المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث النواس: "البر حسن الخلق"


صاحبة السمو
08-05-2021, 12:09 PM
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البِرُّ حُسنُ الخلُق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهتَ أن يَطَّلِعَ عليه الناس))؛ رواه مسلم.


♦ وعن وابصة بن معبدٍ رضي الله عنه قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((جئتَ تسألُ عن البر؟))، قلتُ: نعم، قال: ((استفتِ قلبك، البرُّ: ما اطمأنَّتْ إليه النفس، واطمأنَّ إليه القلب، والإثم: ما حاك في النفس، وتَردَّدَ في الصدر، وإنْ أفتاك الناسُ وأفتَوْك))؛ حديث حسن، رواه أحمد والدارمي في مسنديهما.



قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف الحافظ النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب الورع وترك الشبهات: عن النواس بن سمعان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البرُّ حُسنُ الخلُق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهتَ أن يطَّلع عليه الناس)).

فقوله عليه الصلاة والسلام: ((البرُّ حسنُ الخلق)) يعني أن حسن الخلق من البرِّ الداخل في قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2]، وحسنُ الخلق يكون في عبادة الله، ويكون في معاملة عباد الله.

فحسن الخلق في عبادة الله: أن يتلقَّى الإنسان أوامر الله بصدر منشرح، ونفسٍ مطمئنَّة، ويفعل ذلك بانقياد تام، بدون تردُّدٍ، وبدون شك، وبدون تسخُّط، يؤدي الصلاة مع الجماعة منقادًا لذلك، يتوضأ في أيام البرد منقادًا لذلك، يتصدق بالزكاة من ماله منقادًا لذلك، يصوم رمضان منقادًا لذلك، يحج منقادًا لذلك.

وأما في معاملة الناس، فأن يقوم ببرِّ الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والنصح بالمعاملة وغير هذا، وهو منشرح الصدر، واسع البال، لا يضيق بذلك ذرعًا، ولا يتضجر منه، فإذا علمتَ من نفسك أنك في هذه الحال، فإنك من أهل البرِّ.

أما الإثم، فهو أن الإنسان يتردد في الشيء، ويشكُّ فيه، ولا ترتاح له نفسه، وهذا فيمن نفسُه مطمئنةٌ راضية بشرع الله.

وأما أهل الفسوق والفجور، فإنهم لا يترددون في الآثام، تجد الإنسان منهم يفعل المعصية منشرحًا بها صدره والعياذ بالله، لا يبالي بذلك، لكن صاحب الخير الذي وُفِّق للبرِّ هو الذي يتردد الشيء في نفسه، ولا تطمئنُّ إليه، ويحيك في صدره، فهذا هو الإثم.

وموقف الإنسان من هذا أن يدعه، وأن يتركه إلى شيء تطمئنُّ إليه نفسُه، ولا يكون في صدره حرجٌ منه، وهذا هو الورع؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((وإنْ أفتاك الناس وأفتَوْك))، حتى لو أفتاك مفتٍ بأن هذا جائز، ولكن نفسك لم تطمئنَّ ولم تنشرح إليه فدَعْه، فإن هذا من الخير والبر.

إلا إذا علمتَ أن في نفسك مرضًا من الوسواس والشك والتردُّدِ فيما أحَلَّ الله، فلا تلتفت لهذا، والنبي عليه الصلاة والسلام إنما يخاطب الناس، أو يتكلم على الوجه الذي ليس فيه أمراض؛ أي: ليس في قلب صاحبه مرضٌ، فإن البر هو ما اطمأنَّتْ إليه نفسه، والإثم ما حاك في صدره وكره أن يطَّلع عليه الناس، والله الموفق.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 497- 499)

المحبوب
08-05-2021, 10:48 PM
جزاك الله الف خيررر

عين الثريا
08-06-2021, 07:55 AM
سرد عطر بارك الله فيك
وجزاك الله خير

ولد الذيب
08-06-2021, 11:52 AM
عافااك الله على الطرح الرااااائع والجميل :137:






:136:




اعتدنا منك المميز والإبداع دائماً ونتطلع لجديدك :81:

بحـر
08-06-2021, 01:22 PM
اثَآبك الله الأجْر
دُمتي بخير .

هيبة مشاعر
08-06-2021, 01:47 PM
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1628245648832.gif (http://www.tra-sh.com/up/)

خياط
08-06-2021, 01:51 PM
بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك

حنو
08-06-2021, 11:47 PM
جزاك الله خير

وجعله بميزان حسناتك

دمت بحفظ الباري

http://i029.radikal.ru/1003/42/fe833828a88f.png

جنون الحرف
08-07-2021, 09:42 PM
جزاك الله خير الجزاء
على ماقدمت

الجنرال
08-08-2021, 08:41 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري

سمية
08-09-2021, 12:23 PM
جَملْ الله قَلبكْ بِنوٌرْ الَإيمَآنْ..
وُمتعكْ بِروٌعةُ الجِنَآنْ
وُكتبَ لَك الَأجرْ وٌالثوُآبْ
*
لِـ رُوحكْ عَبقِ اليَآسَمينُ

شموع الحب
08-10-2021, 12:04 PM
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ
وُ جعلكّ مُباركة حيثُ كُنت