رحيل المشاعر
03-21-2016, 11:12 PM
<H1 class=entry-title align=center>
http://libiyshi3aroohool7urriya.libyablog.org/files/2014/01/100_0559.jpg
ليبيا، تلك البلاد المترامية الأطراف والمتنوعة في جغرافيتها ومناخها وموقعها الاستراتيجيالذي جعلها نقطة التقاء عدة حضارات من العالم القديم اضافة لتأثرها بالعديد من الثقافات. تمتلك مخزوناً وتراثاً هائلاً وفريداً من الآثار التي خلفتها تلك الحضارات والثقافات التي تعاقبت عليها منذ ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا.
إلا أن هذا التراث الحضاري المميز مهدد وبشدة في ظل الفوضى السياسية والأمنية التي تعيشها ليبيا بعد 2011.
من الحضارات التي سبقت التاريخ بآلاف السنين مروراً بالحضارات الجرامانتية والأمازيغية والإغريقية والرومانية وفترات الحكم البيزنطية والعربية والحضارة الإسلامية، وصولاً لفترات الحكم العثماني والإيطالي، تمتلك ليبيا كماً من آثار تلك الفترات ان استغلت بشكل ايجابي لجعل منها بلداً يعتمد في جزءٍ كبير من دخله الوطني على سياحة الآثار.
توجد في ليبيا مدن أثرية كاملة وخاصة من فترات الحضارتين الإغريقية والرومانية من قبيل قورينا (شحات)، سوسة (أبولونيا)، توكرة، لبتوس ماغنا (لبدة الكبرى)، صبراتة وطلميثة. كذلك مواقع من الحضارتين في عدة مناطق في ليبيا من قبيل برنيق ويسبريدس في بنغازي. كذلك هناك مواقع خاصة بالحضارة الجرمانتية في جنوب غرب البلاد مثل مدينة جرمة الأثرية اضافة لعدة لفترات مختلفة بنها العربية والإسلامية في مواقع في طرابلس، اجدابيا، درنة، الخمس، طبرق، زويلة، وأيضاً مواقع من الحضارة الليبية (الأمازيغية) خاصة في مناطق جبل نفوسة أو الجبل الغربي.
http://libiyshi3aroohool7urriya.libyablog.org/files/2014/01/100_0636.jpg
ويوجد في مدينة قورينا (شحات) معبد الإله زيوس (رب الأرباب) في المثيولوجيا الإغريقية، والذي يعتبر أكبر معبد إغريقي بعد الباريثنون في أثينا، كذلك تعتبر مدينة كـ لبتوس ماغنا (لبدة الكبرى) أكبر مدينة رومانية كاملة لاتزال موجودة حتى يومنا بعد مدينة روما.
أيضاً يوجد في ليبيا 5 مواقع مصنفة كمواقع تراث إنساني عالمي بحسب منظمة اليونيسكو وهي: شحات، لبدة الكبرى، غدامس، جبال أكاكوس حيث تتواجد مجموعة من الرسوم الملونة والنقوش لفترة ماقبل التاريخ، إلا أن العديد من الباحثين الأثريين يؤكدون أن هناك أماكن ومعالم كثيرة في ليبيا جديرة بأن تصنف كتراث إنساني عالمي.
كذلك وبالرغم من عدم الاهتمام بها مقارنة بالمتاحف في البلدان المجاورة أو المتاحف حسب المواصفات العالمية، توجد مجموعة من المتاحف في البلاد تعرض اللقى والقطع الأثرية النادرة أو التي يخشى عليها من السرقة، حيث يوجد قرابة 20 متحف مابين عام ومتخصص موزعة على عدد من المدن الليبية، لعل أكبرها وأكثرها احتواء للقطع متحف السرايا الحمراء في طرابلس الذي يحتوي قطع من مختلف أنحاء ليبيا، متحف شحات للمنحوتات، متحف لبدة، متحف صبراتة، متحف جرمة، في حين تفتقد مدنٌ أخرى لمتاحف عاملة من قبل سبها، درنة، كذلك مدينة بنغازي ثاني أكبر مدن البلاد والتي تفتقد لمتحف وطني بعد أن تم هدم متحفها في 2006 من قبل الحكومة بحجة بنائه فوق منطقة أثرية. وحتى الآن القطع في تلك المدينة مخزنة في المخازن.
