ضوء القمر
07-16-2015, 02:03 AM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتواي جزاكم الله خيراََ هل يصح قول ورب القرآن ,,
رزقنا الله واياكم جنات النعيم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
لا يصحّ قول " ورب القرآن " ؛ لأن القرآن صِفَة مِن صِفات الله عزّ وَجَلّ ، فلا تكون الصِّفة مربوبة .
روى الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " : من طريق عكرمة قال : شَهِدت ابن عباس صَلّى على جنازة رجل مِن الأنصار ، فلما سُوّي في اللحد وحُثي التراب عليه ، قام رجل منهم فقال : اللهم رب القرآن ارحمه ، اللهم رب القرآن أوسِع عليه مَدَاخِله ، فالتفت إليه ابن عباس مُغْضَبًا فقال : يا عبد الله أما تتقي الله ؟ يا عبد الله أما تتقي الله ؟ أما علمت أن القرآن منه ؟ قال : فرأيت الرجل نَكّس رأسه ومضى استحياء مما قال له ابن عباس ، كأنه أتى على كبيرة .
قال أبو الحسين الملطي في كتابه " التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع " : يُقال للجهمية أيضا : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) و (خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا) ، وقال في كتابه : (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ) ،وقال : (خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) ، فهل وجدتم في كتاب الله عز وجل أنه يُخْبِر عن القرآن أنه خَلَقه كما خَلَق هذه الأشياء؟ أليس الله عز وجل يقول : (بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ) و (رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا) ، وقال : (رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ) . فهل قال في القرآن : رَبّ القرآن ، كما قال لهذه الأشياء إنه ربها ؟ أو هل تجد شيئا في سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله خَلَق القرآن وهو ربه ؟ بل قال : دعوا كل شيء مُبْتَدع . إذا أتى آتٍ بشيء ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله فَدَعواه باطل . اهـ .
وقال ابن الجوزي في " زاد المسير " : ومما يُسْمَع على ألسنة العامة قولهم : يا سبحان يا برهان . وهذا مهجور مُسْتَهْجَن لا قدوة فيه . وربما قال بعضهم : يا رب طه و يس ، وقد أنكر ابن عباس على رجل قال : يا رب القرآن . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وعن عكرمة قال : كان ابن عباس في جنازة ، فلما وُضع الميت في لحده قام رجل فقال : اللهم رب القرآن اغفر له ، فوثب إليه ابن عباس فقال له : مَـه ! القرآن منه . وفي رواية : القرآن كلام الله ، وليس بِمَرْبُوب ، منه خرج ، وإليه يعود .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتواي جزاكم الله خيراََ هل يصح قول ورب القرآن ,,
رزقنا الله واياكم جنات النعيم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
لا يصحّ قول " ورب القرآن " ؛ لأن القرآن صِفَة مِن صِفات الله عزّ وَجَلّ ، فلا تكون الصِّفة مربوبة .
روى الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " : من طريق عكرمة قال : شَهِدت ابن عباس صَلّى على جنازة رجل مِن الأنصار ، فلما سُوّي في اللحد وحُثي التراب عليه ، قام رجل منهم فقال : اللهم رب القرآن ارحمه ، اللهم رب القرآن أوسِع عليه مَدَاخِله ، فالتفت إليه ابن عباس مُغْضَبًا فقال : يا عبد الله أما تتقي الله ؟ يا عبد الله أما تتقي الله ؟ أما علمت أن القرآن منه ؟ قال : فرأيت الرجل نَكّس رأسه ومضى استحياء مما قال له ابن عباس ، كأنه أتى على كبيرة .
قال أبو الحسين الملطي في كتابه " التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع " : يُقال للجهمية أيضا : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) و (خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا) ، وقال في كتابه : (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ) ،وقال : (خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) ، فهل وجدتم في كتاب الله عز وجل أنه يُخْبِر عن القرآن أنه خَلَقه كما خَلَق هذه الأشياء؟ أليس الله عز وجل يقول : (بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ) و (رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا) ، وقال : (رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ) . فهل قال في القرآن : رَبّ القرآن ، كما قال لهذه الأشياء إنه ربها ؟ أو هل تجد شيئا في سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله خَلَق القرآن وهو ربه ؟ بل قال : دعوا كل شيء مُبْتَدع . إذا أتى آتٍ بشيء ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله فَدَعواه باطل . اهـ .
وقال ابن الجوزي في " زاد المسير " : ومما يُسْمَع على ألسنة العامة قولهم : يا سبحان يا برهان . وهذا مهجور مُسْتَهْجَن لا قدوة فيه . وربما قال بعضهم : يا رب طه و يس ، وقد أنكر ابن عباس على رجل قال : يا رب القرآن . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وعن عكرمة قال : كان ابن عباس في جنازة ، فلما وُضع الميت في لحده قام رجل فقال : اللهم رب القرآن اغفر له ، فوثب إليه ابن عباس فقال له : مَـه ! القرآن منه . وفي رواية : القرآن كلام الله ، وليس بِمَرْبُوب ، منه خرج ، وإليه يعود .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية