المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السنن المتعلقة بالجمعة


رحيل المشاعر
08-15-2024, 04:21 AM
السنن المتعلقة بالجمعة
أولا: تمهيد

صلاة الجمعة فرض على الذكر البالغ الحر، وهي واجبة بالكتاب والسنَّة وإجماع الأمة؛ وأجمعت الأمة على وجوبها في الجماعة، والجمهور أنها واجبة على الأعيان، في القرى والمدن دون البادية، على الرجال لا النساء؛ لقوله تعالي: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9].

وفي الجمعة إجماعات، منها:

أنها فريضة على كل حر بالغ ذكر يدركه زوال الشمس في مصر من الأمصار وهو من أهل المصر غير مسافر

وأن من تركها ثلاث مرات من غير عذر فاسق ساقط الشهادة[1]

ثانيا: السنن المتعلقة بصـلاة الجمعـة

التبكير إلى صلاة الجمعة والذهاب مشيا على الأقدام:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ»[2].

وفي حديث أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ: أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»[3].

قال بعض الأئمة عن هذا الحديث: «لم نسمع ‌في ‌الشريعة ‌حديثًا ‌صحيحًا ‌مشتملًا على مثل هذا الثواب»[4].

الصلاة يوم الجمعة حتى يخرج الخطيب:

عن سلمانَ الفارسيّ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى»[5]‏.


وقد كان السلف على هذا، فعن ثعلبة بن أبي مالك القُرَظِيِّ[6]: «أَنَّهُمْ كَانُوا فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يُصَلُّونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَخْرُجَ عُمَرُ، فَإِذَا خَرَجَ عُمَرُ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ ثَعْلَبَةُ: وَجَلَسْنَا نَتَحَدَّثُ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ وَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ أَنْصَتْنَا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مِنَّا أَحَدٌ»[7].

قال ابن شهاب رحمه الله[8]: «خروج الإمام يقطع الصلاة، وكلامه يقطع الكلام»[9]‏.

النظر إلى الخطيب حال الخطبة:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ اسْتَقْبَلْنَاهُ بِوُجُوهِنَا»[10]‏.

وفي البخاري: «باب: يستقبل الإمام القوم، ‌واستقبال ‌الناس ‌الإمام ‌إذا ‌خطب. واستقبل ابن عمر وأنس رضي الله عنهما الإمام»[11].

اعتماد الخطيب على عصا أو نحوها:

عن الحكم بن حزن رضي الله عنه، قال: «شَهِدْنَا الْجُمُعَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا أَوْ قَوْسٍ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ»[12]‏.

قال ابن قدامة رحمه الله[13]: «ويستحب أن يعتمد على قوس، أو سيف»[14]‏. ثم استدل بهذا الحديث.

قراءة القرآن في الخطبة:

وتشمل سورة ق، وسورة براءة، وتبارك، وجامعها: الوعظ بكلام اللهعز وجلوالاكتفاء به.


عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رضي الله عنها، قالت: ﴿ق وَٱلقُرءَانِ ٱلمَجِيدِ﴾ [ق: 1] إِلَّا عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ»[15].


وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (تَبَارَكَ) وَهُوَ قَائِمٌ، فَذَكَّرَنَا بِأَيَّامِ اللهِ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَوْ أَبُو ذَرٍّ يَغْمِزُنِي، فَقَالَ: مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهَا إِلَّا الْآنَ؟ فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: سَأَلْتُكَ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فَلَمْ تُخْبِرْنِي، فَقَالَ أُبَيٌّ: لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلَاتِكَ الْيَوْمَ إِلَّا مَا لَغَوْتَ، فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَ أُبَيٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ أُبَيٌّ»[16].


وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: «دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَجَلَسْتُ قَرِيبًا مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَقَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ بَرَاءَةٌ»[17].

رفع السبابة في الدعاء على المنبر:

عن عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه، قال: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا. وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ»[18]‏.


وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: «مَرَّ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَدْعُو بِأُصْبُعَيَّ، فَقَالَ: أَحِّدْ أَحِّدْ. وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ»[19]‏.

ورفع إصبع واحدة إشارة إلى أن المدعو جل وعلا واحد لا يجوز أن يدعى غيره.

قال ابن تيميةرحمه الله[20]: «قالوا: ومعناه: أشِّر بواحدة؛ فإن الذي تدعوه واحد، وهذا نص بيِّنٌ في أن الإشارة إلى الله، حيث قال له: أحِّد أحِّد، أي: أحِّد الإشارة، فاجعلها بأصبع واحدة، فلو كانت الإشارة إلى غير الله لم يختلف الأمر بين أن يكون بواحدة أو أكثر، فعلم أن الإشارة لما كانت إلى الله، وهو إله واحد أمره ألا يشير إلا بإصبع واحدة، لا باثنين، وكذلك استفاضت السُّنَن بأنه يشار بالأصبع الواحدة في الدعاء في الصلاة، وعلى المنابر يوم الجمعة، وفي غير ذلك»[21].

تبديل الموضع لمن أصابه النعاس:

عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ»[22].

قال الرافعي رحمه الله[23]: «واستحب الشافعي لذلك لمن نعس والإمام يخطب يوم الجمعة أن يقوم ويتحول: إن وجد مجلسًا آخر، ولم يتخط الرقاب؛ ليطرد النعاس ولا يفوته استماع الخطبة وتفهمها، ولئلا ينتهي الأمر إلى انتقاض الوضوء، وكره له أن يثبت في مجلسه جالسًا»[24].

الجنرال
08-17-2024, 06:14 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري

رحيل المشاعر
08-19-2024, 10:40 PM
يعطيك العافيه ويسلم يدينك

لروحك الجوري

ودي

ولد الذيب
08-19-2024, 10:55 PM
يعطيك العااااافيه على طرررحك الجميل والمميز



ونتطلع لجديدك داائمااا

عاشق الغروب
08-20-2024, 09:36 AM
الله يعطيك العافية
علي الموضوع القيم
وبارك الله فيك
تحياتي وتقديري

هيبة مشاعر
08-20-2024, 01:08 PM
لكم منى الشكــــر اجزله ... ومن التحيه أخلصــها
علي جهودكم

رحيل المشاعر
08-21-2024, 11:52 PM
ولد

يعطيك العافيه ويسلم يدينك
لروحك الجوري
ودي

رحيل المشاعر
08-21-2024, 11:52 PM
عاشق

يعطيك العافيه ويسلم يدينك
لروحك الجوري
ودي

رحيل المشاعر
08-21-2024, 11:52 PM
هيبه

يعطيك العافيه ويسلم يدينك
لروحك الجوري
ودي

نبراس القلم
09-08-2024, 04:13 PM
موضوع رررائع
رفع الله قدرك فى الدارين
واجزل لك العطاء
شكرا لطرحك المميز
وانتقائك الهادف
جعله المولى فى موزين حسناتك
بوركت جهودك

شموخ وايليه
09-12-2024, 10:19 PM
،،
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه

رحيل المشاعر
09-24-2024, 10:46 AM
يعطيك العافيه ويسلم يدينك
لروحك الجوري
ودي