المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النابغة الذبياني


رحيل المشاعر
10-19-2021, 04:20 AM
https://www.aldiwan.net/images/profile/poet-nabgh-alzpiani.jpg

يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ


أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ


وَقَفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها


عَيَّت جَواباً وَما بِالرَبعِ مِن أَحَدِ


إِلّا الأَوارِيَّ لَأياً ما أُبَيِّنُها


وَالنُؤيَ كَالحَوضِ بِالمَظلومَةِ الجَلَدِ


رَدَّت عَلَيهِ أَقاصيهِ وَلَبَّدَهُ


ضَربُ الوَليدَةِ بِالمِسحاةِ في الثَأَدِ


خَلَّت سَبيلَ أَتِيٍّ كانَ يَحبِسُهُ


وَرَفَّعَتهُ إِلى السَجفَينِ فَالنَضَدِ


أَمسَت خَلاءً وَأَمسى أَهلُها اِحتَمَلوا


أَخنى عَلَيها الَّذي أَخنى عَلى لُبَدِ


فَعَدِّ عَمّا تَرى إِذ لا اِرتِجاعَ لَهُ


وَاِنمِ القُتودَ عَلى عَيرانَةٍ أُجُدِ


مَقذوفَةٍ بِدَخيسِ النَحضِ بازِلُها


لَهُ صَريفٌ صَريفُ القَعوِ بِالمَسَدِ


كَأَنَّ رَحلي وَقَد زالَ النَهارُ بِنا


يَومَ الجَليلِ عَلى مُستَأنِسٍ وَحِدِ


مِن وَحشِ وَجرَةَ مَوشِيٍّ أَكارِعُهُ


طاوي المُصَيرِ كَسَيفِ الصَيقَلِ الفَرَدِ


سَرَت عَلَيهِ مِنَ الجَوزاءِ سارِيَةٌ


تُزجي الشَمالُ عَلَيهِ جامِدَ البَرَدِ


فَاِرتاعَ مِن صَوتِ كَلّابٍ فَباتَ لَهُ


طَوعَ الشَوامِتِ مِن خَوفٍ وَمِن صَرَدِ


فَبَثَّهُنَّ عَلَيهِ وَاِستَمَرَّ بِهِ


صُمعُ الكُعوبِ بَريئاتٌ مِنَ الحَرَدِ


وَكانَ ضُمرانُ مِنهُ حَيثُ يوزِعُهُ


طَعنَ المُعارِكِ عِندَ المُحجَرِ النَجُدِ


شَكَّ الفَريصَةَ بِالمِدرى فَأَنقَذَها


طَعنَ المُبَيطِرِ إِذ يَشفي مِنَ العَضَدِ


كَأَنَّهُ خارِجاً مِن جَنبِ صَفحَتِهِ


سَفّودُ شَربٍ نَسوهُ عِندَ مُفتَأَدِ


فَظَلَّ يَعجُمُ أَعلى الرَوقِ مُنقَبِضاً


في حالِكِ اللَونِ صَدقٍ غَيرِ ذي أَوَدِ


لَمّا رَأى واشِقٌ إِقعاصَ صاحِبِهِ


وَلا سَبيلَ إِلى عَقلٍ وَلا قَوَدِ


قالَت لَهُ النَفسُ إِنّي لا أَرى طَمَعاً


وَإِنَّ مَولاكَ لَم يَسلَم وَلَم يَصِدِ


فَتِلكَ تُبلِغُني النُعمانَ إِنَّ لَهُ


فَضلاً عَلى الناسِ في الأَدنى وَفي البَعَدِ


وَلا أَرى فاعِلاً في الناسِ يُشبِهُهُ


وَلا أُحاشي مِنَ الأَقوامِ مِن أَحَدِ


إِلّا سُلَيمانُ إِذ قالَ الإِلَهُ لَهُ


قُم في البَرِيَّةِ فَاِحدُدها عَنِ الفَنَدِ


وَشَيِّسِ الجِنَّ إِنّي قَد أَذِنتُ لَهُم


يَبنونَ تَدمُرَ بِالصُفّاحِ وَالعَمَدِ


فَمَن أَطاعَكَ فَاِنفَعهُ بِطاعَتِهِ


كَما أَطاعَكَ وَاِدلُلهُ عَلى الرَشَدِ


وَمَن عَصاكَ فَعاقِبهُ مُعاقَبَةً


تَنهى الظَلومَ وَلا تَقعُد عَلى ضَمَدِ


إِلّا لِمِثلِكَ أَو مَن أَنتَ سابِقُهُ


سَبقَ الجَوادَ إِذا اِستَولى عَلى الأَمَدِ


أَعطى لِفارِهَةٍ حُلوٍ تَوابِعُها


مِنَ المَواهِبِ لا تُعطى عَلى نَكَدِ


الواهِبُ المِئَةَ المَعكاءَ زَيَّنَها


سَعدانُ توضِحَ في أَوبارِها اللِبَدِ


وَالأُدمَ قَد خُيِّسَت فُتلاً مَرافِقُها


مَشدودَةً بِرِحالِ الحيرَةِ الجُدُدِ


وَالراكِضاتِ ذُيولَ الرَيطِ فانَقَها


بَردُ الهَواجِرِ كَالغِزلانِ بِالجَرَدِ


وَالخَيلَ تَمزَعُ غَرباً في أَعِنَّتِها


