رحيل المشاعر
11-18-2016, 10:36 PM
.أخر كلمة تكلم بها سالم وهو في رمقه الأخير
سيدنا سالم وهو في النزع الأخير, ماذا سألهم؟ وقبل أن أجيب نعرج على حادثة طعن سيدنا عمر قبل صلاة الفجر، طبعاً أغمي عليه إذ فقد جزءاً كثيراً من دمه، ثم إنه صحا من غيبوبته, قال:
((هل صلى المسلمون الفجر؟))
فما أهمه إلا شيء واحد, هل صلى المسلمون الفجر؟ سيدنا سالم وهو في النزع الأخير, قال: ((ماذا فعل أبو حذيفة طمئنوني عنه؟))
هناك صحابي جليل سعد بن الربيع تفقده النبي فما وجده، فسأل أناس يتفقدونه في ساحة المعركة، الذي كلفه النبي أن يتفقده رآه بين الموت والحياة, قال له: ((يا سعد, هل أنت بين الأموات أمْ بين الأحياء؟ قال له: والله أنا مع الأموات, ولكن أبلغ رسول الله وأقرئه السلام، وقل له: جزاك الله خير ما جزى نبياً عن أمته، وقل لأصحابه: لا عذر لكم إذا خلص أحد إلى نبيكم وفيكم عين تطرف))
إنسان على فراش الموت، أو في النزع الأخير، على وشك مغادرة الدنيا، لا ينسى فضل النبي عليه .
فسيدنا سالم, قال: ما فعل أبو حذيفة؟
قالوا: استشهد .
قال: أضجعوني إلى جواره ـانظروا إلى صدق المؤاخاة ـ قالوا: إنه إلى جوارك يا سالم، لقد استشهد في المكان نفسه, وابتسم ابتسامته الأخيرة، ولم يتكلم .
لقد عاش سالم وأبو حذيفة معاً، وأسلما معاً، واستشهدا معاً, أما الشيء الغريب أن سيدنا عمر بن الخطاب، عملاق الإسلام الخليفة الراشد، ثاني الخلفاء الراشدين، يقول وهو على فراش الموت: ((لو كان سالم حياً لوليته الأمر من بعدي))
ما هو المطلوب من المسلم المعاصر ؟
أنا كل ما أرجوه منكم لكي نجعل هذا الدرس ذا فائدة، أن نحاول أن نطبق هذا الذي نسمعه فيما بيننا، نريد أن نعيش مجتمع الصحابة، بقدر إمكانكم أقيموا المحبة بينكم، والمؤاخاة ، والتضحية, والإيثار، والجرأة، لا تجاملوا بعضكم أبداً، لكن بأدب, تناصحوا من دون فضيحة بعضكم بعضاً .
فكل أخ ليكن له أخ، أخ حميم، عاونه في دنياه، في أخراه, إذا أحتاج إلى مال أقرضه , حتى نستدرّ عطف الله عز وجل علينا جميعاً، لأن يد الله مع الجماعة، ويد الله على الجماعة ، فالتناصح التناصح .
فهذه الدروس اجعلوها واقعاً ترقوا بها، وإذا جعلتموها معلومات سمعتموها، وقلتم: الدرس حلو, وكان ممتعاً، فهذا كلام فارغ, وصار الدرس عندئذٍ تسلية، أما إذا عشنا هذه المعاني, فلك صديق أو أخ فعاونه, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
إننا نريد مجتمع المسلمين، نريد أن نعيش مجتمع الصحابة، نحس أننا في مجتمع له قيم خاصة، قيم الدين, وطبقة واحدة, فلا أحد أحسن من أحد, كلكم لآدم وآدم من تراب، لا المال له قيمة عندنا، ولا الصحة، ولا الجمال, ولا الوسامة، ولا النسب، ولا الحسب، الإنسان قيمته باستقامته وعمله .
سيدنا سالم في الطبقة الدنيا من المجتمع، يعني أقل طبقة, هي طبقة العبيد، قال عمر:
((لو كان سالم حياً لوليته الأمر من بعدي))
هذا هو الإسلام .
نحن نريد مؤاثرة، تضحية، معاونة، وأن يحس الإنسان الذي يقبل على الجامع أن هذا الجامع بيت الله، وكل من فيه أحباب الله، لا حسد, لا ضغينة، ولا نقد، ولا استعلاء, ولا كبر، لكن هناك أشخاص قناصون ينتظر منك خطيئة، ومتى ما علقت فضحك, هذا مجتمع الذئاب، مجتمع المنافقين، مجتمع المنحرفين، إننا نريد مجتمع المسلمين, ونريد الإسلام واضحاً فيما بيننا .
الهدف الذي يرنو إليه أستاذنا النابلسي :
فنحن ما أردنا من هذه القصص التسلية، هي قصص ممتعة، لكن ما أردت منها إلا أن نجعلها نبراساً لنا، مفاهيم نطبقها في حياتنا
فهذان الصحابيان لبعد ألف وخمسمئة سنة، نقرأ سيرتهما, فيتعطر بهما المجلس, مجتمع القيمة الواحدة لا القيم العديدة، وليست قيماً مادية بل كلها قيم روحية، قيم أخلاقية, والنبي الكريم, يقول:
((الحمد لله الذي جعل في أصحابي مثلك))
هذا كلام سيدنا رسول الله، وسيدنا عمر, يقول: ((والله لو كان سالم حي لوليته الأمر من بعدي))
هذا الذي والله أتمناه، وكلما حرصنا على تطبيق هذه المواقف، وهذه السنن كلما ارتقينا عند الله .
والحمد لله رب العالمين .
سيدنا سالم وهو في النزع الأخير, ماذا سألهم؟ وقبل أن أجيب نعرج على حادثة طعن سيدنا عمر قبل صلاة الفجر، طبعاً أغمي عليه إذ فقد جزءاً كثيراً من دمه، ثم إنه صحا من غيبوبته, قال:
((هل صلى المسلمون الفجر؟))
فما أهمه إلا شيء واحد, هل صلى المسلمون الفجر؟ سيدنا سالم وهو في النزع الأخير, قال: ((ماذا فعل أبو حذيفة طمئنوني عنه؟))
هناك صحابي جليل سعد بن الربيع تفقده النبي فما وجده، فسأل أناس يتفقدونه في ساحة المعركة، الذي كلفه النبي أن يتفقده رآه بين الموت والحياة, قال له: ((يا سعد, هل أنت بين الأموات أمْ بين الأحياء؟ قال له: والله أنا مع الأموات, ولكن أبلغ رسول الله وأقرئه السلام، وقل له: جزاك الله خير ما جزى نبياً عن أمته، وقل لأصحابه: لا عذر لكم إذا خلص أحد إلى نبيكم وفيكم عين تطرف))
إنسان على فراش الموت، أو في النزع الأخير، على وشك مغادرة الدنيا، لا ينسى فضل النبي عليه .
فسيدنا سالم, قال: ما فعل أبو حذيفة؟
قالوا: استشهد .
قال: أضجعوني إلى جواره ـانظروا إلى صدق المؤاخاة ـ قالوا: إنه إلى جوارك يا سالم، لقد استشهد في المكان نفسه, وابتسم ابتسامته الأخيرة، ولم يتكلم .
لقد عاش سالم وأبو حذيفة معاً، وأسلما معاً، واستشهدا معاً, أما الشيء الغريب أن سيدنا عمر بن الخطاب، عملاق الإسلام الخليفة الراشد، ثاني الخلفاء الراشدين، يقول وهو على فراش الموت: ((لو كان سالم حياً لوليته الأمر من بعدي))
ما هو المطلوب من المسلم المعاصر ؟
أنا كل ما أرجوه منكم لكي نجعل هذا الدرس ذا فائدة، أن نحاول أن نطبق هذا الذي نسمعه فيما بيننا، نريد أن نعيش مجتمع الصحابة، بقدر إمكانكم أقيموا المحبة بينكم، والمؤاخاة ، والتضحية, والإيثار، والجرأة، لا تجاملوا بعضكم أبداً، لكن بأدب, تناصحوا من دون فضيحة بعضكم بعضاً .
فكل أخ ليكن له أخ، أخ حميم، عاونه في دنياه، في أخراه, إذا أحتاج إلى مال أقرضه , حتى نستدرّ عطف الله عز وجل علينا جميعاً، لأن يد الله مع الجماعة، ويد الله على الجماعة ، فالتناصح التناصح .
فهذه الدروس اجعلوها واقعاً ترقوا بها، وإذا جعلتموها معلومات سمعتموها، وقلتم: الدرس حلو, وكان ممتعاً، فهذا كلام فارغ, وصار الدرس عندئذٍ تسلية، أما إذا عشنا هذه المعاني, فلك صديق أو أخ فعاونه, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
إننا نريد مجتمع المسلمين، نريد أن نعيش مجتمع الصحابة، نحس أننا في مجتمع له قيم خاصة، قيم الدين, وطبقة واحدة, فلا أحد أحسن من أحد, كلكم لآدم وآدم من تراب، لا المال له قيمة عندنا، ولا الصحة، ولا الجمال, ولا الوسامة، ولا النسب، ولا الحسب، الإنسان قيمته باستقامته وعمله .
سيدنا سالم في الطبقة الدنيا من المجتمع، يعني أقل طبقة, هي طبقة العبيد، قال عمر:
((لو كان سالم حياً لوليته الأمر من بعدي))
هذا هو الإسلام .
نحن نريد مؤاثرة، تضحية، معاونة، وأن يحس الإنسان الذي يقبل على الجامع أن هذا الجامع بيت الله، وكل من فيه أحباب الله، لا حسد, لا ضغينة، ولا نقد، ولا استعلاء, ولا كبر، لكن هناك أشخاص قناصون ينتظر منك خطيئة، ومتى ما علقت فضحك, هذا مجتمع الذئاب، مجتمع المنافقين، مجتمع المنحرفين، إننا نريد مجتمع المسلمين, ونريد الإسلام واضحاً فيما بيننا .
الهدف الذي يرنو إليه أستاذنا النابلسي :
فنحن ما أردنا من هذه القصص التسلية، هي قصص ممتعة، لكن ما أردت منها إلا أن نجعلها نبراساً لنا، مفاهيم نطبقها في حياتنا
فهذان الصحابيان لبعد ألف وخمسمئة سنة، نقرأ سيرتهما, فيتعطر بهما المجلس, مجتمع القيمة الواحدة لا القيم العديدة، وليست قيماً مادية بل كلها قيم روحية، قيم أخلاقية, والنبي الكريم, يقول:
((الحمد لله الذي جعل في أصحابي مثلك))
هذا كلام سيدنا رسول الله، وسيدنا عمر, يقول: ((والله لو كان سالم حي لوليته الأمر من بعدي))
هذا الذي والله أتمناه، وكلما حرصنا على تطبيق هذه المواقف، وهذه السنن كلما ارتقينا عند الله .
والحمد لله رب العالمين .