اضافة لذلك توجد في أغلب المدن الليبية مبانٍ وأحياء كاملة يطلق عليها (المدن القديمة) وتلك لايزال العديد من منشآتها ومبانيها مستخدماً حتى يومنا هذا من قبيل المدن القديمة في طرابلس، بنغازي، درنة. في حين أن المدن القديمة في بعض المناطق أصبحت أثراً بعد عين بسبب اهمال الدولة أو هدمها بحجة التحديث كما حدث في زليتن.
بعد 17 فبراير
ليس خافياً على أحد أن ليبيا في عهد نظام الحكم السابق لم تكن تهتم كثيراً بالتراث الثقافي الأثري في البلاد، بمعنى أن المواطنون الليبيون لم يشعروا بمدى أهمية الارث الحضاري التاريخي الذي يمتلكونه.
لم تكن هناك حملات توعية بالخصوص بالرغم من وجود بعض الأمور من قبيل الشرطة السياحية التي كانت تحاسب أي تعدٍ على الآثار أو المواقع الأثرية حسب القانون وبالرغم من محاولات النظام السابق في السنوات الأخيرة اظهار أنه يهتم بذلك الموروث مثل افتتاحه لما أطلق عليه لاحقاً (متحف ليبيا) في القصر الملكي السابق في طرابلس وأيضاً استجلابه لشركات دولية لمواقع التراث العالمي من قبيل شحات لغرض تأهيل المنطقة سياحياً رغم الانتقادات التي وجهت لتلك الخطوات لأسباب علمية.
http://libiyshi3aroohool7urriya.libyablog.org/files/2014/01/100_07471.jpg المصرف التجاري الوطني في بنغازي اثر سرقته وقيام اللصوص بحرقه
إلا أنه وبعد ثورة 17 فبراير دخلت البلاد في حالة من الحرب والفوضى وكان لها آثار سلبية سيئة وخطيرة على وضع التراث الأثري في ليبيا. لعل أولى وأكبر الكوارث المسجلة التي تعرضت لها الآثار الليبية بعد الثورة في مايو 2011 هي جريمة سرقة وديعة عُرفت اعلاميا باسم (كنز بنغازي) كانت قد وضعتها مصلحة الآثار الليبية في بنغازي بخزانة احدى المصارف الحكومية وهو المصرف التجاري الوطني في شارع عمر المختار حيث تعرض المصرف إلى عملية سرقة مُحكمة في الوقت الذي كانت فيه البلاد في خضم أزمة سياسة خطيرة.
هذا الكنز احتوى على قرابة الستة آلاف قطعة من رؤوس تماثيل وقطع نقدية من معادن مختلفة وحلى ومجوهرات وقطع مختلفة الأشكال والأنواع والأحجام.
كذلك تعرضت عدة تماثيل وقطع وأضرحة لسرقات ومحاولات للسرقة من مواقعها الأصلية في مناطق كصبراتة ولبدة وشحات، بل أن بعض القطع التي تمت سرقتها وجدت طريقها للأسواق العالمية وبعضها وصل إلى دور المزادات في آسيا وأوربا.
اضافة إلى ذلك ماتعانيه المدن والمباني التاريخية من اهمال شديد وعدم اهتمام بصيانتها بشكل دوري أو محاسبة من يقومون بتحويرها أثناء الصيانة أو تغيير معالمها أو حتى هدمها. من الأمثلة على ذلك مبانٍ ومعالم مثل: مبنى البلدية في بنغازي، متصرفية اجدابيا، كاتدرائية بنغازي، قشلة البركة (متحف البركة في بنغازي). بل وصل الأمر إلى هدم مبانٍ تاريخية تعد معالم من قبيل هدم فندق برنيتشي قصر الجزيرة في بنغازي والذي أُنشئ في 1933 في خضم فترة الحرب التي شهدتها ليبيا بعد ثورة 17 فبراير بحجة اعادة البناء والذي أثار سخطاً واسعاً في المدينة.
