حكاية عشق ♥♪
01-11-2015, 12:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
::
د.جاسم المطوع
دخل علي رجل يشتكي من سرقة سيارته
وعلمت بعد ذلك أن لديه سبعة أطفال عميان لا يبصرون ،
وهذه القصة التي سأرويها لكم ما زلت أتذكرها على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاما عليها ،
وهذه الحادثة تأثرت بها وعشتها ..
عندما كنت وكيلا للنيابة العامة في بداية عملي في سلك القضاء ،
فدخل مكتبي رجل كبير السن وعلامات الحزن ظاهرة عليه وهو يروي لي حادثة سرقة ماله وسيارته ،
وقال: إني عملت خلال السنتين الماضيتين لجمع ألفي دينار لعلاج عيون اثنين من أبنائي ،
وقد سمعت عن طبيب جيد خططت أن أسافر له اليوم لإجراء العملية الجراحية بهذا المبلغ
وقد تركت المبلغ الذي جمعته لهما في السيارة ،
إلا أنها سرقت في صباح هذا اليوم فضاع كل جهدي وتعبي.
وكنت أستمع له بإنصات وأنا أقول في نفسي سبحان الله ما هذا الابتلاء العائلي ،
فأحببت أن أخفف عنه مصابه فقلت له مسليا :
(لو كشف الله لك غطاء الغيب ما اخترت إلا الواقع)
فشعرت من قسمات وجهه أنه لم يعجبه كلامي ولكني مارست عملي ثم ودعته وانتهى الأمر ،
وبعد أسبوع من الحادثة اتصل بي رجال المباحث وأبلغوني أنهم وجدوا السيارة المسروقة في الصحراء ،
وليس فيها وقود فقالوا ربما سرقها صبيان صغار للتسلية بها ولما انتهى الوقود تركوها بالصحراء ،
فقلت لهم المهم افتحوا درج السيارة وابحثوا لي عن المبلغ الذي تركه ،
فأخبروني أنهم وجدوا ألفي دينار ففرحت كثيرا بهذا الخبر وطلبت منهم أن يحضروا السيارة والمبلغ ،
ودعوت الرجل صاحب الشكوى وأنا سعيد لأني سأسعده بالخبر
وأساعده على استكمال عملية ابنيه ليبصرا من العمى ،
فلما دخل علي استقبلته بقولي: يا عم عندي لك مفاجأة وبشارة ،
فرد عليّ بنفس الأسلوب والطريقة وقال: وأنا عندي لك مفاجأة وبشارة ،
فتوقفت قليلا وقلت في نفسي لعل رجال المباحث أبلغوه بالخبر ولكني أوصيتهم ألا يخبروه ،
فقلت له وأنا على يقين أنه لا يعرف أننا وجدنا السيارة والمبلغ أخبرني ما هي مفاجأتك؟ ،
فقال: أنت أخبرني أولا ما هي بشارتك ؟
فقلت: أبشرك أننا وجدنا السيارة سليمة
وكذلك وجدنا فيها الألفي دينار في المكان الذي وصفته لنا فلم يذهب تعبك سدى ،
وكنت أقول الخبر وأنا مبتسم وفرحان وأراقب ردة فعله ،
فكان يستمع للخبر وكأنه أمر عادي ولم يتأثر به كثيرا ،
فقلت في نفسي (الله يستر) ربما حدث شيء لأطفاله ،
ثم تمالكت نفسي وقلت له والآن جاء دورك فأخبرني ما هي بشارتك ؟
فقال لي: هل تذكر ما هي الكلمة التي قلتها لي ؟ قلت: نعم ،
فقال: رددها مرة أخرى ، فقلت :
(لو كشف لك غطاء الغيب ما اخترت إلا الواقع)
فقال: ماذا تعني ؟
قلت: إن الله تعالى يقدر الابتلاء للإنسان بما فيه مصلحته
ولكن الإنسان أحيانا يعترض على القضاء ولا يعلم أن ما قدره الله تعالى فيه خير له ،
فلو قدر الله لك أمرا تكرهه ثم كشف لك الغيب ،
وقال لك يا عبدي اختر أنت أي قضاء تريده أن أقضيه عليك ،
فإذا اطلعت على جميع الاحتمالات فإنك ستختار ما اختاره الله لك من قضاء وقدر ،
هذا معنى : (ما اخترت إلا الواقع)
فابتسم وقال :
نعم كلامك صحيح مائة بالمائة ونعم بالله فالله لا يختار لعبده إلا الخير
فقلت له: وما هي بشارتك ؟
فقال: أبشرك أن الطفلين اللذين جمعت من أجلهما المال
قد صارا بعد يومين من حادثة السرقة يبصران كما لو لم يكن بهما شيء ،
فقد أبصرا وكأننا عملنا لهما العملية .
فقلت له: سبحان الله فانظر إلى الحكمة من قدر الله ولطفه لك
فقد أخذ الله منك سيارتك ومالك الذي جمعته من أجل علاجهما ،
ثم رد على طفليك بصرهما وبعدها رد عليك سيارتك ومالك ،
أي نعمة أعظم من هذه !
فقال : الحمد لله ولكن الإنسان عجول ودائما معترض على قدر الله
فقلت له : نعم (لو كشف لك غطاء الغيب ما اخترت إلا الواقع) فابتسم وانتهى اللقاء ،
ولكنه درس لن أنساه ابدا...
+ الرضا بالقدر هو أعظم أبواب السعادة.
