مشاهدة النسخة كاملة : طفولة وفضول
رحيل المشاعر
03-05-2022, 10:18 PM
أنا كنت طفل يبلغ من العمر 10 سنوات ، نشأ وترعرع
في إحدى محافظات مصر العظيمة ، ما كانش زى باقى الاطفال من سنه
لا كوره ولا حتى بلى ، وبدور يومياً على حاجه مش عارفها بس مسيرى هاعرفها
وبدأت نقطة التحول وأنا فى عمر الأحد عشر عاماًً ، وفاة عمي شحاته عبد الرحيم فودة.
بس قبلها خلينى أكلمك عن الأسرة ،
أب وأم عاديين محبين لولادهم نادر وأمنيه .
أمنية البنت الكبرى . تربت في بيت الجد معظم الوقت لكن نادر ( اللى هو انا) نشأ وسط والديه .
فكان ارتباطهم الثلاثة ببعض قوى جدً ، وأمنية كانت بتفضل البقاء فى بيت جدى وجدتى على العيشه معنا ، علشان الدلع اللى شايفاه هناك .
طب نرجع ثانى لنقطة التحول ،
مشهد سريع خاطف
شحاته عمى مات ، والبيت إتملى صراخ وعويل ، وإذا بالأسرة تغلق الباب
على عمى وكأنهم قرروا يحبسوا لوحده للمرة الأولى ، وكان كل واحد يقرب من باب الأوضه والدى يجرى يمنعه وكأن هيرتكب جريمه
ولكن الفضول قاتلني ، وحصل المطلوب ،
زوجة عمى جريت فتحت الاوضه ، وقعدت جنب السرير اللى عليه عمى شحاته
وهاتك يا صويت ، ناس كتير دخلت وراها يمنعوها ويشدوها يخرجوها ،،
اللى يقولها لها حرام عليكى ، واللى يقولها استغفرى وقولى إنا لله وإنا إليه راجعون
أما أنا فانتهزت الفرصة ودخلت وسط الزحمه واستخبيت .
نمت تحت السرير لحد لما الكل خرج ، فضلت تحت السرير ،، وقتها كنا المغرب ،
وزى أي طفل غلبنى النعاس ممكن لساعة أو أقل ،
وأنا نايم تحت السرير بدأت أسمع همس فى ودانى غير مفهوم ،، وبأ الهمس
يتضح شويه شويه ، وبدأت الكلام يوضح : نادر ، نادر ، أخرج من الأوضة ، نادر ، نادر ،
الاوضه الضلمه ، أخرج ، الصوت كان مرعب جداً خلانى
أتخضيت وفتحت عنيا فجأة صحيت ، الأوضة كانت ضلمه تماماً بالفعل
رحيل المشاعر
03-05-2022, 10:21 PM
انا مش شايف حتى إيدى ، حبيت أقوم ، رأسي اتخبطت فى السرير ، أدركت وقتها إنى تحت السرير.
خبطة رأسى فى السرير هزته لكن مش لدرجة إن السرير يفضل يتهز لحوالي نصف دقيقة بهدوء مخيف بعد السرير لما سكت تماماً ، بدأت أزحف على بطنى بالراحة ، وخرجت وقفت وتوجهت ناحية الأباجورة على الكمودينو علشان أنورها .
المشوار للأباجورة كان زى طريق الألف ميل ..
شفت فى الضلمة ما لا عين رأت .. أشكال هلامية سوداء كونها الظلام .. وحوش مرعبة .. عيون ناظرة ..عبايات سوداء .. سيوف .. خناجر مناجل قاطعه ..
كل ده حوالليا ..الضلمة كفيلة إنها تصور لك عالم كامل من الوحوش و الغيلان.
فضلت أتحسس طريقي للوصول للكمودينو لكن رجلى داست على حااجه لزجة جداً .. أنا وقعت على جثة عمى شحاته
لقيتنى فجأة فوق الجثة ،، حاولت أقوم بدون اى فايدة ،، وكأن الجثة مسكت فيا ، كل ما أحاول أقوم أقع تانى .. الدنيا ضلمت والجثة ملتصقة بى ،، وأنا توازنى اختل تماماً ، ما تنسوش فى الآخر إنى طفل ..
