عنيزاوي حنون
07-30-2017, 02:42 AM
الجامع الكبير (جامع الشيخ ابن عثيمين)
يقع الجامع الكبير في المنطقة المركزية في مدينة عنيزة،والتي تمثل قلب المدينة التاريخي الممتد عبر مئات السنين . وهو يميل إلى جهة غرب عنيزة التاريخية .
لا تسعفنا المصادر المكتوبة بأي إشارة أو معلومة قبل عام (800هـ) عن تأسيس الجامع الكبير،والذي كان يسمى آنذاك بمسجد الطلحة،ثم سمي بجامع الجراح نسبة إلى أحد زعماء قبيلة سبيع،وهو زهري بن جراح والد مؤسس إمارة عنيزة . وقد يكون وراء تغيير التسمية إحداث إصلاحات جديدة للمسجد،من قبيل توسعته أو تجديده أو زيادة فيه أو غير ذلك،لأنه العادة جرت أن تغيير الاسم يترافق مع ما يطرأ من تحديث في مبنى المسجد،أو أنها تكون مرتبطة بحدث سياسي كتغير السلطة لصالح عشيرة ضد أخرى،أو ذهاب أمير وتولي آخر .
وتذكر بعض المصادر أنه في عام (1179هـ) حدثت زيادات وتحديث لهذا المسجد،حيث جمعت تبرعات المحسنين رغبة في الأجر،ويبدو أن هذه التوسعة كانت شاملة . وبذلك يكون هذا الشاهد التاريخي أقدم رواية لدينا على تحديث عمارة الجامع الكبير بعنيزة .
وبعد هذه الإشارة التاريخية تنقطع أخبار عمارة الجامع،حتى منتصف القرن الثالث عشر الهجري،حيث تأخذ المعلومات التاريخية منذ عام (1242هـ) وتيرة متصاعدة متنقلة من مرحلة الضبابية والندرة إلى الوضوح والوصف الدقيق . إلا أن تتبع سير القضاة الذين كان من مهامهم تولي إمامة الجامع ساعدنا في تغطية جوانب مهمة من تاريخ هذا المسجد العريق .
عمارة الجامع الكبير :
http://www.unaizah.net/up/up/q.jpg
كان المسجد كغيره من مساجد نجد مبنياً من الطين واللبن،ومسقوف بخشب الأثل والجريد، وكان له ثلاثة أبواب،واحد إلى جهة الجنوب (كبير)،والثاني من جهة الشرق،وباب من قبلته للخطيب،وكان له خلوة ومصابيح،وقسم منه مسقوف،وقسم من المصباح كانت مكتبة . وكانت أبواب الجامع الرئيسية تقع في جهة الشرق وكانت ضخمة،حيث كانت بوابتان متجاورتان كل بوابة من مصراعين،مقدار أبعاد المصراع الواحد (ارتفاع 220 سم × عرض 170سم) وقد قمت بقياسها بنفسي،وكان الجامع الطيني يقوم بنيانه على ما يزيد على (300) عمود من الحجارة الدائرية المهذبة المكسوة بمادة الجبس الأبيض .
http://www.unaizah.net/up/up/112.jpg
رواق قبلة الجامع الكبير
المئذنة :
http://www.unaizah.net/up/up/w.jpg
لا تزال المئذنة الطينية التي بنيت عام (1309هـ) قائمة سامقة بجوار الجامع الحديث البناء،وهي مكونة من خمسة أدوار يتوصل إليها عبر سلم حلزوني. إلا أنها بالتأكيد ليست هي الأولى،وربما كانت المآذن السابقة للجامع أقصر وأصغر،وتعرضت بسبب التقادم إلى ضعف في بنائها،مما استوجب هدمها وتجديدها،إلا أنه في عام (1309هـ) أقيمت أضخم منارة للجامع في تاريخه في قوة البناء،وطول الارتفاع .
وقد قام بتشييدها(الأستاذ) أبوصويلح واسمه (محمد بن صالح الدليقان ت:1347هـ) ،ويبلغ ارتفاعها (23 متراً) وهي مكونة من خمسة أدوار يرتقي بينها عند سلم حلزوني، وعدد درجاتها ( 76 درجة) ،وقطر دائرة قاعدتها (9,5 م ) ، وعندما زار الرحالة البريطاني (عبدالله فلبي) عنيزة عام (1337هـ) قابل أبوصويلح وسأله كيف بنيت المنارة ؟ قال: بالخيط والميزان والنظر . فقال له: هل تستطيع بناء أطول منها؟ قال: نعم أوسع قاعدتها وأرفع البناء إلى الضعف. وكان المتكلف بالنفقة لبناء المئذنة،هو الوجيه عبدالله العبدالرحمن البسام،وعندما أعيد بناء الجامع الحديث على نفقة الملك خالد رحمه الله،عام 1406هـ،أبقيت المئذنة الطينية العتيقة شامخة كتراث عزيز استجابة لرغبة الأهالي .
