شموع الحب
05-30-2020, 12:50 AM
,
• فرَّ من الشوارعِ المزدحمة، والصراعات الصادمة، والأنفاق العاتمة، والجاً مكتبتَه،
وجالساً على أريكة منزله، متأملا وقارئاً، ومستشرفاً قضايا وأحداث ، لا زالت شغلُه
الشاغل، وهمُّه المتصاعد ..! وخلوتُ للفكر الجميل فهالَني.... أنداؤهُ في لذة ومَسيلِ...!
• وجميلٌ أن تخلو بنفسك ، وتُعملَ العقل في مصيرك وعملك، وتتأمل ملكوتَ السموات
والأرض، وحُسن ما أودعه الله فينا وفي خلقه وفي كونه ( وفِي الأرض آياتٌ للموقنين .
وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) سورة الذاريات . وقد قيل: إن اللحظة الصادقة تكمن في
الخلوة بالنفس، والدخول في أسرارها ..!
• لقد حان الوقت.. وقد نضجتَ عمرًا وعقلًا، أن تعتزل ضجيج الحياة الاجتماعية قليلا،
وتتفرغ لإسعاد العقل، وإنماء الفكر، بمنحه مجالاته، وضخ أنسامه، وفتح مساراته ،
ليحدثك في همس وخفاء، ويذكرك ذِكر َالوعظ والاعتبار .
• فقد جرّتنا الدنيا إلى مناكبها، وألهمتنا ملاذها، وبتنا في شغل وأشغال، وهم وإهمال، حتى
إننا لنضيع واجبات شرعية، وفرائض أساسية ...!
• ومن المؤسف أن فِكرَنا في دنيانا، وانحسر في أشغالنا واهتماماتنا، حتى تعطل الفكر،
وضاق العقل، وقلت الطموحات، ولم يستثمر العقل البشري مواهب الكريم عليه..!
• ولو أننا فعّلنا الفكر في القرآن ودرسه ، والذكر وغايته، والتنزيل وتدبره، لأدركنا خيرا
كثيرا، ولنبت اليقين في القلوب، وزاد الإيمان، وتصدينا لكثير من الشبهات والتعثرات .
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها ) سورة محمد . وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله
( الفكرة مخّ العقل ).
• وكذلك المجال الاستنباطي في السنن وفقه الأحاديث وما انطوت عليه من فوائد جمة،
وزبد مهمة..! ولكن للأسف طار صوابُنا، وغاب فكرنا، وصرنا نجر أذيال السطحية
والتخلف .
• ولذلك حينما يستيقظ فكرك، عُد إلى خلوتك، وحاسب نفسك، وتفكر في عاقبة شأنك،
وانظر مننَ الله عليك وعلى الخلائق ( قل انظروا ماذا في السموات والأرض ) سورة
يونس .
• وكما قال بعضهم :" إن الكون كتاب مفتوح ، جعله الله تبارك وتعالى ليُقرَأ بكل لغة وبكل
لسان، ويدرك بكل الحواس وبأي وسيلة للوقوف على صنع الله الذي أتقن كلّ شيء،
والذي أعطى كل شيء خلقة ثم هدى ".
• والعجيب أن القرآن المطلوب تدبُره، يحضك على آيات الكون ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (ظ،ظ©ظ ) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا
وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) سورة آل عمران . ويروى أنه قال عندها عليه
الصلاة والسلام ( لقد نزلت علي الليلة آيةٌ ، ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر ) .
• ومن المفيد النافع للمؤمن، أن يحظى بمثل هذه الساعات، ويراجع نفسه، ويجدد إيمانه .
ويظفر بحدائق النجاة الإيمانية والعلمية، كما قال: ( وليسعك بيتُك ).
• وعلّمنا ذاك رسول الله بتفكره في ( غار حراء ) وتأمله في ملكوت السموات والأرض،
وعيشه لحظات الصفاء والمحاسبة ، والتجدد والاستعداد ، لما يُراد له من نبوة مختارة،
ورسالة مهدية...!
• وفي الخلوة ذكر وتسبيح، وصلاة وترويح، وتأله وخشوع، قد لايُدرك مع الصخب
والمتاعب، أو الشغل والمراكب..!
• وفي الاختلاء الفكري: حل لأفكار، وترتيب لمشكلات، ومراعاة لمواقف، وتصحيح
لأغلاط، ..! ومن الذي يحسن الحلول في عمق الأزمة، أو عند اشتداد الجائحة ..؟!
• وفيه تعلُّم معاني الصمت والانزواء قليلًا، لا سيما من استشاط نقدُه، وطال لفظه، ففرصة
نفيسة، كما تعلمَ فنون الكلام، أن يتعلم فنون الصمت ، وفي الصمت حكمةٌ وحِكم، وفقهٌ
وفهم، وتدريبٌ ومهارات .
• وفيه خروج عن المألوف الصاخب ، وإعادة القراءة لكثير من المواقف والعلوم
والاختيارات .