كَالطَيرِ تَنجو مِنَ الشُؤبوبِ ذي البَرَدِ


اِحكُم كَحُكمِ فَتاةِ الحَيِّ إِذ نَظَرَت


إِلى حَمامِ شِراعٍ وارِدِ الثَمَدِ


يَحُفُّهُ جانِبا نيقٍ وَتُتبِعُهُ


مِثلَ الزُجاجَةِ لَم تُكحَل مِنَ الرَمَدِ


قالَت أَلا لَيتَما هَذا الحَمامُ لَنا


إِلى حَمامَتِنا وَنِصفُهُ فَقَدِ


فَحَسَّبوهُ فَأَلفَوهُ كَما حَسَبَت


تِسعاً وَتِسعينَ لَم تَنقُص وَلَم تَزِدِ


فَكَمَّلَت مِئَةً فيها حَمامَتُها


وَأَسرَعَت حِسبَةً في ذَلِكَ العَدَدِ


فَلا لَعَمرُ الَّذي مَسَّحتُ كَعبَتَهُ


وَما هُريقَ عَلى الأَنصابِ مِن جَسَدِ


وَالمُؤمِنِ العائِذاتِ الطَيرِ تَمسَحُها


رُكبانُ مَكَّةَ بَينَ الغَيلِ وَالسَعَدِ


ما قُلتُ مِن سَيِّئٍ مِمّا أَتَيتَ بِهِ


إِذاً فَلا رَفَعَت سَوطي إِلَيَّ يَدي


إِلّا مَقالَةَ أَقوامٍ شَقيتُ بِها


كانَت مَقالَتُهُم قَرعاً عَلى الكَبِدِ


إِذاً فَعاقَبَني رَبّي مُعاقَبَةً


قَرَّت بِها عَينُ مَن يَأتيكَ بِالفَنَدِ


أُنبِئتُ أَنَّ أَبا قابوسَ أَوعَدَني


وَلا قَرارَ عَلى زَأرٍ مِنَ الأَسَدِ


مَهلاً فِداءٌ لَكَ الأَقوامُ كُلُّهُمُ


وَما أُثَمَّرُ مِن مالٍ وَمِن وَلَدِ


لا تَقذِفَنّي بِرُكنٍ لا كِفاءَ لَهُ


وَإِن تَأَثَّفَكَ الأَعداءُ بِالرِفَدِ


فَما الفُراتُ إِذا هَبَّ الرِياحُ لَهُ


تَرمي أَواذِيُّهُ العِبرَينِ بِالزَبَدِ


يَمُدُّهُ كُلُّ وادٍ مُترَعٍ لَجِبٍ


فيهِ رِكامٌ مِنَ اليَنبوتِ وَالخَضَدِ


يَظَلُ مِن خَوفِهِ المَلّاحُ مُعتَصِماً


بِالخَيزُرانَةِ بَعدَ الأَينِ وَالنَجَدِ


يَوماً بِأَجوَدَ مِنهُ سَيبَ نافِلَةٍ


وَلا يَحولُ عَطاءُ اليَومِ دونَ غَدِ


هَذا الثَناءُ فَإِن تَسمَع بِهِ حَسَناً


فَلَم أُعَرِّض أَبَيتَ اللَعنَ بِالصَفَدِ


ها إِنَّ ذي عِذرَةٌ إِلّا تَكُن نَفَعَت


فَإِنَّ صاحِبَها مُشارِكُ النَكَدِ

عطري وجودك
10-19-2021, 07:52 AM
سلمت أناملك على الطرح المميّز
ويعطيك العافية على المجهود المبذول
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعك
لك تحياتي وفائق شكري
ولك كل الود

جنون الحرف
10-19-2021, 08:09 AM
نقل مميز وجهد مبدع وعطاء مستمر
سلمت يمينك على ما بذلت كل الشكر لك

ولد الذيب
10-19-2021, 03:46 PM
عافااك الله على الطرح الرااااائع والجميل :137:






:136:




اعتدنا منك المميز والإبداع دائماً ونتطلع لجديدك :81:

هيبة مشاعر
10-20-2021, 01:11 PM
كل الشكــر لك علي مجهودك
دآم تميــــزك ...

aksGin
10-20-2021, 07:32 PM
مترف بتميز....:107:
أبداع في أبداع دمت وهجآ ق

صاحبة السمو
10-21-2021, 02:27 PM
طرح قمه الروعه في والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر

خلود المشاعر
10-22-2021, 11:12 AM
طرح في غاية الروعة
سلمت على رووووعة ماقدمت
والله يعطيك العافيه
تقديري واحترامي

شموع الحب
10-22-2021, 11:00 PM
سلمت كفوفك
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح

القيصر
10-25-2021, 11:20 AM
سلمت يداك على الطرح الجميل
ننتظر القادم ب شوق
تحيتي

خياط
11-09-2021, 12:49 AM
,‘*
أختيااار أكـثر من رااائـع ’
وُجودك لـه وآقعٌ مُختلف / وكله تميز ..
شُكراً تمتد عميقاً وتنتشي لك بالورد
|‘,:118: