شموع الحب
12-28-2016, 08:03 AM
.{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَالْحَقُّ } [الحج:6]
{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَبِالْحَقِّ } [النحل:3]
{ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَبِالْحَقِّ } [آل عمران:3]
فالحق مقصود الخلق..
والحق مقصود التنزيل..
من حقِّ الحقِّ أن يكون هو ضالتنا أنَّى وجدناه فرحنا به وتقبلناهبالقبول الحسن..
من حقِّ الحقِّ علينا أن نقوله لا نخاف في الله لومة لائم، لا منبطش حاكم ولا من عدوان ظالم ولا من لسان آثم..
من حقِّ الحقِّ أن ننطق به ولو على أنفسنا أو الوالدينوالأقربين..
من حقِّ الحقِّ أن نذعن له ونستسلم لمنطقه..
من حقِّ الحقِّ أن نقدمه على مألوفنا أو عاداتنا أوعواطفنا..
كلنا نقبل الحق حين يكون لنا، لكن متى نصل إلى مستوى أن نقبل الحقحين يكون علينا؟
الحق كلمة مكتوبة، فمتى نرقب الله فيما نكتب؟!
وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقيالدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسّرك في القيامة أن تراه!
والحق كلمة منطوقة، فمتى نعي أنه: { مَايَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق:18]؟؟
ورُبَّ كلمة يقولها المرء ما يتبين فيها يزلُّ بها في النار أبعد ممابين المشرق والمغرب..
من حقِّ الحقِّ علينا ألا نظن أن المشكلة هي في قدرة الإنسان علىأن يقول أو يكتب، فإذا تسنى له ذلك اندفع بغير تبصّر، وربما قال مايستحق أن يعتذر منه في الدنيا أو يُحاسَب عليهيوم القيامة.
من حقِّ الحقِّ أن يظل المرء وفياً له بالصبر عليه، وأن يظل وفياًله متى بان له، فلا يغلب وفاؤه للمألوف على وفائه للحق المتجدد نتاجمعرفة أو نتاج تجربة.
من حقِّ الحقِّ أن يضعه المرء في نصابه؛ فيعطي الأصول والمسائلالكبار حقها، ويعطي الفروع والتفاصيل حقها، فلا يُؤصّل فرعاً ولايُهوّن أصلاً، فالحق كلمة طيبة كشجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها فيالسماء.. فالأصل لا يُجتثّ ولا يتحرك، والفرع لا يُغرس في الأرض بليظل في السماء تحركه الريح يميناً وشمالاً، ولكنه متصل بالأصل، فمتىانقطع منه وبان، ذبل ومات.
من حقِّ الحقِّ ألا نختصره في ذواتنا وأنفسنا وألا نظنّ أنّاالناطقون به أبداً، فثمةّ من غالب أمرِه حق وثمة من غالب أمرِه بضدذلك والكثيرون مُخلِّطون فيهم وفيهم وكلما زاد علمُ المرء تَواضَعَوعرفَ مقاديرَ المسائل وأدركَ مظنوناتها ويقينياتها؛ كما أشار إليهالأصوليون كالشيرازي وغيره.
من حقِّ الحقِّ أن يظل صافياً بعيداً عن اللبس بباطل فالطيب لايُخلط بالخبيث.
من حقِّ الحقِّ ألا يُضرب بعضه ببعض؛ فإذا قال القائل حقاً صُودرقوله بمعارضته بحق آخر وكأن الواجب أن يقول القائل كلَّ الحق في كلوقت، وإنما نزل القرآن منجماً في ثلاث وعشرين سنة، ونزلت أحكامه مفرقةوربما نزل الحكم في سنة، ونزلت شروطه وواجباته وأركانه مفرقة فيسنين.
من حقِّ الحقِّ أن تنقاد له عقولُنا فلا يعتريها جمود وتحجّريحرمها من متعة التعايش مع النص الرباني أو التوجيه المحمدي، تمسكاًبشبهة عارضة أو وهم عابر.
من حقِّ الحقِّ أن تلين له قلوبُنا؛ فلا نبادره بمعارضة منكرةأصّلَتْها دوافع النفس المريضة، { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّنذِكْرِ اللَّهِ } [الزمر:22].
من حقِّ الحقِّ أن تجتمع عليه الناس؛ فهو رباطها ووثاقهاولُحْمتُها، { أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَوَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } [الشورى:13].