• وفي الخلوة تعبئة جديدة للعقل، والتركيز في ضخ مواد مختلفة، وإعادة تثقيفه من جديد .
• وفيها معالجة لمفهومات مغلوطة، وإحلالها بمفهومات جديدة، تستند لنص منير، أو فكر
رشيد ، أو تجربة أكيدة ..!
• لا سيما وأن فيها تخففاً من الذنوب الحالكة، والخطايا الماحقة، التي تضر العقل والروح،
فيصدأ الاختيار والتصرف، وهو ما لايفقهه كثير من الناس..! ويعتقدون أن الذنوب ليست
مؤثرة في الحياة والسلوك ، فتخرج تصرفاتهم وسلوكهم على خلاف الجودة والسداد ..!
( فلا تتبعِ الهوى فيُضِلَّك عن سبيل الله ) سورة ص.
• وحينما ينضاف إلى مقصود الاختلاء الفكري الإبداع والإنتاج ، وسبر المقولات والفهوم
، وتوليد المفاهيم المستحدثة ، يتولد الهم لها، فغالبا المقاصد ما تسوق إلى نتائجها ،
والقراءة الحادة المتعمقة تنتج وتثري وتتجاوز كل التوقعات .
• وفي تدبر الوحيين والغوص في معانيهما نفائس وروائع وعجائب ، لا سيما لمن قرأ
بتدبر، وعاش متأملا، ودقق متفكرا ... وفي الفكر بالقرآن روضٌ ونعمةٌ...وفي السنة
الغراء درسٌ ومخبرُ...!
• ومن حكمة الله أن وضع في العقل سر وجود الإنسان واستمتاعه بمسخرات الحياة الدنيا،
فيقيد ويبدع ويتفاعل، وينجز ويبتكر ، وقد يفوق الأوائل .
• وكل شيء فيه قد يكبل إلا عقله، فهو مطلق اليدين في كل اتجاه ، وقد قال بعضهم ( قد
يكبل الجسد ويرمى في أعتى السجون، ولكن العقل الحر غير قابل للتكبيل أو الاعتقال ).
• ومن أجل موانحه: حريته وانطلاقه الإبداعي والابتكاري، فيسبح في مراتع الجمال،
ويسيح في حدائق المتع واللذاذات .
• ولكن ذلك راجع إلى تثقيفه وما يودع فيه من غذاء ونماء وسناء وضياء .
• ولا تُغني عبقريتُه وفطنته عن الغذاء الشرعي ، الذي يهتدي به ويستنير ، فهو أولُ
ثقافاته الغذائية والتعبوية ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
~
• فرَّ من الشوارعِ المزدحمة، والصراعات الصادمة، والأنفاق العاتمة، والجاً مكتبتَه،
وجالساً على أريكة منزله، متأملا وقارئاً، ومستشرفاً قضايا وأحداث ، لا زالت شغلُه
الشاغل، وهمُّه المتصاعد ..! وخلوتُ للفكر الجميل فهالَني.... أنداؤهُ في لذة ومَسيلِ...!
• وجميلٌ أن تخلو بنفسك ، وتُعملَ العقل في مصيرك وعملك، وتتأمل ملكوتَ السموات
والأرض، وحُسن ما أودعه الله فينا وفي خلقه وفي كونه ( وفِي الأرض آياتٌ للموقنين .
وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) سورة الذاريات . وقد قيل: إن اللحظة الصادقة تكمن في
الخلوة بالنفس، والدخول في أسرارها ..!
• لقد حان الوقت.. وقد نضجتَ عمرًا وعقلًا، أن تعتزل ضجيج الحياة الاجتماعية قليلا،
وتتفرغ لإسعاد العقل، وإنماء الفكر، بمنحه مجالاته، وضخ أنسامه، وفتح مساراته ،
ليحدثك في همس وخفاء، ويذكرك ذِكر َالوعظ والاعتبار .
• فقد جرّتنا الدنيا إلى مناكبها، وألهمتنا ملاذها، وبتنا في شغل وأشغال، وهم وإهمال، حتى
إننا لنضيع واجبات شرعية، وفرائض أساسية ...!
• ومن المؤسف أن فِكرَنا في دنيانا، وانحسر في أشغالنا واهتماماتنا، حتى تعطل الفكر،
وضاق العقل، وقلت الطموحات، ولم يستثمر العقل البشري مواهب الكريم عليه..!
• ولو أننا فعّلنا الفكر في القرآن ودرسه ، والذكر وغايته، والتنزيل وتدبره، لأدركنا خيرا
كثيرا، ولنبت اليقين في القلوب، وزاد الإيمان، وتصدينا لكثير من الشبهات والتعثرات .
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها ) سورة محمد . وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله
( الفكرة مخّ العقل ).
• وكذلك المجال الاستنباطي في السنن وفقه الأحاديث وما انطوت عليه من فوائد جمة،
وزبد مهمة..! ولكن للأسف طار صوابُنا، وغاب فكرنا، وصرنا نجر أذيال السطحية
والتخلف .
