رحيل المشاعر
01-29-2023, 11:03 PM
التفاصيل عَبْدُ اللّهِ بنُ السَّائِبِ بنِ أَبي السَّائب، واسم أَبي السائب: صَيْفِيّ القرشي المخزومي القارئ:
قال ابن الأثير: قول ابن منده وأَبي نعيم: إِنه قاريّ من قَارَة. هذا لفظهما، وقَارَة هي القبيلة المشهورة التي ينسب إِليها فتكون النسبة إِليه: قارِيّ بالتشديد، وليس كذلك، وإِنما هذا هو عبد اللّه من بني مخزوم، وليس من القارة، وهو قارئٌ بالهمز، كما قاله أَبو عمر، فقد وصفوه بأنه كان قارئَ أهل مكَة، ثم إِن ابن منده وأَبا نعيم قد نسباه إِلى مخزوم، ومع هذا فيقولان: إِنه من قارة!!
يكنى أَبا عبد الرحمن، وقَالَ البُخَارْيُّ: أبو عبد الرحمن بن أبي السائب كناه الضحاك بن مخلد، وقيل: كنيته أبو الحارث.
أمه رَمْلَةُ بنت عُرْوَة ذِي البُرْدَيْنِ وهو ربيعة بن رِيَاح، ورَوَى يحيى بن كعب مولى سعيد بن العاص، عن أبيه: أنَّ معاوية حج،َّ فطافَ ومعه جُنْده، فزحموا السّائب بن صيفي فسقط فوقف عليه معاوية وقال: ارفعوا الشيخ؛ فقام، فقال: هي يا معاوية؟ أجئتنا بأوباش الشام يصرعوننا حول البيت؟ أما والله لقد أردت أن أتزوج أمك، فقال له معاوية: ليتك فعلت، فجاءت بمثل أبي السّائب ـــ يعني عبد الله بن السائب ـــ وأخْرَجَ الْبَغَوِيّ عن عبيد الله بن السائب، قال: أتيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بمكة لأبايعه، فقلت: أتعرفني؟ قال: "نَعم؛ ألَمْ تَكُنْ شَرِيكًا لِي مَرَّةَ...". الحديث(*). قال ابن حجر: "والمحفوظ أن هذا لأبيه السائب"، وقيل: كان شريكه قيس بن السائب.
وَلَدَ عبدُ الله بن السائب: عبدَ الرحمن، وأمَّ الحكم، وأمهما أنيسة بنت أُبَيّ بن خَلَف بن وهب، وموسَى، وَأُمُّهُ صَفِيّة بنت مروان بن قيس، وعبدَ الله بن عبد الله، وأمه حَيَّةُ بنت المطلب بن أَبِي وَدَاعة، وأمَّ نافع وأمَّ عبد الله، وأمُّهما جُلْذِيَّة بنت أبي إِهَاب بن عَزِيز.
أسلم عبد الله يوم الفتح، وكان عبدُ الله من قرَّاء القرآن، أخذ عنه مجاهد، وقال عكرمة بن سليمان بن عامر: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مولى بني الميسرة مَوَالي العاص بن هشام، قال لي: قرأْتُ على عبد الله بن كثير مولى بني علقمة أنه قرأ على مجاهد بن جبر أبي الحجّاج مولى عبد الله بن السّائب المخزوميّ، وقَالَ الْبَغَوِيُّ: قال أبو عبيد: كان يسكن مكة، وقال مجاهد: كنّا نفخر على الناس بأربعة: بفقيهنا،وقاصّنا، ومؤذّننا، وقارئنا، فأمّا فقيهنا فابن عبّاس، وأمّا مؤذّننا فأبو مَحْذُورة، وأمّا قارئنا فعبد الله بن السائب، وأمّا قاصّنا فَعُبيد بن عُمير، وقال ابن أَبِي مُلَيْكَة: بلغني أن عمر بن الخطاب أمر عبد الله بن السائب المَخْزُومِيّ حين جَمَعَ الناس في رمضان أن يقوم بأهل مكة، فكان يصلي وراء المقام مستأخرًا عن المقام ويصلّي بصلاته من شاء، ومن شاء أن يطوف طاف، ومن شاء أن يصلِّي في ناحية المسجد صلَّى، فكان على ذلك حتى مات في زمن ابن الزبير، قال ابن أبي مُلَيْكَة: فجئتُ أَسْمَاءَ فكلَّمتها في أن تُكلِّم عبد الله بن الزبير أن يأمرني أن أقوم بالناس، فقالت: ذلك له. فقال: تَرَيْنَهُ يُطِيق ذلك؟ قالت: قد طلبه، فأمرني فقمتُ بالناس حتى قَدِم عمر بن عبد العزيز، فقال: لقد هممتُ أن أجمعَ الناس على إمامٍ واحدٍ، فقلتُ سُنَّةٌ قد كانت قبلي فتركتهم، وكان ابن أَبِي مُلَيْكَة يقوم بالناس حتى أُصيبَ في بصره في زمن عمر بن عبد العزير قال نافع: بلغني أن قيام عبد الله بن السائب وابن أَبِي مُلَيْكَة عشرين ركعة، عشرين ركعة، وقال محمد بن عبد الرحمن بن السائب: بينما أنا جالس مع عبد الله بن السائب إذ جاء رسول ابن عباس فقال: أرنا يا أبا عبد الرحمن أين مُصَلّى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في وجه الكعبة؟ قال: فقام وقمنا معه، فقام عند الشُّفّة الثالثة مما يلي الحِجْر، فقال ابن عباس: أنت يا أبا عبد الرحمن رأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يصلي ها هنا؟(*)، قيل: إِنه مولى مجاهد، وقيل: إِن مولى مجاهد قيس بن السائب، وقد قرأَ ابن كثير القرآن على مجاهد، وقرأَ مجاهد على عبد اللّه بن السائب.
