وطنَّ ْ
03-24-2020, 01:38 AM
-
,
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وبعد /
✍️ فلن تكون حياةُ النّاس على وتيرة واحدة ، وحال واحد لابد
أن تفقه أنّ هذا : ( ليس هو طبيعة الدنيا ) بل لا بدّ من التقلّب
والتغير ، والتحوّل والتبدّل ، هذه هي : سُنّة الله فيها .
🌱 ويبقى المؤمن بالله وبقضاءه يعيشُ أفضل حياة في جميع الأمور ،
ذلك أنّه مؤمن بإله مالك متصرف في كونه ،
قد أخبره كتاب ربه بهذه الحقيقة .
وقد أمرنا القرآن ببث الطمأنينة في زمن الكروب ،
وترجمة سُنّة النبي هذه القضية .
وجعل اللهُ لهذه الطمأنينة أسباباً ، متى ماأخذ بها المرء اطمئن ،
وعاش حياة السعداء ،
فمن ذلك :
🌿 الإيمان بأنّ الامور كلها مكتوبة ،
والأحداث في الكون قد قُضي
شأنُها ، وسُطرت أحداثها ، فكل مافي الكون قد فرُغ منه ،
فاطمئن .
المريض قد كُتب مرضه .
والميتُ قد سُطّر أجلُه .
والكرب قد قُضي على العبد .
والهمّ قد سطرته الصحف .
فلِم التضجر ، وقتل النفس وهي حية .
اطمئن فكلُّ شيء قد قُضي منه ، وانتهى شأنه .
🌿 اجعل مفزعك الصلاة .
هذا هو هدي نبيك عليه الصلاة والسلام .
والمؤمنُ يفزع للصلاة لأنّه سيناجيه بآياته ، ويُثني عليه بمجده ،
ويذكره بعظمته ، ويسأله بفقره ، ويُثني عليه بما أهله .
مع الصلاة تطمئنُ القلوب .
وتسكنُ النفوسُ .
ويرتاح الفؤادُ .
فاجعلها مزعك وملاذك .
تلذذ بمناجاته ، وانطرح بين يديه تجد قلبك
وراحتك ، فثمّ جنّتك المعجّلة .
🌿 بدون موارة ، أو جدال ، أو خديعة ، إن لم يكن لك وردٌ ثابت
من القرآن ، وإن لم يزدك اتصالك بكتاب الله ، فسيبقى القلق ساكناً
في النفس ، وسيبقى الاضطراب غالب عليك .
مع القرآن ستعرف ربك ورحمته ، وستدرك فرجه وإحسانه لعباده ،
وللقرآن تأثير عجيب لا يصفه واصف في نزول السكينة ،
وتنزّل الرحمات على القلوب .
🌿 سكون القلب بالله ، وإيناس النفس بذكره ؛ فأكثر منه .
فلقد قضى اللهُ أن لا طمأنينة ، ولا راحة ، ولا سكينة إلا بذكره ،
هذه قضية منتهية لا جدال فيها البتة ، فلا تبحث عنها في موطن
آخر مهما ،
ولا تلفت لقول قائل بعد قول الله " أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "
فالزم باب الذكر ، واثبت في محراب التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ،
تجده الطمأنينة والراحة والسكينة .
🌿 كثرةُ الاستغفار ، والصدق في الافتقار ،
واظهار الحاجة لله - خصوصاً عند الكروب - سبيل الفرج ،
وطريق الرحمة .
استغفر لتنزل السكينة على القلب .
استغفر لتنال الخيرات .
استغفر ليذهب أثر كل ذنب .
ولا يكون ذلك إلا بصدق المستغفرين ،
وكمال الاعتراف بالحاجة لله ربِّ العالمين .
🌿 اقبل على أعمال الآخرة ، ولتكن هي همّك الأكبر .
بالإقبال على الآخرة ، وجعلها همّنا الأعظم .. ينشرح الصدر ويطمئنّ الفؤاد .
ترتاح وتطمئن لأنّك توقن أنّ الدنيا قصيرة ، والآخرة لا أعظم منها ،
ولا داراً أحق بالعمل لها ، فلذا فإنّك تتلقى كلَّ قدر باطمئنان وراحة ،
وأنّه سيزول عنك قريباً ، وستؤجر عليه في آخرتك .
فكلما كانت النظرة صائبة للدنيا والآخرة ، اطمأن القلبُ وارتاحت النفس ،
وعاشت حياة طيبة .
🌿 صدق المناجاة ، واظهار الفقر والحاجة لله .
سبب للنزول السكينة في الطمأنينة في الفؤاد ،
فالزم عتبة العبودية
ولها تأثير في تحمّل الشدائد .
قاله ابن تيمية رحمه الله .
🌿 الإكثار من قول : " لا حول ولا قوة إلا بالله "
وقول : " حسبنا اللهُ ونعم الوكيل "
فإنّ لهما تأثير عجيب في بث الطمأنينة في القلب ، فالزمهما على الدوام ،
وأكثر منهما .
" حسبنا اللهُ ونعم الوكيل " قالها الخليلان : إبرهيم ومحمد عليهما ،
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم سوء واتبعوا رضوان .
و " لا حول ولا قوة إلا بالله " لها تأثير في تحمّل الشدائد .
قاله ابن تيمية - رحمه الله - .
,
كتبه /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي .
,
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وبعد /
✍️ فلن تكون حياةُ النّاس على وتيرة واحدة ، وحال واحد لابد
أن تفقه أنّ هذا : ( ليس هو طبيعة الدنيا ) بل لا بدّ من التقلّب
والتغير ، والتحوّل والتبدّل ، هذه هي : سُنّة الله فيها .
🌱 ويبقى المؤمن بالله وبقضاءه يعيشُ أفضل حياة في جميع الأمور ،
ذلك أنّه مؤمن بإله مالك متصرف في كونه ،
قد أخبره كتاب ربه بهذه الحقيقة .
وقد أمرنا القرآن ببث الطمأنينة في زمن الكروب ،
وترجمة سُنّة النبي هذه القضية .
وجعل اللهُ لهذه الطمأنينة أسباباً ، متى ماأخذ بها المرء اطمئن ،
وعاش حياة السعداء ،
فمن ذلك :
🌿 الإيمان بأنّ الامور كلها مكتوبة ،
والأحداث في الكون قد قُضي
شأنُها ، وسُطرت أحداثها ، فكل مافي الكون قد فرُغ منه ،
فاطمئن .
المريض قد كُتب مرضه .
والميتُ قد سُطّر أجلُه .
والكرب قد قُضي على العبد .
والهمّ قد سطرته الصحف .
فلِم التضجر ، وقتل النفس وهي حية .
اطمئن فكلُّ شيء قد قُضي منه ، وانتهى شأنه .
🌿 اجعل مفزعك الصلاة .
هذا هو هدي نبيك عليه الصلاة والسلام .
والمؤمنُ يفزع للصلاة لأنّه سيناجيه بآياته ، ويُثني عليه بمجده ،
ويذكره بعظمته ، ويسأله بفقره ، ويُثني عليه بما أهله .
مع الصلاة تطمئنُ القلوب .
وتسكنُ النفوسُ .
ويرتاح الفؤادُ .
فاجعلها مزعك وملاذك .
تلذذ بمناجاته ، وانطرح بين يديه تجد قلبك
وراحتك ، فثمّ جنّتك المعجّلة .
🌿 بدون موارة ، أو جدال ، أو خديعة ، إن لم يكن لك وردٌ ثابت
من القرآن ، وإن لم يزدك اتصالك بكتاب الله ، فسيبقى القلق ساكناً
في النفس ، وسيبقى الاضطراب غالب عليك .
مع القرآن ستعرف ربك ورحمته ، وستدرك فرجه وإحسانه لعباده ،
وللقرآن تأثير عجيب لا يصفه واصف في نزول السكينة ،
وتنزّل الرحمات على القلوب .
🌿 سكون القلب بالله ، وإيناس النفس بذكره ؛ فأكثر منه .
فلقد قضى اللهُ أن لا طمأنينة ، ولا راحة ، ولا سكينة إلا بذكره ،
هذه قضية منتهية لا جدال فيها البتة ، فلا تبحث عنها في موطن
آخر مهما ،
ولا تلفت لقول قائل بعد قول الله " أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "
فالزم باب الذكر ، واثبت في محراب التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ،
تجده الطمأنينة والراحة والسكينة .
🌿 كثرةُ الاستغفار ، والصدق في الافتقار ،
واظهار الحاجة لله - خصوصاً عند الكروب - سبيل الفرج ،
وطريق الرحمة .
استغفر لتنزل السكينة على القلب .
استغفر لتنال الخيرات .
استغفر ليذهب أثر كل ذنب .
ولا يكون ذلك إلا بصدق المستغفرين ،
وكمال الاعتراف بالحاجة لله ربِّ العالمين .
🌿 اقبل على أعمال الآخرة ، ولتكن هي همّك الأكبر .
بالإقبال على الآخرة ، وجعلها همّنا الأعظم .. ينشرح الصدر ويطمئنّ الفؤاد .
ترتاح وتطمئن لأنّك توقن أنّ الدنيا قصيرة ، والآخرة لا أعظم منها ،
ولا داراً أحق بالعمل لها ، فلذا فإنّك تتلقى كلَّ قدر باطمئنان وراحة ،
وأنّه سيزول عنك قريباً ، وستؤجر عليه في آخرتك .
فكلما كانت النظرة صائبة للدنيا والآخرة ، اطمأن القلبُ وارتاحت النفس ،
وعاشت حياة طيبة .
🌿 صدق المناجاة ، واظهار الفقر والحاجة لله .
سبب للنزول السكينة في الطمأنينة في الفؤاد ،
فالزم عتبة العبودية
ولها تأثير في تحمّل الشدائد .
قاله ابن تيمية رحمه الله .
🌿 الإكثار من قول : " لا حول ولا قوة إلا بالله "
وقول : " حسبنا اللهُ ونعم الوكيل "
فإنّ لهما تأثير عجيب في بث الطمأنينة في القلب ، فالزمهما على الدوام ،
وأكثر منهما .
" حسبنا اللهُ ونعم الوكيل " قالها الخليلان : إبرهيم ومحمد عليهما ،
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم سوء واتبعوا رضوان .
و " لا حول ولا قوة إلا بالله " لها تأثير في تحمّل الشدائد .
قاله ابن تيمية - رحمه الله - .
,
كتبه /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي .