شموع الحب
06-30-2021, 06:33 PM
إضاءات دعوية مع نبي الله عيسى عليه السلام (3)
(من قصة المائدة)
3- ربنا أنزل علينا مائدة من السماء:
يقول تعالى عن عيسى عليه السلام: ﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا
مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [المائدة: 114].
عندما طلب الحواريون من عيسى عليه السلام أن يطلب من ربه أن ينزل مائدة من
السماء استجاب لهم، فدعا ربه أن ينزل عليهم مائدة من السماء تكون لهم عيداً،
أي يكون وقت نزولها عيداً وموسماً يتذكرون به هذه الآية العظيمة ولا ينسونها
مع مَرِّ السنين، فطلب عيسى عليه السلام نزول المائدة لمصلحة دينية وهي أن
تكون آية باقية، ومصلحة دنيوية تكون رزقاً لهم.
من الإضاءات الدعوية:
1- عندما دعا عيسى عليه السلام ربه لم يكتفِ بقوله: (اللهم) بل زاد عليها قوله:
(ربنا)، فجمع في الدعاء بين الألوهية والربوبية، جمع بين النِّداء باسم الذَّات وهو
اسم الله وهو الجامع لصفات الجلال، والنِّداء بوصف الربوبية[1]، ولو نظرنا إلى دعاء
الأنبياء جميعا لرأينا كثيراً من دعائهم بدأ بقول: ربنا، رب[2]، وهذا يدل على تذلل
العبد لربه مهما كانت منزلته وقدره، والرَّب هو الذي يُربِّي عباده بالتدبير وأصناف
النعم، ويُربِّي أصفياءه وعباده الصالحين بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم،
ولهذا كثر دعاء الأنبياء بهذا الاسم العظيم لأنهم يطلبون منه التربية الخاصة.
[1] ذكر ابن القيم -رحمه الله- تعليقاً على جمع عيسى عليه السلام في دعائه بين
"اللهم" و"ربنا" فقال: "فذكر الأمرين ولم يجيء في القرآن سواه، ولا رأيت أحدا
تعرض لهذا ولا نبه عليه، سر عجيب دال على كمال معرفة المسيح بربه وتعظيمه
له، فإن هذا السؤال كان عقيب سؤال قومه له: ﴿ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا
مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ﴾ [المائدة: 112]، فخوفهم الله وأعلمهم أن هذا مما لا يليق أن
يسأل عنه، وأن الإيمان يرده، فلما ألحوا في الطلب وخاف المسيح أن يداخلهم
الشك إن لم يجابوا إلى ما سألوا بدأ في السؤال باسم {اللهم}.." بدائع الفوائد (
2 /193).
[2] وقد سبق الحديث عن ذلك عند ذكر إبراهيم عليه السلام.
(من قصة المائدة)
3- ربنا أنزل علينا مائدة من السماء:
يقول تعالى عن عيسى عليه السلام: ﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا
مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [المائدة: 114].
عندما طلب الحواريون من عيسى عليه السلام أن يطلب من ربه أن ينزل مائدة من
السماء استجاب لهم، فدعا ربه أن ينزل عليهم مائدة من السماء تكون لهم عيداً،
أي يكون وقت نزولها عيداً وموسماً يتذكرون به هذه الآية العظيمة ولا ينسونها
مع مَرِّ السنين، فطلب عيسى عليه السلام نزول المائدة لمصلحة دينية وهي أن
تكون آية باقية، ومصلحة دنيوية تكون رزقاً لهم.
من الإضاءات الدعوية:
1- عندما دعا عيسى عليه السلام ربه لم يكتفِ بقوله: (اللهم) بل زاد عليها قوله:
(ربنا)، فجمع في الدعاء بين الألوهية والربوبية، جمع بين النِّداء باسم الذَّات وهو
اسم الله وهو الجامع لصفات الجلال، والنِّداء بوصف الربوبية[1]، ولو نظرنا إلى دعاء
الأنبياء جميعا لرأينا كثيراً من دعائهم بدأ بقول: ربنا، رب[2]، وهذا يدل على تذلل
العبد لربه مهما كانت منزلته وقدره، والرَّب هو الذي يُربِّي عباده بالتدبير وأصناف
النعم، ويُربِّي أصفياءه وعباده الصالحين بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم،
ولهذا كثر دعاء الأنبياء بهذا الاسم العظيم لأنهم يطلبون منه التربية الخاصة.
[1] ذكر ابن القيم -رحمه الله- تعليقاً على جمع عيسى عليه السلام في دعائه بين
"اللهم" و"ربنا" فقال: "فذكر الأمرين ولم يجيء في القرآن سواه، ولا رأيت أحدا
تعرض لهذا ولا نبه عليه، سر عجيب دال على كمال معرفة المسيح بربه وتعظيمه
له، فإن هذا السؤال كان عقيب سؤال قومه له: ﴿ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا
مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ﴾ [المائدة: 112]، فخوفهم الله وأعلمهم أن هذا مما لا يليق أن
يسأل عنه، وأن الإيمان يرده، فلما ألحوا في الطلب وخاف المسيح أن يداخلهم
الشك إن لم يجابوا إلى ما سألوا بدأ في السؤال باسم {اللهم}.." بدائع الفوائد (
2 /193).
[2] وقد سبق الحديث عن ذلك عند ذكر إبراهيم عليه السلام.