بدر
07-26-2016, 11:04 PM
............
تجربة أودي R8 ٢٠١٦ تؤكد أنها ليست مجرد سيارة عملية ذات أداء عال، ولكنها سوبر رياضية
بكل ما تحمله الكلمة من معنى
بإمكاني أن أطيل الحديث عن تجربة أودي R8 ٢٠١٦ الجديدة، وحول مميزاتها وتقنياتها المختلفة،
أو تصميمها ومقصورتها. ولكني هذه المرة سأترك كل هذا للمعلومات الصحفية الرسمية،
وسأتكلم عن أروع ما في هذه السيارة: قيادتها بشكل سريع على الحلبة، والانغماس في
الملذات التي توفرها، والتي تجعلك تستغرب أن الحكومات لم تقم بعد بمنع قيادة هذه السيارات.
تجربة أودي R8 ٢٠١٦ كانت على حلبة مرسى ياس، في إطار احتفال أودي بإطلاق فرع أودي
سبورت كفرع مستقل يقوم بإنتاج السيارات الرياضية لدى الشركة. ولأن أودي R8 بالكاد بدأ
إنتاجها، فالسيارات التي توفرت هنا لم تكن مسجلة بعد، وبالتالي انحصرت قيادتنا لها على
الحلبة فقط، حيث لا حدود للسرعة. وظيفة صعبة، ولكن لا بد لأحد أن يتطوع للقيام بها، وكنت أنا
من ضحى بنفسه لأجل هذه القضية النبيلة!
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183241.jpg
نعم، بعض الأيام تبدأ أفضل من غيرها. قبل وصولنا إلى أبو ظبي، شهدت العاصمة الإماراتية
أمطارا وفيضانات مرعبة. ولكن في اليوم التالي، صبيحة يوم التجربة، كانت الشمس مشرقة،
والمسار حرفيا تم شطفه بالماء، مع رتل من سيارات أودي R8 الجديدة تنتظر لتنطلق. هناك
شعور بالألفة حين تقترب من السيارة لتبدأ تجربة أودي R8 2016 الجديدة. ربما هو التصميم
العام الذي لم تتغير ملامحه العامة كثيرا عن الجيل السابق، والذي يجعلك تشعر بنوع من الأمان
حين تقترب منها، وليس الخوف أو الرهبة. فهي تبدو أكثر كرياضي من عالم ألعاب القوى، أكثر
من كونها مقاتلا شرسا من عالم الفنون القتالية.
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183282.jpg
مقصورة السيارة قد تكون البداية الصحيحة والحقيقية للاستمتاع بتجربة أودي R8. ليس لأن فقط
المقصورة فاخرة أو تجهيزاتها متكاملة، ولكن لأن الجلوس فيها براحة أثناء ارتداء خوذة وإيجاد
وضعية القيادة المناسبة أمر سهل، بفضل رحابتها ومقاعدها القابلة للتعديل بشكل ممتاز. بل
الحقيقة أنها ربما الأكثر فخامة وجودة بين منافساتها.
ولكني لست هنا لأتأمل جودة المقصورة. الوقت المتاح قليل، وبعد بضع لفات كان من المفترض
خلالها أن نرى الأنظمة المختلفة والوضعيات المتعددة للسيارة. سأكون كاذبا لو قلت أن ذلك
يهمني على حلبة فورميولا واحد، إذ بعد أن وجدت الوضعية المناسبة، بدت أنتظر فقط الفرصة
للانطلاق. وسريعا بدأنا الدوران حول الحلبة بسرعة أكبر.
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183323.jpg
القسم الجنوبي من حلبة مرسى ياس ليس طويلا، ولا حتى يعتبر صعبا بمقاييس القيادة. ولكنه
يضم مجموعة من المنعطفات الضيقة، تشابه إلى حد كبير ما قد يخبتره السائق في حال لو
كانت تجربة أودي R8 ٢٠١٦ تجري على طريق عام. فغالبية المنعطفات هي زوايا قائمة،
باستثناء المنعطفين 15 و 16 المتتاليين، واللذين يشكلان تحديا حقيقيا لأعصاب السائق، وقدرات
السيارة على الكبح. إذ يتطلب الأمر الكبح من سرعة عالية في خط بالكاد يكون مستقيما وفي
مسافة صغيرة نسبيا.