بدأت أصرخ : يا بابا .. يا بابا ... يا بابا
انا مش شايف حتى إيدى ، حبيت أقوم ، رأسي اتخبطت فى السرير ، أدركت وقتها إنى تحت السرير.
خبطة رأسى فى السرير هزته لكن مش لدرجة إن السرير يفضل يتهز لحوالي نصف دقيقة بهدوء مخيف بعد السرير لما سكت تماماً ، بدأت أزحف على بطنى بالراحة ، وخرجت وقفت وتوجهت ناحية الأباجورة على الكمودينو علشان أنورها .
المشوار للأباجورة كان زى طريق الألف ميل ..
شفت فى الضلمة ما لا عين رأت .. أشكال هلامية سوداء كونها الظلام .. وحوش مرعبة .. عيون ناظرة ..عبايات سوداء .. سيوف .. خناجر مناجل قاطعه ..
كل ده حوالليا ..الضلمة كفيلة إنها تصور لك عالم كامل من الوحوش و الغيلان.
فضلت أتحسس طريقي للوصول للكمودينو لكن رجلى داست على حااجه لزجة جداً .. أنا وقعت على جثة عمى شحاته
لقيتنى فجأة فوق الجثة ،، حاولت أقوم بدون اى فايدة ،، وكأن الجثة مسكت فيا ، كل ما أحاول أقوم أقع تانى .. الدنيا ضلمت والجثة ملتصقة بى ،، وأنا توازنى اختل تماماً ، ما تنسوش فى الآخر إنى طفل ..
بدأت أصرخ : يا بابا .. يا بابا ... يا بابا
متفائلة في زمن اليأس غير متواجد حالياً رد مع اقتباس
قديم , #3
معلومات العضو
متفائلة في زمن اليأس
ღ ست البيت ღ
رقم العضوية : 446
☂ تاريخ التسجيل : Feb 2017
عدد المواضيع :
عدد الردود :
مجموع المشاركات : 9,523
النقاط : 1505
متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر متفائلة في زمن اليأس لديها مستقبل باهر
افتراضي رد: طفولة وفضول
بدأت أصرخ : يا بابا .. يا بابا .. يا بابا ..
محدش سمعنى بس بدأت استعيد توازني ، وقفت ، وبدل ما أهرب ، وقفت وولعت الأباجورة وبدأت أتأمل جثة عمى .. أول حاجة حطيت صباعى على وشه ، وبدأت أضغط علشان أشوف أى رد فعل .. بعدها خبطت بإيدى على وشه وكررت الضربة أكتر من مرة لحد ما تقريباً ضربته بالقلم .. رفعت ايده زى ما بيجى فى الأفلام .. بس اللى حصل إنها ما نزلتش زى ما بيحصل فى الافلام .. إيد عمى فضلت متعلقة فى الهواء وحصلت أول صدمة ، إيد عمى الثانية لقيتها بتتحرك وتحاول تترفع هي كمان.
نور الأباجورة انطفأ ومن الخضة اتكعبلت و وققعت تانى على جثة عمي ، لكن إيده مسكتنى فرجعت أصرخ تانى وتالت .. باب الأوضة اتفتح ولقيت بنت عمى بتصرخ وتقول .. آهو .. نادر .. أهو
دخل والدى وولع نور الأوضة
ولقيتهم بصولى باستغراب واستنكار شديد .. لكن نظراتهم تبدلت ،، وبدأوا يبصوا لجثة عمى شحاته وشوشهم اسودت فجأة ، ومحدش اتحرك من مكانه وكأنهم انتشلوا بشكل جماعى مفاجئ !
بدورى بصيت لوش عمى .. ويا ريتنى ما شوفته .. عمرى ما هانسى عينين عمى المفتوحة على الآخر وشفايفه المرفوعة ، وسنانه الظاهرة الى طابقة على بعضها و مخشبه .. صرخت تانى وتالت وعاشر لحد ما شالونى من عليه وبدأت اسمع جمل من عينة :
هو إيه اللى دخله هنا؟
هو انتوا ما قفلتوش عين شحاته إزاى من وقت الوفاة ..
لا والله قفلناه وكنا رابطين منديل على وشه وعلى رأسه علشان " بقه " ما يفتحشى ..
الأوضه ما ينفعش تكون ضلمه كده ..
شغلوا سورة " يس " أو افتحوا إذاعة القرآن الكريم .
سندونى واتلفت له وهما بيحاولوا يقفلوا عينيه بصعوبة لحد لما اتقفلت وشدوا الملايه وغطوا وشه ،
ولكني شفت عنيه بتتفتح والملايه خلاص بتقرب من وشه ماعلقتش وطلعت معاهم الصالة ، وبدأت أسمع وصلات توبيخ وتهزئ من البعض ، ونصح وإرشاد من البعض الآخر.
وصوت بيقول لأمنية أختي :
روحى بيت جدك خليكي معاهم
وصوت بيسأل والدى : هو انت هتسكت ، لازم تعمل لإبنك " طاسة الخضة "
فسأل أحد الموجودين عنها إيه ، فأجاب والدى : دى عادة مصرية قديمة بتعتمد على أدوات معدنية ولبن وتمر ، وإن الشخص المخضوض بيستحمى فى مكان مكشوف بس بشرط القمر يكون مكتمل قبل أذان الفجر بساعة .. وبعدها بيهدا الشخص تماماً ، وكلام كتير من ده وده ، وأصبحت أنا حديث القرية !
لكن الكلام كان بالنسبة لى عامل زى صدى الصوت .. أنا كنت فى حتة تانية خالص ..
أنا كنت بدأت أفكر فى العالم الآخر ، و إن الموت ليس مثلما كنت أظن ..
الموت هو مرحلة أخرى تمر بها الروح .. ويجب على إنى أدرسها وافهمها اكتر .. وما تنساش إننى لا زلت طفل غريب الأطوار .
وكان القرار لازم أحضر دفن عمى ...
مش ممكن ومش منطقى إن طفل فى السن ده تفكيره فى الحاجات دى .. لكن ده اللى حصل .. وبدأت أصوات ميكروفونات الجوامع بعد صلاة الفجر زى ما عندنا بيحصل تقول الآتى :
إنا لله وإنا إليه راجعون .. توفى الى رحمة الله .. المرحوم بإذن الله .. شحاته عبد الرحيم فودة .. والدفنة بعد صلاة الظهر من مسجد العباد الصالحين والعزاء في دار ضيافة المركز والبقاء لله.
رحيل المشاعر
03-05-2022, 10:21 PM
صوت اللى كان بيعلن وفاة عمى فى المسجد القريب من البيت تحس إنه هو أصلاً كان ميت ، صوته عجوز ومخيف وكأنه بيعلن الوفاة من مداخل قبره.
وبدأت المساجد الأخرى تعلن الخبر ،،ومع أصوات النداء دى ، تعالت صرخات الستات فى البيت تشق ظلام الشارع.
زى ما بيقولوا كانت ليلة سوداء محدش ناام منهم ، دا غير اللى أنا شفته وحصل لي .. ..
بعد صلاة الفجر ، لقيت عربية منزلة كراسى وبتترص قدام البيت .. سمعت والدى بيقول للراجل الى بينزلهم ، هتيجى بعد ثلاثة أيام تاخذها إن شاء الله .. حياتك الباقية .
منظر غريب جداً لو أنت غريب معدى فى الشارع ممكن تفتكر جداًً إن البيت ده فيه فرح من منظر الكراسي المرصوصة بره ،، ما إحنا كده بنيان مرصوص فى الفرح وفى الحزن كمان.
بعد الشروق بدأ أهل القرية من الرجال ييجوا البيت ، وبدأ الكلام بين والدى و واحد قريبنا يلفت نظرى ويشدنى ،، سمعت الحوار كله ..
يا مصطفى.. ( مصطفى دا إسم والدى بالمناسبة ) .
نعم يا حج مختار.
مختار : حد فتح التربة ؟
مصطفى : لأ نزيه هياخد المفتاح وهيروح حالاً
مختار : طيب خليه يشترى قفل باب جديد ، أنت عارف التربة ما إتفتحش من إمتى ؟
مصطفى : لأ مش فاكر
مختار : دى ييجى من عشرين سنه ، من يوم سيدك فودة الكبير ، وأخوك وصى يدفن فيها مع سيده ،، دى وصيه ، وما رضيش يتدفن مع أبوك!
والدى مصطفى : هي تفرق يعنى ! أهى رمية فى التراب يا حج مختار ،
مختار : لأ ازاى هو وصى ، ودى وصية واجبة التنفيذ
مصطفى : ما قولتش حاجة ، آدى نزيه أهو جه
نزيه : صباح الخير ياعم مصطفى ( وهو يتثاوب)
والدى مصطفى : صباح الخير
نزيه : لا مؤاخذه يا حاج .. البقاء لله
مختار : أصحى كده وفوق ، أنت عارف هتعمل إيه يا نزيه ؟
نزيه :: قول يا خال وانا تحت امركوا.
مختار : هتروح وتاخد معاك أجنه وشاكوش ، لأن المفتاح أكيد . مش هيفتح ، ومصطفى هيديلك قفل جديد احتياطي علشان لو كسرت القديم ، وخد معاك زيت ومقشة .. هتزيت القفل القديم قبل ما تجرب تفتحه ، وهتكنس كويس قدام التربة ، عاوزها ع البلاطة .ولم تدخل التربة سمى وسلم واستأذن اننا هندخل شحاته النهارده .. وأكنس بالراحة ولو لاقيت أي بواقى من أي حاجة سبها مكانها ،
ده سيدنا فودة الكبير .. إياك تزعله .
أوعى تقرب من أي حاجة تلاقيها ده لو لاقيت .. إن شالله حتى لو حتى لو حتت دايبة من كفنه الله يرضى عنه وعنا.
نزيه : حاضر يا خال ، فى حاجة تانية ؟
والدى مصطفى : بص ، بعد الدفنه عاوزين نجيب قصارى زرع ونحطها قدام تربة عمك شحاتة ..
نزيه : ولا قصارى ولا حاجة ، هما علبتين سمنه بنزرع فيها صبار وبتبقى جميلة ، القصارى بتتسرق .. أو العيال بتكسرها
مختار : يلا طب روح وكفاية رغى .
نزيه : طب مفتاح التربة فين.
رحيل المشاعر
03-05-2022, 10:22 PM
نزيه : طب مفتاح التربة فين.
والدى مصطفى : آهو .. وخلع من جيبه سلسلة مفاتيح قديمة وشاور على أقدم مفتاح فيها وقال أهو دا يا نزيه .
نزيه خد المفتاح وطلع المناديل وعطس كذا مرة وأستأذن ومشى ومسح المفتاح بنفس المنديل!
والدى لاحظ اهتمامى بالحوار وقالى : انت كويس يا نادر؟
نادر : أيوه أنا كويس ..
والدى : متأكد ؟
نادر : آه .. بس انا لى طلب ..
الوالد مصطفى : إيه يا نادر ؟!
نادر : بس من غير زعيق ..
والدى مصطفى :: مش كفايه اللى عملته امبارح .. أنت ايه
اللى دخلك تنام جنب عمك ، انت فاكره نايم ، أنا عارف إنك بتحبه ،
وكل حاجه .. بس ده مات يا أبنى .. فاهم مات يعنى إيه؟!
مات .. يعنى ما ينفعش تنام جنبه .. عمك كان تعبان وربنا ريحه ..
نادر ( عجبنى تحليل والدى ) : حاضر فهمت ..
والدى مصطفى : طب قولى عايز إيه؟
نادر :: عايز أروح الترب مع نزيه .. وأدخل ..
والدى مصطفى بصوت عالى : أتفضل، الحلو عاوز ينزل التربة مع نزيه ..
مختار : خلاص سيبهولى يا مصطفى وروح شوف أنت الناس اللى جاية تعزيك ..
وغادر والدى وقرب منى عم مختار ،، وقالى :: تعرف يا واد يا نادر ، أنت فكرتنى
بنفسى وانا قدك كنت بروح بالليل أحدف طوب على الترب
عشان اخلى الميتين يطلعوا .. وكنت زعلان على أبويا، وقلت كده ممكن ارجعه تانى لو صحى من الطوب .
نادر : بس أنا عارف إن الميتين مش هتطلع ، أنا عاوز بس أشوف التربة من جوه.