قال عبد اللّه بن السائب: حضرت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الفتح، فصلى في فِنَاءِ الكعبة وخلع نعليه، ووضعهما عن يساره، ثم استفتح بسورة "المؤمنون" فلما جاءَ ذكر عيسى ـــ أَو موسى ـــ أَخذته سُعْلة فركع، وفي رواية أن ذلك كان في صلاِة الصبح سورة المؤمنين، وقال عبد الله بن السائب: سمعتُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، يقول بين الرُّكنين ــ يعني اليَمَاني والأسود: {رَبَّنَا ءاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة البقرة: 210].(*)، وَأخْرَجَ لَهُ أبُو دَاوُدَ، والنسائي، مِنْ رواية عطاء عنه: شهدت العيد مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم... الحديث.
مات قبل أَن يقتل عبد اللّه بن الزبير بيسير، وصلَّى عليه ابن عباس، وقال عبد الله بن أبي مُليكة: رأيتُ عبد الله بن عبّاس لما فرغ من قبر عبد الله بن السائب، وقام الناس عنه قام ابن عبّاس، فوقف عليه فدعا له ثمّ انصرف.
قال ابن الأثير: قول ابن منده وأَبي نعيم: إِنه قاريّ من قَارَة. هذا لفظهما، وقَارَة هي القبيلة المشهورة التي ينسب إِليها فتكون النسبة إِليه: قارِيّ بالتشديد، وليس كذلك، وإِنما هذا هو عبد اللّه من بني مخزوم، وليس من القارة، وهو قارئٌ بالهمز، كما قاله أَبو عمر، فقد وصفوه بأنه كان قارئَ أهل مكَة، ثم إِن ابن منده وأَبا نعيم قد نسباه إِلى مخزوم، ومع هذا فيقولان: إِنه من قارة!!
يكنى أَبا عبد الرحمن، وقَالَ البُخَارْيُّ: أبو عبد الرحمن بن أبي السائب كناه الضحاك بن مخلد، وقيل: كنيته أبو الحارث.
أمه رَمْلَةُ بنت عُرْوَة ذِي البُرْدَيْنِ وهو ربيعة بن رِيَاح، ورَوَى يحيى بن كعب مولى سعيد بن العاص، عن أبيه: أنَّ معاوية حج،َّ فطافَ ومعه جُنْده، فزحموا السّائب بن صيفي فسقط فوقف عليه معاوية وقال: ارفعوا الشيخ؛ فقام، فقال: هي يا معاوية؟ أجئتنا بأوباش الشام يصرعوننا حول البيت؟ أما والله لقد أردت أن أتزوج أمك، فقال له معاوية: ليتك فعلت، فجاءت بمثل أبي السّائب ـــ يعني عبد الله بن السائب ـــ وأخْرَجَ الْبَغَوِيّ عن عبيد الله بن السائب، قال: أتيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بمكة لأبايعه، فقلت: أتعرفني؟ قال: "نَعم؛ ألَمْ تَكُنْ شَرِيكًا لِي مَرَّةَ...". الحديث(*). قال ابن حجر: "والمحفوظ أن هذا لأبيه السائب"، وقيل: كان شريكه قيس بن السائب.
وَلَدَ عبدُ الله بن السائب: عبدَ الرحمن، وأمَّ الحكم، وأمهما أنيسة بنت أُبَيّ بن خَلَف بن وهب، وموسَى، وَأُمُّهُ صَفِيّة بنت مروان بن قيس، وعبدَ الله بن عبد الله، وأمه حَيَّةُ بنت المطلب بن أَبِي وَدَاعة، وأمَّ نافع وأمَّ عبد الله، وأمُّهما جُلْذِيَّة بنت أبي إِهَاب بن عَزِيز.
أسلم عبد الله يوم الفتح، وكان عبدُ الله من قرَّاء القرآن، أخذ عنه مجاهد، وقال عكرمة بن سليمان بن عامر: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مولى بني الميسرة مَوَالي العاص بن هشام، قال لي: قرأْتُ على عبد الله بن كثير مولى بني علقمة أنه قرأ على مجاهد بن جبر أبي الحجّاج مولى عبد الله بن السّائب المخزوميّ، وقَالَ الْبَغَوِيُّ: قال أبو عبيد: كان يسكن مكة، وقال مجاهد: كنّا نفخر على الناس بأربعة: بفقيهنا،وقاصّنا، ومؤذّننا، وقارئنا، فأمّا فقيهنا فابن عبّاس، وأمّا مؤذّننا فأبو مَحْذُورة، وأمّا قارئنا فعبد الله بن السائب، وأمّا قاصّنا فَعُبيد بن عُمير، وقال ابن أَبِي مُلَيْكَة: بلغني أن عمر بن الخطاب أمر عبد الله بن السائب المَخْزُومِيّ حين جَمَعَ الناس في رمضان أن يقوم بأهل مكة، فكان يصلي وراء المقام مستأخرًا عن المقام ويصلّي بصلاته من شاء، ومن شاء أن يطوف طاف، ومن شاء أن يصلِّي في ناحية المسجد صلَّى، فكان على ذلك حتى مات في زمن ابن الزبير، قال ابن أبي مُلَيْكَة: فجئتُ أَسْمَاءَ فكلَّمتها في أن تُكلِّم عبد الله بن الزبير أن يأمرني أن أقوم بالناس، فقالت: ذلك له. فقال: تَرَيْنَهُ يُطِيق ذلك؟ قالت: قد طلبه، فأمرني فقمتُ بالناس حتى قَدِم عمر بن عبد العزيز، فقال: لقد هممتُ أن أجمعَ الناس على إمامٍ واحدٍ، فقلتُ سُنَّةٌ قد كانت قبلي فتركتهم، وكان ابن أَبِي مُلَيْكَة يقوم بالناس حتى أُصيبَ في بصره في زمن عمر بن عبد العزير قال نافع: بلغني أن قيام عبد الله بن السائب وابن أَبِي مُلَيْكَة عشرين ركعة، عشرين ركعة، وقال محمد بن عبد الرحمن بن السائب: بينما أنا جالس مع عبد الله بن السائب إذ جاء رسول ابن عباس فقال: أرنا يا أبا عبد الرحمن أين مُصَلّى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في وجه الكعبة؟ قال: فقام وقمنا معه، فقام عند الشُّفّة الثالثة مما يلي الحِجْر، فقال ابن عباس: أنت يا أبا عبد الرحمن رأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يصلي ها هنا؟(*)، قيل: إِنه مولى مجاهد، وقيل: إِن مولى مجاهد قيس بن السائب، وقد قرأَ ابن كثير القرآن على مجاهد، وقرأَ مجاهد على عبد اللّه بن السائب.
قال عبد اللّه بن السائب: حضرت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الفتح، فصلى في فِنَاءِ الكعبة وخلع نعليه، ووضعهما عن يساره، ثم استفتح بسورة "المؤمنون" فلما جاءَ ذكر عيسى ـــ أَو موسى ـــ أَخذته سُعْلة فركع، وفي رواية أن ذلك كان في صلاِة الصبح سورة المؤمنين، وقال عبد الله بن السائب: سمعتُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، يقول بين الرُّكنين ــ يعني اليَمَاني والأسود: {رَبَّنَا ءاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة البقرة: 210].(*)، وَأخْرَجَ لَهُ أبُو دَاوُدَ، والنسائي، مِنْ رواية عطاء عنه: شهدت العيد مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم... الحديث.
مات قبل أَن يقتل عبد اللّه بن الزبير بيسير، وصلَّى عليه ابن عباس، وقال عبد الله بن أبي مُليكة: رأيتُ عبد الله بن عبّاس لما فرغ من قبر عبد الله بن السائب، وقام الناس عنه قام ابن عبّاس، فوقف عليه فدعا له ثمّ انصرف.