سراج المحبة
02-08-2015, 11:08 AM
فهذه المعاملة الكريمة من رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg تركت في نفس ثمامة أثرًا طَيِّبًا إلى درجة أنه غَيِّر دينه، وأسلم لله رب العالمين، دون ضغط أو إكراه، بل إن إسلامه وُلِدَ قويًّا إلى الدرجة التي دفعته إلى مقاطعة قريش من أجل أنها تحارب رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg؛ مضحيًا بذلك بثروة هائلة كانت تأتيه من تجارته معها، ومضحيًا بعلاقات اجتماعية مهمة مع أشراف قريش.
عناية رسول الله بالأسرى
ولقد كانت القاعدة العامة التي حَثَّ عليها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في أول غزوة غنم فيها المسلمون أسرى هي: "اسْتَوصُوا بِهمْ -أي بِالأَسْرَى- خَيْرًا"[16]. وهذه المعاملة الحسنة التي أمر بها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg للأسرى لم تكن مجرَّد قوانين نظرية ليس لها تطبيق في واقع الحياة، ولكنَّها تمثلت في مظاهر كثيرة تنبئ عن قلوب ملأتها الرحمة.
لذلك أنكر رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg ضرب غلامي قريش في أحداث بدر، إذ قال لأصحابه: "<a >إذَا صَدَقَاكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمَا، وَإِذَا كَذَبَاكُمْ تَرَكْتُمُوهُمَا، صَدَقَا، وَاَللّهِ إنّهُمَا لِقُرَيْشِ.."[17]. فرغم كون هذين الغلامين من الجيش المعادي، وضربهما قد يكشف للمسلمين مناطق الضعف في الجيش القرشي، إلاَّ أن النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg استنكر ضربهما وتعذيبهما، وهذا الأمر ما عبّر عنه الإمام مالك رحمه الله؛ إذ سُئل: أَيُعذَّبُ الأسيرُ إن رُجِيَ أن يدلَّ على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك[18].
http://islamstory.com/sites/default/files/images/stories/articles/1052/15067_image003.jpgبل كان رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg حريصًا أيضًا على راحة الأسير البدنية والصحية ليُدرك - بما لا يدع مجالاً للشكِّ - أن هذا المنهج إلهيٌّ، وليس من صُنع البشر! إنه ليس من أحد أرحم بالعباد من الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u1_20.jpg، ومن رحمته أنه أوصى برعاية الأسير حتى لو كان هذا الأسير كافرًا به http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u1_20.jpg وقد حرص رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg كل الحرص على تطبيق هذا المنهج الإلهي الرحيم؛ فخرجت لنا عدة مواقف نجزم أنها لا توجد في تاريخ أمة غير أمة الإسلام.
وقد تجلَّى حرص رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في تعاملاته مع الأسرى في الاهتمام بمأكلهم؛ فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أصحابه يوم بدر أن يُكرموا الأسارى، فكانوا يُقَدِّمُونهم على أنفسهم عند الغداء، وهكذا قال سعيد بن جبير، وعطاء، والحسن، وقتادة[19].
ولم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يُقدِّمون للأسرى ما بقي من طعامهم، بل كانوا ينتقون لهم أجود ما لديهم من طعام، ويجعلونهم يأكلونه عملاً بوصية رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بهم، وها هو أبو عزيز -شقيق مصعب بن عمير http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg- يروي ما حدث بقوله: كنتُ في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خَصُّوني بالخبز، وأكلوا التمر لوصية رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg إيَّاهم بنا، ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلاَّ نفحني بها؛ فأستحي فأردها فيردّها عَلَيَّ ما يمسُّها! قال ابن هشام: وكان أبو عزيز هذا صاحب لواء المشركين ببدر بعد النضر بن الحارث[20]. فالرجل لم يكن شخصية عادية، بل كان من أشدِّ المشركين على المسلمين، فلا يحمل اللواء إلاَّ شجعان القوم وسادتهم! ولكن هذا لم يُغَيِّر من الأمر شيئًا؛ لأن الرحمة بالأسير أصل من أصول التعامل لا يجوز التخلِّي عنه تحت أي ظرف من الظروف.