نظرة مرعبة من عم مختار :: طب إيه رأيك إنى هخليك تدخل التربة وتدفن عماك كمان ..[/size][/COLOR]
رحيل المشاعر
03-05-2022, 10:22 PM
نظرة مرعبة من عم مختار :: طب إيه رأيك إنى هخليك تدخل التربة وتدفن عماك كمان ..
تهللت أساريري فرحاً وفضلت لازق فى عمى مختار طول الوقت ..
طلعنا فوق سطح البيت وشفنا كل الأجواء من فوق .. عرفت فى اليوم ده معنى اليوم الأسود بكل معنى لذلك المصطلح.
شفت نساء متشمات بالسواد يتوافدون من كل أطراف القرية ويدخلوا البيت
فى أسراب سوداء .. أما داخل المنزل فأقسم إنى ما شفتش غير اللون الأسود
ممتد من بوابته ومدخل البيت وفنائه، كل المنزل زى الوباء المميت..
فضلنا فوق بنتفرج لحد ما شفنا حاجة خلتنى نزلت أجرى.
قبل الضهر بساعتين لاقيت ثلاثة كده بدقون داخلين البيت وشايلين شنط سوداء .
بصراحة خفت .. وبدأت أركز ... سمعتهم بيقولوا : جبنا ورق السدر والمسك ..
وهنا كانت أول مرة أعرف حاجة إسمها غسل الميت ..
ودخلوا الأوضة ومعاهم أبويا وعم مختار وإبن عمى ، وقفلوا الباب ،
كنت هتجنن وأشوف .. لحد ما الباب إتفتح ووالدى خرج منها منهار من البكاء ،
وفضل يقول : آه يا خويا آه يا شحاته .. يا ضهرى ..الباب إنساب
متوارب فسرقت النظر جوه وشفت رجل عمى وبعدها وشه .. أصفر شاحب .. خلى دقات قلبي تتسارع .
ما أقدرش حتى أقول إنه أصفر ، أنسب كلمة هي لون الموت ..
كان شبه النايمين ، لكن دقات قلبي المتسارعة كانت بتقول شئ تانى
.واحد من المغسلين إتحرك ووقف قدام وش عمى ، وبعدها إتحرك من قدامه تانى فإذا بى أجد عمى عينيه مفتحه !!
أيوه مفتحه وبيضاء تماماً ومفيهاش الننى الأسود خالص ،
وحسيت بشعر رأسي كله بيوقف وحرارة انتابت جسمى كله
ومع كل هذه الحرارة رعشة عنيفة اجتاحت جسمى بالكامل إنتهت
مع الباب وهو بيتقفل من جوه .. اتقفلت شاشة عرض أول فيلم رعب حقيقى اشوفه فى حياتى
رحيل المشاعر
03-05-2022, 10:23 PM
اتقفلت شاشة عرض أول فيلم رعب حقيقى اشوفه فى حياتى
الساعة دلوقتى 11 صباحاً ، ودخل مجموعة شباب شايلين نعش
الأوضة اللى عمى فيها ودخلت المرة دى عادى لاقيت عمى عبارة عن مخدة .
. بتفكيرى وإدراكي وقتها ، شفت عمى كيس مخدة كبيرة وهو جواه .
الكفن الأبيض طبعاً ده المقصود .. لكن هو ده حجم إدراكي وقتها .
شالوه وحطوه فى النعش .. وهم بيقولوا بالراحة ، الرأس الأول ، سمو الله .
وبدأت تتعالى صرخات الستات " الفاصل المعتاد فى ذلك اليوم الإسود"
وطلعنا بيه على الجامع .. أستنينا .. صلينا الضهر وبعدها صلينا الجنازة وبعدها توجهنا بالنعش للمقابر عندنا.
(أنتم السابقون ونحن اللاحقون)
ده النطق بالظبط اللى الحاج مختار قاله وإحنا داخلين المقابر وأنا
ماسك إيده وإيدى ضاغطه على إيده جداً وكأنى بحتمى بأيده وبطمن بها .
ومشينا بين شوارع المقابر لحد لما وصلنا لمقابر عائلة فودة .. وأنا عمال أتأمل المقابر ..
المقابر عندنا غير عند ناس كتير ..
ما بتنزلش لها بسلم هي عبارة عن أوضة فوق الأرض بتفتح الباب ، ونحط الميت ونقفل عليه ..
