رحيل المشاعر
12-25-2021, 02:33 AM
فِي نَسَبِهِ ﷺ
وَهُوَ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ نَسَبًا عَلَى الْإِطْلَاقِ، فَلِنَسَبِهِ مِنَ الشَّرَفِ أَعْلَى ذِرْوَةٍ، وَأَعْدَاؤُهُ كَانُوا يَشْهَدُونَ لَهُ بِذَلِكَ؛ وَلِهَذَا شَهِدَ لَهُ بِهِ عَدُوُّهُ إِذْ ذَاكَ أبو سفيان بَيْنَ يَدَيْ مَلِكِ الرُّومِ، فَأَشْرَفُ الْقَوْمِ قَوْمُهُ، وَأَشْرَفُ الْقَبَائِلِ قَبِيلَتُهُ، وَأَشْرَفُ الْأَفْخَاذِ فَخِذُهُ.
فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ.
إِلَى هَاهُنَا مَعْلُومُ الصِّحَّةِ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ النَّسَّابِينَ، وَلَا خِلَافَ فِيهِ الْبَتَّةَ، وَمَا فَوْقَ "عدنان" مُخْتَلَفٌ فِيهِ، وَلَا خِلَافَ بَيْنَهُمْ أَنَّ "عدنان" مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
الشيخ: يعني: وإنما اختلفوا في الآباء التي بين إسماعيل وبين عدنان: هل خمسة آباء، أو ستة آباء، أو سبعة آباء، أو أكثر؟ وفي أسمائهم، ولا شكَّ أنَّ عدنان من ولد إسماعيل، من أحفاد إسماعيل، لكن اختلفوا في عدد الأسماء فقط التي بين عدنان وبين إسماعيل، وأما ..... جدًّا من عبد المطلب إلى عدنان، فهو موضوع، وبنو هاشم هم أشرف قبائل قريش، وقريش هي أشرف القبائل، فكان عليه الصلاة والسلام خيارًا من خيارٍ من خيارٍ، كما جاء في هذا الحديث عليه الصلاة والسلام؛ ولهذا لما قال قيصر لأبي سفيان: هو فيكم ذو نسبٍ؟ قال: نعم، هو فينا ذو نسبٍ.
وَإِسْمَاعِيلُ هُوَ الذَّبِيحُ عَلَى الْقَوْلِ الصَّوَابِ عِنْدَ عُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ.
وَأَمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّهُ إِسْحَاقُ فَبَاطِلٌ بِأَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ وَجْهًا، وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ -قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ- يَقُولُ: هَذَا الْقَوْلُ إِنَّمَا هُوَ مُتَلَقًّى عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، مَعَ أَنَّهُ بَاطِلٌ بِنَصِّ كِتَابِهِمْ؛ فَإِنَّ فِيهِ: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ بِكْرَهُ"، وَفِي لَفْظٍ: "وَحِيدَهُ"، وَلَا يَشُكُّ أَهْلُ الْكِتَابِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ هُوَ بِكْرُ أَوْلَادِهِ.
وَالَّذِي غَرَّ أَصْحَابَ هَذَا الْقَوْلِ: أَنَّ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ: "اذْبَحِ ابْنَكَ إِسْحَاقَ". قَالَ: وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ مِنْ تَحْرِيفِهِمْ وَكَذِبِهِمْ؛ لِأَنَّهَا تُنَاقِضُ قَوْلَهُ: "اذْبَحْ بِكْرَكَ وَوَحِيدَكَ"، وَلَكِنَّ الْيَهُودَ حَسَدَتْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ عَلَى هَذَا الشَّرَفِ، وَأَحَبُّوا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ، وَأَنْ يَسُوقُوهُ إِلَيْهِمْ، وَيَحْتَازُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ دُونَ الْعَرَبِ، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ فَضْلَهُ لِأَهْلِهِ.
وَكَيْفَ يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الذَّبِيحَ إِسْحَاقُ، وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ بَشَّرَ أُمَّ إِسْحَاقَ بِهِ وَبِابْنِهِ يَعْقُوبَ، فَقَالَ تَعَالَى عَنِ الْمَلَائِكَةِ أَنَّهُمْ قَالُوا لِإِبْرَاهِيمَ لَمَّا أَتَوْهُ بِالْبُشْرَى: لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود:70- 71]؟! فَمُحَالٌ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِأَنَّهُ يَكُونُ لَهَا وَلَدٌ، ثُمَّ يَأْمُرَ بِذَبْحِهِ.
الشيخ: أنها يكون لها ولدٌ، له ولد؛ لأنَّ إسحاق ولده يعقوب، وقد بُشرت بهما جميعًا: بإسحاق، وبابنه يعقوب.
