فاتن
03-09-2016, 10:27 AM
ألا كُـسِـرَتْ أقـْلامٌ ..!!
ياسر بن عبدالله السليّم
إن الراصد لواقعنا اليوم - بل والمتغافل عنه - يرى بوضوح فشو القلم والكتابة ،
حتى صار يُنصب لها كل من هب ودب ، فنتج عن ذلك أقلام هي غثاء كغثاء السيل ،
وأصبح همّ بعض الكتّاب العلو والشهرة ، ولو على طريقة الأعرابي
الذي لطخ الكعبة - شرفها الله - بالقاذورات قائلاً :
( أحببت أن أذكر ولو باللعنة )
فتجد أحدهم - باختصار - يغرد خارج سرب العلماء وحماة الشريعة ،
ويسطر بقلمه ما يخالف الفطر السليمة ، ويظن بذلك أنه أصبح ذائع الصيت ،
مستطير الشهرة . والأمر ليس كذلك ، إنها مسئولية عظيمة سيسأل عنها ،
وسيقف بين يدي الله تبارك وتعالى فيحاسبه عن كل حرف سطره بقلمه ،
(( فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) .
* * * * *
ألا كسرت أقلام..لا تتأدب مع الله تبارك وتعالى ،
فمننه سبحانه تتابع عليهم ، ونعمه تتوالى إليهم ،
من ساعة علوق أحدهم نطفة في رحم أمه ،
ولكنه يقابل هذه النعم بكفرانها ،
وجحود فضل المنعم بها سبحانه ،
مع أن الواجب على عبد ضعيف مثله
أن يشكر الله تعالى بلسانه بالحمد والثناء ،
وبجوارحه في تسخيرها في طاعته ، ومنها :
كفيه التي بها قبض على القلم ، وأجرى مداده على الورق ،
فكتب بها ما لا يرضي من حرّكها ، وإلى أولئك أقول ، اقرؤوا - إن شئتم - :
(( سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ))
[القلم: 44] .
* * * * *
ألا كسرت أقلام.. لا تتأدب مع كلام الله تعالى ،
فترى أصحابها لا يقفون عند حلاله وحرامه ،
ويهجرونه ، ويرفضون التحاكم إليه ، ويصرون على مخالفته ،
حتى وإن كانوا ممن يقرؤونه ، فهم في الحقيقة ليسوا بمؤمنين به حق الإيمان ،
إذ لو كانوا كذلك حقاً لأضيئت لهم المسالك ،
ولتفتحت لهم المدارك ،
ولما تجرأوا على أن يخرج منهم ولو حرفاً يخالف ما في الكتاب من الآيات والحكمة.
وإلى هؤلاء أقول : كفاكم هضماً لحقوق كلام الله ،
حتى أصبحتم تساوونه بغيره من الكلام ،
أعيدوا لكتاب الله تعالى حقه ،
تدبروه واستلهموا ما فيه من العبر ،
وأحسنوا الاستدلال به دون لويٍ لمعانيه ،
واحذروا فكلام الله تعالى حجة عليكم إن دعوتم إلى ما نهى عنه ،
أو نهيتم عما دعا إليه . كونوا من عباد الرحمن الذين
(( إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً ))
[الفرقان: 73] .
* * * * *
ألا كسرت أقلام.. لا تتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فإن الله تعالى قد جعل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام إماماً وحاكماً ،
قال تعالى :
(( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ))
[سورة النساء: 65]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية :
( يُقسم الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد منكم
حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ،
فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطناً وظاهراً ،
ولهذا قال :
(( ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ))
[النساء : 65] ،
أي إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجاً مما حكمت به ،
وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلموا لذلك تسليماً كلياً
من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة ) .
* * * * *
ألا كسرت أقلام.. لا تحترم العلماء ،
والله تعالى يقول :
(( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ))
[الزمر : 9] .
فبعض أولئك الكتاب استباح لحوم العلماء ،
ونهش أعراضهم ، وشكك في فتاويهم ،
(ونسف) أقوالهم ، وانتقص من قدرهم ،
وأخذ أصغر أولئك - وكلهم صغار أمام علماءنا -
(يناقش) فتاوى عالم طلب العلم قبل
أن يخرج ذاك من بطن أمه!
ومما يدل على خطورة إيذاء العلماء الذين هم مصابيح الأمة ،
ما رواه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( قال الله عز وجل في الحديث القدسي :
( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) الحديث .. ))
روى الخطيب البغدادي عن الإمام الشافعي - رحمه الله - أنه قال :
( إن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فليس لله ولي )
ويا لخسارة من توعده الله بالحرب!!
