المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من حديث معاوية بن الحكم السلمي (4/4)


شموع الحب
12-12-2021, 10:43 AM
عن معاوية بن الحكم السلمي قال: "بَيْنَا أنا أصلِّي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ عطس رجل من القوم، فقلتُ: يرحمك الله، فرماني القومُ بأبصارهم، فقلتُ: واثكل أمِّياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يُصَمِّتونني، لكني سكتُّ، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي، ما رأيتُ مُعَلِّمًا قبْله ولا بعْده أحسَن تعليمًا منه، فوالله، ما كهرني، ولا ضربني، ولا شتمني، قال: ((إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء مِن كلام الناس، إنما هو التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن)).


أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلتُ: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء اللهُ بالإسلام، وإنَّ منَّا رجالًا يأتون الكهَّان، قال: ((فلا تأتهم))، قال: ومنَّا رجال يتطيَّرون، قال: ((ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنَّهم))، قال: قلتُ: ومنَّا رجال يخطون، قال: "كان نبيٌّ مِن الأنبياء يخط، فمَن وافق خطه فذاك))، قال: وكانت لي جارية ترعى غنمًا لي قِبَل أُحُد والجَوَّانيَّة، فاطلعتُ ذاتَ يوم فإذا الذئب قد ذَهَب بشاة مِن غنمها، وأنا رجلٌ مِن بني آدم، آسَف كما يأسفون، لكني صككْتُها صكة، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عظم ذلك عليَّ، قلتُ: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: ((ائتني بها))، فأتيتُه بها، فقال لها: ((أين الله؟))، قالت: في السماء، قال: ((مَن أنا؟))، قالت: أنتَ رسولُ اللهِ، قال: ((أعتِقْها؛ فإنها مؤمنة))[1].


تحدَّثنا سابقًا عن معنى الخط، وأن الخط ربما كان علامة لذاك النبي - عليه السلام - فنهانا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخط؛ إجلالًا وتوقيرًا له، حتى لا يشارَك فيه، وهناك كثير من الأنبياء لهم علامات تخصُّهم، مثلًا جُعل فقْدُ الحوت من غلام موسى - عليه السلام - علامة على لقاء الخضر، كما جعل دخول الناس أفواجًا في دين الله علامة على أَجَل رسول الله - عليه الصلاة والسلام.


والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان شديد الرعاية والحفاوة لإخوانه الأنبياء - عليهم السلام - وهذا ظاهر في قصة الجِنِّيِّ الذي تفَلَّتَ على النبي - عليه الصلاة والسلام - حيث قال: ((ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطًا بسارية)).


ثم تكلمنا عن الاعتذار، وعن كيفية معامَلة المملوك.


أما ما تبقَّى من الحديث فهو قُطب الرَّحى، وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - للجارية: ((أين الله؟))، قالت: في السماء، قال: ((مَن أنا؟))، قالتْ: أنتَ رسولُ اللهِ، قال: ((أعتِقْها؛ فإنها مؤمنة))، وكثير من الناس الذين لم يتلقَّوا عِلمهم من القرون الأولى (قرون الخيرية)، أو ممن أتى ونسج على منوال هذه القرون، دخل عليهم الكثير من العقائد الباطلة؛ لأنَّ الإنسان كلما ابتعد عن مصدر الضوء، أوْغَل في الظلام.


ونحن إن كنَّا جِئنا في القُرُون المتأخِّرة، فإنَّنا نستطيع أن نُضَيِّقَ المسافة بين النص وبين عمل المسلمين بالصعود إلى فوقُ، وهذا الصعود لا يكون إلا برعاية القرون الأولى، فأية مسألة خلافية ننظر: ماذا كان عَمَلُ المسلمين فيها فيما تقَدَّم منَ الزمَن؟ وهذا الأمر يوجِب اتِّباع ما كان عليه السَّلَف الصالح؛ لا سيما في باب الاعتقاد؛ فقد دَرَج كثيرٌ منَ المتأخِّرين الذين لم يتلقَّوا عقيدتهم مِن السلف الأول على القول بأن الله - عز وجل - ليس له مكان، بل هو في كل مكان، وهو نفس الخطأ - للأسف - الذي وقع ويقع مِن كثير منَ المتعلِّمين اليوم عند إجابته عن سؤال: أين الله؟ يقول: في كلِّ مكان، وهذا الخطأ الشنيع لم يقلْ به أحد قط، لا مِن الصحابة، ولا مِن التابعين، ولا مِن تابعيهم، ولا أحد مِن الأئمة المتبوعين.


