شموع الحب
12-08-2021, 01:59 PM
قال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [النور: 36 - 38].
الغَرَض الذي سِيقَتْ له الآيات: بيان بعض آثار نور الله الذي اهتدى به المؤمنون.
ومناسبتها لما قبلها: لَمَّا ضرب مثلًا لنوره ذكر بعض آثار هذا النور.
وقوله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ ﴾ متعلق بقوله: ﴿ يُسَبِّحُ ﴾، والتنوين فيها للتعظيم، وتقديمها للاهتمام بها، والمراد بهذه البيوت: المساجد.
وقيل: المراد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء.
وقيل: المراد دُور المسلمين، والأول الأقرب.
ومعنى ﴿ أَذِنَ ﴾ أمر ووصَّى.
ومعنى ﴿ تُرْفَعَ ﴾ تُبنى وتُطهر وتُعظم.
ومعنى ﴿وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾؛ أي: يُعظم اسمه، فيوصف بكل كمال، وينزَّه عن كل نقص؛ وذلك بالصلاة فيها، وقراءة القرآن ومدارسته
وتسبيح الله وتحميده وتمجيده، وإعلان تفرُّده بالألوهية والرُّبوبية؛ ولذلك قال: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾.
ومعنى: يسبِّح له؛ أي: ينزهه ويقدسه.
والغدو: أول النهار.
والآصال: آخر النهار.
وقد قرئ ﴿ يُسَبِّحُ ﴾ بالبناء للمعلوم، وفاعله رجال، ولا يوقف قبله.
وقرئ بالبناء للمفعول، فالوقف على الآصال، ونائب الفاعل الجار والمجرور في قوله ﴿ لَهُ ﴾، ورجال على هذه القراءة
فاعل لفِعل مقدَّر، وهذا الفعل مستأنف استئنافًا بيانيًّا كأن سائلًا سأل: مَن يسبحه؟ فقال: يسبحه رجال... إلخ.
وقوله: ﴿ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ في محل رفع صفة لرجال، وجمهور أهل العلم على أن المراد بهذا الوصف:
الثناء عليهم بأنهم أصحاب أموال ولم تشغلهم أموالهم عن عبادة الله تعالى وعمارة مساجده.
وقيل: بل المراد أنهم لا تجارة لهم ولا بيع، على حد قوله تعالى: ﴿ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]
والمراد بالتجارة هنا عموم الأموال؛ ولذلك عطف عليها البيع، فهو من عطف الخاص على العام، وإنما خص البيع لكثرة الاشتغال به.
والمراد بـ(إقام الصلاة): الإتيان بها مقومة مجوَّدة تامة، مع المحافظة على مواقيتها.
والجمهور على أن المراد بـ(إيتاء الزكاة) هنا: الزكاة المفروضة.
وقال ابن عباس: الزكاة هنا: طاعة الله تعالى والإخلاص؛ إذ ليس لكل مؤمن مال.
وقوله تعالى: ﴿ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ تعليل لما قبله؛ أي: يخشون عقوبة الله يوم القيامة
الذي تتحوَّل فيه قلوب الكفار فتبلغ الحناجر، وتتحول فيه أبصار أعداء الله فتعمى أو تتحير.
واللام في قوله: ﴿ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ للعاقبة؛ أي: فكأن لهم في هذا اليوم الحسنى وزيادة.
وقوله: ﴿وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ تذييل لتقرير ما قبله، وإشارة إلى أن عطاءه كثير جدًّا.
الأحكام:
1 - الحض على بناء المساجد.
2 - يجب تطهيرها وصيانتها من النجاسات.
3 - وجوب صلاة الجماعة.
4 - الرد على مَن زعم أنه لا ينبغي أن يكونَ سبب العبادة الخوف من النار.
5 - لا تجب الجماعة على النساء.
- الشيخ عبد القادر شيبة الحمد.
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [النور: 36 - 38].
الغَرَض الذي سِيقَتْ له الآيات: بيان بعض آثار نور الله الذي اهتدى به المؤمنون.
ومناسبتها لما قبلها: لَمَّا ضرب مثلًا لنوره ذكر بعض آثار هذا النور.
وقوله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ ﴾ متعلق بقوله: ﴿ يُسَبِّحُ ﴾، والتنوين فيها للتعظيم، وتقديمها للاهتمام بها، والمراد بهذه البيوت: المساجد.
وقيل: المراد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء.
وقيل: المراد دُور المسلمين، والأول الأقرب.
ومعنى ﴿ أَذِنَ ﴾ أمر ووصَّى.
ومعنى ﴿ تُرْفَعَ ﴾ تُبنى وتُطهر وتُعظم.
ومعنى ﴿وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾؛ أي: يُعظم اسمه، فيوصف بكل كمال، وينزَّه عن كل نقص؛ وذلك بالصلاة فيها، وقراءة القرآن ومدارسته
وتسبيح الله وتحميده وتمجيده، وإعلان تفرُّده بالألوهية والرُّبوبية؛ ولذلك قال: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾.
ومعنى: يسبِّح له؛ أي: ينزهه ويقدسه.
والغدو: أول النهار.
والآصال: آخر النهار.
وقد قرئ ﴿ يُسَبِّحُ ﴾ بالبناء للمعلوم، وفاعله رجال، ولا يوقف قبله.
وقرئ بالبناء للمفعول، فالوقف على الآصال، ونائب الفاعل الجار والمجرور في قوله ﴿ لَهُ ﴾، ورجال على هذه القراءة
فاعل لفِعل مقدَّر، وهذا الفعل مستأنف استئنافًا بيانيًّا كأن سائلًا سأل: مَن يسبحه؟ فقال: يسبحه رجال... إلخ.
وقوله: ﴿ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ في محل رفع صفة لرجال، وجمهور أهل العلم على أن المراد بهذا الوصف:
الثناء عليهم بأنهم أصحاب أموال ولم تشغلهم أموالهم عن عبادة الله تعالى وعمارة مساجده.
وقيل: بل المراد أنهم لا تجارة لهم ولا بيع، على حد قوله تعالى: ﴿ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]
والمراد بالتجارة هنا عموم الأموال؛ ولذلك عطف عليها البيع، فهو من عطف الخاص على العام، وإنما خص البيع لكثرة الاشتغال به.
والمراد بـ(إقام الصلاة): الإتيان بها مقومة مجوَّدة تامة، مع المحافظة على مواقيتها.
والجمهور على أن المراد بـ(إيتاء الزكاة) هنا: الزكاة المفروضة.
وقال ابن عباس: الزكاة هنا: طاعة الله تعالى والإخلاص؛ إذ ليس لكل مؤمن مال.
وقوله تعالى: ﴿ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ تعليل لما قبله؛ أي: يخشون عقوبة الله يوم القيامة
الذي تتحوَّل فيه قلوب الكفار فتبلغ الحناجر، وتتحول فيه أبصار أعداء الله فتعمى أو تتحير.
واللام في قوله: ﴿ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ للعاقبة؛ أي: فكأن لهم في هذا اليوم الحسنى وزيادة.
وقوله: ﴿وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ تذييل لتقرير ما قبله، وإشارة إلى أن عطاءه كثير جدًّا.
الأحكام:
1 - الحض على بناء المساجد.
2 - يجب تطهيرها وصيانتها من النجاسات.
3 - وجوب صلاة الجماعة.
4 - الرد على مَن زعم أنه لا ينبغي أن يكونَ سبب العبادة الخوف من النار.
5 - لا تجب الجماعة على النساء.
- الشيخ عبد القادر شيبة الحمد.