وإلى أولئك أقول ما قاله العلامة ابن عساكر - رحمه الله - :
( اعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته
وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته -
أن لحوم العلماء مسمومة ،
وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ،
وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ،
ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ) .
* * * * *
ألا كسرت أقلام.. تدعو إلى خروج المرأة من بيتها ،
وانسلاخها من عفافها ، باسم الانتصار لحقوقها ،
والتباكي على حريتها المسلوبة - على حد زعمهم -
وغايتهم الأولى هي : إنزالها في جميع ميادين الحياة ، وبالتالي تختلط بالرجال ،
حتى تخلع الحجاب عن جسدها (بيدها) ،
وتنزع الخمار عن وجهها (بطوعها) ،
(( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ))
[النساء : 26] .
وعلى أولئك أن يتقوا الله تعالى ،
وأن ينشروا الفضيلة ، ويحاربوا الرذيلة ،
ويحموا الأمة من شرور أهل الشر ،
وألا يخدموا الأعداء الذي يتربصون بنا ،
وبوطننا المملكة العربية السعودية ،
الدولة الوحيدة في العالم التي يعلن ولي أمرها
- أيده الله وأعزه بعز الإسلام -
أن دستورها هو كتاب الله تعالى ،
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
* * * * *
عذراً - أخي القارئ -
فقد أكون أخطأت حين وجهت الخطاب في المقالة بضمير الجمع ،
وإلا فإن أصحاب تلك الأقلام هم في بلادنا المباركة
قلة قليلة لا تكاد تذكر ،
ولا يشكلون في مجتمعنا أي نسبة.
* * * * *
ختاماً : فإن الكتابة نعمة من نعم الله تعالى
يعطيها من يحب (ومن لا يحب) ،
فعلى من أنعم الله عليه بقلم فصيح حسن البيان ،
ألا يتردد في أن يزيد بعد أن يستزيد من المنهج الرباني ،
ومن الهدي النبوي .
وواجبنا - جميعاً -
أن نهتدي بهدي محمد عليه الصلاة والسلام ،
ونسير على ضوء سنته ، ونرتوي من معين نبوته ،
ونحمل أعلام هدايته ، وننضوي تحت لوائه ،
ونسقط الرايات المشبوهة ، والشعارات الزائفة ،
ونرفع شعار التوحيد والمتابعة ، عليه نحيا وعليه نموت ، وفي سبيله نجاهد ،
وعليه نلقى الله رب العالمين .
ياسر بن عبدالله السليّم
إن الراصد لواقعنا اليوم - بل والمتغافل عنه - يرى بوضوح فشو القلم والكتابة ،
حتى صار يُنصب لها كل من هب ودب ، فنتج عن ذلك أقلام هي غثاء كغثاء السيل ،
وأصبح همّ بعض الكتّاب العلو والشهرة ، ولو على طريقة الأعرابي
الذي لطخ الكعبة - شرفها الله - بالقاذورات قائلاً :
( أحببت أن أذكر ولو باللعنة )
فتجد أحدهم - باختصار - يغرد خارج سرب العلماء وحماة الشريعة ،
ويسطر بقلمه ما يخالف الفطر السليمة ، ويظن بذلك أنه أصبح ذائع الصيت ،
مستطير الشهرة . والأمر ليس كذلك ، إنها مسئولية عظيمة سيسأل عنها ،
وسيقف بين يدي الله تبارك وتعالى فيحاسبه عن كل حرف سطره بقلمه ،
(( فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) .
* * * * *
ألا كسرت أقلام..لا تتأدب مع الله تبارك وتعالى ،
فمننه سبحانه تتابع عليهم ، ونعمه تتوالى إليهم ،
من ساعة علوق أحدهم نطفة في رحم أمه ،
ولكنه يقابل هذه النعم بكفرانها ،
وجحود فضل المنعم بها سبحانه ،
مع أن الواجب على عبد ضعيف مثله
أن يشكر الله تعالى بلسانه بالحمد والثناء ،
وبجوارحه في تسخيرها في طاعته ، ومنها :
كفيه التي بها قبض على القلم ، وأجرى مداده على الورق ،
فكتب بها ما لا يرضي من حرّكها ، وإلى أولئك أقول ، اقرؤوا - إن شئتم - :
(( سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ))
[القلم: 44] .
* * * * *
ألا كسرت أقلام.. لا تتأدب مع كلام الله تعالى ،
فترى أصحابها لا يقفون عند حلاله وحرامه ،
ويهجرونه ، ويرفضون التحاكم إليه ، ويصرون على مخالفته ،
حتى وإن كانوا ممن يقرؤونه ، فهم في الحقيقة ليسوا بمؤمنين به حق الإيمان ،
إذ لو كانوا كذلك حقاً لأضيئت لهم المسالك ،
ولتفتحت لهم المدارك ،
ولما تجرأوا على أن يخرج منهم ولو حرفاً يخالف ما في الكتاب من الآيات والحكمة.
