رحيل المشاعر
04-26-2022, 12:32 AM
وصفته الصحافة الهولندية بأول جسر معدني مطبوع بالتقنية ثلاثية الأبعاد في العالم، إنه جسر مدينة أمستردام، المُخصّص للمشاة وللدرَّاجات، الذي استغرق تشييده، أو قل “طباعته" نحو خمس سنوات. وإضافة إلى فرادة طبيعته “المطبوعة"، فهو جسر ذكي تم تجهيزه بمستشعرات إلكترونية تعمل على قياس حمولته، وهو أخفّ وأقوى من الجسور التقليدية. كما أنه مُنخفضُ التكاليف، وذو مواد صديقة للبيئة، ما يُشجّع شركات البناء وتلكَ المُتخصّصة بالتقنية على اعتماد هذا النموذج في البناء مستقبلاً.
"جسر معدني مطبوع" بالمعنى الحرفي للكلمة، ذلك هو جسر مدينة أمستردام، الذي وصفته الصحافة الهولندية بأول جسر معدني مطبوع بالتقنية ثلاثية الأبعاد في العالم.
وقد اشتركت في بناء جسر أمستردام "المطبوع"، الذي بدأ منذ العام 2015م، أربع روبوتات عِملاقة متعدِّدة المَحاوِر، حيث جرى تسخين الفولاذ وجعله مُطاوعِاً، ومن ثمّ إعداده للطباعة لدى شركة أمستردام المُتخصّصة بالصناعات المعدنية المُجسّمة، وبالتعاون مع معهد "آلان تورينغ" و"إمبريال كوليدج" في لندن.
تأخَّر افتتاح الجسر الذي يبلغ طوله 12 متراً، ويزن 4500 طن، عن موعده بثلاث سنوات، وذلك بسبب أزمة فيروس "كورونا" كوفيد - 19، وهو يقع في أقدم منطقة في أمستردام تُسمّى "فال"، أي: رصيف الميناء، أو الحائط، أو الجرف، إذ كانت أرصفة تحميل وشحن السُّفن في القرن السابع والثامن عشر، وهناك من يربط الاسم "فال" بـ "وول ستريت" في أمريكا، فالكلمة نفسها بالإنجليزية، ما عدا الاختلاف في نُطقهِا، وفي هذا الأمر وجاهة، فالهولنديون هم من أوائل المُهاجرين إلى هناك، كما يشير اسم منطقة "هارلم" في أمريكا إلى مدينة "هارلم" الهولندية التي تبعد 8 كيلومترات عن أمستردام.
تمَّ تجهيز الجسر المُخصّص للمشاة وللدرَّاجات بمستشعرات إلكترونية تعمل على قياس حمولته على إثر الازدحام، ما يجعل مراقبته ميسورة لمعرفة مدى حجم الضغط عليه وقدرته على التحمّل، وتوجد فائدة أخرى للمستشعرات وهي، معرفة الثغرات والهفوات التقنية جرَّاء بنائه، ما يسهم بالتغلّب عليها مستقبلاً عند إنشاء جسور ومبانٍ بالتقنيّة نفسها.
ومن أجل إعطاء الانطباع بآليّة الجسر الحديثة وتقنيّة عمله، قامت مَلِكة هولندا مكسيما زوريجويتا عند تدشينه، بالضغط على زر باللون الأخضر، إشارة إلى مكوناته التي تخدم البيئة، وذلك من أجل تحريك ذراعٍ آلية مزوَّدة بمقصٍ، لقطع شريط الافتتاح مباشرة أمام الجمهور.
يقول الهولندي رووت أوبيلز في مقالته، في جريدة "نيذرلاندز داخ بلاد" بعنوان "كيف ستغيّر تقنيّة الطباعة ثلاثية الأبعاد عالمنا؟":
نُصِبَ أوّل جسر لعبور الدرَّاجات بالتقنيّة تلك، في العام 2017م، في مقاطعة برابانت الهولندية، والجسر هو أخفّ وأقوى من تلك التقليدية. كما أنّه مُنخفضُ التكاليف وذو مواد صديقة للبيئة، ما يُشجّع شركات البناء وتلكَ المُتخصّصة بالتقنية على اعتماد هذا النموذج في البناء مستقبلاً، مُستشهداً بالخبير الاقتصادي لبنك "إنخ" راوول ليرنك: "عوض استيراد القوالبِ والركائزِ المُصنّعة في البلدان ذات تكاليف العمل الرخيصة، يستطيع أيّ بلد وفقاً لتلك التقنيّة من إنجازها حصريّاً" بمعنى سهولة وسرعة وضآلة التكاليف، إضافة إلى الاعتماد الذّاتي على الموارد البشرية والطبيعيّة. وفي سياق متّصل، أنجزت هولندا تجارب فذّة استغناءً عن الوقود الأحفوري، وذلك بإنشاء طرق، تزوّد السيارات بالطّاقة الكهربائية حال السير فوقها.
وداعاً للعمارة "اللّو كو بوزييه"
قد أحدث المِعماري والفنان لو كو بوزييه، الذي يُعدّ من أوائل المعماريين الذين استعملوا الإسمنت في البناء (عمارة الحداثة)، نقلةً هائلةً في البناء الحضري والعمراني، ولا تزال العمارة تلك تُنعت باسمه، ولم تقتصر على الإسمنت وحده، بل استعمل الحديد المُسلّح في خلطة متجانسة وعملانية، وذلك لقدرة الإسمنت على التوافق مع الحديد وقوالب الخشب، وهكذا، تَمَّ إنشاء الجسور العملاقة كما ارتفعت العمارات الشاهقة بسلاسة، ما أسهمَ بالقضاء على أزمة السكن المستدامة يومذاك، بإنشاء عِمارة "الدومينو" منخفِضة التكاليف إشارة إلى اسم اللعبة المعروفة.
https://img.youm7.com/ArticleImgs/2021/7/16/1407489-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%B1.PNG
https://img.youm7.com/ArticleImgs/2021/7/16/525459-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A8.PNG
https://img.youm7.com/ArticleImgs/2021/7/16/525459-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A8.PNG
https://vid.alarabiya.net/images/2022/03/25/486d4bce-d74d-4a7d-9ebc-be156ed2169c/486d4bce-d74d-4a7d-9ebc-be156ed2169c.jpg
"جسر معدني مطبوع" بالمعنى الحرفي للكلمة، ذلك هو جسر مدينة أمستردام، الذي وصفته الصحافة الهولندية بأول جسر معدني مطبوع بالتقنية ثلاثية الأبعاد في العالم.
وقد اشتركت في بناء جسر أمستردام "المطبوع"، الذي بدأ منذ العام 2015م، أربع روبوتات عِملاقة متعدِّدة المَحاوِر، حيث جرى تسخين الفولاذ وجعله مُطاوعِاً، ومن ثمّ إعداده للطباعة لدى شركة أمستردام المُتخصّصة بالصناعات المعدنية المُجسّمة، وبالتعاون مع معهد "آلان تورينغ" و"إمبريال كوليدج" في لندن.
تأخَّر افتتاح الجسر الذي يبلغ طوله 12 متراً، ويزن 4500 طن، عن موعده بثلاث سنوات، وذلك بسبب أزمة فيروس "كورونا" كوفيد - 19، وهو يقع في أقدم منطقة في أمستردام تُسمّى "فال"، أي: رصيف الميناء، أو الحائط، أو الجرف، إذ كانت أرصفة تحميل وشحن السُّفن في القرن السابع والثامن عشر، وهناك من يربط الاسم "فال" بـ "وول ستريت" في أمريكا، فالكلمة نفسها بالإنجليزية، ما عدا الاختلاف في نُطقهِا، وفي هذا الأمر وجاهة، فالهولنديون هم من أوائل المُهاجرين إلى هناك، كما يشير اسم منطقة "هارلم" في أمريكا إلى مدينة "هارلم" الهولندية التي تبعد 8 كيلومترات عن أمستردام.
