المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آيه وحديث متجدد بأذنه تعالى


تراتيل الحنين
03-24-2020, 01:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
(العنكبوت 69)
" والذين جاهدوا فينا "
يعني الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين
" لنهدينهم سبلنا"
أي لنبصرنهم سبلنا أي طرقنا في الدنيا والآخرة.
{ وإن الله لمع المحسنين }
يقول : وإن الله لمع من أحسن من خلقه ,
فجاهد فيه أهل الشرك , مصدقا رسوله فيما جاء به من عند الله بالعون له ,
والنصرة على من جاهد من أعدائه.
قال ابن عطية : فهي قبل الجهاد العرفي وإنما هو جهاد عام في دين الله
وطلب مرضاته قال الحسن بن أبي الحسن : الآية في العباد وقال ابن عباس وإبراهيم بن أدهم :
هي في الذين يعملون بما يعلمون


‏حدثنا ‏ ‏أبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمدبن فضيل ‏ ‏عن ‏ ‏الوليد بن عبد الله بن جميع ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الطفيل ‏ ‏عن ‏ ‏حذيفة ‏‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏لا تكونوا‏ ‏إمعة ‏ ‏تقولون إن أحسن الناس أحسنا
وإن ظلموا ظلمنا ولكن ‏ ‏وطنوا ‏ ‏أنفسكم
إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا ‏
‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏‏حديث حسن غريب ‏ ‏لا نعرفه إلا من هذا الوجه
) سنن الترمذي)
( لا تكونوا إمعة ) ‏
بكسر الهمزة وتشديد الميم
وقال صاحب الفائق : هو الذي يتابع كل ناعق ويقول لكل أحد أنا معك لأنه لا رأي له يرجع إليه . ومعناه : المقلد الذي يجعل دينه تابعا لدين غيره بلا رؤية ولا تحصيل برهان والمراد هنا من يكون مع ما يوافق هواه ويلائم إرب نفسه وما يتمناه .
(ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا إلخ ) ‏
قال في القاموس : توطين النفس تمهيدها وتوطنها تمهدها والتقدير وطنوا أنفسكم على الإحسان إن أحسن الناس فأحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا لأن عدم الظلم إحسان .

حديث رمضان
‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن أيوب ‏ ‏وقتيبة بن سعيد ‏ ‏وعلي بن حجر ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏إسمعيل‏ ‏قال ‏ ‏ابن أيوب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسمعيل بن جعفر ‏ ‏أخبرني ‏ ‏سعد بن سعيد بن قيس ‏‏عن ‏ ‏عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أيوب الأنصاري ‏ ‏رضي الله عنه‏ ‏أنه حدثه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم
‏ ‏قال‏ ‏من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
‏‏دعاء
إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة،
ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل
‏ اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ،
وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ،
لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ،
اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت

تراتيل الحنين
03-24-2020, 01:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَاالنَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ
حَلالا طَيِّبًا وَلاتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
(البقرة 168)
لما بين تعالى أنه لا إله إلا هو وأنه المستقل بالخلق شرع يبين أنه الرزاق لجميع خلقه فذكر في مقام الامتنان أنه أباح لهم أن يأكلوا مما في الأرض في حال كونه حلالا من الله طيبا أي مستطابا في نفسه غير ضار للأبدان ولا للعقول ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان وهي طرائقه ومسالكه فيما أضل أتباعه فيه من تحريم البحائر والسوائب والوصائل ونحوها مما كان زينة لهم في جاهليتهم
عن ابن عباس قال : تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا " فقام سعد بن أبي وقاص فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال " يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به "


أخبرنا ‏ ‏أبو نعيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏زكريا ‏ ‏عن ‏ ‏الشعبي ‏ ‏قالسمعت ‏ ‏النعمان بن بشير ‏ ‏يقول ‏
سمعت رسول الله ‏ ‏صلىالله عليه وسلم
‏ ‏يقول ‏ ‏الحلال بين والحرام بين وبينهما ‏ ‏متشابهات ‏
‏لايعلمها كثير من الناس فمن اتقى ‏ ‏الشبهات ‏ ‏استبرأ لعرضه ودينه
ومن وقع في ‏‏الشبهات ‏ ‏وقع في الحرام كالراعي ‏ ‏يرعى حول الحمى
فيوشك أن يواقعه وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه
ألا وإن في الجسد مضغة إذاصلحت صلح الجسدكله
وإذا فسدت فسدالجسد كله ألا وهي القلب
(صحيح البخاري)

تراتيل الحنين
03-24-2020, 01:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَاللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون }
(الأنفال 2)
" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " قال : المنافقون لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه ولا يؤمنون بشيء من آيات الله ولا يتوكلون ولا يصلون إذا غابوا ولا يؤدون زكاة أموالهم فأخبر الله تعالى أنهم ليسوا بمؤمنين ثم وصف الله المؤمنين فقال " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " فأدوا فرائضه " وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا " يقول زادتهم تصديقا " وعلى ربهم يتوكلون " يقول لا يرجون غيره


وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ
يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء
قال فجثا أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله حلهم لنا نعرفهم
قال هم المتحابون في الله من قبائل شتى
وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه
رواه الطبراني بإسناد حسن

تراتيل الحنين
03-24-2020, 01:06 AM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
(التوبة 119)
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " أي اصدقوا والزموا الصدق تكونوا من أهله وتنجوا من المهالك ويجعل لكم فرجا من أموركم ومخرجا وقد قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " أخرجاه في الصحيحين


حدثنا ‏ ‏سليمان بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن‏ ‏صالح أبي الخليل ‏ ‏
عن ‏ ‏عبد الله بن الحارث ‏ ‏رفعه إلى ‏ ‏حكيم بن حزام ‏‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم
‏ ‏البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا
فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما
وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما ‏
(صحيح البخاري(
" فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما إلخ " وقوله صدقا أي من جانب البائع في السوم ومن جانب المشتري في الوفاء , وقوله " وبينا " أي لما في الثمن والمثمن من عيب فهو من جانبيهما وكذا نقصه .وفي الحديث حصول البركة لهما إن حصل منهما الشرط وهو الصدق والتبيين , ومحقها إن وجد ضدهما وهو الكذب والكتم , وهل تحصل البركة لأحدهما إذا وجد منه المشروط دون الآخر ؟ ظاهر الحديث يقتضيه , ويحتمل أن يعود شؤم أحدهما على الآخر بأن تنزع البركة من المبيع إذا وجد الكذب أو الكتم من كل واحد منهما , وإن كان الأجر ثابتا للصادق المبين , والوزر حاصل للكاذب الكاتم . وفي الحديث أن الدنيا لا يتم حصولها إلا بالعمل الصالح , وأن شؤم المعاصي يذهب بخير الدنيا والآخرة .

تراتيل الحنين
03-24-2020, 01:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا
وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
(هود 6)
أخبر تعالى أنه متكفل بأرزاق المخلوقات من سائر دواب الأرض صغيرها وكبيرها بحريها وبريها وأنه يعلم مستقرها ومستودعها أي يعلم أين منتهى سيرها في الأرض وأين تأوي إليه من وكرها وهو مستودعها . وقال علي بن أبي طلحة وغيره عن ابن عباس " ويعلم مستقرها " أي حيث تأوي " ومستودعها" حيث تموت وعن مجاهد " مستقرها " في الرحم . " ومستودعها " في الصلب كالتي في الأنعام


حدثني ‏ ‏عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد الضبعي ‏ ‏حدثنا ‏‏جويرية
يعني ابن أسماء ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏
أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال
‏ ‏عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتتف دخلت فيها النار
لا هي أطعمتها وسقتها إذهي حبستها ولا هي تركتها تأكل من ‏ ‏خشاش ‏ ‏الأرض ‏
صحيح مسلم
( من خشاش الأرض ) ‏
‏بفتح المعجمة ويجوز ضمها وكسرها وبمعجمتين بينهما ألف الأولى خفيفة ,
والمراد هوام الأرض وحشراتها من فأرة ونحوها ,

تراتيل الحنين
03-24-2020, 01:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }

(التكاثر 8)
أي ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما أنعم به عليكم من الصحة والأمن والرزق
وغير ذلك ما إذا قابلتم به نعمه من شكر وعبادته
عن صفوان بن سليم عن محمود بن الربيع قال لما نزلت " ألهاكم التكاثر "
فقرأ حتى بلغ " لتسألن يومئذ عن النعيم " قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أي نعيم نسأل ؟
وإنما هما الأسودان الماء والتمر وسيوفنا على رقابنا والعدو حاضر فعن أي نعيم نسأل ؟
قال " أما إن ذلك سيكون


أخبرنا ‏ ‏محمد بن يوسف ‏ ‏عن ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏ليث ‏ ‏عن ‏‏عدي بن عدي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عبد الله الصنابحي
‏ ‏عن ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قال ‏
لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع
عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه
وعن ماله من أين اكتسبه وفيما وضعه
وعن علمه ماذا عمل فيه
‏( سنن الدارمي)
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: المنذري -
المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/298
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
‏( فيما أفناه ) ‏‏أي صرفه ‏
‏( وعن شبابه ) ‏أي قوته في وسط عمره ‏
‏( فيما أبلاه ) ‏‏أي ضيعه ‏
‏( وعن ماله من أين اكتسبه ) ‏أي أمن حرام أو حلال ؟ ‏

تراتيل الحنين
03-24-2020, 01:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(البقرة 256)
" لا إكراه في الدين " أي لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله
وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره
ونور بصيرته دخل فيه على بينة ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره
فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا
" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها
والله سميع عليم " أي من خلع الأنداد والأوثان وما يدعو إليه الشيطان من عبادة
كل ما يعبد من دون الله ووحد الله فعبده وحده وشهد أن لا إله إلا هو
" فقد استمسك بالعروة الوثقى " أي فقد ثبت في أمره واستقام على الطريقة المثلى
والصراط المستقيم العروة الوثقى يعني الإيمان وقال السدي :
هو الإسلام وقال سعيد بن جبير والضحاك :
يعني لا إله إلا الله وعن أنس بن مالك العروة الوثقى القرآن


حدثنا ‏ ‏محمد بن عمر بن علي المقدمي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أشعث بنعبد الله يعني السجستاني ‏
‏و حدثنا ‏ ‏ابن بشار ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏ابن أبي عدي‏ ‏وهذا لفظه ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏الحسن بن علي ‏ ‏
قال حدثنا ‏ ‏وهب بن جرير ‏ ‏عن ‏‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي بشر ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏
عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏
كانت المرأة تكون مقلاتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدأن تهوده
فلما ‏ ‏أجليت ‏ ‏بنو النضير ‏ ‏كان فيهم من أبناء ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فقالوالا ندع أبناءنا
فأنزل الله عزوجل‏

{ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من ‏ ‏الغي ‏ }

قال ‏ ‏أبو داود ‏ ‏المقلات التي لا يعيش لهاولد
‏( أن تهوده ) ‏‏: بفتح أن مفعول تجعل , فإذا عاش الولد جعلته في اليهود ,
كذا في معالم التنزيل ‏
‏( فلما أجليت ) ‏‏: بصيغة المجهول جلا عن الوطن يجلو وأجلى يجلي إذا خرج مفارقا ‏
‏( بنو النضير ) ‏‏: قبيلة من يهود ‏

تراتيل الحنين
03-24-2020, 01:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْـزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَابَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ
فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ
(البقرة 159)
إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا
فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
(البقرة 160)
والذي في الصحيح عن أبي هريرة أنه قال لولا آية في كتاب الله ما حدثت أحدا شيئا" إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى" الآية
ويلعنهم اللاعنون " يعني تلعنهم الملائكة والمؤمنون وقد جاء في الحديث " إن العالم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر " وجاء في هذه الآية أن كاتم العلم يلعنه الله والملائكة والناس أجمعون
" إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا " أي رجعوا عما كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم وبينوا للناس ما كانوا يكتمونه " فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم " وفي هذا دلالة على أن الداعية إلى كفر أو بدعة إذا تاب إلى الله تاب الله عليه وقد ورد أن الأمم السابقة لم تكن التوبة تقبل من مثل هؤلاء منهم ولكن هذا من شريعة نبي التوبة ونبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه



حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
سنن أبي داود

تراتيل الحنين
03-24-2020, 01:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ
أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ }
(الزمر 32)
{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }
(الزمر :33)
" فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه " أي لا أحد أظلم من هذا
لأنه جمع بين طرفي الباطل كذب على الله وكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا الباطل وردوا الحق ولهذا قال جلت عظمته متوعدا لهم " أليس في جهنم مثوى للكافرين "
وهم الجاحدون المكذبون .
" والذي جاء بالصدق وصدق به " قال مجاهد وقتادة والربيع بن أنس وابن زيد :
الذي جاء بالصدق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال السدي هو جبريل عليه السلام " وصدق به " يعني محمدا.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم " والذي جاء بالصدق "
هو رسول الله صلى الله عليه وسلم " وصدق به
" قال المسلمون " أولئك هم المتقون "
قال ابن عباس رضي الله عنهما اتقوا الشرك .



و حدثني ‏ ‏حرملة بن يحيى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله بن وهب ‏‏أخبرني ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏أخبرني ‏ ‏عروة بن الزبير ‏ ‏عن ‏ ‏زينب بنتأبي سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏أم سلمة زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سمع ‏ ‏جلبة ‏ ‏خصم ‏ ‏بباب حجرته
فخرج إليهم فقال ‏إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضهم أن يكون أبلغ من بعض
فأحسب أنه صادق فأقضي له فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليحملها أو يذرها
)صحيح مسلم(
( فإنما أقطع له به قطعة من النار ) ‏
‏معناه : إن قضيت له بظاهر يخالف الباطن فهو حرام يؤول به إلى النار .
( سمع لجبة خصم بباب أم سلمة ) والجلبة واللجبة اختلاط الأصوات , والخصم هنا الجماعة ,
( فمن قضيت له بحق مسلم ) هذا التقييد بالمسلم خرج على الغالب وليس المراد به الاحتراز من الكافر ,
فإن مال الذمي والمعاهد والمرتد في هذا كمال المسلم .

