aksGin
08-19-2020, 12:11 AM
إسلام إياس بن معاذ
قال ابن إسحاق : وحدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد
بن معاذ ، عن محمود بن لبيد ، قال : لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع
مكة ، ومعه فتية من بني عبد الأشهل ، فيهم إياس بن معاذ ، يلتمسون
الحلف من قريش على قومهم من الخزرج ، سمع بهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأتاهم ، فجلس إليهم ، فقال : " هل لكم في خير مما جئتم له
؟ " . قال : فقالوا : وما ذاك ؟ قال : " أنا رسول الله إلى العباد ، أدعوهم
إلى أن يعبدوا الله ، ولا يشركوا به شيئا ، وأنزل علي الكتاب " . ثم ذكر
لهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن . قال : فقال إياس بن معاذ ، وكان غلاما
حدثا : يا قوم ، هذا والله خير مما جئتم له . فأخذ أبو الحيسر أنس بن
رافع حفنة من تراب البطحاء ، فضرب بها وجه إياس بن معاذ ، وقال :
دعنا منك ، فلعمري لقد جئنا لغير هذا . قال : فصمت إياس ، وقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ، وانصرفوا إلى المدينة ، وكانت
وقعة بعاث بين الأوس والخزرج . قال : ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن
هلك . قال محمود [ ص: 368 ] بن لبيد : فأخبرني من حضرني من قومه
أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ، ويكبره ، ويحمده ، ويسبحه حتى مات ،
فما كانوا يشكون أنه قد مات مسلما ، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك
المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع .
قلت : كان يوم بعاث ، وبعاث موضع بالمدينة ، كانت فيه وقعة عظيمة
قتل فيها خلق من أشراف الأوس والخزرج وكبرائهم ، ولم يبق من
شيوخهم إلا القليل .
وقد روى البخاري في " صحيحه " عن عبيد بن إسماعيل ، عن أبي
أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : كان يوم بعاث يوما
قدمه الله لرسوله ، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد
افترق ملؤهم وقتلت سراتهم .
وقال أبو زرعة الرازي في كتابه " دلائل النبوة " : باب إسلام رافع بن
مالك ، ومعاذ بن عفراء ، ثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد [ ص: 369 ]
بن هانئ الشجري ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني عبيد بن يحيى ،
عن معاذ بن رفاعة بن رافع ، عن أبيه ، عن جده ، أنه خرج هو وابن
خالته معاذ ابن عفراء ، حتى قدما مكة ، فلما هبطا من الثنية ، رأيا رجلا
تحت شجرة . قال : وهذا قبل خروج الستة من الأنصار . قال : فلما
رأيناه كلمناه ، قلنا : نأتي هذا الرجل نستودعه راحلتينا حتى نطوف
بالبيت . فجئنا فسلمنا عليه تسليم أهل الجاهلية ، فرد علينا تسليم أهل
الإسلام ، وقد سمعت بالنبي . قال : فأنكرنا . فقلنا : من أنت ؟ قال : "
انزلوا " . فنزلوا فقلنا : أين هذا الرجل الذي يدعي ما يدعي ، ويقول ما
يقول ؟ قال : " أنا هو " . قلنا : فاعرض علينا الإسلام . فعرض ، وقال :
" من خلق السماوات والأرض والجبال ؟ " قلنا : خلقهن الله . قال : " من
خلقكم ؟ " قلنا : الله . قال : " فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون ؟ "
قلنا : نحن . قال : " الخالق أحق بالعبادة أو المخلوق ؟ " قلنا : الخالق .
قال : " فأنتم أحق أن تعبدكم ، وأنتم عملتموها ، والله أحق أن [ ص: 370]
تعبدوه من شيء عملتموه ، وأنا أدعو إلى عبادة الله ، وشهادة أن لا إله إلا
الله ، وأني رسول الله ، وصلة الرحم ، وترك العدوان ، وإن غضب الناس
" . فقالا : والله لو كان هذا الذي تدعو إليه باطلا ، لكان من معالي الأمور
، ومحاسن الأخلاق ، فأمسك راحلتينا حتى نأتي البيت . فجلس عنده
معاذ ابن عفراء . قال رافع : وجئت البيت فطفت ، وأخرجت سبعة قداح
، وجعلت له منها قدحا ، فاستقبلت البيت ، فقلت : اللهم إن كان ما
يدعو إليه محمد حقا فأخرج قدحه . سبع مرات ، فضربت بها سبع مرات
، فصحت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . فاجتمع
الناس علي ، وقالوا : مجنون ، رجل صبأ . فقلت : بل رجل مؤمن . ثم
جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة ، فلما رآني معاذ ابن
عفراء ، قال : لقد جئت بوجه ما ذهبت به ، رافع . فجئت وآمنت ،
وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة " يوسف " و " اقرأ باسم
ربك الذي خلق " ، ثم خرجنا راجعين إلى المدينة ، فلما كنا بالعقيق ،
قال معاذ : إني لم أطرق ليلا قط ، فبت بنا حتى نصبح . فقلت : أبيت
ومعي ما معي من الخير؟! ما كنت لأفعل . وكان رافع إذا خرج سفرا ثم
قدم عرض قومه إسناد وسياق حسن
شكرا لمتابعتكم :13:ق1
[/color][/size][/color][/size]
قال ابن إسحاق : وحدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد
بن معاذ ، عن محمود بن لبيد ، قال : لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع
مكة ، ومعه فتية من بني عبد الأشهل ، فيهم إياس بن معاذ ، يلتمسون
الحلف من قريش على قومهم من الخزرج ، سمع بهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأتاهم ، فجلس إليهم ، فقال : " هل لكم في خير مما جئتم له
؟ " . قال : فقالوا : وما ذاك ؟ قال : " أنا رسول الله إلى العباد ، أدعوهم
إلى أن يعبدوا الله ، ولا يشركوا به شيئا ، وأنزل علي الكتاب " . ثم ذكر
لهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن . قال : فقال إياس بن معاذ ، وكان غلاما
حدثا : يا قوم ، هذا والله خير مما جئتم له . فأخذ أبو الحيسر أنس بن
رافع حفنة من تراب البطحاء ، فضرب بها وجه إياس بن معاذ ، وقال :
دعنا منك ، فلعمري لقد جئنا لغير هذا . قال : فصمت إياس ، وقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ، وانصرفوا إلى المدينة ، وكانت
وقعة بعاث بين الأوس والخزرج . قال : ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن
هلك . قال محمود [ ص: 368 ] بن لبيد : فأخبرني من حضرني من قومه
أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ، ويكبره ، ويحمده ، ويسبحه حتى مات ،
فما كانوا يشكون أنه قد مات مسلما ، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك
المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع .
قلت : كان يوم بعاث ، وبعاث موضع بالمدينة ، كانت فيه وقعة عظيمة
قتل فيها خلق من أشراف الأوس والخزرج وكبرائهم ، ولم يبق من
شيوخهم إلا القليل .
وقد روى البخاري في " صحيحه " عن عبيد بن إسماعيل ، عن أبي
أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : كان يوم بعاث يوما
قدمه الله لرسوله ، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد
افترق ملؤهم وقتلت سراتهم .
وقال أبو زرعة الرازي في كتابه " دلائل النبوة " : باب إسلام رافع بن
مالك ، ومعاذ بن عفراء ، ثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد [ ص: 369 ]
بن هانئ الشجري ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني عبيد بن يحيى ،
عن معاذ بن رفاعة بن رافع ، عن أبيه ، عن جده ، أنه خرج هو وابن
خالته معاذ ابن عفراء ، حتى قدما مكة ، فلما هبطا من الثنية ، رأيا رجلا
تحت شجرة . قال : وهذا قبل خروج الستة من الأنصار . قال : فلما
رأيناه كلمناه ، قلنا : نأتي هذا الرجل نستودعه راحلتينا حتى نطوف
بالبيت . فجئنا فسلمنا عليه تسليم أهل الجاهلية ، فرد علينا تسليم أهل
الإسلام ، وقد سمعت بالنبي . قال : فأنكرنا . فقلنا : من أنت ؟ قال : "
انزلوا " . فنزلوا فقلنا : أين هذا الرجل الذي يدعي ما يدعي ، ويقول ما
يقول ؟ قال : " أنا هو " . قلنا : فاعرض علينا الإسلام . فعرض ، وقال :
" من خلق السماوات والأرض والجبال ؟ " قلنا : خلقهن الله . قال : " من
خلقكم ؟ " قلنا : الله . قال : " فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون ؟ "
قلنا : نحن . قال : " الخالق أحق بالعبادة أو المخلوق ؟ " قلنا : الخالق .
قال : " فأنتم أحق أن تعبدكم ، وأنتم عملتموها ، والله أحق أن [ ص: 370]
تعبدوه من شيء عملتموه ، وأنا أدعو إلى عبادة الله ، وشهادة أن لا إله إلا
الله ، وأني رسول الله ، وصلة الرحم ، وترك العدوان ، وإن غضب الناس
" . فقالا : والله لو كان هذا الذي تدعو إليه باطلا ، لكان من معالي الأمور
، ومحاسن الأخلاق ، فأمسك راحلتينا حتى نأتي البيت . فجلس عنده
معاذ ابن عفراء . قال رافع : وجئت البيت فطفت ، وأخرجت سبعة قداح
، وجعلت له منها قدحا ، فاستقبلت البيت ، فقلت : اللهم إن كان ما
يدعو إليه محمد حقا فأخرج قدحه . سبع مرات ، فضربت بها سبع مرات
، فصحت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . فاجتمع
الناس علي ، وقالوا : مجنون ، رجل صبأ . فقلت : بل رجل مؤمن . ثم
جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة ، فلما رآني معاذ ابن
عفراء ، قال : لقد جئت بوجه ما ذهبت به ، رافع . فجئت وآمنت ،
وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة " يوسف " و " اقرأ باسم
ربك الذي خلق " ، ثم خرجنا راجعين إلى المدينة ، فلما كنا بالعقيق ،
قال معاذ : إني لم أطرق ليلا قط ، فبت بنا حتى نصبح . فقلت : أبيت
ومعي ما معي من الخير؟! ما كنت لأفعل . وكان رافع إذا خرج سفرا ثم
قدم عرض قومه إسناد وسياق حسن
شكرا لمتابعتكم :13:ق1
[/color][/size][/color][/size]