كذلك تعرضت بقايا كنيسة أثرية من العهد البيزنطي في مستوطنة وادي عين خارقة قرب البيضاء لتدمير وجرف تام في فبراير 2011 من قبل أشخاص بغرض الاستيلاء على الأرض المقامة عليها.
http://libiyshi3aroohool7urriya.libyablog.org/files/2014/01/100_36281.jpg
ولم تسلم المساجد والمقابر أو الزوايا الصوفية التاريخية من الاعتداء والتدمير حيث تم هدم مساجد تاريخية وتدمير مقابر وأضرحة تاريخية مثل جريمة تدمير مقابر زويلة التاريخية السبعة والتي تعد من معالم المدينة التي تبعد عن مدينة مرزق (140 كيلومتر شرقاً) في جنوب شرق ليبيا حيث تم نسف المقابر في سبتمبر 2013 لتصبح أثراً بعد عين.
ولعل الادارة السيئة لمصلحة الآثار الليبية، اضافة لما يراه عديدون من عدم اهتمام من قبل وزارة الثقافة التي تشرف على عمل المصلحة، زاد من سوء عملها لوقف التعديات التي تتعرض لها الآثار ومواقعها في ليبيا. حيث تشهد عدة أراض مصنفة كمناطق أثرية أو يحتمل احتوائها على آثار أوتحتوي على بقايا مستوطنات أو مقابر رومانية وإغريقية في شرق البلاد وغربها تعديات من قبل مواطنين طامعين في تقسيم تلك الأراضي وبيعها في ظل الفوضى التي تشهدها ليبيا بعد انهيار الدولة. ولاتزال المتاحف الليبية مغلقة حتى اليوم منذ قرار الحكومة باغلاقها وتأمينها في 2012 نتيجة تدهور الوضع الأمني.
لكن وبالرغم من كل هذا لا يخلوا الأمر من بقع ضوء في هذا الطريق السيئ !
منها تقديم بعض المواطنين لقطع وبقايا أثرية حصلوا عليها أو قاموا بجمعها إلى مصلحة الآثار، مثلما قام به الدكتور سعيد بوحلفاية في بنغازي في 1 يناير 2014 والذي قدم عدد من القطع والتماثيل والفخاريات الأثرية إلى المصلحة إيماناً منه بأنها ملك لحضارة وتاريخ هذا البلد.
</H1>
http://libiyshi3aroohool7urriya.libyablog.org/files/2014/01/100_0559.jpg
ليبيا، تلك البلاد المترامية الأطراف والمتنوعة في جغرافيتها ومناخها وموقعها الاستراتيجيالذي جعلها نقطة التقاء عدة حضارات من العالم القديم اضافة لتأثرها بالعديد من الثقافات. تمتلك مخزوناً وتراثاً هائلاً وفريداً من الآثار التي خلفتها تلك الحضارات والثقافات التي تعاقبت عليها منذ ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا.
إلا أن هذا التراث الحضاري المميز مهدد وبشدة في ظل الفوضى السياسية والأمنية التي تعيشها ليبيا بعد 2011.
من الحضارات التي سبقت التاريخ بآلاف السنين مروراً بالحضارات الجرامانتية والأمازيغية والإغريقية والرومانية وفترات الحكم البيزنطية والعربية والحضارة الإسلامية، وصولاً لفترات الحكم العثماني والإيطالي، تمتلك ليبيا كماً من آثار تلك الفترات ان استغلت بشكل ايجابي لجعل منها بلداً يعتمد في جزءٍ كبير من دخله الوطني على سياحة الآثار.
توجد في ليبيا مدن أثرية كاملة وخاصة من فترات الحضارتين الإغريقية والرومانية من قبيل قورينا (شحات)، سوسة (أبولونيا)، توكرة، لبتوس ماغنا (لبدة الكبرى)، صبراتة وطلميثة. كذلك مواقع من الحضارتين في عدة مناطق في ليبيا من قبيل برنيق ويسبريدس في بنغازي. كذلك هناك مواقع خاصة بالحضارة الجرمانتية في جنوب غرب البلاد مثل مدينة جرمة الأثرية اضافة لعدة لفترات مختلفة بنها العربية والإسلامية في مواقع في طرابلس، اجدابيا، درنة، الخمس، طبرق، زويلة، وأيضاً مواقع من الحضارة الليبية (الأمازيغية) خاصة في مناطق جبل نفوسة أو الجبل الغربي.
http://libiyshi3aroohool7urriya.libyablog.org/files/2014/01/100_0636.jpg
ويوجد في مدينة قورينا (شحات) معبد الإله زيوس (رب الأرباب) في المثيولوجيا الإغريقية، والذي يعتبر أكبر معبد إغريقي بعد الباريثنون في أثينا، كذلك تعتبر مدينة كـ لبتوس ماغنا (لبدة الكبرى) أكبر مدينة رومانية كاملة لاتزال موجودة حتى يومنا بعد مدينة روما.
