حگـَآيآ آلّمطـرُ
03-26-2015, 01:00 AM
http://cdn.top4top.net/i_32158f7bb60.gif
الحمد لله وحده، والصﻼة والسﻼم على من ﻻ نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
قال - صلى*الله*
عليه وسلم -:*)احفظ*الله*
يحفظك، احفظ*الله*
تجده تجاهك(.
فالجزاء من جنس العمل، قوله:*)يحفظك*(*يعني أن من حفظ حدود*الله*
وراعى حقوقه حفظه الله، فإن الجزاء من جنس العمل، كما قال تعالى:*﴿*وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ*﴾*(سورة البقرة، آية 40)، وقال:*﴿*َاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ*﴾*(سورة البقرة، آية 152)، وقال:*﴿*إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ*﴾*(سورة محمد، آية 7).
*أنواع الحفظ*
*وحفظ*الله*
لعبده يتضمن نوعين:*
*أحدهما: حفظه في مصالح دنياه.*
كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله. قال تعالى:*﴿*لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ*﴾*(سورة الرعد، آية 11).
قال ابن عباس: هم المﻼئكة يحفظونه بأمر الله، فإذا جاء القدر خلوا عنه.
وقال مجاهد: ما من عبدٍ إﻻ له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن واﻹنس والهوامّ، فما من شيء يأتيه إﻻ قال: وراءك، إﻻ شيئًا قد أذن*الله*
فيه فيصيبه.
ومن صور حفظ*الله*
للعبد في دنياه:
*حفظه في صحة بدنه:*
أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله. قال بعض السلف: العالم ﻻ يخرف. وقال بعضهم: من جمع القرآن مُـتِّع بعقله.
وتأوّل بعضهم على ذلك قوله تعالى:*﴿*ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ*﴾(سورة التين، اﻵيتان 5-6).
وكان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتَّع بعقله وقوته، فوثب يومًا من سفينة كان فيها إلى اﻷرض وثبة شديدة، فعوتب على ذلك فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها*الله*
علينا في الكبر.
وعكس هذا: أن الجنيد رأى شيخًا يسأل الناس فقال: إن هذا ضيَّع*الله*
في صغره، فضيّعه*الله*
في كبره!!
*حفظه في أوﻻده:*
وقد يحفظ*الله*
العبد بصﻼحه في ولده، وولد ولده. كما قيل في قوله تعالى:*﴿*وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا*﴾(سورة الكهف، آية 82)، أنهما حُفِظا بصﻼح أبيهما.
وقال محمد بن المنكدر: إن*الله*
ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده وقريته التي هو فيها، فما يزالون في حفظٍ من*الله*
وستر.
وقال ابن المسيب ﻻبنه: يا بنيّ ﻷزيدن في صﻼتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك، وتﻼ هذه اﻵية:*﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا*﴾*(سورة الكهف، آية 82).
*حفظه في أمواله:*
ومتى كان العبد مشتغلًا بطاعة*الله*
عز وجل، فإن*الله*
تعالى يحفظه في تلك الحال.
- كان شيبان الراعي يرعى غنمًا في البرية، فإذا جاءت الجمعة خطَّ عليها خطًّا، وذهب إلى الجمعة، ثم يرجع وهي كما تركها!!
- وكان بعض السلف في يده الميزان يزن بها دراهم، فسمع اﻷذان، فنهض ونفضها على اﻷرض، وذهب إلى الصﻼة، فلما عاد جمعها فلم يذهب منها شيء.
*حفظه من الجن واﻹنس:*
أن يحفظه من شرِّ كل من يريده بأذى من الجن واﻹنس، كما قال تعالى:*﴿*وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*﴾*(سورة الطﻼق، آية 2).
قالت عائشة - رضي*الله*
عنها -: يكفيه غمَّ الدنيا وهمها.
وقال الربيع بن خثيم: يجعل له مخرجًا من كل ما ضاق على الناس.
وكتب بعض السلف إلى أخيه: أما بعد فإن من اتقى*الله*
فقد حفظ نفسه، ومن ضيّع تقواه، فقد ضيَّع نفسه، والله الغني عنه.
*حفظه من الحيوانات المؤذية:*
ومن عجيب حفظ*الله*
تعالى لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظة له من اﻷذى وساعية في مصالحه، كما جرى لسفينة مولى النبي -صلى*الله*
عليه وسلم- حين كُسر به المركب، وخرج إلى جزيرة فرأى السبع فقال له: يا أبا الحارث! أنا سفينة مولى رسول*الله*
-صلى*الله*
عليه وسلم-، فجعل يمشي حوله ويدلّه على الطريق حتى أوقفه عليها، ثم جعل يهمهم كأنه يؤدِّعه وانصرف عنه.
