رحيل المشاعر
03-04-2021, 12:38 AM
من الصفات الوجدانية والسلوكية للمعلم
الإخلاص
د. طه فارس
لا شك أن الإخلاص هو روح الأعمال وسِرُّ قبولها عند الله تعالى، وقد كان العلماء على مَرِّ الأزمنة والعصور يتحَرَّون الإخلاصَ في أعمالهم وأقوالهم، مستحضرين حديثَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"[1].
فلا بُدَّ للمعلِّم من أن يكون مُخلِصَاً في قولِه وعملِه ونيتِه، في سِرِّهِ وعلانيتِهِ، وأن يَتَجَرَّدَ عن مصالحه الشخصية الضيِّقة.
ومعنى ذلك: أن يجعل رضا الله تعالى، والوصولَ إلى الحقِّ ونشره، وتنشئةَ الطلبة عليه أسمى غاياته، فهو الذي يعلم السِّرَّ وأخفى، ولا يَخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء[2].
والإخلاص يستلزم منَ المُعلِّم أن يبذلَ قُصَارَى جهدِهِ لإفهام الطُّلاب، وأن لا يبخل عليهم بإسداء النُّصحِ ومَنحِ الفوائد العلميَّة والعمليَّةِ، كما يستلزم منه أن يبذل جهْدَهُ للإحاطة بمختلف الجوانب التربويَّة والتَّعليميَّة، التي تجعل منه معلِّماً ناجِحَاً، وأن لا يضيعَ وقت الدَّرسِ بأمور تافهة لا علاقة لها بما يقوم بتدريسه.
ومن صور إخلاص المعلِّم أن لا يدخل مع إخوانه المعلِّمين في جدل عقيم، يدفعه إلى التعصب برأيه بدون دليل، فيسود فيما بينهم التَّحاسدُ والغُرُورُ والأَثَرَةُ، مكانَ المحبَّةِ والتَّواضعِ والإيثارِ للحقِّ على الهَوى.
ولعلَّ من أسوأ صور عدمِ الإخلاص: أن يُقَصِّر المُعلِّمُ في الشَّرح وإفهام الطلبة ليلجئهم إلى الدروس الخصوصيَّة، أو يضيعَ وقت الحصَّةِ بالأمور التافِهَةِ، لعدم تحضيره واستعداداه.
[1] أخرجه البخاري في بدء الوحي برق، ومسلم في الإمارة برقم 1907.
[2] قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [ آل عمران: 29]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى..."، أخرجه البخار /3 برق؛ ومسلم 3 /1515 برقم 1907.
الإخلاص
د. طه فارس
لا شك أن الإخلاص هو روح الأعمال وسِرُّ قبولها عند الله تعالى، وقد كان العلماء على مَرِّ الأزمنة والعصور يتحَرَّون الإخلاصَ في أعمالهم وأقوالهم، مستحضرين حديثَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"[1].
فلا بُدَّ للمعلِّم من أن يكون مُخلِصَاً في قولِه وعملِه ونيتِه، في سِرِّهِ وعلانيتِهِ، وأن يَتَجَرَّدَ عن مصالحه الشخصية الضيِّقة.
ومعنى ذلك: أن يجعل رضا الله تعالى، والوصولَ إلى الحقِّ ونشره، وتنشئةَ الطلبة عليه أسمى غاياته، فهو الذي يعلم السِّرَّ وأخفى، ولا يَخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء[2].
والإخلاص يستلزم منَ المُعلِّم أن يبذلَ قُصَارَى جهدِهِ لإفهام الطُّلاب، وأن لا يبخل عليهم بإسداء النُّصحِ ومَنحِ الفوائد العلميَّة والعمليَّةِ، كما يستلزم منه أن يبذل جهْدَهُ للإحاطة بمختلف الجوانب التربويَّة والتَّعليميَّة، التي تجعل منه معلِّماً ناجِحَاً، وأن لا يضيعَ وقت الدَّرسِ بأمور تافهة لا علاقة لها بما يقوم بتدريسه.
ومن صور إخلاص المعلِّم أن لا يدخل مع إخوانه المعلِّمين في جدل عقيم، يدفعه إلى التعصب برأيه بدون دليل، فيسود فيما بينهم التَّحاسدُ والغُرُورُ والأَثَرَةُ، مكانَ المحبَّةِ والتَّواضعِ والإيثارِ للحقِّ على الهَوى.
ولعلَّ من أسوأ صور عدمِ الإخلاص: أن يُقَصِّر المُعلِّمُ في الشَّرح وإفهام الطلبة ليلجئهم إلى الدروس الخصوصيَّة، أو يضيعَ وقت الحصَّةِ بالأمور التافِهَةِ، لعدم تحضيره واستعداداه.
[1] أخرجه البخاري في بدء الوحي برق، ومسلم في الإمارة برقم 1907.
[2] قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [ آل عمران: 29]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى..."، أخرجه البخار /3 برق؛ ومسلم 3 /1515 برقم 1907.