كبرياء أنثى
10-24-2017, 06:56 AM
كيف يَتنَبَّأ المريض بالموت قبل أن يأتيه ؟
قال تعالى : " وجاءت سكرة الموت بالحق" < سورة : ق >
ــ التحليل : يستشعر كثير من المومنين في مرضهم الأخير بدُنُو آجالهم قبل أن يأتيهم الموت بأيام قلائل ؛ ويتبين ذلك من خلال انفراد المريض بأقربائه لتذكيرهم ، أو البوح لهم بأسرار أو يوصيهم بشيء ، أو يطلب رؤية الغائبين من أبنائه أو أعز أصدقائه ليُلقي عليهم نظرته الأخيرة قبل توديعهم لدار البقاء 0
فإذا نزلت الملائكة ، جلست قريبا منه ، وجلس ملك الموت عند رأسه ! توقف المريض عن الكلام ؛ فحينئذ يُرفع الحجاب ويُكشف عنه الغطاء ليَراهم رؤيا العين 0 قال تعالى : " فكشفنا عنك غطاءك فبَصَرُك اليوم حديد " < ق > • هُنالك يشرع المريض في معالجة سكرات الموت ؛ وقد صَوَّر اللّٰه تبارك وتعالى ذلك المشهد كحالة المنافق إذا دُعي للقتال 0 قال الحق سبحانه : " فإذا جاء الخوف رأيتَهم ينظرون إليك تدور أعينُهم كالذي يُغشى عليه من الموت " < الأحزاب >
• في هذه اللحظة يقوم ملك الموت بنزع الروح من الجسد ؛ وتختلف طبيعة نزعها ! بحيث يتم نزع نفس المومن كما تُسلُّ الشعرة من العجين ، بينما تتفرق نفس الكافر في جسده فينتزعها الملك كما يُنتزع السَّفُّود من الصوف المبلل 0 هنا ينبغي لمن حضر الوفاة أن يُلَقِّن المحتضر كلمة لاإله إلا اللّٰه 0 لأن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم قال : " من كان آخرُ كلامه لاإله إلا اللّٰه دخل الجنة " ويُستحسن أن تُبَلَّل شفتاه بالماء لتسهيل عملية النطق بالشهادة ، لأنها تجف من شدة ألم الموت 0
• ولإسعاد المحتضر يجب تفادي البكاء أمامه ، لأنه يرى ويسمع غير أنه لايستطيع الرد ؛ والبكاء يُفسد على المومن فرحته التي أقبل عليها والبشرى التي بُشر بها قال تعالى : " إن الذين قالوا ربنا اللّٰه ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " < فصلت > فلا شيء أحب إليه مما أمامه ! حيث يُبشر بالجنة والنعيم والفوز العظيم بذلك المقام الكريم 0
أما الكافر فلا شيء أكره إليه مما أمامه حيث بُشر بسخط من اللّٰه وعذابه 0 قال تعالى : " يوم يرون الملائكة لابشرى يومئذ للمجرمين " < الفرقان > فتبدأ محنة عذابه انطلاقا من بدء نزع روحه 0 قال تعالى : " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكةُ يضربون وجوههم وأدبارهم " < الأنفال >
• فإذا لفظ المحتضرُ نفسه وجب تغميض عينيه في الحين كي لايُقَبَّح منظرُه 0 وانطلاقا من مقتبس حديث نبوي طويل : " تتلقى ملائكة الرحمة نَفْسَ المومن فتحنطها وتضعها في كفن - ثوب حرير من الجنة - فتصعد بها إلى السماء ، فيستفتحون لأهل السماء فيُفتح لهم ؛ فيقول البارئ جل وعلا : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض إلى آخر الأجل 0 أما نفس الكافر فتتلقاها ملائكة العذاب وتضعها في كفن من نار فيصعدون بها إلى السماء فيستفتحون فلا يُفتح لهم 0 قال تعالى : " إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لاتُفَتَّح لهم أبوابُ السماء " < الأعراف > 0
• ففي الوقت الذي يتم فيه تجهيز النفس من طرف الملائكة ، يقابله تجهيز الجسد من قِبَل أهل الميت في الأرض ! ومن السنة الإسراع بالدفن 0 قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم : " أسرعوا بالجنازة ، فإن تك صالحة ، فخيرٌ تقدمونها إليه ، وإن تك غير ذلك ، فشرٌّ تضعونه عن رقابكم " ( متفق عليه ) 0 فما أن توضع الجنازة في القبر حتى تعود النفسُ إلى جسدها استعدادا للبحث والتحقيق ، يتولاه ملكان ! قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم : "إذا وُضع العبدُ في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم ! أتاه ملكان فيُقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في الرجل الذي بُعث فيكم ؟ فأما المومن فيقول : أشهد أنه عبد اللّٰه ورسوله ؛ فيقال له : اُنظرْ إلى مقعدك من النار قد أبدلك اللّٰه به مقعدا في الجنة ! فيراهما جميعا ؛ وأما الكافر أو المنافق فيقول : لاأدري كنت أقول ما يقوله الناس ؛ فيقال له : لادريت ولا تليت ! فيُضرب بمطرقة من حديد بين أذنيه ، يصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين ، ولو سمعها لصعق " ( صحيح البخاري ) 0
* الثقلان : الإنس والجن * فيُفسح للمومن في قبره مد البصر ، ويُفتح له باب من الجنة ، ويُعرض عليه مقعده بكرة وعشيا 0 وأما الكافر فيضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه ؛ ويُعرض عليه مقعده من النار بالغداة والعشي 0 قال تعالى : " النارُ يُعرضون عليها غُدُوا وعَشيا " < غافر > 0
يُشيِّعُ الميتَ أهلُه ومالُه ، فيرجعان بعد الدفن ، ويبقى عملُه أنيسا له في قبره ، وقرينُه يوم النشر والحشر ويوم العرض الأكبر ؛ لايفارقه حتى يدخل الجنة 0
فالقبر روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر جهنم 0 فنفس المومن تسبح في عالم البرزخ ثم تعود إلى جسدها 0
فأحسنوا العمل ايها المسلمون ، وأطيعوا ربكم واعبدوه مادمتم في فسحة من عمركم ! وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا 0 فإن الميتَ إذا رأى الحقيقة لم يأسف على شيء مما في الدنيا إلا كما قال الله تعالى : " حتى إذا جاء أحدَهم الموتُ ، قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت " < المومنون > 0 فاعتبروا يا أولي الأبصار ! قال مولانا عز وجل: " إن وعد اللّٰه حق فلا تغُرَّنَّكم الحياةُ الدنيا ولا يغُرَّنَّكم بالله الغَرور " < لقمان > وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
قال تعالى : " وجاءت سكرة الموت بالحق" < سورة : ق >
ــ التحليل : يستشعر كثير من المومنين في مرضهم الأخير بدُنُو آجالهم قبل أن يأتيهم الموت بأيام قلائل ؛ ويتبين ذلك من خلال انفراد المريض بأقربائه لتذكيرهم ، أو البوح لهم بأسرار أو يوصيهم بشيء ، أو يطلب رؤية الغائبين من أبنائه أو أعز أصدقائه ليُلقي عليهم نظرته الأخيرة قبل توديعهم لدار البقاء 0
فإذا نزلت الملائكة ، جلست قريبا منه ، وجلس ملك الموت عند رأسه ! توقف المريض عن الكلام ؛ فحينئذ يُرفع الحجاب ويُكشف عنه الغطاء ليَراهم رؤيا العين 0 قال تعالى : " فكشفنا عنك غطاءك فبَصَرُك اليوم حديد " < ق > • هُنالك يشرع المريض في معالجة سكرات الموت ؛ وقد صَوَّر اللّٰه تبارك وتعالى ذلك المشهد كحالة المنافق إذا دُعي للقتال 0 قال الحق سبحانه : " فإذا جاء الخوف رأيتَهم ينظرون إليك تدور أعينُهم كالذي يُغشى عليه من الموت " < الأحزاب >
• في هذه اللحظة يقوم ملك الموت بنزع الروح من الجسد ؛ وتختلف طبيعة نزعها ! بحيث يتم نزع نفس المومن كما تُسلُّ الشعرة من العجين ، بينما تتفرق نفس الكافر في جسده فينتزعها الملك كما يُنتزع السَّفُّود من الصوف المبلل 0 هنا ينبغي لمن حضر الوفاة أن يُلَقِّن المحتضر كلمة لاإله إلا اللّٰه 0 لأن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم قال : " من كان آخرُ كلامه لاإله إلا اللّٰه دخل الجنة " ويُستحسن أن تُبَلَّل شفتاه بالماء لتسهيل عملية النطق بالشهادة ، لأنها تجف من شدة ألم الموت 0
• ولإسعاد المحتضر يجب تفادي البكاء أمامه ، لأنه يرى ويسمع غير أنه لايستطيع الرد ؛ والبكاء يُفسد على المومن فرحته التي أقبل عليها والبشرى التي بُشر بها قال تعالى : " إن الذين قالوا ربنا اللّٰه ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " < فصلت > فلا شيء أحب إليه مما أمامه ! حيث يُبشر بالجنة والنعيم والفوز العظيم بذلك المقام الكريم 0
