شموع الحب
06-05-2020, 07:52 PM
,
المستقبل بين رهان التفوق ورهان البقاء
ربما تلخص هذه العبارة طبيعة التفكير في المستقبل ودراسته في الوقت الراهن.
فما زالت دراسات المستقبل تتزايد أهميتها منذ أن ظهر التفوق والهيمنة
للذين كانوا يهندسون مستقبلهم لهذه الأيام في عقود مضت.
إن الاشتغال المحموم بالمستقبل في دوائر الفكر والإستراتيجيات العالمية
هو ثمرة للجدوى التي وجدوها في التفوق الحالي.
ويحفزه من جانب آخر السلوك الصراعي التنافسي في السياسات الدولية
نحو التسابق على ممكنات القوة؛ من مصادر الطاقة والثروات الطبيعية والمواد الخام
وموارد التنمية المعرفية، والبحوث والابتكار، وإيجاد الموارد البديلة.
ذلك السباق الذي تختلف دوافعه من قوى تسعى إلى الحفاظ على البقاء
في قمة الهيمنة من خلال التفوق المستمر، وأخرى صاعدة بتسارع مرعب للمنافسين،
وثالثة تصارع من أجل البقاء بأدنى حياة.
إن التحولات والتغيرات الجذرية الكثيرة التي أصابت الحياة والإنسان والمجتمعات الغربية،
وتلك التي أثرت فيها بشكل أو بآخر قد غيرت من نماذج التفكير الإنساني
بعد الحربين العالميتين والحرب الباردة، ويعود إليها السبب الرئيس والمباشر
لتوجه عالمي وغربي نحو أساليب التفكير والتخطيط الإستراتيجي،
ومنها إلى وضع مناهج علمية وأكاديمية للدراسات المستقبلية والاستشراف
.
وفي ظل الصراع والتدافع الحالي الذي يتجه يمينياً شيئاً فشيئاً
فإنه من عبث البرهنة إثبات أن الرؤية المستقبلية المدروسة ببصيرة نافذة
هي مفتاح لنهوض الأمة الرسالية الخاتمة والموعودة بالتمكين إن هي أخذت بأسبابه.
وعلى هذا الحال فأمتنا بحاجة لاتخاذ مسار ريادي لصناعة الإستراتيجية المستقبلية،
والتي يمكن أن تحصل بإذن الله في حال الجمع بين خطين بارزين:
الأول: الإفادة من الدراسات والرؤى المستقبلية الماثلة عند الذين تقدموا فيها وبها.
الثاني: البحث في مصادرنا المعصومة وتراثنا عن مذخور معرفي يتجاوز الثغرات المنهجية
حول المنظورات المستقبلية التي لا ينكرها أهل هذا الشأن.
ولئن كانت بقية لحديثنا ستكون عن المسار الثاني الذي ما زال أرضاً بكراً،
فإنه لا بد من لمحة وجيزة حول المنجز العلمي في الدراسات المستقبلية المعاصرة،
ومعرفة أين وصلت وما الذي ينقصها؟
~
المستقبل بين رهان التفوق ورهان البقاء
ربما تلخص هذه العبارة طبيعة التفكير في المستقبل ودراسته في الوقت الراهن.
فما زالت دراسات المستقبل تتزايد أهميتها منذ أن ظهر التفوق والهيمنة
للذين كانوا يهندسون مستقبلهم لهذه الأيام في عقود مضت.
إن الاشتغال المحموم بالمستقبل في دوائر الفكر والإستراتيجيات العالمية
هو ثمرة للجدوى التي وجدوها في التفوق الحالي.
ويحفزه من جانب آخر السلوك الصراعي التنافسي في السياسات الدولية
نحو التسابق على ممكنات القوة؛ من مصادر الطاقة والثروات الطبيعية والمواد الخام
وموارد التنمية المعرفية، والبحوث والابتكار، وإيجاد الموارد البديلة.
ذلك السباق الذي تختلف دوافعه من قوى تسعى إلى الحفاظ على البقاء
في قمة الهيمنة من خلال التفوق المستمر، وأخرى صاعدة بتسارع مرعب للمنافسين،
وثالثة تصارع من أجل البقاء بأدنى حياة.
إن التحولات والتغيرات الجذرية الكثيرة التي أصابت الحياة والإنسان والمجتمعات الغربية،
وتلك التي أثرت فيها بشكل أو بآخر قد غيرت من نماذج التفكير الإنساني
بعد الحربين العالميتين والحرب الباردة، ويعود إليها السبب الرئيس والمباشر
لتوجه عالمي وغربي نحو أساليب التفكير والتخطيط الإستراتيجي،
ومنها إلى وضع مناهج علمية وأكاديمية للدراسات المستقبلية والاستشراف
.
وفي ظل الصراع والتدافع الحالي الذي يتجه يمينياً شيئاً فشيئاً
فإنه من عبث البرهنة إثبات أن الرؤية المستقبلية المدروسة ببصيرة نافذة
هي مفتاح لنهوض الأمة الرسالية الخاتمة والموعودة بالتمكين إن هي أخذت بأسبابه.
وعلى هذا الحال فأمتنا بحاجة لاتخاذ مسار ريادي لصناعة الإستراتيجية المستقبلية،
والتي يمكن أن تحصل بإذن الله في حال الجمع بين خطين بارزين:
الأول: الإفادة من الدراسات والرؤى المستقبلية الماثلة عند الذين تقدموا فيها وبها.
الثاني: البحث في مصادرنا المعصومة وتراثنا عن مذخور معرفي يتجاوز الثغرات المنهجية
حول المنظورات المستقبلية التي لا ينكرها أهل هذا الشأن.
ولئن كانت بقية لحديثنا ستكون عن المسار الثاني الذي ما زال أرضاً بكراً،
فإنه لا بد من لمحة وجيزة حول المنجز العلمي في الدراسات المستقبلية المعاصرة،
ومعرفة أين وصلت وما الذي ينقصها؟
~