::
د.جاسم المطوع
دخل علي رجل يشتكي من سرقة سيارته
وعلمت بعد ذلك أن لديه سبعة أطفال عميان لا يبصرون ،
وهذه القصة التي سأرويها لكم ما زلت أتذكرها على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاما عليها ،
وهذه الحادثة تأثرت بها وعشتها ..
عندما كنت وكيلا للنيابة العامة في بداية عملي في سلك القضاء ،
فدخل مكتبي رجل كبير السن وعلامات الحزن ظاهرة عليه وهو يروي لي حادثة سرقة ماله وسيارته ،
وقال: إني عملت خلال السنتين الماضيتين لجمع ألفي دينار لعلاج عيون اثنين من أبنائي ،
وقد سمعت عن طبيب جيد خططت أن أسافر له اليوم لإجراء العملية الجراحية بهذا المبلغ
وقد تركت المبلغ الذي جمعته لهما في السيارة ،
إلا أنها سرقت في صباح هذا اليوم فضاع كل جهدي وتعبي.
وكنت أستمع له بإنصات وأنا أقول في نفسي سبحان الله ما هذا الابتلاء العائلي ،
فأحببت أن أخفف عنه مصابه فقلت له مسليا :
(لو كشف الله لك غطاء الغيب ما اخترت إلا الواقع)
فشعرت من قسمات وجهه أنه لم يعجبه كلامي ولكني مارست عملي ثم ودعته وانتهى الأمر ،
وبعد أسبوع من الحادثة اتصل بي رجال المباحث وأبلغوني أنهم وجدوا السيارة المسروقة في الصحراء ،
وليس فيها وقود فقالوا ربما سرقها صبيان صغار للتسلية بها ولما انتهى الوقود تركوها بالصحراء ،
فقلت لهم المهم افتحوا درج السيارة وابحثوا لي عن المبلغ الذي تركه ،
فأخبروني أنهم وجدوا ألفي دينار ففرحت كثيرا بهذا الخبر وطلبت منهم أن يحضروا السيارة والمبلغ ،
ودعوت الرجل صاحب الشكوى وأنا سعيد لأني سأسعده بالخبر
وأساعده على استكمال عملية ابنيه ليبصرا من العمى ،
فلما دخل علي استقبلته بقولي: يا عم عندي لك مفاجأة وبشارة ،
فرد عليّ بنفس الأسلوب والطريقة وقال: وأنا عندي لك مفاجأة وبشارة ،
فتوقفت قليلا وقلت في نفسي لعل رجال المباحث أبلغوه بالخبر ولكني أوصيتهم ألا يخبروه ،
فقلت له وأنا على يقين أنه لا يعرف أننا وجدنا السيارة والمبلغ أخبرني ما هي مفاجأتك؟ ،
فقال: أنت أخبرني أولا ما هي بشارتك ؟
فقلت: أبشرك أننا وجدنا السيارة سليمة
وكذلك وجدنا فيها الألفي دينار في المكان الذي وصفته لنا فلم يذهب تعبك سدى ،
وكنت أقول الخبر وأنا مبتسم وفرحان وأراقب ردة فعله ،
فكان يستمع للخبر وكأنه أمر عادي ولم يتأثر به كثيرا ،
فقلت في نفسي (الله يستر) ربما حدث شيء لأطفاله ،
ثم تمالكت نفسي وقلت له والآن جاء دورك فأخبرني ما هي بشارتك ؟
فقال لي: هل تذكر ما هي الكلمة التي قلتها لي ؟ قلت: نعم ،
فقال: رددها مرة أخرى ، فقلت :
(لو كشف لك غطاء الغيب ما اخترت إلا الواقع)
فقال: ماذا تعني ؟
قلت: إن الله تعالى يقدر الابتلاء للإنسان بما فيه مصلحته
ولكن الإنسان أحيانا يعترض على القضاء ولا يعلم أن ما قدره الله تعالى فيه خير له ،
فلو قدر الله لك أمرا تكرهه ثم كشف لك الغيب ،
وقال لك يا عبدي اختر أنت أي قضاء تريده أن أقضيه عليك ،
فإذا اطلعت على جميع الاحتمالات فإنك ستختار ما اختاره الله لك من قضاء وقدر ،
هذا معنى : (ما اخترت إلا الواقع)
فابتسم وقال :
نعم كلامك صحيح مائة بالمائة ونعم بالله فالله لا يختار لعبده إلا الخير
فقلت له: وما هي بشارتك ؟
فقال: أبشرك أن الطفلين اللذين جمعت من أجلهما المال
قد صارا بعد يومين من حادثة السرقة يبصران كما لو لم يكن بهما شيء ،
فقد أبصرا وكأننا عملنا لهما العملية .
فقلت له: سبحان الله فانظر إلى الحكمة من قدر الله ولطفه لك
فقد أخذ الله منك سيارتك ومالك الذي جمعته من أجل علاجهما ،
ثم رد على طفليك بصرهما وبعدها رد عليك سيارتك ومالك ،
أي نعمة أعظم من هذه !
فقال : الحمد لله ولكن الإنسان عجول ودائما معترض على قدر الله
فقلت له : نعم (لو كشف لك غطاء الغيب ما اخترت إلا الواقع) فابتسم وانتهى اللقاء ،
ولكنه درس لن أنساه ابدا...
+ الرضا بالقدر هو أعظم أبواب السعادة.