والقول بأن الله في كل مكان: ظاهِر البُطلان؛ ردَّ عليه أبو الحَسَن الأشعري - رحمه الله - بقوله: "وزعمتِ المعتزلة والحَرُوريَّة والجهميَّة: أن الله - عز وجل - في كل مكان، فلزمهم أنه في بطن مريم، وفي الحشوش والأخلية، وهذا خلاف الدِّين، تعالى الله عن قولهم، ويقال لهم: إذا لم يكن مستويًا على العرش بمعنى يخصُّ العرْش دون غيره - كما قال ذلك أهلُ العِلم، ونَقَلَةُ الآثارِ، وحَمَلةُ الأخبارِ - وكان الله - عزَّ وجل - في كل مكان، فهو تحت الأرض التي السماء فوقها، وإذا كان تحت الأرض، والأرض فوقه والسماء فوق الأرض، ففي هذا ما يلزمكم أن تقولوا: أن الله تحت التحت، والأشياء فوقه، وأنه فوق الفوق، والأشياء تحته، وفي هذا ما يجب أنه تحت ما هو فوقه، وفوق ما هو تحته، وهذا المحال المتناقِض، تعالى الله عن افترائِكم عليه علوًّا كبيرًا"[2].


فالله تعالى ليس في كلِّ مكان بذاته، إنما هو في كلِّ مكان بعلْمِه؛ مصْداقًا لقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ [الحديد: 4]، فهو في كل مكان بِعِلْمِهِ على تأويل الكافة مِن أهل العِلم، أما أن الله في السماء، فقد تضافرتِ الأدلةُ منَ الكتاب والسُّنَّة على أنه - عز وجل - في السماء؛ فمِن القرآن: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِير ﴾ [الملك: 16 - 17]، فهو في السماء، ليس كما قال المحرِّفون؛ بأن مَن في السماء هم الملائكة، وقوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، ومعلوم أنَّ العرش في السماء السابعة، واستواء الله هو العلوُّ والارتفاع.


ومنَ الأدلة الظاهرة على أنَّ الله - تعالى - في السماء، وليس في كل مكان - كما قاله بعض المتأخِّرين من أهل الكلام، وتلقَّفَه كثيرٌ مِن الجماهير التي لم تأخذْ عقائدَها مِن القرون الأولى -: رفْع الناسِ أيديَهم إلى السماء دون غيرها من الأماكن، وهذا فُطِرَ عليه كل إنسان، حتى إنك لو سألتَ الطفل الصغير الذي تعلَّم الكلام: أين الله؟ لأجابك بقوله: فوق، والمرء إذا صحَّت فطرته، نطق بالصواب في باب الاعتقاد.


ومن الأدلة أيضًا: ما جاء عن عمرو بن العاص: أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال: ((ارحموا مَن في الأرض، يرحمكم مَن في السماء))، والمرء لا يعتقد أن الإنسان يجرؤ على القول بأن مَن في السماء هم الملائكة؛ لذلك لا بدَّ مِن الرجوع إلى السُّنَّة في تفسير القرآن؛ لأن السُّنَّة قاضية على القرآن، ومعنى قاضية؛ أي: إن السُّنَّة تقضي لأحد المعاني على الأخرى إذا كان اللفظ في كتاب الله - عز وجل - يحتمل أكثر مِن معنى، وليس كما يتبادَر إلى الذِّهن أنَّ السُّنَّة قاضية بمعنى مقدمة، وعن أنس أن النبي قال: ((ألا تأمنوني، وأنا أَمِينُ مَن في السماء))، والنصوص في هذا الباب كثيرة، والمنصف يكفيه القليل، والمتعنِّت لا يكفيه الكثير، والهدى هدى الله تعالى.