وكان المؤذنون فيما مضى يصعدون بأنفسهم إلى أعلى المئذنة لرفع الآذان لكل وقت،حتى جاء عام 1372هـ حيث رفع الآذان والخطبة من مكبر الصوت بعد إدخال الكهرباء إلى المسجد بمكينة خاصة تبرع بها الوزير عبدالله بن سليمان،وقد قال الشيخ إبراهيم الجطيلي في هذا شعراً :
حتى أتى الصوت المكبر رحمة **** مـن دون مـا رهـق ولا خـذلان
وكان دخول مكبر الصوت،في ولاية الشيخ ابن سعدي للجامع،وقد حصل استنكار لهذا المستحدث من بعض المصلين،فاجتهد الشيخ بتوعية الناس بأهميته ونفعه،ومن ذلك ما قاله في إحدى خطب الجمعة قال فيها: (وكذلك إيصال الأصوات والمقالات النافعة إلى الأمكنة البعيدة من برقيات وتلفونات وغيرها،داخل في أمر الله ورسوله بتبليغ الحق إلى الخلق...)
مسجد الخريزة :
الخريزة من الأحياء القديمة المؤسسة لمدينة عنيزة ، وقد ورد خبرها في أحداث عام 1133 هـ عندما قتل أميرها عوجان السبيعي ، وكانت حارة مستقلة يحيط بها سور خاص وبناء على هذه المعلومات التاريخية يفترض أن يكون لها مسجد خاص بها مذاك ، وأكثر الروايات على أنه أسس عام 1201هـ،ولكن لا يستبعد أن يكون عام 1201 هو تجديد شامل وتوسعة لمسجد قديم قبله ، وقد جدد مرة أخرى عام 1337هـ .
http://www.unaizah.net/up/up/77.jpg
مسجد الخريزة قبل الترميم ألتقطت عام 1408
http://www.unaizah.net/up/up/e.jpg
الفناء الخارجي لمسجد الخريزة
مسجد الجوز :
http://www.unaizah.net/up/up/8.gif
باب مسجد الجوز
http://www.unaizah.net/up/up/a.jpg
باب خلوة مسجد الجوز
http://www.unaizah.net/images/statusicon/wol_error.gifتم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 640 * 480 و حجم 37KB.
http://www.unaizah.net/up/up/x.jpg
الواجهه الشرقيه لمسجد الجوز
ينسب مسجد الجوز إلى حارة الجوز التي تقع شمال غرب مدينة عنيزة،وهي من الأحياء العتيقة في عنيزة،وقد أسس مسجدها عام (1237هـ). وعلى الرغم من إزالة الحي القديم بكامله،إلا أنه أبقي على المسجد على مبناه الطيني،ونظراً لقربه من الجامع الكبير فلم تقم فيه الجمعة .
مسجد الهفوف :
http://www.unaizah.net/up/up/r.jpg
لا يزال هذا المسجد قائماً في وسط سوق عنيزة الآن،على يمين الشارع العام للمتجه غرباً،بعد سوق الذهب،قريب من الإشارة المرورية،ويبدو أنه من المساجد التاريخية القديمة في عنيزة،غير أن أول ذكر له بدأ يتردد في منتصف القرن 13هـ .
وكان ثلاث أجيال من أسرة الدامغ قد توارثوا إمامة هذا المسجد والوعظ فيه :
1- عبد العزيز بن سليمان الدامغ : وهو أول آل دامغ الذي استوطنوا عنيزة في عام 1251هـ ، وهو العام الذي بدأت فيه ولايته لمسجد الهفوف حتى عام ( 1321هـ ) .
2- صالح بن عبد العزيز الدامغ : ابن الذي قبله ، بدأت ولايته لمسجد الهفوف عام (1321هـ ) بعد والده ، واستمر فيه حتى عام ( 1386هـ ) .
