شموع الحب
05-30-2022, 05:31 AM
https://a-al7b.com/up/uploads/159675387706654.png
أصدق البر
ما دام المسلم على قيد الحياة وقلبه ينبض وعقله يدرك، حتى وإن شابت لحيته واشتعل شعر رأسه شيبًا، واحدودب ظهره، وبلغ من الكبر عتيًّا؛ فإنه مطالب بالبر أكان والديه على قيد الحياة أو بين أطباق الثرى، فالبر لا ينقطع ما دام المرء حيًّا وهو لا يبلى عند الله، وأصدق البر وأخلصه ما كان بعد وفاة الوالدين؛ فعن أبي أسيد الساعدي: ((بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: نعم؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما))؛ [رواه أحمد والطبراني].
والصلاة عليهما تعني الدعاء لهما، والاستغفار لهما طلب العفو والمغفرة من الله لهما.
ومن لم يبر بوالديه بعد موتهما فليس ببارٍّ، ومن أعظم خصال البر بالوالدين بعد موتهما ود وصلة من كان يودهما في حياته، وأشد من يودهم في حياته لا شك أنهم والداه وأولاده وزوجته ثم الأصدقاء والخلان.
فمن كان بوالديه بارًّا، فليودِّ إخوانه وأخواته، وجده وجدته، وأعمامه وعماته، وأخواله وخالاته، وكل من كان والداه يحبانهم ويودانهم؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه))؛ [رواه مسلم].
وابن عمر راوي الحديث السابق يضرب لنا أجمل تطبيق عملي لهذا البر الذي يكاد أن يكون مفقودًا في عالم الناس اليوم إلا من وفقهم الله؛ تأمل هذا المشهد البديع المؤثر مما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عمر ((أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له **** يتروح عليه إذا مَلَّ ركوب الراحلة، وعمامة يشد بها رأسه، فبينما هو يومًا على ذلك ال****؛ إذ مر به أعرابي فقال: ألست ابن فلان؟ قال: بلى، فأعطاه ال****، وقال: اركب هذا، والعمامة وقال: اشدد بها رأسك، فقال له بعض أصحابه: غفر الله لك، أعطيت هذا الأعرابي ****ًا كنت تروح عليه، وعمامة كنت تشد بها رأسك؟! فقال: إني سمعت رسول الله يقول: إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى، وإن أباه كان ودًّا لعمر)).
وعن أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وعن أبيه قال: ((قدمت المدينة فأتاني عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فقال: أتدري لم أتيتك؟ قلت: لا، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب أن يصل أباه في قبره؛ فليصل إخوان أبيه بعده - أي: أصدقاء أبيه من بعد موته - وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود، فأحببت أن أصل ذاك))؛ [رواه ابن حبان في صحيحه]، وصور البر بالوالدين بعد وفاتهما كثيرة من أحسنها الصدقة عنهما وهو الباب الأوسع والأضمن، فقد أجمع أهل العلم على وصول ثواب الصدقة إلى الميت، وأفضل الصدقة الأوقاف والصدقات الجارية لأن أجرهما دائم؛ ومن أمثلته ما رواه ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علمًا علمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا ورثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته))، وفي رواية: ((من ترك ولدًا يدعو له))؛ [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
ومن أعظم ما يقدمه الولد لوالديه بعد موتهما صلاحه هو في نفسه، والتزامه العمل الصالح، فإن "الولد كسب أبيه"، وكل ما يعمله مما أمره الوالد به ودله عليه وتمناه له من الدين والخير فهو في ميزان الأب والأم، فكلما أكثر من عمله، زاد في موازين والديه، وعندما يكون الولد أو البنت شامة بين الناس يذكرونهم بخير، ويذكرون والديهم بخير، فكل من يراهم يدعو لمن رباهم.
اللهم ارحم أرواحًا لآباء وأمهات فاضت إليك وأكرم وفادتهم عليك.
أصدق البر
ما دام المسلم على قيد الحياة وقلبه ينبض وعقله يدرك، حتى وإن شابت لحيته واشتعل شعر رأسه شيبًا، واحدودب ظهره، وبلغ من الكبر عتيًّا؛ فإنه مطالب بالبر أكان والديه على قيد الحياة أو بين أطباق الثرى، فالبر لا ينقطع ما دام المرء حيًّا وهو لا يبلى عند الله، وأصدق البر وأخلصه ما كان بعد وفاة الوالدين؛ فعن أبي أسيد الساعدي: ((بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: نعم؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما))؛ [رواه أحمد والطبراني].
والصلاة عليهما تعني الدعاء لهما، والاستغفار لهما طلب العفو والمغفرة من الله لهما.
ومن لم يبر بوالديه بعد موتهما فليس ببارٍّ، ومن أعظم خصال البر بالوالدين بعد موتهما ود وصلة من كان يودهما في حياته، وأشد من يودهم في حياته لا شك أنهم والداه وأولاده وزوجته ثم الأصدقاء والخلان.
فمن كان بوالديه بارًّا، فليودِّ إخوانه وأخواته، وجده وجدته، وأعمامه وعماته، وأخواله وخالاته، وكل من كان والداه يحبانهم ويودانهم؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه))؛ [رواه مسلم].
وابن عمر راوي الحديث السابق يضرب لنا أجمل تطبيق عملي لهذا البر الذي يكاد أن يكون مفقودًا في عالم الناس اليوم إلا من وفقهم الله؛ تأمل هذا المشهد البديع المؤثر مما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عمر ((أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له **** يتروح عليه إذا مَلَّ ركوب الراحلة، وعمامة يشد بها رأسه، فبينما هو يومًا على ذلك ال****؛ إذ مر به أعرابي فقال: ألست ابن فلان؟ قال: بلى، فأعطاه ال****، وقال: اركب هذا، والعمامة وقال: اشدد بها رأسك، فقال له بعض أصحابه: غفر الله لك، أعطيت هذا الأعرابي ****ًا كنت تروح عليه، وعمامة كنت تشد بها رأسك؟! فقال: إني سمعت رسول الله يقول: إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى، وإن أباه كان ودًّا لعمر)).
وعن أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وعن أبيه قال: ((قدمت المدينة فأتاني عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فقال: أتدري لم أتيتك؟ قلت: لا، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب أن يصل أباه في قبره؛ فليصل إخوان أبيه بعده - أي: أصدقاء أبيه من بعد موته - وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود، فأحببت أن أصل ذاك))؛ [رواه ابن حبان في صحيحه]، وصور البر بالوالدين بعد وفاتهما كثيرة من أحسنها الصدقة عنهما وهو الباب الأوسع والأضمن، فقد أجمع أهل العلم على وصول ثواب الصدقة إلى الميت، وأفضل الصدقة الأوقاف والصدقات الجارية لأن أجرهما دائم؛ ومن أمثلته ما رواه ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علمًا علمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا ورثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته))، وفي رواية: ((من ترك ولدًا يدعو له))؛ [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
ومن أعظم ما يقدمه الولد لوالديه بعد موتهما صلاحه هو في نفسه، والتزامه العمل الصالح، فإن "الولد كسب أبيه"، وكل ما يعمله مما أمره الوالد به ودله عليه وتمناه له من الدين والخير فهو في ميزان الأب والأم، فكلما أكثر من عمله، زاد في موازين والديه، وعندما يكون الولد أو البنت شامة بين الناس يذكرونهم بخير، ويذكرون والديهم بخير، فكل من يراهم يدعو لمن رباهم.
اللهم ارحم أرواحًا لآباء وأمهات فاضت إليك وأكرم وفادتهم عليك.