هجران الزمن
04-02-2017, 11:15 AM
.. سعيد خاض مع المسلمين معركة اليرموك :
هذا الصحابي الجليل، سعيد بن زَيْد أسْهَم مع المسلمين في اسْتِلاب عرْشِ كِسْرى، وتقْويض مُلْك قيْصَر، وكانت له في كُلِّ مَوْقِعَةٍ خاض غمارَها المسلمون مواقف مشْهودة، وأيادٍ بيْضاءُ حميدة، ومن أرْوَعِ بُطولاته يوْمَ اليَرْموك، فقد قال:
((لما كان يوم اليرْموك كنا أربعةً وعشرين ألْفاً، أو نحْواً من ذلك، فَخَرَجَتْ لنا الروم بِعِشْرين ومئة ألف, وأقْبلوا علينا بِخُطى ثقيلة، كأنهم الجِبال تُحَرِّكُها أيْدٍ خَفِيَّة، وسار أمامهم الأساقِفَة والبطارقة والقِسِّيسُون يحْمِلون الصُّلْبان، وهم يَجْهَرون بالصلوات فَيُرَدِّدُها الجَيْش من ورائِهم، ولهم هزيمٌ كَهَزيم الرعد، فلما رآهم المسلمون على حالتهم هذه هالَتْهُم كثْرَتُهُم، وخالط قُلوبهم شيءٌ من خَوْفِهم، فعنْدها قام أبو عُبَيْدة بن الجراح أمينُ هذه الأمة يَحُضُّ المسْلمين على القِتال, فقال: عِباد الله، اُنْصُروا الله ينْصُرْكم ويُثَبِّتْ أقْدامكم، عباد الله, اصْبِروا فإنَّ الصبر منْجاةٌ من الكُفْر، ومرْضاةٌ للربِّ، ومدْحَضَةٌ للعارِ، أشْرِعوا الرِّماح، واسْتَتِروا بالتُّروس، وألزموا الصَّمْتَ إلا من ذِكْر الله تعالى في أنفسكم حتى آمركم إنْ شاء الله))
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/inside-arts-1/1912/ar-1912/13.jpg
أحْياناً موقِفٌ واحدٌ يُغَيِّر مجْرى معْركة، قال سعيد بن زَيْد : (عند ذلك خرج رجُلٌ من صُفوف المُسْلمين، وقال لأبي عُبَيْدة: إني أزْمَعْتُ أنْ أقْضِيَ نحبي الساعة، فَهَل لك من رِسالة تبْعَثُ بها للنبي صلى الله عليه وسلَّم؟ هكذا كان الصحابة, رأى المَوْت وبعده الجنَّة، رأى الموتَ يتألَّق، فقال أبو عُبَيْدة: نعم، أقْرِئه مني ومن المسلمين السلام، وقُل له يا رسول الله: إنا وجَدْنا ما وعدنا ربنا حقاً))
والنبي عليه الصلاة والسلام لما انْتَهَتْ معركة بدْرٍ، ورأى صناديد قُرَيْش قد قُتِلوا وهم جُثَثٌ مُتَفَسِّخة خاطبهم واحدًا واحداً: يا شيبةُ، يا عُتْبة، يا فُلان، وتَرْوي كُتُب السيرة أنهم خاطَبَهُم فَرْداً فرْداً، قال : (هل وجَدْتم ما وعَدَ ربكم حقاً؟ فإني وَجَدْتُ ما وعدني ربي حقاً, لقد أخْرَجْتُموني وآواني الناس، وخَذَلْتُموني ونصَرَني الناس، قالوا: يا نَبَيَّ الله، أَتُخاطِبُ قومًا جَيَّفوا؟ قال: ما أنتم بِأَسْمَع لما أقول منهم، ولكنَّهُم لا يُجيبونني))
قال سعيد : (فما إنْ سمِعْتُ كلامه ورأيته يمْتَشِقُ حُسامه، ويَمْضي إلى لِقاء أعْداء الله حتى خررتُ إلى الأرض، وجَفَوْتُ على رُكْبَتَي، وأشْرَعْتُ رُمْحي، وطَعَنْتُ أوَّل فارِسٍ أقبل علينا ، ثمَّ وَثَبْتُ على العَدُوّ، وقد انْتَزَعَ الله كُلّ ما في قلبي من الخوف))
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/inside-arts-1/1912/ar-1912/14.jpg
فالإنسان إذا نوى أعانه الله، وبِالمُناسبة مرَّ معي قَوْلٌ مأثورٌ يُعْزى إلى النبي عليه الصلاة والسلام : (ما كان الله لِيُعَذِّب قَلْباً بِشَهْوَةٍ تركها صاحِبُها في سبيل الله))
[ورد في الأثر]
حينما تخْتارُ اخْتِياراً صحيحاً فالله عز وجل يمْلأُ قلبك غنىً وشَجاعَةً وطُمَأنينةً، إذا خاف الناسُ فأنت مُطْمئِنّ، وإذا ارْتَعَدَت فرائِص الناس فأنت مُتماسِك .
ثم قال:
((فثار الناسُ في وُجوه الروم، وما زالوا يُقاتِلونهم حتى كُتِبَ لهم النَّصْر))
أربعة وعشرون ألفاً انْتصروا على مئة وعشرين ألفاً, عِلْماً أنه إذا الْتقى مؤمن وكافر فالمَعْركة قصيرة لأن الموازين لِصالِح المؤمن والله معه، وإذا الْتقى الكُفار مع بعضهم بعضاً فإنَّ المعركة تطول، لأنَّ الموضوع للقُوَّة من السِلاحٍ والتكنولوجيا، كلُّ المُقَوِّمات التي يقولها الناس تدْخل في الحِسابات.
هذا الصحابي الجليل، سعيد بن زَيْد أسْهَم مع المسلمين في اسْتِلاب عرْشِ كِسْرى، وتقْويض مُلْك قيْصَر، وكانت له في كُلِّ مَوْقِعَةٍ خاض غمارَها المسلمون مواقف مشْهودة، وأيادٍ بيْضاءُ حميدة، ومن أرْوَعِ بُطولاته يوْمَ اليَرْموك، فقد قال:
((لما كان يوم اليرْموك كنا أربعةً وعشرين ألْفاً، أو نحْواً من ذلك، فَخَرَجَتْ لنا الروم بِعِشْرين ومئة ألف, وأقْبلوا علينا بِخُطى ثقيلة، كأنهم الجِبال تُحَرِّكُها أيْدٍ خَفِيَّة، وسار أمامهم الأساقِفَة والبطارقة والقِسِّيسُون يحْمِلون الصُّلْبان، وهم يَجْهَرون بالصلوات فَيُرَدِّدُها الجَيْش من ورائِهم، ولهم هزيمٌ كَهَزيم الرعد، فلما رآهم المسلمون على حالتهم هذه هالَتْهُم كثْرَتُهُم، وخالط قُلوبهم شيءٌ من خَوْفِهم، فعنْدها قام أبو عُبَيْدة بن الجراح أمينُ هذه الأمة يَحُضُّ المسْلمين على القِتال, فقال: عِباد الله، اُنْصُروا الله ينْصُرْكم ويُثَبِّتْ أقْدامكم، عباد الله, اصْبِروا فإنَّ الصبر منْجاةٌ من الكُفْر، ومرْضاةٌ للربِّ، ومدْحَضَةٌ للعارِ، أشْرِعوا الرِّماح، واسْتَتِروا بالتُّروس، وألزموا الصَّمْتَ إلا من ذِكْر الله تعالى في أنفسكم حتى آمركم إنْ شاء الله))
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/inside-arts-1/1912/ar-1912/13.jpg
أحْياناً موقِفٌ واحدٌ يُغَيِّر مجْرى معْركة، قال سعيد بن زَيْد : (عند ذلك خرج رجُلٌ من صُفوف المُسْلمين، وقال لأبي عُبَيْدة: إني أزْمَعْتُ أنْ أقْضِيَ نحبي الساعة، فَهَل لك من رِسالة تبْعَثُ بها للنبي صلى الله عليه وسلَّم؟ هكذا كان الصحابة, رأى المَوْت وبعده الجنَّة، رأى الموتَ يتألَّق، فقال أبو عُبَيْدة: نعم، أقْرِئه مني ومن المسلمين السلام، وقُل له يا رسول الله: إنا وجَدْنا ما وعدنا ربنا حقاً))
والنبي عليه الصلاة والسلام لما انْتَهَتْ معركة بدْرٍ، ورأى صناديد قُرَيْش قد قُتِلوا وهم جُثَثٌ مُتَفَسِّخة خاطبهم واحدًا واحداً: يا شيبةُ، يا عُتْبة، يا فُلان، وتَرْوي كُتُب السيرة أنهم خاطَبَهُم فَرْداً فرْداً، قال : (هل وجَدْتم ما وعَدَ ربكم حقاً؟ فإني وَجَدْتُ ما وعدني ربي حقاً, لقد أخْرَجْتُموني وآواني الناس، وخَذَلْتُموني ونصَرَني الناس، قالوا: يا نَبَيَّ الله، أَتُخاطِبُ قومًا جَيَّفوا؟ قال: ما أنتم بِأَسْمَع لما أقول منهم، ولكنَّهُم لا يُجيبونني))
قال سعيد : (فما إنْ سمِعْتُ كلامه ورأيته يمْتَشِقُ حُسامه، ويَمْضي إلى لِقاء أعْداء الله حتى خررتُ إلى الأرض، وجَفَوْتُ على رُكْبَتَي، وأشْرَعْتُ رُمْحي، وطَعَنْتُ أوَّل فارِسٍ أقبل علينا ، ثمَّ وَثَبْتُ على العَدُوّ، وقد انْتَزَعَ الله كُلّ ما في قلبي من الخوف))
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/inside-arts-1/1912/ar-1912/14.jpg
فالإنسان إذا نوى أعانه الله، وبِالمُناسبة مرَّ معي قَوْلٌ مأثورٌ يُعْزى إلى النبي عليه الصلاة والسلام : (ما كان الله لِيُعَذِّب قَلْباً بِشَهْوَةٍ تركها صاحِبُها في سبيل الله))
[ورد في الأثر]
حينما تخْتارُ اخْتِياراً صحيحاً فالله عز وجل يمْلأُ قلبك غنىً وشَجاعَةً وطُمَأنينةً، إذا خاف الناسُ فأنت مُطْمئِنّ، وإذا ارْتَعَدَت فرائِص الناس فأنت مُتماسِك .
ثم قال:
((فثار الناسُ في وُجوه الروم، وما زالوا يُقاتِلونهم حتى كُتِبَ لهم النَّصْر))
أربعة وعشرون ألفاً انْتصروا على مئة وعشرين ألفاً, عِلْماً أنه إذا الْتقى مؤمن وكافر فالمَعْركة قصيرة لأن الموازين لِصالِح المؤمن والله معه، وإذا الْتقى الكُفار مع بعضهم بعضاً فإنَّ المعركة تطول، لأنَّ الموضوع للقُوَّة من السِلاحٍ والتكنولوجيا، كلُّ المُقَوِّمات التي يقولها الناس تدْخل في الحِسابات.