المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيأتِي قريباً


ضوء القمر
12-14-2016, 04:40 AM
بدا له كلُّ شيءٍ مُتآمرًا ضدَّه؛ الطَّقس الحارُّ، طِفْله المشاكس، إصبَعُه المُلتهب، وتلك الأوراق النَّقدية القابعة في حافِظَته، والتي لا تصل إلى عدد أصابع يديه، حتَّى هي، لا تزال بين آونةٍ وأُخرى تَطْلب منه السَّماح لها بالعمل كـأنَّها تريد أن تقول له: لست قادرًا على كفايتنا، وإن كانت تقولها له بِلُغة أرقى: دعني أساعِدْك.

أخرج أوراقه النقديَّة المتبقِّية، عدَّها أكثر من مرَّة، وذِهنُه شارد بعيدًا، جلسَتْ إلى جانبه، وطلبت منه أن يذهب إلى الطبيب؛ لعلاج إصبعه قبل أن تسوء حالتُه أكثر؛ فالالتِهاب الذي أصابه مضى عليه عدَّة أيام، وقد يفسد إذا لَم يعالج سريعًا، لكنَّه نظر إلى صغيره الَّذي لا يكفُّ عن المشاكسة نظرةً فهمت منها مرادَه، إنَّه يفضِّل شراء حذاء جديدٍ له بعد أن اشتكَتْ قدَمُه من تعدُّد فتحات حذائه، وبعد أن أحرجَه بالأمس زوجُ أخته قائلاً للصغير: لك عندي حذاء جديدٌ يا أنس.

وصل إلى مكتبه صباح اليوم التالي مبكِّرًا كعادته، ولكنه فوجئ باستدعاء مديره له، والذي قال له في برود:

لقد تسبَّب خطَؤُك في مشروع الشَّركة السابق إلى خَسارتنا خسارةً مادية كبيرة، نحن مُضْطرُّون إلى إبلاغك أنَّ الشركة قد استغنَتْ عن خدماتك.

شعر بالإهانة، وشَعر معها بأنَّه غير قادرٍ على الردِّ أو الحديث، انسحبَ مِن أمامه وهو يُحَوقل؛ فقد كان يَعْلم في قرارة نفسه أنَّ خطأه لَم يكن كبيرًا إلى هذا الحدِّ، وإنَّما جعَله كبيرًا رغبةُ المدير المبيَّتة في إنهاء خدمته؛ ليتسلَّم وظيفته قريبُه حديث التخرُّج.

في طريقه إلى بيته، حاول أن يبتلعَ مرارة الصَّدمة، وأن يبدو متماسِكًا؛ كي لا تسأله زوجتُه؛ فقد قرَّر ألا يخبرها الآن؛ لأنَّه لن يتحمَّل أن يسمع شيئًا منها، أو من غيرها في هذا الوقت العصيب.

حينما جلسَتْ إليه وقد أعدَّت له كوب الشاي، نظرَتْ في عينيه، فابتعد كثيرًا عنها، سألَتْه: أوَقد حدث شيء؟

لَم يُجِبها، شعرت بأنَّ قلبه يبكي، أخذَتْ كفَّيه بين يديها، وقبَّلتْهما وهي تقول:
أوتذكر يا زوجي الحبيب، كيف كان حالنا في بداية زواجنا، ثم كيف صار الحال بعدها؟ كادت أن تُغرِقَنا الدُّيون، وكنت في بداية حملي بصغيرنا أعاني كثيرًا، وأحتاج متابعة مستمرَّة، ثم جاء فرَجُ الله حين فُزت بالمسابقة التي أقامَتْها الشركة لموظَّفيها، وأخذت الجائزة المادية المقررة، أيها الحبيب، إذا اشتدَّت المصائب فأبشِرْ بفرَج الله.

ظلَّ مبتعِدًا عنها بوجهِه، لكنَّه فوجئ بصغيره يرتمي على صدره وهو يقول: أبي، أمي تردِّد وتقول: سيأتي قريبًا، فمَن سيأتي يا أبي؟

نظر إليها مبتسِمًا، واحتضن صغيره في حب.

eyes beirut
12-14-2016, 02:06 PM
تسلم ايدك ع الطرح

ملاك الورد
12-14-2016, 04:10 PM
سلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك ,,~

ضوء القمر
12-15-2016, 04:27 AM
*,


آنَرتُم / :137:

شموع الحب
12-15-2016, 10:21 AM
تسسسلم الايـآدي على روعه طرحك
الله يعطيك العافيه يـآرب
بانتظـآر جــديدك القــآدم
محبتي والورد

حكآيه
12-16-2016, 02:46 PM
متميز
يسعدك ربي

فاطمة
12-16-2016, 09:24 PM
طرح راائع واكثر
عواافي

ضوء القمر
12-17-2016, 11:10 AM
*,


آنَرتُم / :137:

MS HMS
12-21-2016, 04:50 AM
*,



،



طرح رآئع وراقي
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
وردة1

الم ونظرة امل
12-22-2016, 02:10 PM
طرح رآئـع
يحمل في طياته الابداع
ذائقه رآئعه .. مميزه ..
أعجبتني القصه ورآقت لي

أميرة الورد
12-26-2016, 09:22 PM
طررح يفوق آلجمآل ,
كعآدتك إبدآع في صفحآتك يعطيك آلعآفيـه
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض

ضوء القمر
12-27-2016, 05:10 AM
*,


آنَرتُم / :137: