رحيل المشاعر
06-03-2022, 05:44 AM
يا تُرى ما السبب فى اختلال الميزان بين الوالدين وببن الأبناء؟!
فكثير من البيوت أصبحت فى حالٍ لا يسرُ أحداً، حيث تتوالى الأزمات بين الوالدين والأبناء فى الرغبات والإرادات المتضادة، وكلاً منهما يعيش فى أجواء الصراع، حيث يشعر الأبناء بقهر الآباء، ويشعر الآباء بتمرد الأبناء، وتزداد الفجوة ويستمر التباعد إلى أن يحدث الانفجار، إما انفجاراً خارجياً بالابتعاد عند المقدرة أو الهروب، أو انفجاراً داخلياً وذلك بالوقوع كأسرى لمرض الاكتئاب وأسباب الإحباط بل والتفكير فى الانتحار!
ولذلك فإن الحديث عن بر الوالدين بعيداً عن بر الأبناء لن يؤدى إلا إلى المزيد من الاحتقان واصطناع المزيد من الاختناقات داخل الأُسر، وليس معنى هذا التقليل من الحديث عن بر الوالدين ولكن كثير من الآباء والأمهات لا يعرفون فى الشرع سوى وجوب بر الأبناء بهم دون مقابل منهم سوى الإعاشة والتعليم وتوفير الأموال لبناء المستقبل!
كم من أبٍ وأم يقلّلون من أبناءهم ويتعاملون معهم وكأنهم دُمى منفعلون لا فاعلون!
ومنهم من يتعامل مع الأبناء وكأنهم لا يستطيعون الاختيار وليس لديهم مهارات فى التفكير، فيفكرون لهم ويختارون لهم الأشياء التافهة قبل الأشياء المهمة!
وهناك من يستغلون حب الأبناء لهم بالمزيد من الضغط عليهم ويظهر ذلك فى التعامل المالى أو تقديم الخدمات، فالوالدين يطلبون الكثير بدلاً من استمرار العطاء الطويل!
بل ويبتزون الأولاد بأن ذلك من تمام البر مع أن كثيراً من هذا يقع تحت باب الظلم والجور!
وهناك من يعرّض الأبناء للمخاوف بسبب الإهمال فى التربية، وهناك من يشتم ويسب ويضرب ويلعن ويصرخ ..... الخ
الخلاصة: لابد من فتح هذا الملف وتوجيه الوالدين نحو المسار الصحيح لكيفية التعامل مع الآبناء خصوصاً مع وجود التغيرات المجتمعية والسياسية والدينية والسلوكية خلال العشر سنوات الأخيرة.
وفى نفس الوقت مساعدة الأبناء للتعامل مع الوالدين فى اطار التفهّم للفروقات بينهما ووضع البر في موضعه الصحيح مع بيان الصور التى تستحق الطاعة والتى لا تستحق حتى يكونوا علي بينة من أمرهم.
محمد سعد الأزهري
فكثير من البيوت أصبحت فى حالٍ لا يسرُ أحداً، حيث تتوالى الأزمات بين الوالدين والأبناء فى الرغبات والإرادات المتضادة، وكلاً منهما يعيش فى أجواء الصراع، حيث يشعر الأبناء بقهر الآباء، ويشعر الآباء بتمرد الأبناء، وتزداد الفجوة ويستمر التباعد إلى أن يحدث الانفجار، إما انفجاراً خارجياً بالابتعاد عند المقدرة أو الهروب، أو انفجاراً داخلياً وذلك بالوقوع كأسرى لمرض الاكتئاب وأسباب الإحباط بل والتفكير فى الانتحار!
ولذلك فإن الحديث عن بر الوالدين بعيداً عن بر الأبناء لن يؤدى إلا إلى المزيد من الاحتقان واصطناع المزيد من الاختناقات داخل الأُسر، وليس معنى هذا التقليل من الحديث عن بر الوالدين ولكن كثير من الآباء والأمهات لا يعرفون فى الشرع سوى وجوب بر الأبناء بهم دون مقابل منهم سوى الإعاشة والتعليم وتوفير الأموال لبناء المستقبل!
كم من أبٍ وأم يقلّلون من أبناءهم ويتعاملون معهم وكأنهم دُمى منفعلون لا فاعلون!
ومنهم من يتعامل مع الأبناء وكأنهم لا يستطيعون الاختيار وليس لديهم مهارات فى التفكير، فيفكرون لهم ويختارون لهم الأشياء التافهة قبل الأشياء المهمة!
وهناك من يستغلون حب الأبناء لهم بالمزيد من الضغط عليهم ويظهر ذلك فى التعامل المالى أو تقديم الخدمات، فالوالدين يطلبون الكثير بدلاً من استمرار العطاء الطويل!
بل ويبتزون الأولاد بأن ذلك من تمام البر مع أن كثيراً من هذا يقع تحت باب الظلم والجور!
وهناك من يعرّض الأبناء للمخاوف بسبب الإهمال فى التربية، وهناك من يشتم ويسب ويضرب ويلعن ويصرخ ..... الخ
الخلاصة: لابد من فتح هذا الملف وتوجيه الوالدين نحو المسار الصحيح لكيفية التعامل مع الآبناء خصوصاً مع وجود التغيرات المجتمعية والسياسية والدينية والسلوكية خلال العشر سنوات الأخيرة.
وفى نفس الوقت مساعدة الأبناء للتعامل مع الوالدين فى اطار التفهّم للفروقات بينهما ووضع البر في موضعه الصحيح مع بيان الصور التى تستحق الطاعة والتى لا تستحق حتى يكونوا علي بينة من أمرهم.
محمد سعد الأزهري