أسيرة القمر
02-08-2016, 04:17 AM
يرحم خبز أيام زمان ..
http://www.hkjtoday.com/uploads/thumbs_518/8/a/8af354f422d501dede7d3a3204fcd9be66351f67.jpg
المملكة اليوم -
أستوقفتني صورة على إحدى المواقع الإخبارية لسيارة نقل نفايات وهي معبأة بأكياس كبيرة من الخبز، منظر يدعك تُفكر ملياً حول ما يحدث في المجتمع من سوء إستهلاك لمادة غذائية أساسية، ومرات عديدة حصلت نقاشات وحوارات غاضبة تُدين رفع سعر رغيف الخبز، طالما أن القضية أساسية ومحورية لفئة كبيرة من فئات المجتمع فلم لا يتم التعامل معها ببراعة أكثر!
يعتقد الأغلبية أن الخبز مكون أساسي في المطبخ وبدونه لا أكلنا ولا شبعنا، مع العلم أن ربة المنزل تستطيع إتباع أساليب جديدة في المطبخ تقلل من كمية شراء وإستهلاك هذه المادة، منها مثلاً التعامل مع الرز كبديل، بمعنى لا يتم تقديم الخبز مع طبق الرز، أو وضع نصف كمية الخبز المعتادة، في الغالب يقوم بعض الأفراد بوضع أرغفة عديدة على مائدة الطعام، مما يدفع بمزيد من بقايا قطع الخبز والتقليل من أكل الرز، تجربة بسيطة لمن يعشق تلك الحالة، تناول الرز بمفرده أو مع ربع رغيف خبز فقط وأنتظر بعد ذلك، ستجد أن الوضع لم يختلف، هي مجرد عادات إكتسبناها أيام الفقر، حين كان يقدم الخبز مع كافة الأصناف ليشبع أفراد الأسرة، والذين يتراوح عددهم تقريباً ما بين 11-12 فرداً، وغير ذلك سيستهلكوا كيس رز كل أسبوع..
أما الآن فقد أختلف الوضع، العائلة باتت أصغر والمعيشة أغلى، أذكر حين قمت بزيارة لدولة أوروبية قبل سنوات، أعددت الطعام وطلبت إحضار كيس الخبز، علمت أنهم لا يشترون الخبز إلا نادراً، أصريت على شراءه لتناوله مع طعام الغدا بجانب طبق الأرز، الصاعقة كانت حين تم إحضار الكيس، خمس أرغفة لا يتعدى حجمها كفة اليد الواحدة، سُمكها غير قابل للنقاش، وقتها أدركت بأن القيمة الغذائية لأي مادة لا تتناسب مع كميتها وحجمها، وكما يقول كبار السِن: "المعدة مثل المقبرة ما بترد أشي"، ومع ذلك، أكلنا وشبعنا والخبز كفّى وزيادة..
وللعلم، خبز زمان كان ألذ وأطيب، ولو بقي أسبوع لا تتغير نكهته ولا طعمه، ويبقى طرياً قابل للإستخدام مجرد تعريضه لحرارة الغاز او "البابور"؛ وتلاحظ أيضاً أنه لا يتعفن بسرعة مثل "همالة خبز هالأيام"، لم يقم مخبز الحارة أو أمي بوضع الإضافات على العجين، لا منفخات ولا مبيضات ولا منكهات، مجرد ماء وطحين وخميرة ورشة ملح وصحة وهنا..
لهذا، فخبز هذه الأيام غير صحي تماماً ولا داعي للتهافت عليه، هناك بدائل أفضل يمكن تقديمها كالمعكرونة والأرز والبطاطا، وفي هذه العملية توفير للمال، وتقليل للجهد على عُمال الوطن، والأهم صحة أفضل ومزيد من الرضى النفسي والديني حول عدم التبذير، حيث يتراوح إستهلاك كمية الخبز أسبوعياً لعائلة مكونة من ستة أشخاص ما يزيد على الثلاث دنانير، منها دينار يتم رميه في القمامة، وإذا ما تم أكله فالله يستر على صحتنا وعافيتنا..
نحن بحاجة لدراسة أعمق حول كمية إستهلاك هذه المادة، والبراعة في تقديم أطباق تتناسب وحجم الأسرة ودخلها الشهري، بالإضافة للقناعة بأن المعدة الخفيفة هي الأفضل، بلا مؤاخذة ما بنربي عجول في البيت، ولا عنا دجاج بالحوش بحاجة لبقايا الخبز والطعام، الثقافة المجتمعية للإستهلاك هي ثقافة شعب متطور متنامي، بشكل متوازن بما يخدم نفسه وطنه..
http://www.hkjtoday.com/uploads/thumbs_518/8/a/8af354f422d501dede7d3a3204fcd9be66351f67.jpg
المملكة اليوم -
أستوقفتني صورة على إحدى المواقع الإخبارية لسيارة نقل نفايات وهي معبأة بأكياس كبيرة من الخبز، منظر يدعك تُفكر ملياً حول ما يحدث في المجتمع من سوء إستهلاك لمادة غذائية أساسية، ومرات عديدة حصلت نقاشات وحوارات غاضبة تُدين رفع سعر رغيف الخبز، طالما أن القضية أساسية ومحورية لفئة كبيرة من فئات المجتمع فلم لا يتم التعامل معها ببراعة أكثر!
يعتقد الأغلبية أن الخبز مكون أساسي في المطبخ وبدونه لا أكلنا ولا شبعنا، مع العلم أن ربة المنزل تستطيع إتباع أساليب جديدة في المطبخ تقلل من كمية شراء وإستهلاك هذه المادة، منها مثلاً التعامل مع الرز كبديل، بمعنى لا يتم تقديم الخبز مع طبق الرز، أو وضع نصف كمية الخبز المعتادة، في الغالب يقوم بعض الأفراد بوضع أرغفة عديدة على مائدة الطعام، مما يدفع بمزيد من بقايا قطع الخبز والتقليل من أكل الرز، تجربة بسيطة لمن يعشق تلك الحالة، تناول الرز بمفرده أو مع ربع رغيف خبز فقط وأنتظر بعد ذلك، ستجد أن الوضع لم يختلف، هي مجرد عادات إكتسبناها أيام الفقر، حين كان يقدم الخبز مع كافة الأصناف ليشبع أفراد الأسرة، والذين يتراوح عددهم تقريباً ما بين 11-12 فرداً، وغير ذلك سيستهلكوا كيس رز كل أسبوع..
أما الآن فقد أختلف الوضع، العائلة باتت أصغر والمعيشة أغلى، أذكر حين قمت بزيارة لدولة أوروبية قبل سنوات، أعددت الطعام وطلبت إحضار كيس الخبز، علمت أنهم لا يشترون الخبز إلا نادراً، أصريت على شراءه لتناوله مع طعام الغدا بجانب طبق الأرز، الصاعقة كانت حين تم إحضار الكيس، خمس أرغفة لا يتعدى حجمها كفة اليد الواحدة، سُمكها غير قابل للنقاش، وقتها أدركت بأن القيمة الغذائية لأي مادة لا تتناسب مع كميتها وحجمها، وكما يقول كبار السِن: "المعدة مثل المقبرة ما بترد أشي"، ومع ذلك، أكلنا وشبعنا والخبز كفّى وزيادة..
وللعلم، خبز زمان كان ألذ وأطيب، ولو بقي أسبوع لا تتغير نكهته ولا طعمه، ويبقى طرياً قابل للإستخدام مجرد تعريضه لحرارة الغاز او "البابور"؛ وتلاحظ أيضاً أنه لا يتعفن بسرعة مثل "همالة خبز هالأيام"، لم يقم مخبز الحارة أو أمي بوضع الإضافات على العجين، لا منفخات ولا مبيضات ولا منكهات، مجرد ماء وطحين وخميرة ورشة ملح وصحة وهنا..
لهذا، فخبز هذه الأيام غير صحي تماماً ولا داعي للتهافت عليه، هناك بدائل أفضل يمكن تقديمها كالمعكرونة والأرز والبطاطا، وفي هذه العملية توفير للمال، وتقليل للجهد على عُمال الوطن، والأهم صحة أفضل ومزيد من الرضى النفسي والديني حول عدم التبذير، حيث يتراوح إستهلاك كمية الخبز أسبوعياً لعائلة مكونة من ستة أشخاص ما يزيد على الثلاث دنانير، منها دينار يتم رميه في القمامة، وإذا ما تم أكله فالله يستر على صحتنا وعافيتنا..
نحن بحاجة لدراسة أعمق حول كمية إستهلاك هذه المادة، والبراعة في تقديم أطباق تتناسب وحجم الأسرة ودخلها الشهري، بالإضافة للقناعة بأن المعدة الخفيفة هي الأفضل، بلا مؤاخذة ما بنربي عجول في البيت، ولا عنا دجاج بالحوش بحاجة لبقايا الخبز والطعام، الثقافة المجتمعية للإستهلاك هي ثقافة شعب متطور متنامي، بشكل متوازن بما يخدم نفسه وطنه..