ومن حقِّ الحقِّ أن ندري أن ثمة حقاً أولى من حق، وحقاً أبين منحق، والحقوق كثيرة وهي تتعاضد ولا تتعاند.
وإن كان الحق في مسائل الشريعة واحداً، فإن الناس قد يتفاوتون فيتحصيله؛ فيكون عند هذا طرف وعند ذاك طرف آخر.
وَكلّهم من رَسولِ اللَهِ مُلتمسٌ*** غَرفاً من البَحرِ أو رَشفاً من الدِّيمِ
من حقِّ الحقِّ أن يكون حاكماً لا يُردّ في بيوتنا، وسلطاناً آمراً فيدوائرنا السياسية، ومرجعاً مُحكّماً في معاقلنا العلمية، وروحاً ساريةفي مدارسنا الدعوية.
من حقِّ الحقِّ أن نعرضه في أجمل صورة، ونصوغه بأحسن عبارة، ونقدمهفي قالب الود والرحمة والإشفاق.
من حقِّ الحقِّ أن يكون لفظاً من أفواهنا، ومعنىً في قلوبنا،وسلوكاً في حياتنا، ونظاماً في برامجنا.
من حقِّ الحقِّ أن نخدمه ولا نستخدمه.
ومن حقِّ الحقِّ أن نحبّ أولئك الذين علّمونا الحق، أو بعض الحق،والحرُّ من راعى وداد لحظة، أو تمسّك بمن أفاده لفظة.
كم يشتكي الحق من انتسابات شابت صفاءه! وكم يتألم من أمةٍ تنتمي إليهبألسنتها، وتوظفه حيناً لغير ما يقتضيه، وترده عجزاً، أو هوىً، أوغفلة.
فمتى يحقُّ الحقّ؟
ومتى نكفّ عن هذا السؤال الذي نلقيه إلى الآخرين، لنلقيه علىأنفسنا؟
متى نُصدِّق ولو مرة واحدة أن الأمر يبدأ "من عند أنفسنا"؟
وأننا أولى بالنظر في أنفسنا وإلجامها بالحق الذي تكرهه وتنفر منهوتتمايل على مدافعته قبل أولئك الآخرين الذين نحاول فرض الحقعليهم؟!
{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَبِالْحَقِّ } [النحل:3]
{ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَبِالْحَقِّ } [آل عمران:3]
فالحق مقصود الخلق..
والحق مقصود التنزيل..
من حقِّ الحقِّ أن يكون هو ضالتنا أنَّى وجدناه فرحنا به وتقبلناهبالقبول الحسن..
من حقِّ الحقِّ علينا أن نقوله لا نخاف في الله لومة لائم، لا منبطش حاكم ولا من عدوان ظالم ولا من لسان آثم..
من حقِّ الحقِّ أن ننطق به ولو على أنفسنا أو الوالدينوالأقربين..
من حقِّ الحقِّ أن نذعن له ونستسلم لمنطقه..
من حقِّ الحقِّ أن نقدمه على مألوفنا أو عاداتنا أوعواطفنا..
كلنا نقبل الحق حين يكون لنا، لكن متى نصل إلى مستوى أن نقبل الحقحين يكون علينا؟
الحق كلمة مكتوبة، فمتى نرقب الله فيما نكتب؟!
وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقيالدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسّرك في القيامة أن تراه!
والحق كلمة منطوقة، فمتى نعي أنه: { مَايَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق:18]؟؟
ورُبَّ كلمة يقولها المرء ما يتبين فيها يزلُّ بها في النار أبعد ممابين المشرق والمغرب..
من حقِّ الحقِّ علينا ألا نظن أن المشكلة هي في قدرة الإنسان علىأن يقول أو يكتب، فإذا تسنى له ذلك اندفع بغير تبصّر، وربما قال مايستحق أن يعتذر منه في الدنيا أو يُحاسَب عليهيوم القيامة.
من حقِّ الحقِّ أن يظل المرء وفياً له بالصبر عليه، وأن يظل وفياًله متى بان له، فلا يغلب وفاؤه للمألوف على وفائه للحق المتجدد نتاجمعرفة أو نتاج تجربة.