ولم يقتصر المسلمون على إطعام أسراهم من المشركين؛ بل كانوا يُقَدِّمون لهم الملابس أيضًا، وهذا ثابت في الصحيح، فقد جعل البخاري –رحمه الله- بابًا في الصحيح سمَّاه: باب الكسوة للأُسارى ذكر فيه أن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- قال: لمَّا كان يوم بدرٍ أُتِيَ بأسارى، وأُتِيَ بالعبَّاس، ولم يكن عليه ثوبٌ فنظر النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg له قميصًا فوجدوا قميص عبد اللَّه بن أبيٍّ يَقْدُرُ عليه[21]، فكساه النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg إيَّاه..."[22].
وورد أيضًا أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أمر لأسرى هوازن بالكساء فقد أمر رجلاً أن يَقدم مكة فيشتري للسبي -الأسرى- ثياب المُعَقَّد[23]، فلا يخرج الحرُّ منهم إلاَّ كاسيًا[24].
التعامل بالرفق ولين الجانب مع الأسرى
ومن وصايا رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg البارزة في التعامل مع الأسرى الرفقُ ولين الجانب، حتى يشعروا بالأمن والطمأنينة، وقد كان من أخلاق رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أنه كان يردُّ على استفسارات الأسرى، ولا يسأم أو يَمَلُّ من أسئلتهم؛ ممَّا يُوحِي بسعة صدره، وعمق رحمته http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg التي شملت البشر جميعًا؛ ففي صحيح مسلم عن عمران بن حصين http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg قال: كانت ثقيف حلفاء لبنى عقيلٍ، فأَسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وأسر أصحاب رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg رجلاً من بني عقيلٍ، وأصابوا معه العضباء[25]، فأتى عليه رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وهو في الوثاق قال: يا محمد. فأتاه فقال: "مَا شَأْنُكَ؟" فقال: بم أخذتني، وبم أخذت سابقة الحاجِّ[26]؟ فقال: "إِعْظَامًا لِذَلِكَ أَخَذْتُكَ بِجَرِيرَةِ حُلَفَائِكَ ثَقِيفَ".
ثمَّ انصرف عنه فناداه، فقال: يا محمد، يا محمد. وكان رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg رحيمًا رقيقًا فرجع إليه، فقال: "مَا شَأْنُكَ؟" قال: إنِّي مسلمٌ. قال: "لَوْ قُلْتَهَا وَأَنْتَ تَمْلِكُ أَمْرَكَ أَفْلَحْتَ كُلَّ الْفَلاَحِ".
ثمَّ انصرف فناداه، فقال: يا محمد، يا محمد. فأتاه فقال: "مَا شَأْنُكَ؟" قال: إنِّي جائعٌ فأطعمني، وظمآن فاسقني. قال: "هَذِهِ حَاجَتُكَ"[27].
فهذه الاستفسارات المتكرِّرة من الرجل لرسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg -وهو القائد الأول للدولة الإسلامية- ومناداته باسمه http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg مجرَّدًا يدلُّ على مدى الرحمة والإنسانية التي يحملها الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في قلبه لكل البشر.
ولعلَّ الأعظم من ذلك أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg كان يهتمُّ بالنواحي النفسية للأسرى ويحترمها كل الاحترام، ويظهر هذا الأمر بوضوح في أوقات الشدائد وبعد الحروب خاصَّة، فنجد النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg يوجِّه أصحابه الكرام توجيهات إنسانية راقية في شأن التعامل مع الأسرى من النساء والأطفال؛ فينهى عن التفريق بين الأُمِّ وطفلها؛ فعن أبي أيوب http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg قال: "سمعت رسول الله يقول: "مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"[28].
ولعلَّ القصة التالية تكون خاتمة جميلة لهذا المقال؛ حيث تظهر فيها أخلاق رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في التعامل مع الأسرى في أبهى صورها، فقد أتى أبو أُسَيْدٍ الأنصاري[29] http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بسبي من البحرين فَصُفُّوا، فقام رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فنظر إليهم؛ فإذا امرأة تبكي؛ فقال: "ما يُبْكِيكَ؟" فقالت: بِيعَ ابني في بني عبس؛ فقال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg لأبي أُسيد: "لَتَرْكَبَنَّ فَلَتَجِيئَنَّ بِهِ". فركب أبو أسيد فجاء به[30]!
لقد رقَّ قلب رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg للمرأة الأسيرة فأرسل أحد جنوده إلى بلد بعيد ليأتي لها بابنها، حتى يهدأ بالها، وتجفَّ دموعها!