الغريب وإحنا ماشيين بالنعش بقت الناس تغير إتجاهها فيحصل
لخبطه ونقف ونرجع نكمل مشي .. لدرجة ‘اننا فيه شارع فى الترب
مشينا وخلصنا ورجعنا جبناه من الأول تانى .. والناس واخده الموضوع عادى دون إعتراض.
شديت دراع عم مختار وقلت له هما بيقولوا سيبوه يسلم ليه ! أنا مش فاهم .
مختار : عمك بيختار الشوارع اللى فيها حبايبه واللى سبقوه وجم هنا
قبله فبيسلم عليهم زى الحاج رياض والحاج رجب ومراته والحاج محمد
والحاجة أنيسة سيبه يسلم يا نادر ويوصلهم سلامنا كمان.
بعدها وقفنا قدام التربة بتاعة فوده الكبير ..
الحاج مختار شال الجثة ، وقال إيدك معايا يا نادر وكأن دى الإشارة.
رحيل المشاعر
03-05-2022, 10:23 PM
الحاج مختار شال الجثة ، وقال إيدك معايا يا نادر وكأن دى الإشارة.
شلت معاهم ودخلنا التربة :
ريحتها صعبة أوى .. ريحة مزيج من الرطوبة على عفن على روايح تانية متبقية .. ريحة الموت !
الحاج مختار : لفو شحاته على القبلة يا شباب .
نيمناه على الأرض ، وبدأ التربي يعمل أكتر من حاجة رفع راسه
بالراحة وزق من تحتها شوية تراب ، وجه عند الكفن عند الوش
تحديداً وفك الكفن من غير ما يكشف وشه .. كل ده وأنا متنح لأول مرة أخوض تجربة زى دى ..
وصاح الحاج مختار : مع السلامة يا شحاته .. السلام امانة
لسيدى فوده ، وسمعت صوت والدى (مع السلامة يا أخويا لحد ما أجيلك ..
مع السلامة يا حبيبى .. سلم على أبويا).
وخرجنا و إترزع الباب وصاح أحدهم :
أسألوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل.
ومشينا وسبناه وحيد ..
الله أعلم مصيره إيه ؟ لكن المهم إننا سبناه زى ما سبناه قبل
كده وقفلنا عليه باب الأوضة .. وأن دماغى تشبعت جداً باللى دخلها من معلومات.
مرت الأيام والعزاء خلص .. وفى تالت يوم العزا سمعت عن حد مات تانى من القرية اتسحبت من البيت ..
لقيتنى لا إرادى رايح الدفن ، وفضلت أدخل وسط الناس لحد ما وصلت للقبر ووقفت بره.
التربي وأهل الميت فتحو القبر وعملوا نفس اللى اتعمل مع عمى .
كنت واقف عند باب القبر أتأمل بتركيز أكبر من المرة اللى فاتت و بجرأة أكبر.
وعينى عبارة عن مرصد مراقب كل ما يحدث ويسجل بأعلى جودة ،
عدت للتجربة دى وفضلت فترة أكرر ..أكرر الموضوع ونسيته ..
لحد ما دخلت مرحلة جديدة بتجربة جديدة تانيه خالص مرحلة عمر 15 سنة 17 سنه تقريباً
جنون الحرف
03-06-2022, 10:37 AM
نقل مميز وجهد مبدع وعطاء مستمر
سلمت يمينك على ما بذلت كل الشكر لك
صاحبة السمو
03-06-2022, 12:14 PM
طرح في قمه الروعه والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر
سلمت يديكـ ع عطائكـ
مانحرم من جهودكـ وتميزكـ يارب..
دمت بخير
هيبة مشاعر
03-08-2022, 01:27 PM
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1646735059376.gif (http://www.tra-sh.com/up/)
ولد الذيب
03-16-2022, 03:15 PM
عافااك الله على الطرح الرااااائع والجميل :137:
:136:
اعتدنا منك المميز والإبداع دائماً ونتطلع لجديدك :81:
شموع الحب
05-24-2022, 08:35 PM
تسلم الاياادي
الله لا يحرمنا جمال عطائك
عوافي.
vBulletin® v3.8.8, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir