ضوء القمر
10-06-2016, 01:39 AM
ما الذي يحدث في مجتمعنا العربي بعد أن تُعلن جائزة نوبل للآداب؟ يُسرع الكثيرون لالتهام روايات الفائز أو الفائزة بالتأكيد. والشيء نفسه يحدث عندما تُعلن أي جائزة أدبية معروفة.
ما الذي يحدث عندما تُعلن جائزة نوبل للطب، والفيزياء، والكيمياء، أو أي جائزة علمية في تلك المجالات وغيرها من مجالات العلوم والرياضيات؟
ربما يقوم البعض بإعادة تغريد الخبر، أو إلقاء نظرة سريعة على إنفوغرافيك حول الأمر، أو قراءة سيرة الفائز أو الفائزة، أو إبداء الحسرة على حال العالم العربي، ومن ثم القفز إلى خبر آخر.
ولكن هذا ليس ما نطمح إليه، إذ ينبغي أن تكون ردة فعلنا نحو الجوائز العلمية مشابهة لما يحصل مع جوائز الآداب، وأن تُستغل لتسليط الضوء على تفاصيل المعرفة والإنجاز الذي قُدِّم للبشرية، فقد آن للعقل العربي أن يؤمن بأنه قادر على استيعاب العلوم ومنجزاتها.
الجوائز العلمية هي فرصة للكثيرين في المجتمع لاستكشاف ذلك العالم الذي يرونه مليئا بالتعقيد والرتابة، ليعلموا أن في العلوم جمالا وسحرا لا يوجدان حتى في خيال الإنسان! ابتداء من عجائب الخلية التي تحوي بداخلها آلاف الآلات النانوية الطبيعية، إلى صوت الكون المتمثل في موجات الجاذبية.
وهي فرصة للمراهقين والمراهقات لإدمان العلوم! فربما يأخذهم إدمانهم الإيجابي هذا إلى جائزة علمية مرموقة إذا كبروا! أما المدرسون والمدرسات، فهو حدث مناسب لهم لتعلم أشياء جديدة ربما لم يسمعوا عنها في مرحلة البكالوريوس، وبالتالي تحديث معرفتهم بتخصصاتهم ونقل ذلك للطلبة.
وهي فرصة للمسؤولين في العالم العربي ليتذكروا أن سعي الإنسان لاستكشاف الطبيعة لا يحتاج أن يُبَرَّر بمخرجات تطبيقية معلومة مسبقا، وأن يعملوا على تحسين سياسات دعم العلوم الطبيعية، والنظر إليها بشمولية وبعد نظر، فالاستثمار في العلوم التي تسعى لاستكشاف الحياة والطبيعة والكون هو استثمار رابح مهما طال الزمن.
وهي فرصة للإعلاميين العلميين للبحث وراء قصص الاكتشاف والإنجاز والمعاناة التي يمر بها الباحث بكل مراحلها، وتقديمها للمجتمع بصورة سهلة ومشوقة. فمعاناة الباحث تشمل تحديد المشكلة والعمل عليها وإقناع الجامعة - أو الجهة الداعمة - بتقديم الدعم المالي، وجذب طلاب الدراسات العليا للعمل على المشكلة، ومن ثم انتظار الاكتشاف، وهو أمر قد يمتد لعقود! إذ إن رحلة استكشاف الطبيعة هي رحلة حياة كاملة، وهي في كثير من الأحيان رحلة تراكمية لأكثر من حياة! فالذي حصل على نوبل اليوم، بنى علمه وعمله على ما توصل إليه من سبقوه. وفي كل ذلك مادة إنسانية دسمة للإعلام العلمي.
عموما، كثير من الباحثين المجتهدين اتبعوا المنهج العلمي نفسه الذي اتبعه زملاؤهم النوبليون، وأصبحوا خبراء وقدموا معرفة للبشرية، ولكنهم لم يحصلوا على جوائز علمية مرموقة، ليس لأن إنجازاتهم لا تستحق التقدير، ولكن لأن قوانين بعض الجوائز ليست عادلة، وعلى رأسها جائزة نوبل. فنظامها يفرض عشوائيا حصر الجائزة الواحدة على ثلاثة أشخاص على الأكثر ولا تُمنح الجائزة في مجالات العلوم لمنظمات أو معامل.
لذلك ينبغي أن نتذكر عندما نحتفي بالجوائز العلمية المرموقة ومن فازوا بها أن العلوم أوسع وأكبر من ربطها بشخص واحد أو مجموعة من الفائزين بنوبل. فهؤلاء ليسوا أفضل العلماء بلا منازع، وإنما هم أمثلة على أفضل العلماء، وهم جزء من المجتمع العلمي الكبير.
وأخيرا، كم نرجو أن ترتبط مناسبات الجوائز العلمية المرموقة حول العالم بأنشطة إعلامية عربية ترضي شغف العموم نحو العلوم، وتفتح عقولهم لمعارف جديدة عن الحياة والطبيعة والكون لم يسمعوا عنها من قبل.
ما الذي يحدث عندما تُعلن جائزة نوبل للطب، والفيزياء، والكيمياء، أو أي جائزة علمية في تلك المجالات وغيرها من مجالات العلوم والرياضيات؟
ربما يقوم البعض بإعادة تغريد الخبر، أو إلقاء نظرة سريعة على إنفوغرافيك حول الأمر، أو قراءة سيرة الفائز أو الفائزة، أو إبداء الحسرة على حال العالم العربي، ومن ثم القفز إلى خبر آخر.
ولكن هذا ليس ما نطمح إليه، إذ ينبغي أن تكون ردة فعلنا نحو الجوائز العلمية مشابهة لما يحصل مع جوائز الآداب، وأن تُستغل لتسليط الضوء على تفاصيل المعرفة والإنجاز الذي قُدِّم للبشرية، فقد آن للعقل العربي أن يؤمن بأنه قادر على استيعاب العلوم ومنجزاتها.
الجوائز العلمية هي فرصة للكثيرين في المجتمع لاستكشاف ذلك العالم الذي يرونه مليئا بالتعقيد والرتابة، ليعلموا أن في العلوم جمالا وسحرا لا يوجدان حتى في خيال الإنسان! ابتداء من عجائب الخلية التي تحوي بداخلها آلاف الآلات النانوية الطبيعية، إلى صوت الكون المتمثل في موجات الجاذبية.
وهي فرصة للمراهقين والمراهقات لإدمان العلوم! فربما يأخذهم إدمانهم الإيجابي هذا إلى جائزة علمية مرموقة إذا كبروا! أما المدرسون والمدرسات، فهو حدث مناسب لهم لتعلم أشياء جديدة ربما لم يسمعوا عنها في مرحلة البكالوريوس، وبالتالي تحديث معرفتهم بتخصصاتهم ونقل ذلك للطلبة.
وهي فرصة للمسؤولين في العالم العربي ليتذكروا أن سعي الإنسان لاستكشاف الطبيعة لا يحتاج أن يُبَرَّر بمخرجات تطبيقية معلومة مسبقا، وأن يعملوا على تحسين سياسات دعم العلوم الطبيعية، والنظر إليها بشمولية وبعد نظر، فالاستثمار في العلوم التي تسعى لاستكشاف الحياة والطبيعة والكون هو استثمار رابح مهما طال الزمن.
وهي فرصة للإعلاميين العلميين للبحث وراء قصص الاكتشاف والإنجاز والمعاناة التي يمر بها الباحث بكل مراحلها، وتقديمها للمجتمع بصورة سهلة ومشوقة. فمعاناة الباحث تشمل تحديد المشكلة والعمل عليها وإقناع الجامعة - أو الجهة الداعمة - بتقديم الدعم المالي، وجذب طلاب الدراسات العليا للعمل على المشكلة، ومن ثم انتظار الاكتشاف، وهو أمر قد يمتد لعقود! إذ إن رحلة استكشاف الطبيعة هي رحلة حياة كاملة، وهي في كثير من الأحيان رحلة تراكمية لأكثر من حياة! فالذي حصل على نوبل اليوم، بنى علمه وعمله على ما توصل إليه من سبقوه. وفي كل ذلك مادة إنسانية دسمة للإعلام العلمي.
عموما، كثير من الباحثين المجتهدين اتبعوا المنهج العلمي نفسه الذي اتبعه زملاؤهم النوبليون، وأصبحوا خبراء وقدموا معرفة للبشرية، ولكنهم لم يحصلوا على جوائز علمية مرموقة، ليس لأن إنجازاتهم لا تستحق التقدير، ولكن لأن قوانين بعض الجوائز ليست عادلة، وعلى رأسها جائزة نوبل. فنظامها يفرض عشوائيا حصر الجائزة الواحدة على ثلاثة أشخاص على الأكثر ولا تُمنح الجائزة في مجالات العلوم لمنظمات أو معامل.
لذلك ينبغي أن نتذكر عندما نحتفي بالجوائز العلمية المرموقة ومن فازوا بها أن العلوم أوسع وأكبر من ربطها بشخص واحد أو مجموعة من الفائزين بنوبل. فهؤلاء ليسوا أفضل العلماء بلا منازع، وإنما هم أمثلة على أفضل العلماء، وهم جزء من المجتمع العلمي الكبير.
وأخيرا، كم نرجو أن ترتبط مناسبات الجوائز العلمية المرموقة حول العالم بأنشطة إعلامية عربية ترضي شغف العموم نحو العلوم، وتفتح عقولهم لمعارف جديدة عن الحياة والطبيعة والكون لم يسمعوا عنها من قبل.