وإلى هؤلاء أقول : كفاكم هضماً لحقوق كلام الله ،
حتى أصبحتم تساوونه بغيره من الكلام ،
أعيدوا لكتاب الله تعالى حقه ،
تدبروه واستلهموا ما فيه من العبر ،
وأحسنوا الاستدلال به دون لويٍ لمعانيه ،
واحذروا فكلام الله تعالى حجة عليكم إن دعوتم إلى ما نهى عنه ،
أو نهيتم عما دعا إليه . كونوا من عباد الرحمن الذين
(( إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً ))
[الفرقان: 73] .
* * * * *
ألا كسرت أقلام.. لا تتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فإن الله تعالى قد جعل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام إماماً وحاكماً ،
قال تعالى :
(( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ))
[سورة النساء: 65]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية :
( يُقسم الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد منكم
حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ،
فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطناً وظاهراً ،
ولهذا قال :
(( ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ))
[النساء : 65] ،
أي إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجاً مما حكمت به ،
وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلموا لذلك تسليماً كلياً
من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة ) .
* * * * *
ألا كسرت أقلام.. لا تحترم العلماء ،
والله تعالى يقول :
(( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ))
[الزمر : 9] .
فبعض أولئك الكتاب استباح لحوم العلماء ،
ونهش أعراضهم ، وشكك في فتاويهم ،
(ونسف) أقوالهم ، وانتقص من قدرهم ،
وأخذ أصغر أولئك - وكلهم صغار أمام علماءنا -
(يناقش) فتاوى عالم طلب العلم قبل
أن يخرج ذاك من بطن أمه!
ومما يدل على خطورة إيذاء العلماء الذين هم مصابيح الأمة ،
ما رواه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( قال الله عز وجل في الحديث القدسي :
( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) الحديث .. ))
روى الخطيب البغدادي عن الإمام الشافعي - رحمه الله - أنه قال :
( إن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فليس لله ولي )
ويا لخسارة من توعده الله بالحرب!!
وإلى أولئك أقول ما قاله العلامة ابن عساكر - رحمه الله - :
( اعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته
وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته -
أن لحوم العلماء مسمومة ،
وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ،
وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ،
ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ) .
* * * * *
ألا كسرت أقلام.. تدعو إلى خروج المرأة من بيتها ،
وانسلاخها من عفافها ، باسم الانتصار لحقوقها ،
والتباكي على حريتها المسلوبة - على حد زعمهم -
وغايتهم الأولى هي : إنزالها في جميع ميادين الحياة ، وبالتالي تختلط بالرجال ،
حتى تخلع الحجاب عن جسدها (بيدها) ،
وتنزع الخمار عن وجهها (بطوعها) ،
(( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ))
[النساء : 26] .
وعلى أولئك أن يتقوا الله تعالى ،
وأن ينشروا الفضيلة ، ويحاربوا الرذيلة ،
ويحموا الأمة من شرور أهل الشر ،
وألا يخدموا الأعداء الذي يتربصون بنا ،
وبوطننا المملكة العربية السعودية ،
الدولة الوحيدة في العالم التي يعلن ولي أمرها
- أيده الله وأعزه بعز الإسلام -
أن دستورها هو كتاب الله تعالى ،
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
* * * * *
عذراً - أخي القارئ -
فقد أكون أخطأت حين وجهت الخطاب في المقالة بضمير الجمع ،
وإلا فإن أصحاب تلك الأقلام هم في بلادنا المباركة
قلة قليلة لا تكاد تذكر ،
ولا يشكلون في مجتمعنا أي نسبة.
* * * * *
ختاماً : فإن الكتابة نعمة من نعم الله تعالى
يعطيها من يحب (ومن لا يحب) ،
فعلى من أنعم الله عليه بقلم فصيح حسن البيان ،
ألا يتردد في أن يزيد بعد أن يستزيد من المنهج الرباني ،
ومن الهدي النبوي .
وواجبنا - جميعاً -
أن نهتدي بهدي محمد عليه الصلاة والسلام ،
ونسير على ضوء سنته ، ونرتوي من معين نبوته ،
ونحمل أعلام هدايته ، وننضوي تحت لوائه ،
ونسقط الرايات المشبوهة ، والشعارات الزائفة ،
ونرفع شعار التوحيد والمتابعة ، عليه نحيا وعليه نموت ، وفي سبيله نجاهد ،
وعليه نلقى الله رب العالمين .