وَلَا رَيْبَ أَنَّ يَعْقُوبَ دَاخِلٌ فِي الْبِشَارَةِ، فَتَنَاوُلُ الْبِشَارَةِ لِإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي اللَّفْظِ وَاحِدٌ، وَهَذَا ظَاهِرُ الْكَلَامِ وَسِيَاقُهُ.
الشيخ: يعني بهذا يُعلم أنه لم يأمر بذبحه صغيرًا قبل أن يُولَد له؛ لأنَّ الذبح جاء وهو صغير، لما بلغ معه السَّعي وهو صغير قبل .....
فَإِنْ قِيلَ: لَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتُمُوهُ لَكَانَ "يَعْقُوبُ" مَجْرُورًا؛ عَطْفًا عَلَى إِسْحَاقَ، فَكَانَتِ الْقِرَاءَةُ: وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود:71] أَيْ: وَيَعْقُوبُ مِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ.
الشيخ: أي: "يعقوبَ" عطفًا على إسحاق ..... بإسحاق ويعقوب يعني، هذا وجه الإيراد يعني.
قِيلَ: لَا يَمْنَعُ الرَّفْعُ أَنْ يَكُونَ يَعْقُوبُ مُبَشَّرًا بِهِ؛ لِأَنَّ الْبِشَارَةَ قَوْلٌ مَخْصُوصٌ، وَهِيَ أَوَّلُ خَبَرٍ سَارٍّ صَادِقٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود:71] جُمْلَةٌ مُتَضَمِّنَةٌ لِهَذِهِ الْقُيُودِ، فَتَكُونُ بِشَارَةً، بَلْ حَقِيقَةُ الْبِشَارَةِ هِيَ الْجُمْلَةُ الْخَبَرِيَّةُ، وَلَمَّا كَانَتِ الْبِشَارَةُ قَوْلًا كَانَ مَوْضِعُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ نَصْبًا عَلَى الْحِكَايَةِ بِالْقَوْلِ، كَأَنَّ الْمَعْنَى: وَقُلْنَا لَهَا: مِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبُ، وَالْقَائِلُ إِذَا قَالَ: بَشَّرْتُ فُلَانًا بِقُدُومِ أَخِيهِ وَثِقَلِهِ فِي أَثَرِهِ، لَمْ يُعْقَلْ مِنْهُ إِلَّا بِشَارَتُهُ بِالْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا.
الشيخ: ثقله في أثره، مثل: وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود:71] يعني: داخل البشارة .....
وَهُوَ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ نَسَبًا عَلَى الْإِطْلَاقِ، فَلِنَسَبِهِ مِنَ الشَّرَفِ أَعْلَى ذِرْوَةٍ، وَأَعْدَاؤُهُ كَانُوا يَشْهَدُونَ لَهُ بِذَلِكَ؛ وَلِهَذَا شَهِدَ لَهُ بِهِ عَدُوُّهُ إِذْ ذَاكَ أبو سفيان بَيْنَ يَدَيْ مَلِكِ الرُّومِ، فَأَشْرَفُ الْقَوْمِ قَوْمُهُ، وَأَشْرَفُ الْقَبَائِلِ قَبِيلَتُهُ، وَأَشْرَفُ الْأَفْخَاذِ فَخِذُهُ.
فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ.
إِلَى هَاهُنَا مَعْلُومُ الصِّحَّةِ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ النَّسَّابِينَ، وَلَا خِلَافَ فِيهِ الْبَتَّةَ، وَمَا فَوْقَ "عدنان" مُخْتَلَفٌ فِيهِ، وَلَا خِلَافَ بَيْنَهُمْ أَنَّ "عدنان" مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
الشيخ: يعني: وإنما اختلفوا في الآباء التي بين إسماعيل وبين عدنان: هل خمسة آباء، أو ستة آباء، أو سبعة آباء، أو أكثر؟ وفي أسمائهم، ولا شكَّ أنَّ عدنان من ولد إسماعيل، من أحفاد إسماعيل، لكن اختلفوا في عدد الأسماء فقط التي بين عدنان وبين إسماعيل، وأما ..... جدًّا من عبد المطلب إلى عدنان، فهو موضوع، وبنو هاشم هم أشرف قبائل قريش، وقريش هي أشرف القبائل، فكان عليه الصلاة والسلام خيارًا من خيارٍ من خيارٍ، كما جاء في هذا الحديث عليه الصلاة والسلام؛ ولهذا لما قال قيصر لأبي سفيان: هو فيكم ذو نسبٍ؟ قال: نعم، هو فينا ذو نسبٍ.
وَإِسْمَاعِيلُ هُوَ الذَّبِيحُ عَلَى الْقَوْلِ الصَّوَابِ عِنْدَ عُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ.
وَأَمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّهُ إِسْحَاقُ فَبَاطِلٌ بِأَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ وَجْهًا، وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ -قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ- يَقُولُ: هَذَا الْقَوْلُ إِنَّمَا هُوَ مُتَلَقًّى عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، مَعَ أَنَّهُ بَاطِلٌ بِنَصِّ كِتَابِهِمْ؛ فَإِنَّ فِيهِ: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ بِكْرَهُ"، وَفِي لَفْظٍ: "وَحِيدَهُ"، وَلَا يَشُكُّ أَهْلُ الْكِتَابِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ هُوَ بِكْرُ أَوْلَادِهِ.
وَالَّذِي غَرَّ أَصْحَابَ هَذَا الْقَوْلِ: أَنَّ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ: "اذْبَحِ ابْنَكَ إِسْحَاقَ". قَالَ: وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ مِنْ تَحْرِيفِهِمْ وَكَذِبِهِمْ؛ لِأَنَّهَا تُنَاقِضُ قَوْلَهُ: "اذْبَحْ بِكْرَكَ وَوَحِيدَكَ"، وَلَكِنَّ الْيَهُودَ حَسَدَتْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ عَلَى هَذَا الشَّرَفِ، وَأَحَبُّوا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ، وَأَنْ يَسُوقُوهُ إِلَيْهِمْ، وَيَحْتَازُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ دُونَ الْعَرَبِ، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ فَضْلَهُ لِأَهْلِهِ.
وَكَيْفَ يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الذَّبِيحَ إِسْحَاقُ، وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ بَشَّرَ أُمَّ إِسْحَاقَ بِهِ وَبِابْنِهِ يَعْقُوبَ، فَقَالَ تَعَالَى عَنِ الْمَلَائِكَةِ أَنَّهُمْ قَالُوا لِإِبْرَاهِيمَ لَمَّا أَتَوْهُ بِالْبُشْرَى: لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود:70- 71]؟! فَمُحَالٌ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِأَنَّهُ يَكُونُ لَهَا وَلَدٌ، ثُمَّ يَأْمُرَ بِذَبْحِهِ.
الشيخ: أنها يكون لها ولدٌ، له ولد؛ لأنَّ إسحاق ولده يعقوب، وقد بُشرت بهما جميعًا: بإسحاق، وبابنه يعقوب.
وَلَا رَيْبَ أَنَّ يَعْقُوبَ دَاخِلٌ فِي الْبِشَارَةِ، فَتَنَاوُلُ الْبِشَارَةِ لِإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي اللَّفْظِ وَاحِدٌ، وَهَذَا ظَاهِرُ الْكَلَامِ وَسِيَاقُهُ.
الشيخ: يعني بهذا يُعلم أنه لم يأمر بذبحه صغيرًا قبل أن يُولَد له؛ لأنَّ الذبح جاء وهو صغير، لما بلغ معه السَّعي وهو صغير قبل .....
فَإِنْ قِيلَ: لَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتُمُوهُ لَكَانَ "يَعْقُوبُ" مَجْرُورًا؛ عَطْفًا عَلَى إِسْحَاقَ، فَكَانَتِ الْقِرَاءَةُ: وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود:71] أَيْ: وَيَعْقُوبُ مِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ.
الشيخ: أي: "يعقوبَ" عطفًا على إسحاق ..... بإسحاق ويعقوب يعني، هذا وجه الإيراد يعني.
قِيلَ: لَا يَمْنَعُ الرَّفْعُ أَنْ يَكُونَ يَعْقُوبُ مُبَشَّرًا بِهِ؛ لِأَنَّ الْبِشَارَةَ قَوْلٌ مَخْصُوصٌ، وَهِيَ أَوَّلُ خَبَرٍ سَارٍّ صَادِقٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود:71] جُمْلَةٌ مُتَضَمِّنَةٌ لِهَذِهِ الْقُيُودِ، فَتَكُونُ بِشَارَةً، بَلْ حَقِيقَةُ الْبِشَارَةِ هِيَ الْجُمْلَةُ الْخَبَرِيَّةُ، وَلَمَّا كَانَتِ الْبِشَارَةُ قَوْلًا كَانَ مَوْضِعُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ نَصْبًا عَلَى الْحِكَايَةِ بِالْقَوْلِ، كَأَنَّ الْمَعْنَى: وَقُلْنَا لَهَا: مِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبُ، وَالْقَائِلُ إِذَا قَالَ: بَشَّرْتُ فُلَانًا بِقُدُومِ أَخِيهِ وَثِقَلِهِ فِي أَثَرِهِ، لَمْ يُعْقَلْ مِنْهُ إِلَّا بِشَارَتُهُ بِالْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا.
الشيخ: ثقله في أثره، مثل: وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود:71] يعني: داخل البشارة .....