ومن ضيع*الله*
ضيعه*الله*
بين خلقه، حتى يدخل عليه الضرر ممن كان يرجو أن ينفعه، ويؤذيه أخص أهله به وأرفقهم به.
كما قال بعضهم: إني ﻷعصي*الله*
فأعرف ذلك في خلق خادمي و****ي.
فالخير كله مجموع في طاعة*الله*
واﻹقبال عليه. والشر كله مجموع في معصيته واﻹعراض عنه.
*حفظ الدين*
النوع الثاني من الحفظ: وهو أشرفهما وأفضلهما: حفظ*الله*
لعبده في دينه، فيحفظ عليه دينه وإيمانه؛ في حياته من الشبهات المردية، والبدع المضلة، والشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على اﻹسﻼم.
وهذا كما حفظ يوسف – عليه السﻼم -، قال:*﴿*كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ*﴾*(سورة يوسف، آية 24)، فمن أخلص لله خلّصه*الله*
من السوء والفحشاء، وعصمه منهما من حيث ﻻ يشعر، وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة.
فمن قام بحقوق*الله*
عليه، فإن*الله*
يتكفّل له بالقيام بجميع مصالحه في الدنيا واﻵخرة. فمن أراد أن يتولى*الله*
حفظه ورعايته في أموره كلها فليراع حقوق*الله*
عليه، ومن أراد أن ﻻ يصيبه شيء مما يكره، فﻼ يأت شيئًا مما يكرهه*الله*
منه.
وكان بعض السلف يدور على المجالس ويقول: من أحب أن تدوم له العافية فليتق الله.
وقال العمري الزاهد: كما تحب أن يكون*الله*
لك، فهكذا كن لله عز وجل.
فما يؤتى اﻹنسان إﻻ من قبل نفسه، وﻻ يصيبه المكروه إﻻ من تفريطه في حق ربه عز وجل. كما قال بعض السلف: من صَفَّى صُفِّي له، ومن خلّط خُلِّط عليه.
هذا والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصﻼة والسﻼم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الحمد لله وحده، والصﻼة والسﻼم على من ﻻ نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
قال - صلى*الله*
عليه وسلم -:*)احفظ*الله*
يحفظك، احفظ*الله*
تجده تجاهك(.
فالجزاء من جنس العمل، قوله:*)يحفظك*(*يعني أن من حفظ حدود*الله*
وراعى حقوقه حفظه الله، فإن الجزاء من جنس العمل، كما قال تعالى:*﴿*وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ*﴾*(سورة البقرة، آية 40)، وقال:*﴿*َاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ*﴾*(سورة البقرة، آية 152)، وقال:*﴿*إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ*﴾*(سورة محمد، آية 7).
*أنواع الحفظ*
*وحفظ*الله*
لعبده يتضمن نوعين:*
*أحدهما: حفظه في مصالح دنياه.*
كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله. قال تعالى:*﴿*لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ*﴾*(سورة الرعد، آية 11).
قال ابن عباس: هم المﻼئكة يحفظونه بأمر الله، فإذا جاء القدر خلوا عنه.
وقال مجاهد: ما من عبدٍ إﻻ له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن واﻹنس والهوامّ، فما من شيء يأتيه إﻻ قال: وراءك، إﻻ شيئًا قد أذن*الله*
فيه فيصيبه.
ومن صور حفظ*الله*
للعبد في دنياه:
*حفظه في صحة بدنه:*
أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله. قال بعض السلف: العالم ﻻ يخرف. وقال بعضهم: من جمع القرآن مُـتِّع بعقله.
وتأوّل بعضهم على ذلك قوله تعالى:*﴿*ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ*﴾(سورة التين، اﻵيتان 5-6).
وكان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتَّع بعقله وقوته، فوثب يومًا من سفينة كان فيها إلى اﻷرض وثبة شديدة، فعوتب على ذلك فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها*الله*
علينا في الكبر.
وعكس هذا: أن الجنيد رأى شيخًا يسأل الناس فقال: إن هذا ضيَّع*الله*
في صغره، فضيّعه*الله*
في كبره!!
*حفظه في أوﻻده:*
وقد يحفظ*الله*
العبد بصﻼحه في ولده، وولد ولده. كما قيل في قوله تعالى:*﴿*وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا*﴾(سورة الكهف، آية 82)، أنهما حُفِظا بصﻼح أبيهما.
وقال محمد بن المنكدر: إن*الله*
ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده وقريته التي هو فيها، فما يزالون في حفظٍ من*الله*
وستر.
وقال ابن المسيب ﻻبنه: يا بنيّ ﻷزيدن في صﻼتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك، وتﻼ هذه اﻵية:*﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا*﴾*(سورة الكهف، آية 82).
*حفظه في أمواله:*
ومتى كان العبد مشتغلًا بطاعة*الله*
عز وجل، فإن*الله*
تعالى يحفظه في تلك الحال.
- كان شيبان الراعي يرعى غنمًا في البرية، فإذا جاءت الجمعة خطَّ عليها خطًّا، وذهب إلى الجمعة، ثم يرجع وهي كما تركها!!
- وكان بعض السلف في يده الميزان يزن بها دراهم، فسمع اﻷذان، فنهض ونفضها على اﻷرض، وذهب إلى الصﻼة، فلما عاد جمعها فلم يذهب منها شيء.
*حفظه من الجن واﻹنس:*
أن يحفظه من شرِّ كل من يريده بأذى من الجن واﻹنس، كما قال تعالى:*﴿*وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*﴾*(سورة الطﻼق، آية 2).
قالت عائشة - رضي*الله*
عنها -: يكفيه غمَّ الدنيا وهمها.
وقال الربيع بن خثيم: يجعل له مخرجًا من كل ما ضاق على الناس.
وكتب بعض السلف إلى أخيه: أما بعد فإن من اتقى*الله*
فقد حفظ نفسه، ومن ضيّع تقواه، فقد ضيَّع نفسه، والله الغني عنه.
*حفظه من الحيوانات المؤذية:*
ومن عجيب حفظ*الله*
تعالى لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظة له من اﻷذى وساعية في مصالحه، كما جرى لسفينة مولى النبي -صلى*الله*
عليه وسلم- حين كُسر به المركب، وخرج إلى جزيرة فرأى السبع فقال له: يا أبا الحارث! أنا سفينة مولى رسول*الله*
-صلى*الله*
عليه وسلم-، فجعل يمشي حوله ويدلّه على الطريق حتى أوقفه عليها، ثم جعل يهمهم كأنه يؤدِّعه وانصرف عنه.
ومن ضيع*الله*
ضيعه*الله*
بين خلقه، حتى يدخل عليه الضرر ممن كان يرجو أن ينفعه، ويؤذيه أخص أهله به وأرفقهم به.
كما قال بعضهم: إني ﻷعصي*الله*
فأعرف ذلك في خلق خادمي و****ي.
فالخير كله مجموع في طاعة*الله*
واﻹقبال عليه. والشر كله مجموع في معصيته واﻹعراض عنه.
*حفظ الدين*
النوع الثاني من الحفظ: وهو أشرفهما وأفضلهما: حفظ*الله*
لعبده في دينه، فيحفظ عليه دينه وإيمانه؛ في حياته من الشبهات المردية، والبدع المضلة، والشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على اﻹسﻼم.
وهذا كما حفظ يوسف – عليه السﻼم -، قال:*﴿*كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ*﴾*(سورة يوسف، آية 24)، فمن أخلص لله خلّصه*الله*
من السوء والفحشاء، وعصمه منهما من حيث ﻻ يشعر، وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة.
فمن قام بحقوق*الله*
عليه، فإن*الله*
يتكفّل له بالقيام بجميع مصالحه في الدنيا واﻵخرة. فمن أراد أن يتولى*الله*
حفظه ورعايته في أموره كلها فليراع حقوق*الله*
عليه، ومن أراد أن ﻻ يصيبه شيء مما يكره، فﻼ يأت شيئًا مما يكرهه*الله*
منه.
وكان بعض السلف يدور على المجالس ويقول: من أحب أن تدوم له العافية فليتق الله.
وقال العمري الزاهد: كما تحب أن يكون*الله*
لك، فهكذا كن لله عز وجل.
فما يؤتى اﻹنسان إﻻ من قبل نفسه، وﻻ يصيبه المكروه إﻻ من تفريطه في حق ربه عز وجل. كما قال بعض السلف: من صَفَّى صُفِّي له، ومن خلّط خُلِّط عليه.
هذا والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصﻼة والسﻼم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.