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نستقصي جميع تعاملات رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg التي تُظهر حقيقة سريرته، وحسن خُلقه في سلمه وحربه وتعاملاته كلها http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg ولكننا اكتفينا ببعض هذه المواقف، والتي تدلُّ دلالة واضحة على كمال أخلاقه، وعظمة رسالته التي أوحى الله I به إليه.
عناية رسول الله بالأسرى
ولقد كانت القاعدة العامة التي حَثَّ عليها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في أول غزوة غنم فيها المسلمون أسرى هي: "اسْتَوصُوا بِهمْ -أي بِالأَسْرَى- خَيْرًا"[16]. وهذه المعاملة الحسنة التي أمر بها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg للأسرى لم تكن مجرَّد قوانين نظرية ليس لها تطبيق في واقع الحياة، ولكنَّها تمثلت في مظاهر كثيرة تنبئ عن قلوب ملأتها الرحمة.
لذلك أنكر رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg ضرب غلامي قريش في أحداث بدر، إذ قال لأصحابه: "<a >إذَا صَدَقَاكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمَا، وَإِذَا كَذَبَاكُمْ تَرَكْتُمُوهُمَا، صَدَقَا، وَاَللّهِ إنّهُمَا لِقُرَيْشِ.."[17]. فرغم كون هذين الغلامين من الجيش المعادي، وضربهما قد يكشف للمسلمين مناطق الضعف في الجيش القرشي، إلاَّ أن النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg استنكر ضربهما وتعذيبهما، وهذا الأمر ما عبّر عنه الإمام مالك رحمه الله؛ إذ سُئل: أَيُعذَّبُ الأسيرُ إن رُجِيَ أن يدلَّ على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك[18].
http://islamstory.com/sites/default/files/images/stories/articles/1052/15067_image003.jpgبل كان رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg حريصًا أيضًا على راحة الأسير البدنية والصحية ليُدرك - بما لا يدع مجالاً للشكِّ - أن هذا المنهج إلهيٌّ، وليس من صُنع البشر! إنه ليس من أحد أرحم بالعباد من الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u1_20.jpg، ومن رحمته أنه أوصى برعاية الأسير حتى لو كان هذا الأسير كافرًا به http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u1_20.jpg وقد حرص رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg كل الحرص على تطبيق هذا المنهج الإلهي الرحيم؛ فخرجت لنا عدة مواقف نجزم أنها لا توجد في تاريخ أمة غير أمة الإسلام.
وقد تجلَّى حرص رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في تعاملاته مع الأسرى في الاهتمام بمأكلهم؛ فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أصحابه يوم بدر أن يُكرموا الأسارى، فكانوا يُقَدِّمُونهم على أنفسهم عند الغداء، وهكذا قال سعيد بن جبير، وعطاء، والحسن، وقتادة[19].
ولم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يُقدِّمون للأسرى ما بقي من طعامهم، بل كانوا ينتقون لهم أجود ما لديهم من طعام، ويجعلونهم يأكلونه عملاً بوصية رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بهم، وها هو أبو عزيز -شقيق مصعب بن عمير http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg- يروي ما حدث بقوله: كنتُ في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خَصُّوني بالخبز، وأكلوا التمر لوصية رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg إيَّاهم بنا، ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلاَّ نفحني بها؛ فأستحي فأردها فيردّها عَلَيَّ ما يمسُّها! قال ابن هشام: وكان أبو عزيز هذا صاحب لواء المشركين ببدر بعد النضر بن الحارث[20]. فالرجل لم يكن شخصية عادية، بل كان من أشدِّ المشركين على المسلمين، فلا يحمل اللواء إلاَّ شجعان القوم وسادتهم! ولكن هذا لم يُغَيِّر من الأمر شيئًا؛ لأن الرحمة بالأسير أصل من أصول التعامل لا يجوز التخلِّي عنه تحت أي ظرف من الظروف.
ولم يقتصر المسلمون على إطعام أسراهم من المشركين؛ بل كانوا يُقَدِّمون لهم الملابس أيضًا، وهذا ثابت في الصحيح، فقد جعل البخاري –رحمه الله- بابًا في الصحيح سمَّاه: باب الكسوة للأُسارى ذكر فيه أن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- قال: لمَّا كان يوم بدرٍ أُتِيَ بأسارى، وأُتِيَ بالعبَّاس، ولم يكن عليه ثوبٌ فنظر النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg له قميصًا فوجدوا قميص عبد اللَّه بن أبيٍّ يَقْدُرُ عليه[21]، فكساه النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg إيَّاه..."[22].