تمَّ تجهيز الجسر المُخصّص للمشاة وللدرَّاجات بمستشعرات إلكترونية تعمل على قياس حمولته على إثر الازدحام، ما يجعل مراقبته ميسورة لمعرفة مدى حجم الضغط عليه وقدرته على التحمّل، وتوجد فائدة أخرى للمستشعرات وهي، معرفة الثغرات والهفوات التقنية جرَّاء بنائه، ما يسهم بالتغلّب عليها مستقبلاً عند إنشاء جسور ومبانٍ بالتقنيّة نفسها.
ومن أجل إعطاء الانطباع بآليّة الجسر الحديثة وتقنيّة عمله، قامت مَلِكة هولندا مكسيما زوريجويتا عند تدشينه، بالضغط على زر باللون الأخضر، إشارة إلى مكوناته التي تخدم البيئة، وذلك من أجل تحريك ذراعٍ آلية مزوَّدة بمقصٍ، لقطع شريط الافتتاح مباشرة أمام الجمهور.
يقول الهولندي رووت أوبيلز في مقالته، في جريدة "نيذرلاندز داخ بلاد" بعنوان "كيف ستغيّر تقنيّة الطباعة ثلاثية الأبعاد عالمنا؟":
نُصِبَ أوّل جسر لعبور الدرَّاجات بالتقنيّة تلك، في العام 2017م، في مقاطعة برابانت الهولندية، والجسر هو أخفّ وأقوى من تلك التقليدية. كما أنّه مُنخفضُ التكاليف وذو مواد صديقة للبيئة، ما يُشجّع شركات البناء وتلكَ المُتخصّصة بالتقنية على اعتماد هذا النموذج في البناء مستقبلاً، مُستشهداً بالخبير الاقتصادي لبنك "إنخ" راوول ليرنك: "عوض استيراد القوالبِ والركائزِ المُصنّعة في البلدان ذات تكاليف العمل الرخيصة، يستطيع أيّ بلد وفقاً لتلك التقنيّة من إنجازها حصريّاً" بمعنى سهولة وسرعة وضآلة التكاليف، إضافة إلى الاعتماد الذّاتي على الموارد البشرية والطبيعيّة. وفي سياق متّصل، أنجزت هولندا تجارب فذّة استغناءً عن الوقود الأحفوري، وذلك بإنشاء طرق، تزوّد السيارات بالطّاقة الكهربائية حال السير فوقها.
وداعاً للعمارة "اللّو كو بوزييه"
قد أحدث المِعماري والفنان لو كو بوزييه، الذي يُعدّ من أوائل المعماريين الذين استعملوا الإسمنت في البناء (عمارة الحداثة)، نقلةً هائلةً في البناء الحضري والعمراني، ولا تزال العمارة تلك تُنعت باسمه، ولم تقتصر على الإسمنت وحده، بل استعمل الحديد المُسلّح في خلطة متجانسة وعملانية، وذلك لقدرة الإسمنت على التوافق مع الحديد وقوالب الخشب، وهكذا، تَمَّ إنشاء الجسور العملاقة كما ارتفعت العمارات الشاهقة بسلاسة، ما أسهمَ بالقضاء على أزمة السكن المستدامة يومذاك، بإنشاء عِمارة "الدومينو" منخفِضة التكاليف إشارة إلى اسم اللعبة المعروفة.
https://img.youm7.com/ArticleImgs/2021/7/16/1407489-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%B1.PNG
https://img.youm7.com/ArticleImgs/2021/7/16/525459-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A8.PNG
https://img.youm7.com/ArticleImgs/2021/7/16/525459-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A8.PNG
https://vid.alarabiya.net/images/2022/03/25/486d4bce-d74d-4a7d-9ebc-be156ed2169c/486d4bce-d74d-4a7d-9ebc-be156ed2169c.jpg