صوت المحرك بصراحة ليس مذهلا، وإن كان أفضل مع نظام العادم الرياضي، ولكنه لا يرقى إلى
صوت محركات فيراري مثلا أو محرك لكزس LFA الشهير بذات عدد الاسطوانات. ولكن سرعة
تجاوبه تذكرنا فورا لماذا نعشق محركات السحب الطبيعي، وكيف تبدو محركات التيربو الحديثة،
برغم قوتها، خالية من الشخصية المميزة. المرة الأولى التي تطلق فيها العنان لأحصنة المحرك
الـ 610، قد تستغرب هذا الرقم. فالسيارة قوية، ولكن عند الانطلاق بقوة على الخط المستقيم،
تبدو أضعف من ذلك. بل إن أدائها يبدو مسالما كما لو أن أي أحد كان بإمكانه أن يستخرج أفضل
أداء منها. نظرة سريعة إلى ذلك الضوء الأصفر الذي يومض في لوحة العدادات توضح السبب.
فنظام التحكم بالتماسك يتدخل لمنع الإطارات من الانزلاق، ولكن بطريقة لطيفة بالكاد تشعر بها.
ولكن ما أن تدرك ذلك وتغير أسلوب قيادتك لتفادي عمله، حتى تشعر بالقوة الكاملة، ويا لها من
قوة!
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183394.jpg
طبيعة المحرك ليست متوحشة، إذ عليك أن ترفع مستوى الدوران لتشعر بالقوة. ولكن نظرة إلى
عداد السرعة، سريعا تبدد أي شكوك حول قدرته. الوصول إلى 100 كلم/س لا يتطلب سوى
3.2 ثانية، والسرعة القصوى تبلغ 330 كلم/س. وحتى على الخط المستقيم الخلفي على حلبة
مرسى ياس والقصير نسبيا، تصل السيارة إلى سرعة 230 كلم/س بكل سهولة.
وإذا كان التماسك رائعا، فبقية قاعدة السيارة لا تقل شأنا. كثير من السيارات بإمكانها تقديم
أداء قوي في خط مستقيم. ولكن قلة بإمكانها أن تظهر ذلك التوازن المطلوب عند الكبح من هذه
السرعات العالية أو الدوران حول المنعطفات. أثناء تجربة أودي R8 ٢٠١٦ لفت نظري مدى تجاوب
السيارة في المنعطفات، ومدى تماسكها الرائع، بفضل نظام كواترو الشهير للدفع الرباعي.
غالبية المنعطفات في الحلبة منعطفات ضيقة بزاوية شبه قائمة، وبالتالي الخروج منها يتطلب
تماسكا ممتازا، ولكن حتى ولو أخطأت في الكبح قليلا، وتجاوزت الخط المثالي، فإن أودي R8
الجديدة لن تعاقبك فورا على هذا الخطأ. هناك انزلاق بسيط في المقدمة، وتماسك السيارة
القوي يسمح لك بالعودة إلى الخط المثالي بسهولة.
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183455.jpg
كل هذا بفضل أنظمة التحكم بالتماسك ونظام التعليق المتطور. وليس هناك من طريقة لاختبارها
إلى حدودها القصوى أفضل من وضعها على مسار ضيق، مغطى بالمياه، لاختبار هذه الأنظمة.
باستخدام وضعية القيادة على الطرق المبللة، من المستحيل تقريبا أن تفقد السيطرة على
السيارة. أما إذا ما اخترت النظام الرياضي، فالأمر لا يختلف كثيرا، باستثناء أن السيارة، إذا ما
نجحت في التلاعب بتوزيع الوزن فيها يمينا ويسارا عبر حركة المقود، قد تنجح في دفعها للانزلاق
“والدريفت”، بشكل بسيط، إذ يظل تماسكها مذهلا حتى على الأسطح الزلقة.
http://www.tra-sh.com/up/uploads/146950818356.jpg
لحسن الحظ، ليس كل زملائنا الصحفيين من عشاق القيادة (!)، لذلك، ومع مضي ساعات
اليوم، بدأ عدد السيارات على الحلبة يقل، وثقة المدربين بقدراتنا تزداد، ومعها سرعة الدوران
حول الحلبة. مع اختيار النمط الرياضي للقيادة، الوصول إلى سرعات تتجاوز 220 كلم/س بسهولة
أمر مثير للإعجاب. إلا أن الضغط على المكابح مثير للأعجاب أكثر، إذ تتوقف الأودي R8 بقوة كبح
كبيرة، وبثبات مميز. علبة التروس، وهي هنا من سبع نسب أمامية بكلتشين، تمتاز إلى جانب
سرعة تجاوبها صعودا ونزولا في الغيارات، بميزة مهمة على الحلبات، ألا وهي أن الضغط بشكل
متواصل على العتلة اليسرى للنزول في النسب، يجعلها تواصل التغيير بشكل متواصل بحسب
سرعة السيارة. وبالتالي فإن التغيير من النسبة الثالثة إلى الثانية بعد الخط المستقيم لا يتطلب
سوى الكبح بقوة وجذب العتلة اليسرى لتنزل إلى النسبة المناسبة لسرعة السيارة.
عند الوصول إلى المنعطفات الضيقة المتتالية، الأمر لا يعدو مجرد توجيه بسيط بالمقود. فالنظام
سريع جدا ولا يتطلب حتى إدارة المقود بأكثر من ربع دورة. وبمجرد أن تصل إلى رأس المنعطف،
بإمكانك أن تضغط على الدواسة اليمنى بكل قوة، متأكدا أن نظام كواترو للدفع الرباعي سيوفر
التماسك المطلوب لتنطلق إلى الأمام بأقصى سرعة. حتى المنعطفات رقم 15 و 16 السريعين
المتتاليين لا يشكلان أي مشكلة. على أقصى سرعة، تدور الأودي R8 بكل سهولة، قبل أن تنزل
إلى النسبة الثانية دون أي عناء.
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183547.jpg
بضع لفات أخرى، وباتت الصورة واضحة. بعد تجربة أودي R8 ٢٠١٦ الجديدة، من الممكن أن أقول
أنها واحدة من أفضل السيارات الرياضية في العالم. مقارنة بسيارات مثل البورشه 911 تيربو أو
المكلارين 570S أو المرسيدس AMG GT، فإن أودي R8 تمتلك الشكل الرياضي والأداء المطلوب،
وتزيد عليها جودة تصنيع ومقصورة مميزة واعتمادية عالية. ولكن قيادة السيارة على الحلبة
بسرعة تكشف أن هذه ليست مميزاتها الوحيدة فقط، وأنها، حين يتطلب الأمر، تتحول إلى
سيارة في فئة “السوبر كار” لا تكتفي بتوفير متعة الأداء بشكل يومي على الشارع، ولكن توفر
أداء قويا على الحلبة، مع التركيز على كلمة “سوبر”.
تجربة أودي R8 ٢٠١٦ تؤكد أنها ليست مجرد سيارة عملية ذات أداء عال، ولكنها سوبر رياضية
بكل ما تحمله الكلمة من معنى
بإمكاني أن أطيل الحديث عن تجربة أودي R8 ٢٠١٦ الجديدة، وحول مميزاتها وتقنياتها المختلفة،
أو تصميمها ومقصورتها. ولكني هذه المرة سأترك كل هذا للمعلومات الصحفية الرسمية،
وسأتكلم عن أروع ما في هذه السيارة: قيادتها بشكل سريع على الحلبة، والانغماس في
الملذات التي توفرها، والتي تجعلك تستغرب أن الحكومات لم تقم بعد بمنع قيادة هذه السيارات.
تجربة أودي R8 ٢٠١٦ كانت على حلبة مرسى ياس، في إطار احتفال أودي بإطلاق فرع أودي
سبورت كفرع مستقل يقوم بإنتاج السيارات الرياضية لدى الشركة. ولأن أودي R8 بالكاد بدأ
إنتاجها، فالسيارات التي توفرت هنا لم تكن مسجلة بعد، وبالتالي انحصرت قيادتنا لها على
الحلبة فقط، حيث لا حدود للسرعة. وظيفة صعبة، ولكن لا بد لأحد أن يتطوع للقيام بها، وكنت أنا
من ضحى بنفسه لأجل هذه القضية النبيلة!
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183241.jpg
نعم، بعض الأيام تبدأ أفضل من غيرها. قبل وصولنا إلى أبو ظبي، شهدت العاصمة الإماراتية
أمطارا وفيضانات مرعبة. ولكن في اليوم التالي، صبيحة يوم التجربة، كانت الشمس مشرقة،
والمسار حرفيا تم شطفه بالماء، مع رتل من سيارات أودي R8 الجديدة تنتظر لتنطلق. هناك
شعور بالألفة حين تقترب من السيارة لتبدأ تجربة أودي R8 2016 الجديدة. ربما هو التصميم
العام الذي لم تتغير ملامحه العامة كثيرا عن الجيل السابق، والذي يجعلك تشعر بنوع من الأمان
حين تقترب منها، وليس الخوف أو الرهبة. فهي تبدو أكثر كرياضي من عالم ألعاب القوى، أكثر
من كونها مقاتلا شرسا من عالم الفنون القتالية.
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183282.jpg
مقصورة السيارة قد تكون البداية الصحيحة والحقيقية للاستمتاع بتجربة أودي R8. ليس لأن فقط
المقصورة فاخرة أو تجهيزاتها متكاملة، ولكن لأن الجلوس فيها براحة أثناء ارتداء خوذة وإيجاد
وضعية القيادة المناسبة أمر سهل، بفضل رحابتها ومقاعدها القابلة للتعديل بشكل ممتاز. بل
الحقيقة أنها ربما الأكثر فخامة وجودة بين منافساتها.
ولكني لست هنا لأتأمل جودة المقصورة. الوقت المتاح قليل، وبعد بضع لفات كان من المفترض
خلالها أن نرى الأنظمة المختلفة والوضعيات المتعددة للسيارة. سأكون كاذبا لو قلت أن ذلك
يهمني على حلبة فورميولا واحد، إذ بعد أن وجدت الوضعية المناسبة، بدت أنتظر فقط الفرصة
للانطلاق. وسريعا بدأنا الدوران حول الحلبة بسرعة أكبر.
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183323.jpg
القسم الجنوبي من حلبة مرسى ياس ليس طويلا، ولا حتى يعتبر صعبا بمقاييس القيادة. ولكنه
يضم مجموعة من المنعطفات الضيقة، تشابه إلى حد كبير ما قد يخبتره السائق في حال لو
كانت تجربة أودي R8 ٢٠١٦ تجري على طريق عام. فغالبية المنعطفات هي زوايا قائمة،
باستثناء المنعطفين 15 و 16 المتتاليين، واللذين يشكلان تحديا حقيقيا لأعصاب السائق، وقدرات
السيارة على الكبح. إذ يتطلب الأمر الكبح من سرعة عالية في خط بالكاد يكون مستقيما وفي
مسافة صغيرة نسبيا.
صوت المحرك بصراحة ليس مذهلا، وإن كان أفضل مع نظام العادم الرياضي، ولكنه لا يرقى إلى
صوت محركات فيراري مثلا أو محرك لكزس LFA الشهير بذات عدد الاسطوانات. ولكن سرعة
تجاوبه تذكرنا فورا لماذا نعشق محركات السحب الطبيعي، وكيف تبدو محركات التيربو الحديثة،
برغم قوتها، خالية من الشخصية المميزة. المرة الأولى التي تطلق فيها العنان لأحصنة المحرك
الـ 610، قد تستغرب هذا الرقم. فالسيارة قوية، ولكن عند الانطلاق بقوة على الخط المستقيم،
تبدو أضعف من ذلك. بل إن أدائها يبدو مسالما كما لو أن أي أحد كان بإمكانه أن يستخرج أفضل
أداء منها. نظرة سريعة إلى ذلك الضوء الأصفر الذي يومض في لوحة العدادات توضح السبب.
فنظام التحكم بالتماسك يتدخل لمنع الإطارات من الانزلاق، ولكن بطريقة لطيفة بالكاد تشعر بها.
ولكن ما أن تدرك ذلك وتغير أسلوب قيادتك لتفادي عمله، حتى تشعر بالقوة الكاملة، ويا لها من
قوة!
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183394.jpg
طبيعة المحرك ليست متوحشة، إذ عليك أن ترفع مستوى الدوران لتشعر بالقوة. ولكن نظرة إلى
عداد السرعة، سريعا تبدد أي شكوك حول قدرته. الوصول إلى 100 كلم/س لا يتطلب سوى
3.2 ثانية، والسرعة القصوى تبلغ 330 كلم/س. وحتى على الخط المستقيم الخلفي على حلبة
مرسى ياس والقصير نسبيا، تصل السيارة إلى سرعة 230 كلم/س بكل سهولة.
وإذا كان التماسك رائعا، فبقية قاعدة السيارة لا تقل شأنا. كثير من السيارات بإمكانها تقديم
أداء قوي في خط مستقيم. ولكن قلة بإمكانها أن تظهر ذلك التوازن المطلوب عند الكبح من هذه
السرعات العالية أو الدوران حول المنعطفات. أثناء تجربة أودي R8 ٢٠١٦ لفت نظري مدى تجاوب
السيارة في المنعطفات، ومدى تماسكها الرائع، بفضل نظام كواترو الشهير للدفع الرباعي.
