aksGin
07-28-2022, 07:11 AM
عن خولة بنت عامرٍ الأنصارية، وهي امرأة حمزةَ رضي الله عنه، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إن رجالًا يَتخوَّضونَ في مال الله بغير حقٍّ، فلهم النار يوم القيامة))؛ رواه البخاري.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن خولة زوجة حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: ((إن رجالًا يَتخوَّضونَ في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة))
هذا أيضًا مما يدل على تحريم الظلم في الأموال الذي هو خلاف العدل.
وفي قوله: "يتخوَّضون" دليلٌ على أنهم يتصرَّفون تصرُّفًا طائشًا غير مبنيٍّ على أصول شرعية، فيُفسِدونَ
الأموال ببَذْلِها فيما يضر؛ مثل من يبذل أمواله في الدخان، أو في المخدرات، أو في شرب الخمور، أو ما أشبه ذلك
وكذلك أيضًا يتخوَّضون فيها بالسرقات، والغصب، وما أشبه ذلك، وكذلك يتخوَّضون فيها بالدعاوى الباطلة
كأن يدَّعيَ ما ليس له وهو كاذب، وما أشبه ذلك.
فالمهم أن كل من يتصرَّف تصرُّفًا غير شرعي في المال - سواء ماله أو مال غيره - فإن له النار - والعياذ بالله -
يوم القيامة إلا أن يتوب، فيرد المظالم إلى أهلها، ويتوب مما يبذل ماله فيه من الحرام؛ كالدخان والخمر وما أشبه ذلك
فإنه ممن تاب الله عليه؛ لقول الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ
فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ
لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 53 - 59].
وفي هذا الحديث تحذيرٌ من بذل المال في غير ما يَنفع والتخوُّضِ فيه؛ لأن المال جعله الله قيامًا للناس تقوم به
مصالحُ دينهم ودنياهم، فإذا بذَلَه في غير مصلحة كان من المتخوِّضين في مال الله بغير حق.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 537 - 539).
_ سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
شكرا لمتابعتكم ق1
((إن رجالًا يَتخوَّضونَ في مال الله بغير حقٍّ، فلهم النار يوم القيامة))؛ رواه البخاري.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن خولة زوجة حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: ((إن رجالًا يَتخوَّضونَ في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة))
هذا أيضًا مما يدل على تحريم الظلم في الأموال الذي هو خلاف العدل.
وفي قوله: "يتخوَّضون" دليلٌ على أنهم يتصرَّفون تصرُّفًا طائشًا غير مبنيٍّ على أصول شرعية، فيُفسِدونَ
الأموال ببَذْلِها فيما يضر؛ مثل من يبذل أمواله في الدخان، أو في المخدرات، أو في شرب الخمور، أو ما أشبه ذلك
وكذلك أيضًا يتخوَّضون فيها بالسرقات، والغصب، وما أشبه ذلك، وكذلك يتخوَّضون فيها بالدعاوى الباطلة
كأن يدَّعيَ ما ليس له وهو كاذب، وما أشبه ذلك.
فالمهم أن كل من يتصرَّف تصرُّفًا غير شرعي في المال - سواء ماله أو مال غيره - فإن له النار - والعياذ بالله -
يوم القيامة إلا أن يتوب، فيرد المظالم إلى أهلها، ويتوب مما يبذل ماله فيه من الحرام؛ كالدخان والخمر وما أشبه ذلك
فإنه ممن تاب الله عليه؛ لقول الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ
فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ
لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 53 - 59].
وفي هذا الحديث تحذيرٌ من بذل المال في غير ما يَنفع والتخوُّضِ فيه؛ لأن المال جعله الله قيامًا للناس تقوم به
مصالحُ دينهم ودنياهم، فإذا بذَلَه في غير مصلحة كان من المتخوِّضين في مال الله بغير حق.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 537 - 539).
_ سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
شكرا لمتابعتكم ق1