وورد أيضًا أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أمر لأسرى هوازن بالكساء فقد أمر رجلاً أن يَقدم مكة فيشتري للسبي -الأسرى- ثياب المُعَقَّد[23]، فلا يخرج الحرُّ منهم إلاَّ كاسيًا[24].
التعامل بالرفق ولين الجانب مع الأسرى
ومن وصايا رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg البارزة في التعامل مع الأسرى الرفقُ ولين الجانب، حتى يشعروا بالأمن والطمأنينة، وقد كان من أخلاق رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أنه كان يردُّ على استفسارات الأسرى، ولا يسأم أو يَمَلُّ من أسئلتهم؛ ممَّا يُوحِي بسعة صدره، وعمق رحمته http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg التي شملت البشر جميعًا؛ ففي صحيح مسلم عن عمران بن حصين http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg قال: كانت ثقيف حلفاء لبنى عقيلٍ، فأَسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وأسر أصحاب رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg رجلاً من بني عقيلٍ، وأصابوا معه العضباء[25]، فأتى عليه رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وهو في الوثاق قال: يا محمد. فأتاه فقال: "مَا شَأْنُكَ؟" فقال: بم أخذتني، وبم أخذت سابقة الحاجِّ[26]؟ فقال: "إِعْظَامًا لِذَلِكَ أَخَذْتُكَ بِجَرِيرَةِ حُلَفَائِكَ ثَقِيفَ".
ثمَّ انصرف عنه فناداه، فقال: يا محمد، يا محمد. وكان رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg رحيمًا رقيقًا فرجع إليه، فقال: "مَا شَأْنُكَ؟" قال: إنِّي مسلمٌ. قال: "لَوْ قُلْتَهَا وَأَنْتَ تَمْلِكُ أَمْرَكَ أَفْلَحْتَ كُلَّ الْفَلاَحِ".
ثمَّ انصرف فناداه، فقال: يا محمد، يا محمد. فأتاه فقال: "مَا شَأْنُكَ؟" قال: إنِّي جائعٌ فأطعمني، وظمآن فاسقني. قال: "هَذِهِ حَاجَتُكَ"[27].
فهذه الاستفسارات المتكرِّرة من الرجل لرسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg -وهو القائد الأول للدولة الإسلامية- ومناداته باسمه http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg مجرَّدًا يدلُّ على مدى الرحمة والإنسانية التي يحملها الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في قلبه لكل البشر.
ولعلَّ الأعظم من ذلك أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg كان يهتمُّ بالنواحي النفسية للأسرى ويحترمها كل الاحترام، ويظهر هذا الأمر بوضوح في أوقات الشدائد وبعد الحروب خاصَّة، فنجد النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg يوجِّه أصحابه الكرام توجيهات إنسانية راقية في شأن التعامل مع الأسرى من النساء والأطفال؛ فينهى عن التفريق بين الأُمِّ وطفلها؛ فعن أبي أيوب http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg قال: "سمعت رسول الله يقول: "مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"[28].
ولعلَّ القصة التالية تكون خاتمة جميلة لهذا المقال؛ حيث تظهر فيها أخلاق رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في التعامل مع الأسرى في أبهى صورها، فقد أتى أبو أُسَيْدٍ الأنصاري[29] http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بسبي من البحرين فَصُفُّوا، فقام رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فنظر إليهم؛ فإذا امرأة تبكي؛ فقال: "ما يُبْكِيكَ؟" فقالت: بِيعَ ابني في بني عبس؛ فقال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg لأبي أُسيد: "لَتَرْكَبَنَّ فَلَتَجِيئَنَّ بِهِ". فركب أبو أسيد فجاء به[30]!
لقد رقَّ قلب رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg للمرأة الأسيرة فأرسل أحد جنوده إلى بلد بعيد ليأتي لها بابنها، حتى يهدأ بالها، وتجفَّ دموعها!
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نستقصي جميع تعاملات رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg التي تُظهر حقيقة سريرته، وحسن خُلقه في سلمه وحربه وتعاملاته كلها http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg ولكننا اكتفينا ببعض هذه المواقف، والتي تدلُّ دلالة واضحة على كمال أخلاقه، وعظمة رسالته التي أوحى الله I به إليه.