غالبية المنعطفات في الحلبة منعطفات ضيقة بزاوية شبه قائمة، وبالتالي الخروج منها يتطلب
تماسكا ممتازا، ولكن حتى ولو أخطأت في الكبح قليلا، وتجاوزت الخط المثالي، فإن أودي R8
الجديدة لن تعاقبك فورا على هذا الخطأ. هناك انزلاق بسيط في المقدمة، وتماسك السيارة
القوي يسمح لك بالعودة إلى الخط المثالي بسهولة.
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183455.jpg
كل هذا بفضل أنظمة التحكم بالتماسك ونظام التعليق المتطور. وليس هناك من طريقة لاختبارها
إلى حدودها القصوى أفضل من وضعها على مسار ضيق، مغطى بالمياه، لاختبار هذه الأنظمة.
باستخدام وضعية القيادة على الطرق المبللة، من المستحيل تقريبا أن تفقد السيطرة على
السيارة. أما إذا ما اخترت النظام الرياضي، فالأمر لا يختلف كثيرا، باستثناء أن السيارة، إذا ما
نجحت في التلاعب بتوزيع الوزن فيها يمينا ويسارا عبر حركة المقود، قد تنجح في دفعها للانزلاق
“والدريفت”، بشكل بسيط، إذ يظل تماسكها مذهلا حتى على الأسطح الزلقة.
http://www.tra-sh.com/up/uploads/146950818356.jpg
لحسن الحظ، ليس كل زملائنا الصحفيين من عشاق القيادة (!)، لذلك، ومع مضي ساعات
اليوم، بدأ عدد السيارات على الحلبة يقل، وثقة المدربين بقدراتنا تزداد، ومعها سرعة الدوران
حول الحلبة. مع اختيار النمط الرياضي للقيادة، الوصول إلى سرعات تتجاوز 220 كلم/س بسهولة
أمر مثير للإعجاب. إلا أن الضغط على المكابح مثير للأعجاب أكثر، إذ تتوقف الأودي R8 بقوة كبح
كبيرة، وبثبات مميز. علبة التروس، وهي هنا من سبع نسب أمامية بكلتشين، تمتاز إلى جانب
سرعة تجاوبها صعودا ونزولا في الغيارات، بميزة مهمة على الحلبات، ألا وهي أن الضغط بشكل
متواصل على العتلة اليسرى للنزول في النسب، يجعلها تواصل التغيير بشكل متواصل بحسب
سرعة السيارة. وبالتالي فإن التغيير من النسبة الثالثة إلى الثانية بعد الخط المستقيم لا يتطلب
سوى الكبح بقوة وجذب العتلة اليسرى لتنزل إلى النسبة المناسبة لسرعة السيارة.
عند الوصول إلى المنعطفات الضيقة المتتالية، الأمر لا يعدو مجرد توجيه بسيط بالمقود. فالنظام
سريع جدا ولا يتطلب حتى إدارة المقود بأكثر من ربع دورة. وبمجرد أن تصل إلى رأس المنعطف،
بإمكانك أن تضغط على الدواسة اليمنى بكل قوة، متأكدا أن نظام كواترو للدفع الرباعي سيوفر
التماسك المطلوب لتنطلق إلى الأمام بأقصى سرعة. حتى المنعطفات رقم 15 و 16 السريعين
المتتاليين لا يشكلان أي مشكلة. على أقصى سرعة، تدور الأودي R8 بكل سهولة، قبل أن تنزل
إلى النسبة الثانية دون أي عناء.
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1469508183547.jpg
بضع لفات أخرى، وباتت الصورة واضحة. بعد تجربة أودي R8 ٢٠١٦ الجديدة، من الممكن أن أقول
أنها واحدة من أفضل السيارات الرياضية في العالم. مقارنة بسيارات مثل البورشه 911 تيربو أو
المكلارين 570S أو المرسيدس AMG GT، فإن أودي R8 تمتلك الشكل الرياضي والأداء المطلوب،
وتزيد عليها جودة تصنيع ومقصورة مميزة واعتمادية عالية. ولكن قيادة السيارة على الحلبة
بسرعة تكشف أن هذه ليست مميزاتها الوحيدة فقط، وأنها، حين يتطلب الأمر، تتحول إلى
سيارة في فئة “السوبر كار” لا تكتفي بتوفير متعة الأداء بشكل يومي على الشارع، ولكن توفر
أداء قويا على الحلبة، مع التركيز على كلمة “سوبر”.