من حقِّ الحقِّ أن يضعه المرء في نصابه؛ فيعطي الأصول والمسائلالكبار حقها، ويعطي الفروع والتفاصيل حقها، فلا يُؤصّل فرعاً ولايُهوّن أصلاً، فالحق كلمة طيبة كشجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها فيالسماء.. فالأصل لا يُجتثّ ولا يتحرك، والفرع لا يُغرس في الأرض بليظل في السماء تحركه الريح يميناً وشمالاً، ولكنه متصل بالأصل، فمتىانقطع منه وبان، ذبل ومات.
من حقِّ الحقِّ ألا نختصره في ذواتنا وأنفسنا وألا نظنّ أنّاالناطقون به أبداً، فثمةّ من غالب أمرِه حق وثمة من غالب أمرِه بضدذلك والكثيرون مُخلِّطون فيهم وفيهم وكلما زاد علمُ المرء تَواضَعَوعرفَ مقاديرَ المسائل وأدركَ مظنوناتها ويقينياتها؛ كما أشار إليهالأصوليون كالشيرازي وغيره.
من حقِّ الحقِّ أن يظل صافياً بعيداً عن اللبس بباطل فالطيب لايُخلط بالخبيث.
من حقِّ الحقِّ ألا يُضرب بعضه ببعض؛ فإذا قال القائل حقاً صُودرقوله بمعارضته بحق آخر وكأن الواجب أن يقول القائل كلَّ الحق في كلوقت، وإنما نزل القرآن منجماً في ثلاث وعشرين سنة، ونزلت أحكامه مفرقةوربما نزل الحكم في سنة، ونزلت شروطه وواجباته وأركانه مفرقة فيسنين.
من حقِّ الحقِّ أن تنقاد له عقولُنا فلا يعتريها جمود وتحجّريحرمها من متعة التعايش مع النص الرباني أو التوجيه المحمدي، تمسكاًبشبهة عارضة أو وهم عابر.
من حقِّ الحقِّ أن تلين له قلوبُنا؛ فلا نبادره بمعارضة منكرةأصّلَتْها دوافع النفس المريضة، { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّنذِكْرِ اللَّهِ } [الزمر:22].
من حقِّ الحقِّ أن تجتمع عليه الناس؛ فهو رباطها ووثاقهاولُحْمتُها، { أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَوَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } [الشورى:13].
ومن حقِّ الحقِّ أن ندري أن ثمة حقاً أولى من حق، وحقاً أبين منحق، والحقوق كثيرة وهي تتعاضد ولا تتعاند.
وإن كان الحق في مسائل الشريعة واحداً، فإن الناس قد يتفاوتون فيتحصيله؛ فيكون عند هذا طرف وعند ذاك طرف آخر.
وَكلّهم من رَسولِ اللَهِ مُلتمسٌ*** غَرفاً من البَحرِ أو رَشفاً من الدِّيمِ
من حقِّ الحقِّ أن يكون حاكماً لا يُردّ في بيوتنا، وسلطاناً آمراً فيدوائرنا السياسية، ومرجعاً مُحكّماً في معاقلنا العلمية، وروحاً ساريةفي مدارسنا الدعوية.
من حقِّ الحقِّ أن نعرضه في أجمل صورة، ونصوغه بأحسن عبارة، ونقدمهفي قالب الود والرحمة والإشفاق.
من حقِّ الحقِّ أن يكون لفظاً من أفواهنا، ومعنىً في قلوبنا،وسلوكاً في حياتنا، ونظاماً في برامجنا.
من حقِّ الحقِّ أن نخدمه ولا نستخدمه.
ومن حقِّ الحقِّ أن نحبّ أولئك الذين علّمونا الحق، أو بعض الحق،والحرُّ من راعى وداد لحظة، أو تمسّك بمن أفاده لفظة.
كم يشتكي الحق من انتسابات شابت صفاءه! وكم يتألم من أمةٍ تنتمي إليهبألسنتها، وتوظفه حيناً لغير ما يقتضيه، وترده عجزاً، أو هوىً، أوغفلة.
فمتى يحقُّ الحقّ؟
ومتى نكفّ عن هذا السؤال الذي نلقيه إلى الآخرين، لنلقيه علىأنفسنا؟
متى نُصدِّق ولو مرة واحدة أن الأمر يبدأ "من عند أنفسنا"؟
وأننا أولى بالنظر في أنفسنا وإلجامها بالحق الذي تكرهه وتنفر منهوتتمايل على مدافعته قبل أولئك الآخرين الذين نحاول فرض الحقعليهم؟!