أما الكافر فلا شيء أكره إليه مما أمامه حيث بُشر بسخط من اللّٰه وعذابه 0 قال تعالى : " يوم يرون الملائكة لابشرى يومئذ للمجرمين " < الفرقان > فتبدأ محنة عذابه انطلاقا من بدء نزع روحه 0 قال تعالى : " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكةُ يضربون وجوههم وأدبارهم " < الأنفال >
• فإذا لفظ المحتضرُ نفسه وجب تغميض عينيه في الحين كي لايُقَبَّح منظرُه 0 وانطلاقا من مقتبس حديث نبوي طويل : " تتلقى ملائكة الرحمة نَفْسَ المومن فتحنطها وتضعها في كفن - ثوب حرير من الجنة - فتصعد بها إلى السماء ، فيستفتحون لأهل السماء فيُفتح لهم ؛ فيقول البارئ جل وعلا : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض إلى آخر الأجل 0 أما نفس الكافر فتتلقاها ملائكة العذاب وتضعها في كفن من نار فيصعدون بها إلى السماء فيستفتحون فلا يُفتح لهم 0 قال تعالى : " إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لاتُفَتَّح لهم أبوابُ السماء " < الأعراف > 0
• ففي الوقت الذي يتم فيه تجهيز النفس من طرف الملائكة ، يقابله تجهيز الجسد من قِبَل أهل الميت في الأرض ! ومن السنة الإسراع بالدفن 0 قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم : " أسرعوا بالجنازة ، فإن تك صالحة ، فخيرٌ تقدمونها إليه ، وإن تك غير ذلك ، فشرٌّ تضعونه عن رقابكم " ( متفق عليه ) 0 فما أن توضع الجنازة في القبر حتى تعود النفسُ إلى جسدها استعدادا للبحث والتحقيق ، يتولاه ملكان ! قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم : "إذا وُضع العبدُ في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم ! أتاه ملكان فيُقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في الرجل الذي بُعث فيكم ؟ فأما المومن فيقول : أشهد أنه عبد اللّٰه ورسوله ؛ فيقال له : اُنظرْ إلى مقعدك من النار قد أبدلك اللّٰه به مقعدا في الجنة ! فيراهما جميعا ؛ وأما الكافر أو المنافق فيقول : لاأدري كنت أقول ما يقوله الناس ؛ فيقال له : لادريت ولا تليت ! فيُضرب بمطرقة من حديد بين أذنيه ، يصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين ، ولو سمعها لصعق " ( صحيح البخاري ) 0
* الثقلان : الإنس والجن * فيُفسح للمومن في قبره مد البصر ، ويُفتح له باب من الجنة ، ويُعرض عليه مقعده بكرة وعشيا 0 وأما الكافر فيضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه ؛ ويُعرض عليه مقعده من النار بالغداة والعشي 0 قال تعالى : " النارُ يُعرضون عليها غُدُوا وعَشيا " < غافر > 0
يُشيِّعُ الميتَ أهلُه ومالُه ، فيرجعان بعد الدفن ، ويبقى عملُه أنيسا له في قبره ، وقرينُه يوم النشر والحشر ويوم العرض الأكبر ؛ لايفارقه حتى يدخل الجنة 0
فالقبر روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر جهنم 0 فنفس المومن تسبح في عالم البرزخ ثم تعود إلى جسدها 0
فأحسنوا العمل ايها المسلمون ، وأطيعوا ربكم واعبدوه مادمتم في فسحة من عمركم ! وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا 0 فإن الميتَ إذا رأى الحقيقة لم يأسف على شيء مما في الدنيا إلا كما قال الله تعالى : " حتى إذا جاء أحدَهم الموتُ ، قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت " < المومنون > 0 فاعتبروا يا أولي الأبصار ! قال مولانا عز وجل: " إن وعد اللّٰه حق فلا تغُرَّنَّكم الحياةُ الدنيا ولا يغُرَّنَّكم بالله الغَرور " < لقمان > وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما