
11-13-2017, 07:51 PM
جزاك الله خير

الخل الوفي
11-13-2017, 07:57 PM
جزاك الله كل خير

يعطيك العافية

aksGin
11-13-2017, 10:23 PM
——:137:
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع )...ق1:118:

عنيزاوي حنون
11-13-2017, 11:46 PM
تسلم الأيادي على الطرح ’
تحية عطرة لِـ روحك النقية
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
لك أشهى الود و أجزلْ الشكرْ.,

أميرة الورد
11-14-2017, 12:58 AM
نَسألْ الله أنْ يجَعلُها.. فِيْ مَوازِينِ حَسنَاتك..
وَيجَعل الله الفَردَوسِ الأعَلى سَكَنُك

آلفُ تحَيةُ ودْ لطرَحُك القَيمْ...

a7ases
11-14-2017, 07:35 AM
جزاك الله خيرا
وبارك فيك ورفع قدرك
وغفر ذنبك وأعانك
على ذكره وشكره وحسن عبادته
وجعلك من أحب خلقه إليه
وأدخلك جنته بلا حساب ولا عقاب

فاتن
11-14-2017, 07:37 PM
جزاك الله خيرا لما نقلت لنا من دُرر
اللهم ارزقنا لسانا ذاكرا
وقلبا خاشعا
دمت برضى الله وفضله

شموع الحب
11-15-2017, 09:16 AM
بارك الله فيك
وجعل ماطرحتِ في ميزان حسناتك
دمتِ في طاعة الرحمن ..~

جرح الضمير
11-15-2017, 09:32 AM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

لقياك عيد
11-17-2017, 04:23 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

الم ونظرة امل
11-20-2017, 06:14 AM
جزاك الله خيرا
وجعلها في موزين حسناتك
يعطيك العافيه
ع موضوعك الرائع
وجزاك الله الجنة
ماننحرم من مواضيعك بعون الله

طلال العمر
11-24-2017, 11:11 PM
الأستاذة القديرة
{{{ ضوء القمر }}}}
موضوع رائع
وطرح راقي
واختيار موفق
سلمت الأنامل التي
قدمت لنا هذا الأبداع الجميل

لروحك الجوري