3- سليمان بن صالح الدامغ :ابن الذي قبله،تولى إمامة المسجد عام (1386هـ)،خلفاً لوالده الشيخ صالح الدامغ
يقع الجامع الكبير في المنطقة المركزية في مدينة عنيزة،والتي تمثل قلب المدينة التاريخي الممتد عبر مئات السنين . وهو يميل إلى جهة غرب عنيزة التاريخية .
لا تسعفنا المصادر المكتوبة بأي إشارة أو معلومة قبل عام (800هـ) عن تأسيس الجامع الكبير،والذي كان يسمى آنذاك بمسجد الطلحة،ثم سمي بجامع الجراح نسبة إلى أحد زعماء قبيلة سبيع،وهو زهري بن جراح والد مؤسس إمارة عنيزة . وقد يكون وراء تغيير التسمية إحداث إصلاحات جديدة للمسجد،من قبيل توسعته أو تجديده أو زيادة فيه أو غير ذلك،لأنه العادة جرت أن تغيير الاسم يترافق مع ما يطرأ من تحديث في مبنى المسجد،أو أنها تكون مرتبطة بحدث سياسي كتغير السلطة لصالح عشيرة ضد أخرى،أو ذهاب أمير وتولي آخر .
وتذكر بعض المصادر أنه في عام (1179هـ) حدثت زيادات وتحديث لهذا المسجد،حيث جمعت تبرعات المحسنين رغبة في الأجر،ويبدو أن هذه التوسعة كانت شاملة . وبذلك يكون هذا الشاهد التاريخي أقدم رواية لدينا على تحديث عمارة الجامع الكبير بعنيزة .
وبعد هذه الإشارة التاريخية تنقطع أخبار عمارة الجامع،حتى منتصف القرن الثالث عشر الهجري،حيث تأخذ المعلومات التاريخية منذ عام (1242هـ) وتيرة متصاعدة متنقلة من مرحلة الضبابية والندرة إلى الوضوح والوصف الدقيق . إلا أن تتبع سير القضاة الذين كان من مهامهم تولي إمامة الجامع ساعدنا في تغطية جوانب مهمة من تاريخ هذا المسجد العريق .
عمارة الجامع الكبير :
http://www.unaizah.net/up/up/q.jpg
كان المسجد كغيره من مساجد نجد مبنياً من الطين واللبن،ومسقوف بخشب الأثل والجريد، وكان له ثلاثة أبواب،واحد إلى جهة الجنوب (كبير)،والثاني من جهة الشرق،وباب من قبلته للخطيب،وكان له خلوة ومصابيح،وقسم منه مسقوف،وقسم من المصباح كانت مكتبة . وكانت أبواب الجامع الرئيسية تقع في جهة الشرق وكانت ضخمة،حيث كانت بوابتان متجاورتان كل بوابة من مصراعين،مقدار أبعاد المصراع الواحد (ارتفاع 220 سم × عرض 170سم) وقد قمت بقياسها بنفسي،وكان الجامع الطيني يقوم بنيانه على ما يزيد على (300) عمود من الحجارة الدائرية المهذبة المكسوة بمادة الجبس الأبيض .
http://www.unaizah.net/up/up/112.jpg
رواق قبلة الجامع الكبير
المئذنة :
http://www.unaizah.net/up/up/w.jpg
لا تزال المئذنة الطينية التي بنيت عام (1309هـ) قائمة سامقة بجوار الجامع الحديث البناء،وهي مكونة من خمسة أدوار يتوصل إليها عبر سلم حلزوني. إلا أنها بالتأكيد ليست هي الأولى،وربما كانت المآذن السابقة للجامع أقصر وأصغر،وتعرضت بسبب التقادم إلى ضعف في بنائها،مما استوجب هدمها وتجديدها،إلا أنه في عام (1309هـ) أقيمت أضخم منارة للجامع في تاريخه في قوة البناء،وطول الارتفاع .
وقد قام بتشييدها(الأستاذ) أبوصويلح واسمه (محمد بن صالح الدليقان ت:1347هـ) ،ويبلغ ارتفاعها (23 متراً) وهي مكونة من خمسة أدوار يرتقي بينها عند سلم حلزوني، وعدد درجاتها ( 76 درجة) ،وقطر دائرة قاعدتها (9,5 م ) ، وعندما زار الرحالة البريطاني (عبدالله فلبي) عنيزة عام (1337هـ) قابل أبوصويلح وسأله كيف بنيت المنارة ؟ قال: بالخيط والميزان والنظر . فقال له: هل تستطيع بناء أطول منها؟ قال: نعم أوسع قاعدتها وأرفع البناء إلى الضعف. وكان المتكلف بالنفقة لبناء المئذنة،هو الوجيه عبدالله العبدالرحمن البسام،وعندما أعيد بناء الجامع الحديث على نفقة الملك خالد رحمه الله،عام 1406هـ،أبقيت المئذنة الطينية العتيقة شامخة كتراث عزيز استجابة لرغبة الأهالي .
وكان المؤذنون فيما مضى يصعدون بأنفسهم إلى أعلى المئذنة لرفع الآذان لكل وقت،حتى جاء عام 1372هـ حيث رفع الآذان والخطبة من مكبر الصوت بعد إدخال الكهرباء إلى المسجد بمكينة خاصة تبرع بها الوزير عبدالله بن سليمان،وقد قال الشيخ إبراهيم الجطيلي في هذا شعراً :
حتى أتى الصوت المكبر رحمة **** مـن دون مـا رهـق ولا خـذلان
وكان دخول مكبر الصوت،في ولاية الشيخ ابن سعدي للجامع،وقد حصل استنكار لهذا المستحدث من بعض المصلين،فاجتهد الشيخ بتوعية الناس بأهميته ونفعه،ومن ذلك ما قاله في إحدى خطب الجمعة قال فيها: (وكذلك إيصال الأصوات والمقالات النافعة إلى الأمكنة البعيدة من برقيات وتلفونات وغيرها،داخل في أمر الله ورسوله بتبليغ الحق إلى الخلق...)
مسجد الخريزة :
الخريزة من الأحياء القديمة المؤسسة لمدينة عنيزة ، وقد ورد خبرها في أحداث عام 1133 هـ عندما قتل أميرها عوجان السبيعي ، وكانت حارة مستقلة يحيط بها سور خاص وبناء على هذه المعلومات التاريخية يفترض أن يكون لها مسجد خاص بها مذاك ، وأكثر الروايات على أنه أسس عام 1201هـ،ولكن لا يستبعد أن يكون عام 1201 هو تجديد شامل وتوسعة لمسجد قديم قبله ، وقد جدد مرة أخرى عام 1337هـ .
http://www.unaizah.net/up/up/77.jpg
مسجد الخريزة قبل الترميم ألتقطت عام 1408
http://www.unaizah.net/up/up/e.jpg
الفناء الخارجي لمسجد الخريزة
مسجد الجوز :
http://www.unaizah.net/up/up/8.gif
باب مسجد الجوز
http://www.unaizah.net/up/up/a.jpg
باب خلوة مسجد الجوز
http://www.unaizah.net/images/statusicon/wol_error.gifتم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 640 * 480 و حجم 37KB.
http://www.unaizah.net/up/up/x.jpg
الواجهه الشرقيه لمسجد الجوز
ينسب مسجد الجوز إلى حارة الجوز التي تقع شمال غرب مدينة عنيزة،وهي من الأحياء العتيقة في عنيزة،وقد أسس مسجدها عام (1237هـ). وعلى الرغم من إزالة الحي القديم بكامله،إلا أنه أبقي على المسجد على مبناه الطيني،ونظراً لقربه من الجامع الكبير فلم تقم فيه الجمعة .
مسجد الهفوف :
http://www.unaizah.net/up/up/r.jpg
لا يزال هذا المسجد قائماً في وسط سوق عنيزة الآن،على يمين الشارع العام للمتجه غرباً،بعد سوق الذهب،قريب من الإشارة المرورية،ويبدو أنه من المساجد التاريخية القديمة في عنيزة،غير أن أول ذكر له بدأ يتردد في منتصف القرن 13هـ .
وكان ثلاث أجيال من أسرة الدامغ قد توارثوا إمامة هذا المسجد والوعظ فيه :
1- عبد العزيز بن سليمان الدامغ : وهو أول آل دامغ الذي استوطنوا عنيزة في عام 1251هـ ، وهو العام الذي بدأت فيه ولايته لمسجد الهفوف حتى عام ( 1321هـ ) .
2- صالح بن عبد العزيز الدامغ : ابن الذي قبله ، بدأت ولايته لمسجد الهفوف عام (1321هـ ) بعد والده ، واستمر فيه حتى عام ( 1386هـ ) .
3- سليمان بن صالح الدامغ :ابن الذي قبله،تولى إمامة المسجد عام (1386هـ)،خلفاً لوالده الشيخ صالح الدامغ