شموع الحب
07-04-2021, 07:14 PM
عن عبدالله بن عتبة بن مسعود قال: سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول:
((إن ناسًا كانوا يُؤخَذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحيَ قد انقطَع
وإنما نأخُذُكم الآن بما ظهَرَ لنا من أعمالكم، فمَن أظهَرَ لنا خيرًا، أَمِنَّاهُ وقرَّبْناه، وليس لنا
من سريرته شيء، الله يحاسِبه في سريرته، ومَن أظهَرَ لنا سوءًا، لم نَأمَنْه، ولم نُصدِّقْه وإن قال:
إن سريرتَه حسنة))؛ رواه البخاري.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف فيما نقله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من رواية عبدالله بن عتبة بن مسعود -
عمُّه عبدُالله بن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه -: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
إنَّا نعلم يعني عمَّن أسَرَّ سريرة باطلة في وقت الوحي بما بنزل من الوحي؛ لأن أناسًا في عهد الرسول
عليه الصلاة والسلام كانوا منافقين يُظهِرون الخير ويُبطِنون الشر، ولكن الله تعالى كان يفضحهم بما ينزل
من الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم، يفضحهم لا بأسمائهم، ولكن بأوصافهم التي تحدِّد أعيانَهم.
والحكمة من ذِكرِهم بالأوصاف دون الأعيان: أن ذلك يكون للعموم، يعني لكل من اتصَف
بهذه الصفات؛ مثل قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ
مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ
إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ [التوبة: 75 - 77].
ومثل قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴾ [التوبة: 58].
ومثل قوله: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ
إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [التوبة: 79].
وهذا كثير في سورة التوبة، التي سماها بعض السلف: الفاضحة؛ لأنها فضَحَت المنافقين.
لكن لما انقطع الوحيُ صار الناس لا يعلمون مَن المنافقُ؛ لأن النفاق في القلب والعياذ بالله.
يقول رضي الله عنه: مَن أظهَرَ لنا خيرًا، أخذناه بما أظهر لنا، وإنْ أسَرَّ سريرة، يعني سيئة، ومَن أظهَرَ
لنا شرًّا، فإننا نأخذه بشرِّه ولو أضمر ضميرةً طيِّبة؛ لأننا نحن لا نُكلَّفُ إلا بالظاهر
وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى علينا ألا نحكُمَ إلا بالظاهر؛ لأن الحكم على الباطن
من الأمور الشاقَّة، والله عز وجل لا يكلِّف نفسًا إلا وُسعَها.
فمَن أبدى خيرًا، عامَلْناه بخيره الذي أبداه لنا، ومن أبدى شرًّا، عاملناه بشرِّه الذي أبداه لنا
وليس لنا من نيته مسؤولية، النيةُ موكولة إلى ربِّ العالمين عز وجل، الذي يعلم ما تُوَسوِس به نفسُ الإنسان.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 282- 284)
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
((إن ناسًا كانوا يُؤخَذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحيَ قد انقطَع
وإنما نأخُذُكم الآن بما ظهَرَ لنا من أعمالكم، فمَن أظهَرَ لنا خيرًا، أَمِنَّاهُ وقرَّبْناه، وليس لنا
من سريرته شيء، الله يحاسِبه في سريرته، ومَن أظهَرَ لنا سوءًا، لم نَأمَنْه، ولم نُصدِّقْه وإن قال:
إن سريرتَه حسنة))؛ رواه البخاري.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف فيما نقله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من رواية عبدالله بن عتبة بن مسعود -
عمُّه عبدُالله بن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه -: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
إنَّا نعلم يعني عمَّن أسَرَّ سريرة باطلة في وقت الوحي بما بنزل من الوحي؛ لأن أناسًا في عهد الرسول
عليه الصلاة والسلام كانوا منافقين يُظهِرون الخير ويُبطِنون الشر، ولكن الله تعالى كان يفضحهم بما ينزل
من الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم، يفضحهم لا بأسمائهم، ولكن بأوصافهم التي تحدِّد أعيانَهم.
والحكمة من ذِكرِهم بالأوصاف دون الأعيان: أن ذلك يكون للعموم، يعني لكل من اتصَف
بهذه الصفات؛ مثل قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ
مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ
إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ [التوبة: 75 - 77].
ومثل قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴾ [التوبة: 58].
ومثل قوله: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ
إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [التوبة: 79].
وهذا كثير في سورة التوبة، التي سماها بعض السلف: الفاضحة؛ لأنها فضَحَت المنافقين.
لكن لما انقطع الوحيُ صار الناس لا يعلمون مَن المنافقُ؛ لأن النفاق في القلب والعياذ بالله.
يقول رضي الله عنه: مَن أظهَرَ لنا خيرًا، أخذناه بما أظهر لنا، وإنْ أسَرَّ سريرة، يعني سيئة، ومَن أظهَرَ
لنا شرًّا، فإننا نأخذه بشرِّه ولو أضمر ضميرةً طيِّبة؛ لأننا نحن لا نُكلَّفُ إلا بالظاهر
وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى علينا ألا نحكُمَ إلا بالظاهر؛ لأن الحكم على الباطن
من الأمور الشاقَّة، والله عز وجل لا يكلِّف نفسًا إلا وُسعَها.
فمَن أبدى خيرًا، عامَلْناه بخيره الذي أبداه لنا، ومن أبدى شرًّا، عاملناه بشرِّه الذي أبداه لنا
وليس لنا من نيته مسؤولية، النيةُ موكولة إلى ربِّ العالمين عز وجل، الذي يعلم ما تُوَسوِس به نفسُ الإنسان.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 282- 284)
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.