أيضاً يوجد في ليبيا 5 مواقع مصنفة كمواقع تراث إنساني عالمي بحسب منظمة اليونيسكو وهي: شحات، لبدة الكبرى، غدامس، جبال أكاكوس حيث تتواجد مجموعة من الرسوم الملونة والنقوش لفترة ماقبل التاريخ، إلا أن العديد من الباحثين الأثريين يؤكدون أن هناك أماكن ومعالم كثيرة في ليبيا جديرة بأن تصنف كتراث إنساني عالمي.
كذلك وبالرغم من عدم الاهتمام بها مقارنة بالمتاحف في البلدان المجاورة أو المتاحف حسب المواصفات العالمية، توجد مجموعة من المتاحف في البلاد تعرض اللقى والقطع الأثرية النادرة أو التي يخشى عليها من السرقة، حيث يوجد قرابة 20 متحف مابين عام ومتخصص موزعة على عدد من المدن الليبية، لعل أكبرها وأكثرها احتواء للقطع متحف السرايا الحمراء في طرابلس الذي يحتوي قطع من مختلف أنحاء ليبيا، متحف شحات للمنحوتات، متحف لبدة، متحف صبراتة، متحف جرمة، في حين تفتقد مدنٌ أخرى لمتاحف عاملة من قبل سبها، درنة، كذلك مدينة بنغازي ثاني أكبر مدن البلاد والتي تفتقد لمتحف وطني بعد أن تم هدم متحفها في 2006 من قبل الحكومة بحجة بنائه فوق منطقة أثرية. وحتى الآن القطع في تلك المدينة مخزنة في المخازن.
اضافة لذلك توجد في أغلب المدن الليبية مبانٍ وأحياء كاملة يطلق عليها (المدن القديمة) وتلك لايزال العديد من منشآتها ومبانيها مستخدماً حتى يومنا هذا من قبيل المدن القديمة في طرابلس، بنغازي، درنة. في حين أن المدن القديمة في بعض المناطق أصبحت أثراً بعد عين بسبب اهمال الدولة أو هدمها بحجة التحديث كما حدث في زليتن.
بعد 17 فبراير
ليس خافياً على أحد أن ليبيا في عهد نظام الحكم السابق لم تكن تهتم كثيراً بالتراث الثقافي الأثري في البلاد، بمعنى أن المواطنون الليبيون لم يشعروا بمدى أهمية الارث الحضاري التاريخي الذي يمتلكونه.
لم تكن هناك حملات توعية بالخصوص بالرغم من وجود بعض الأمور من قبيل الشرطة السياحية التي كانت تحاسب أي تعدٍ على الآثار أو المواقع الأثرية حسب القانون وبالرغم من محاولات النظام السابق في السنوات الأخيرة اظهار أنه يهتم بذلك الموروث مثل افتتاحه لما أطلق عليه لاحقاً (متحف ليبيا) في القصر الملكي السابق في طرابلس وأيضاً استجلابه لشركات دولية لمواقع التراث العالمي من قبيل شحات لغرض تأهيل المنطقة سياحياً رغم الانتقادات التي وجهت لتلك الخطوات لأسباب علمية.
http://libiyshi3aroohool7urriya.libyablog.org/files/2014/01/100_07471.jpg المصرف التجاري الوطني في بنغازي اثر سرقته وقيام اللصوص بحرقه
إلا أنه وبعد ثورة 17 فبراير دخلت البلاد في حالة من الحرب والفوضى وكان لها آثار سلبية سيئة وخطيرة على وضع التراث الأثري في ليبيا. لعل أولى وأكبر الكوارث المسجلة التي تعرضت لها الآثار الليبية بعد الثورة في مايو 2011 هي جريمة سرقة وديعة عُرفت اعلاميا باسم (كنز بنغازي) كانت قد وضعتها مصلحة الآثار الليبية في بنغازي بخزانة احدى المصارف الحكومية وهو المصرف التجاري الوطني في شارع عمر المختار حيث تعرض المصرف إلى عملية سرقة مُحكمة في الوقت الذي كانت فيه البلاد في خضم أزمة سياسة خطيرة.
هذا الكنز احتوى على قرابة الستة آلاف قطعة من رؤوس تماثيل وقطع نقدية من معادن مختلفة وحلى ومجوهرات وقطع مختلفة الأشكال والأنواع والأحجام.
كذلك تعرضت عدة تماثيل وقطع وأضرحة لسرقات ومحاولات للسرقة من مواقعها الأصلية في مناطق كصبراتة ولبدة وشحات، بل أن بعض القطع التي تمت سرقتها وجدت طريقها للأسواق العالمية وبعضها وصل إلى دور المزادات في آسيا وأوربا.
اضافة إلى ذلك ماتعانيه المدن والمباني التاريخية من اهمال شديد وعدم اهتمام بصيانتها بشكل دوري أو محاسبة من يقومون بتحويرها أثناء الصيانة أو تغيير معالمها أو حتى هدمها. من الأمثلة على ذلك مبانٍ ومعالم مثل: مبنى البلدية في بنغازي، متصرفية اجدابيا، كاتدرائية بنغازي، قشلة البركة (متحف البركة في بنغازي). بل وصل الأمر إلى هدم مبانٍ تاريخية تعد معالم من قبيل هدم فندق برنيتشي قصر الجزيرة في بنغازي والذي أُنشئ في 1933 في خضم فترة الحرب التي شهدتها ليبيا بعد ثورة 17 فبراير بحجة اعادة البناء والذي أثار سخطاً واسعاً في المدينة.
كذلك تعرضت بقايا كنيسة أثرية من العهد البيزنطي في مستوطنة وادي عين خارقة قرب البيضاء لتدمير وجرف تام في فبراير 2011 من قبل أشخاص بغرض الاستيلاء على الأرض المقامة عليها.
http://libiyshi3aroohool7urriya.libyablog.org/files/2014/01/100_36281.jpg
ولم تسلم المساجد والمقابر أو الزوايا الصوفية التاريخية من الاعتداء والتدمير حيث تم هدم مساجد تاريخية وتدمير مقابر وأضرحة تاريخية مثل جريمة تدمير مقابر زويلة التاريخية السبعة والتي تعد من معالم المدينة التي تبعد عن مدينة مرزق (140 كيلومتر شرقاً) في جنوب شرق ليبيا حيث تم نسف المقابر في سبتمبر 2013 لتصبح أثراً بعد عين.
ولعل الادارة السيئة لمصلحة الآثار الليبية، اضافة لما يراه عديدون من عدم اهتمام من قبل وزارة الثقافة التي تشرف على عمل المصلحة، زاد من سوء عملها لوقف التعديات التي تتعرض لها الآثار ومواقعها في ليبيا. حيث تشهد عدة أراض مصنفة كمناطق أثرية أو يحتمل احتوائها على آثار أوتحتوي على بقايا مستوطنات أو مقابر رومانية وإغريقية في شرق البلاد وغربها تعديات من قبل مواطنين طامعين في تقسيم تلك الأراضي وبيعها في ظل الفوضى التي تشهدها ليبيا بعد انهيار الدولة. ولاتزال المتاحف الليبية مغلقة حتى اليوم منذ قرار الحكومة باغلاقها وتأمينها في 2012 نتيجة تدهور الوضع الأمني.
لكن وبالرغم من كل هذا لا يخلوا الأمر من بقع ضوء في هذا الطريق السيئ !
منها تقديم بعض المواطنين لقطع وبقايا أثرية حصلوا عليها أو قاموا بجمعها إلى مصلحة الآثار، مثلما قام به الدكتور سعيد بوحلفاية في بنغازي في 1 يناير 2014 والذي قدم عدد من القطع والتماثيل والفخاريات الأثرية إلى المصلحة إيماناً منه بأنها ملك لحضارة وتاريخ هذا البلد.
</H1>