كما أن القول بأن الله في السماء درج على ألسنة الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين؛ فمِن ذلك: ما ثبت عن عمر بن الخطاب؛ أنه قال: "ويل لديَّان الأرض مِن ديَّان السماء، إلا أن يأمر بالعدل ويقضي بالحق"، وحتى خلاف الصحابة في باب الفِقه كثير، إلا أنهم لم يختلفوا في باب الاعتقاد إلا في ما ندر، وما نعلم أن واحدًا مِن الصحابة، أو التابعين، أو تابعي التابعين، أو الأئمة المتبوعين، قال بأن الله ليس في السماء، ولا نعلم أن أحدًا مِن الصحابة ردَّ على آخر روى عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أن الله تعالى له أصبع، أو له قدم، أو أنه ينزل من السماء إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، ولا قال صحابي لآخر روى شيئًا من هذا: "اتَّقِ الله، وانظر بماذا تحدث"، لا نعلمه في خبر من الأخبار إلا في النادر، ومع ذلك هذا النادر له محامل، كاختلاف الصحابة في رؤية النبي ربه ليلة المعراج، فالذين اختلفوا في باب الاعتقاد ليس لهم سلف، لا منَ الصحابة أو التابعين أو تابعيهم، والمرء يتساءَل: كيف ردَّ هؤلاء المخالفون على قَوْل النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((يا جارية، أين الله؟))، مع وضوح الحديث وصراحته؟


والجواب أنهم ردُّوه بوَجْهين:
وجه من جهة الرواية، حيث احتجُّوا على الحديث، فقالوا: بأن الجارية كانت خرساء، وراوي الحديث هو الذي صاغ الحوار من نفسه، وعارضوا هذا الإسناد - الذي هو كالشمس - بإسناد (المسعودي)، وهو عند أهل الحديث متكلَّم فيه بدعوى: اختلط عليه الحديث.


أما الوجه الثاني:
أنهم قعَّدوا قواعد لا يعرفها أحدٌ مِن سَلَف العلماء، الذين يدور العِلم عليهم، ومِن جملة هذه القواعد: أنَّ خبرَ الواحد لا يُقبل في باب الاعتقاد، وإنما يقبل في باب الحلال والحرام، لأنه حسب زعمهم أن الحلال والحرام يكفي فيه الظن الراجح، أما في العقيدة لا بُدَّ فيه من اليقين؛ لاحتمال أن يُخطئ فيه الواحد، فيقول غير الحق خطأ لا عمدًا، وهذا قول باطل؛ بحيث لم يوجد أحدٌ مِن القرون الثلاثة الأولى قال بأنه لا يحتجُّ بخبر الواحد في الاعتقاد، فيستحيل أن يكونَ أمر يخص الدِّين مرَّ على هؤلاء الأفاضل جهلوه، وعَلِمَهُ المتأخرون الذين تأثَّروا بعلم الكلام، وها هو الشافعي - رحمه الله - أحد الأئمة الكبار، الذين جمعوا بين الفِقه والحديث، ثبَّت خبر الواحد في أول مصنف في أصول الفقه - ألا وهو كتاب "الرسالة" - بأدلة شتَّى، ونقله عن الكافة مِن أهل العلم، كأنه يريد أن يقول: "أنا لا أعلم مُخالِفًا في هذا الباب"، وإنما الإشكال بَدَأَ مع نهاية قُرُون الخيرية، حيث فشا الكذِب، وظهرتِ المذاهِب، والفِرَق الضالة، التي لم تجد سبيلًا لتأييد مزاعمها الباطلة.


حيث يُمكن لهؤلاء المحرِّفين أن يؤوِّلوا تفسير القرآن كما يُريدون، لكن مع السنة أنَّى لهم ذلك؟! فهي واضحة وُضُوح الشمس، وهذا الوضوح يتجلَّى في قول النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((يا جارية، أين الله؟))، قالت: "في السماء"، فأقرَّها النبي - عليه الصلاة والسلام - على الجواب، بل قال: ((هي مؤمنة))، فشهادة النبي - عليه الصلاة والسلام - لها بالإيمان أقوى مِن مُجَرَّد السكوت، مع أن سكوتَه - صلى الله عليه وسلم - يُعدُّ إقرارًا، وهو في القمَّة عند أهْل العِلم مِن حيث الاستدلالُ، فكيف وقد انضمَّ إلى هذا السكوت الشهادة لها بالإيمان؟! فهذه حجة دامغة بمنتهى القوة، فهذا الحديث وأمثاله غُصَّة في حَلْق المخالِفين؛ فهم وَجدوا أن هذا الحديث واضح الدلالة، لذلك ابتدعوا قاعدة: خبر الواحد لا يُحتج به في الاعتقاد، وقد رَدَّ أهلُ العِلم على هؤلاء بأدلة كثيرة؛ منها: أن هذا الأمر - أي: خبر الواحد في الاعتقاد - لو كان دينًا لتديَّن به الصحابة والتابعون وتابعوهم، وهذا دليلٌ - على إجماله - كافٍ في سقوط هذا الأصل.


ومِن أظهرِ أدلةِ السُّنَّة: بعث النبي - عليه الصلاة والسلام - معاذ بن جبل - رضي الله عنه - إلى أهل اليمن؛ ليدعوهم إلى الإسلام، والشاهد أن النبي - عليه الصلاة والسلام - ما أرسل إلى اليمن عدد التواتر ليبلغوا أمره، فهل يُتصور أن يرسل النبي - عليه الصلاة والسلام - مَن لا تقوم بخبره حجة لأنه واحد إلى أهل اليمن ليقيم عليهم الحجة في أسمى أمرٍ عقدي، وهو التوحيد؟!


ويظهر هذا أيضًا منَ الرسل الذين كان يُرسلهم النبي - عليه الصلاة والسلام - إلى الجبابرة، كهرَقل وكسرى، فهؤلاء أقيمتْ عليهم الحجة بخبر الواحد.


كما أقيمت الحجة بخبر الواحد في أمر مقطوع به؛ كالخمر قبْل تَحْرِيمها، والقِبْلة قبل تغيير وجهتها إلى الكعبة، فالحاصل أن خَبَر الواحد عند أهل العلم، مِن غير المتكلمين المتأخرين الذين لا عناية لهم بالسُّنَّة، وفي إجماع الأمَّة، ومذاهب الأئمة الأربعة - أنه حجة في الاعتقاد وفي غير الاعتقاد.


أقول قولي هذا، وأستغفر الله العلي العظيم.


[1] رواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة، ونسخ ما كان من إباحة، ح ر 33.


[2] "الإبانة عن أُصُول الديانة" ص 47.

اسم مؤقت
12-12-2021, 12:41 PM
جزاكم الله خيرا

صاحبة السمو
12-13-2021, 07:52 AM
جزيت خير الجزاء
على ماخطه لنا قلمك من طرح قيم
وجعله المولى في موازين حسناتك

شموع الحب
12-13-2021, 01:06 PM
اسم

أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير

شموع الحب
12-13-2021, 01:06 PM
صاحبه

أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير
http://24.media.tumblr.com/c037abb309a23aeec118cfba8597a200/tumblr_mslmkfqOKu1qkvygjo1_400.jpg

جنون الحرف
12-13-2021, 09:06 PM
جزاك الله خير الجزاء

ولد الذيب
12-13-2021, 11:17 PM
عافااك الله على الطرح الرااااائع والجميل :137:






:136:




اعتدنا منك المميز والإبداع دائماً ونتطلع لجديدك :81:

شموع الحب
12-14-2021, 11:16 AM
جنون

أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير
http://24.media.tumblr.com/c037abb309a23aeec118cfba8597a200/tumblr_mslmkfqOKu1qkvygjo1_400.jpg

شموع الحب
12-14-2021, 11:16 AM
ولد

أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير
http://24.media.tumblr.com/c037abb309a23aeec118cfba8597a200/tumblr_mslmkfqOKu1qkvygjo1_400.jpg

هيبة مشاعر
12-19-2021, 08:25 PM
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1639934033619.gif (http://www.tra-sh.com/up/)

شموع الحب
12-19-2021, 08:46 PM
كل الشكر والامتنان على مرورك الطيب
نورت الموضوع بوجودك
https://img-fotki.yandex.ru/get/6739/102699435.b61/0_daa95_98ca751f_S.png