• ولذلك حينما يستيقظ فكرك، عُد إلى خلوتك، وحاسب نفسك، وتفكر في عاقبة شأنك،
وانظر مننَ الله عليك وعلى الخلائق ( قل انظروا ماذا في السموات والأرض ) سورة
يونس .
• وكما قال بعضهم :" إن الكون كتاب مفتوح ، جعله الله تبارك وتعالى ليُقرَأ بكل لغة وبكل
لسان، ويدرك بكل الحواس وبأي وسيلة للوقوف على صنع الله الذي أتقن كلّ شيء،
والذي أعطى كل شيء خلقة ثم هدى ".
• والعجيب أن القرآن المطلوب تدبُره، يحضك على آيات الكون ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (ظ،ظ©ظ ) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا
وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) سورة آل عمران . ويروى أنه قال عندها عليه
الصلاة والسلام ( لقد نزلت علي الليلة آيةٌ ، ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر ) .
• ومن المفيد النافع للمؤمن، أن يحظى بمثل هذه الساعات، ويراجع نفسه، ويجدد إيمانه .
ويظفر بحدائق النجاة الإيمانية والعلمية، كما قال: ( وليسعك بيتُك ).
• وعلّمنا ذاك رسول الله بتفكره في ( غار حراء ) وتأمله في ملكوت السموات والأرض،
وعيشه لحظات الصفاء والمحاسبة ، والتجدد والاستعداد ، لما يُراد له من نبوة مختارة،
ورسالة مهدية...!
• وفي الخلوة ذكر وتسبيح، وصلاة وترويح، وتأله وخشوع، قد لايُدرك مع الصخب
والمتاعب، أو الشغل والمراكب..!
• وفي الاختلاء الفكري: حل لأفكار، وترتيب لمشكلات، ومراعاة لمواقف، وتصحيح
لأغلاط، ..! ومن الذي يحسن الحلول في عمق الأزمة، أو عند اشتداد الجائحة ..؟!
• وفيه تعلُّم معاني الصمت والانزواء قليلًا، لا سيما من استشاط نقدُه، وطال لفظه، ففرصة
نفيسة، كما تعلمَ فنون الكلام، أن يتعلم فنون الصمت ، وفي الصمت حكمةٌ وحِكم، وفقهٌ
وفهم، وتدريبٌ ومهارات .
• وفيه خروج عن المألوف الصاخب ، وإعادة القراءة لكثير من المواقف والعلوم
والاختيارات .
• وفي الخلوة تعبئة جديدة للعقل، والتركيز في ضخ مواد مختلفة، وإعادة تثقيفه من جديد .
• وفيها معالجة لمفهومات مغلوطة، وإحلالها بمفهومات جديدة، تستند لنص منير، أو فكر
رشيد ، أو تجربة أكيدة ..!
• لا سيما وأن فيها تخففاً من الذنوب الحالكة، والخطايا الماحقة، التي تضر العقل والروح،
فيصدأ الاختيار والتصرف، وهو ما لايفقهه كثير من الناس..! ويعتقدون أن الذنوب ليست
مؤثرة في الحياة والسلوك ، فتخرج تصرفاتهم وسلوكهم على خلاف الجودة والسداد ..!
( فلا تتبعِ الهوى فيُضِلَّك عن سبيل الله ) سورة ص.
• وحينما ينضاف إلى مقصود الاختلاء الفكري الإبداع والإنتاج ، وسبر المقولات والفهوم
، وتوليد المفاهيم المستحدثة ، يتولد الهم لها، فغالبا المقاصد ما تسوق إلى نتائجها ،
والقراءة الحادة المتعمقة تنتج وتثري وتتجاوز كل التوقعات .
• وفي تدبر الوحيين والغوص في معانيهما نفائس وروائع وعجائب ، لا سيما لمن قرأ
بتدبر، وعاش متأملا، ودقق متفكرا ... وفي الفكر بالقرآن روضٌ ونعمةٌ...وفي السنة
الغراء درسٌ ومخبرُ...!
• ومن حكمة الله أن وضع في العقل سر وجود الإنسان واستمتاعه بمسخرات الحياة الدنيا،
فيقيد ويبدع ويتفاعل، وينجز ويبتكر ، وقد يفوق الأوائل .
• وكل شيء فيه قد يكبل إلا عقله، فهو مطلق اليدين في كل اتجاه ، وقد قال بعضهم ( قد
يكبل الجسد ويرمى في أعتى السجون، ولكن العقل الحر غير قابل للتكبيل أو الاعتقال ).
• ومن أجل موانحه: حريته وانطلاقه الإبداعي والابتكاري، فيسبح في مراتع الجمال،
ويسيح في حدائق المتع واللذاذات .
• ولكن ذلك راجع إلى تثقيفه وما يودع فيه من غذاء ونماء وسناء وضياء .
• ولا تُغني عبقريتُه وفطنته عن الغذاء الشرعي ، الذي يهتدي به ويستنير ، فهو أولُ
ثقافاته الغذائية والتعبوية ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
~