المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فصل في الفرق بين الأمور الكونية والأمور الشرعية


أشراقة القمر
08-14-2021, 10:19 PM
كان لم يأمر به ولا يحبه ولا يثيب أصحابه، ولا يجعلهم من أوليائه المتقين، وبين الديني الذي أمر به وشرعه وأثاب عليه وأكرمهم، وجعلهم من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وجنده الغالبين؛ وهذا من أعظم الفروق التي يفرق بها بين أولياء الله وأعدائه، فمن استعمله الرب سبحانه وتعالى فيما يحبه ويرضاه ومات على ذلك كان من أوليائه، ومن كان عمله فيما يبغضه الرب ويكرهه ومات على ذلك كان من أعدائه‏. ‏‏ فـ‏[‏الإرادة الكونية‏]‏ هي مشيئته لما خلقه وجميع المخلوقات داخلة في مشيئته وإرادته الكونية، والإرادة الدينية هي المتضمنة لمحبته ورضاه المتناولة لما أمر به وجعله شرعاً وديناً‏.‏
وهذه مختصة بالإيمان والعمل الصالح،

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء‏}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 125‏]‏،
وقال نوح عليه السلام لقومه‏:‏ ‏{‏‏وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ‏}‏‏ ‏[‏هود‏:‏ 34‏]‏،
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ‏}‏‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 11‏]‏،
وقال تعالى في الثانية‏:‏ ‏{‏‏وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏
وقال في آية الطهارة‏:‏ ‏{‏‏مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏}‏‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 6‏]‏
ولما ذكر ما أحله وما حرمه من النكاح قال‏:‏ ‏{‏‏يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 26- 28‏]‏
وقال لما ذكر ما أمر به أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نهاهم عنه‏:‏ ‏
{‏‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً‏}‏‏ ‏[‏ الأحزاب‏:‏ 33 ‏]‏‏.‏
والمعنى أنه أمركم بما يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، فمن أطاع أمره كان مطهراً قد أذهب عنه الرجس بخلاف من عصاه‏.

عين الثريا
08-15-2021, 08:23 AM
بوركتي اختي وبورك نقلك ولا عدمنا روائعك
وجزاك الله خير
تقديري



https://2img.net/h/smiles.al-wed.com/smiles/65/f3.gif

ولد الذيب
08-15-2021, 03:16 PM
عافااك الله على الطرح الرااااائع والجميل :137:






:136:




اعتدنا منك المميز والإبداع دائماً ونتطلع لجديدك :81:

شموع الحب
08-15-2021, 04:22 PM
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

صافي الود
08-16-2021, 07:16 AM
موضوع متألق باختيارك
وقيم بالمعنى
وفقك الله ورعاك لما يحب ويرضى
وجزاك خير وجعله في ميزان حسناتك
لقلبك الفرح والسرور

جنون الحرف
08-16-2021, 06:46 PM
جزاك الله خير الجزاء
وكتب الله أجرك في الدارين

رحيل المشاعر
08-16-2021, 10:11 PM
جزاك الله خير وكتب اجرك
ورفع قدرك

صاحبة السمو
08-17-2021, 01:47 AM
جزيت خير الجزاء
على ماخطه لنا قلمك من طرح قيم
وجعله المولى في موازين حسناتك

خياط
08-19-2021, 04:48 AM
بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك

المحبوب
08-23-2021, 09:45 PM
جزاك الله الف خيررر

حنو
09-02-2021, 02:22 AM
جزاك الله خير ....
جعله بميزان حسناتكـ
دمت بحفظ الباري ...
https://up6.cc/08/162894476959571.gif