المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية الله تعالى


اميرة الحرف
06-21-2017, 12:39 AM
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [فاطر: 1]، والصلاةُ والسلام على سيدنا محمد، الذي أرسله ربُّه هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا؛ أما بعد:
فإن رؤيةَ الله تعالى من الأمور المهمة في العقيدة الإسلامية، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
أولًا: رؤية الله في الدُّنيا:
من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله تعالى لا يراه أحدٌ في الدنيا بعينه، وذلك بدليل القرآن والسُّنة.
(شرح العقيدة الطحاوية؛ لابن أبي العزِّ الحنفي جـ1صـ207).

أولًا: القرآن الكريم:
قال الله تعالى: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103].
قال إسماعيل بن عُلية في قول الله تعالى: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ﴾ [الأنعام: 103]: هذا في الدنيا؛ (تفسير ابن كثير جـ6صـ123).

ثانيًا: السُّنة:
1- روى مسلمٌ عن أبي ذر، قال: سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيتَ ربَّك؟ قال: ((نورٌ أنَّى أراه؟))؛ (مسلم حديث: 178).
قال الإمام ابن أبي العزِّ الحنفي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: ((نورٌ أنى أراه؟))؛ أي: كيف أراه والنور حجابٌ بيني وبينه يمنعني من رؤيته؟ فهذا صريحٌ في نفي الرؤية؛ (شرح العقيدة الطحاوية؛ لابن أبي العز الحنفي جـ1صـ210).

2- روى مسلمٌ عن مسروق، قال: "كنت متكئًا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاثٌ من تكلَّم بواحدة منهن فقد أعظَمَ على الله الفِريةَ، قلت: ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه، فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئًا فجلستُ، فقلتُ: يا أم المؤمنين، أنظِريني، ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴾ [التكوير: 23]، ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ﴾ [النجم: 13]؟ فقالت: أنا أولُ هذه الأمة سأل عن ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين، رأيتُه منهبطًا من السماء سادًّا عِظَمُ خلقِه ما بين السماءِ إلى الأرض))، فقالت: أوَ لم تسمع أن الله يقول: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103]؟ أوَ لم تسمع أن الله يقول: ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ [الشورى: 51]؟"؛ (مسلم، حديث: 177).

3- روى مسلمٌ عن أبي موسى الأشعري، قال: قام فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال: ((إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفضُ القسط ويرفعه، يُرفع إليه عملُ الليل قبل عمل النهار، وعملُ النهار قبل عمل الليل، حجابُه النور، لو كشفه لأَحرَقت سبُحاتُ وجهه (نوره) ما انتهى إليه بصره من خلقه))؛ (مسلم، حديث: 179).

ثانيًا: رؤية الله في الآخرة:
أجمع أهل السنة والجماعة على أن المؤمنين سوف يرَون الله تعالى في الجنة، ورؤية الله تعالى ثابتةٌ بالقرآن والسنة وإجماع الأمة.
(شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي جـ1صـ210:194).

أولًا: القرآن الكريم:
1- قال سبحانه: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: هذا بحمد الله مجمعٌ عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة، كما هو متفقٌ عليه بين أئمة الإسلام، وهُداة الأنام، وقد تواترت الأخبارُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما دلَّ عليه سياقُ الآية الكريمة، وهي قوله: ﴿ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 23]. (تفسير ابن كثير جـ14صـ199).

2- وقال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26].
روى مسلمٌ عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أهلُ الجنة الجنةَ، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيِّض وجوهَنا؟ ألم تُدخلنا الجنة، وتُنجِّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]))؛ (مسلم، حديث: 181).

ثانيًا: السُّنة:
روى الشيخان عن جرير بن عبدالله، قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، قال: ((إنكم سترون ربَّكم كما ترون هذا القمر، لا تضامُون (لا ينالكم تعب) في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروب الشمس، فافعلوا))؛ (البخاري حديث: 7434/ مسلم حديث: 633).

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذا العملَ خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذُخرًا لي عنده يوم القيامة ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]؛ كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام.

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.[/]

عنيزاوي حنون
06-21-2017, 12:41 AM
جزاك الله خير

على الطرح الرائع

الله يعطيك لعافية

كبرياء أنثى
06-21-2017, 07:49 AM
جزاك الله كل خير
انتقاء مفعم بالجمال
متصفح نال الاعجاب
سلمت يمناك ودام عطاءك
لروحك جنائن الورد

ملاك الورد
06-21-2017, 11:27 AM
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك
على طرحك القيم والمفيد
انتظر جديدك بكل الشوق

اميرة الحرف
06-21-2017, 04:35 PM
امين يارب منورين لاعدمتكم

۩۞۩ رآقـيے بطبعيے ۩۞۩
06-21-2017, 10:17 PM
ألــــــف شــكــــــر
http://sl.glitter-graphics.net/pub/600/600423a90gwy5jg6.gif
.
يَآَ مَآَلْ اََلَعَآَفِيَهَ




لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ





كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ




وُدِيِّ
.
http://sl.glitter-graphics.net/pub/600/600423a90gwy5jg6.gif



راكان العجمي

بنت قحطان
06-22-2017, 12:55 AM
الله يجزاك كل خير
وان شاء الله تكون في ميزان حسناتك
الله لايحرمك الأجر ..

فاتن
06-22-2017, 01:14 PM
جزاك الله خيرا لما نقلت لنا من دُرر
اللهم ارزقنا لسانا ذاكرا
وقلبا خاشعا
دمت برضى الله وفضله

فاطمة
06-23-2017, 02:00 PM
نقل قيم
جزاك الله خير

اميرة الحرف
06-24-2017, 05:20 PM
منورين جميعا

ضوء القمر
06-27-2017, 06:31 AM
*,


جزاك الله خير .. ونفع بِك :137:~

a7ases
06-29-2017, 06:43 AM
جزاك الله خيرا
وبارك فيك ورفع قدرك
وغفر ذنبك وأعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته
وجعلك من أحب خلقه إليه
وأدخلك جنته بلا حساب ولا عقاب

جزاك ربي الجنه

أميرة الورد
07-02-2017, 09:49 PM
نَسألْ الله أنْ يجَعلُها.. فِيْ مَوازِينِ حَسنَاتك..
وَيجَعل الله الفَردَوسِ الأعَلى سَكَنُك

آلفُ تحَيةُ ودْ لطرَحُك القَيمْ...

الم ونظرة امل
07-19-2017, 11:10 AM
بسم لله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
وجزاك الله خير على الطرح
الراقي والموضوع الرائع الجميل
والموعظة الحسنة نسال الله أن
يجعلها في ميزان حسناتك