المحبوب
03-24-2020, 11:32 AM
بارك الله فيك وجزاك الله الف خير

الجنرال
03-24-2020, 09:46 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري

تراتيل الحنين
03-24-2020, 10:49 PM
المحبوب
جزاك الله خيرا

ع المرور القيم

تراتيل الحنين
03-24-2020, 10:49 PM
الجنرال
جزاك الله خيرا

ع المرور القيم

تراتيل الحنين
03-24-2020, 10:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَلاتُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ (10)
هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)
مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ }
(القلم 12)

وذلك أن الكاذب لضعفه ومهانته إنما يتقي بأيمانه الكاذبة التي يجترئ بها على أسماء الله تعالى واستعمالها في كل وقت في غير محله
وقوله تعالى " هماز " قال ابن عباس وقتادة يعني الاغتياب " مشاء بنميم" يعني الذي يمشي بين الناس ويحرش بينهم وينقل الحديث لفساد ذات البين وهي الحالقة
"مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ"أي يمنع ما عليه وما لديه من الخير " معتد " في تناول ما أحل الله له يتجاوز فيها الحد المشروع " أثيم " أي يتناول المحرمات .


حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏ابن خثيم ‏‏
عن ‏ ‏شهر بن حوشب ‏ ‏عن ‏ ‏أسماء بنت يزيد ‏
أن النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال
( ‏ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال الذين إذا رءوا
ذكر الله تعالى ثم قال ألا أخبركم بشراركم المشاءون
بالنميمةالمفسدون بين الأحبة الباغون للبرآء العنت )
(أخرجه أحمد وحسنه الألباني)
الباغون للبرآء‏ العنت: يريدون لبسطاء الناس المشقة

تراتيل الحنين
03-24-2020, 10:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ
(النمل 62)
أي من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه
"أإله مع الله " أي يقدر على ذلك أو أإله مع الله يعبد ؟ وقد علم أن الله هو المتفرد بفعل ذلك وحده لا شريك له ؟ " قليلا ما تذكرون " أي ما أقل تذكرهم فيما يرشدهم إلى الحق ويهديهم إلى الصراط المستقيم.


حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَاهُ وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْهُجَيْمٍ قَالَ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَامَ تَدْعُو قَالَ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ الَّذِي إِنْ مَسَّكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَ عَنْكَ
وَالَّذِي إِنْ ضَلَلْتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ دَعَوْتَهُ رَدَّ عَلَيْكَ وَالَّذِي إِنْ أَصَابَتْكَ سَنَةٌ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَ عَلَيْكَ
قَالَ قُلْتُ فَأَوْصِنِي قَالَ لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا وَلَا تَزْهَدَنَّ فِي الْمَعْرُوفِ وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ
وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ
وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّ إِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنْ الْمَخِيلَةِ وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ
مسند أحمد

تراتيل الحنين
03-24-2020, 10:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ

وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }

(فاطر 32)

يقول تعالى :

ثم جعلنا القائمين بالكتاب العظيم المصدق لما بين يديه من الكتب الذين اصطفينا من عبادنا

وهم هذه الأمة ثم قسمهم إلى ثلاثة أنواع فقال تعالى :

" فمنهم ظالم لنفسه " وهو المفرط في فعل بعض الواجبات المرتكب لبعض المحرمات"

ومنهم مقتصد " هو المؤدي للواجبات التارك للمحرمات وقد يترك بعض المستحبات

ويفعل بعض المكروهات "

ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله" وهو الفاعل للواجبات والمستحبات التارك للمحرمات

والمكروهات وبعض المباحات .

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في

قوله تعالى :

" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " قال هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم

ورثهم الله تعالى كل كتاب أنزله فظالمهم يغفر له ومقتصدهم يحاسب حسابا

يسيرا وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب



قال رسول الله صلَى الله عليه وسلم:

( أمتي ثلاثة أثلاث فثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا

ثم يدخلون الجنة وثلث يمحصون ويكشفون ثم تأتي الملائكة فيقولون وجدناهم يقولون

لا إله إلا الله وحده فيقول الله أدخلوهم الجنة بقولهم لا إله إلا الله وحده

واحملوا خطاياهم على أهل التكذيب )

وهي التي قال الله

{ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم }

وتصديقها في التي ذكر في الملائكة قال الله تعالى

{ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا }

فجعلهم ثلاثة أفواج فمنهم ظالم لنفسه فهذا الذي يكشف ويمحص ومنهم مقتصد

وهو الذي يحاسب حسابا يسيرا ومنهم سابق بالخيرات فهو الذي يلج الجنة بغير حساب

ولا عذاب بإذن الله يدخلونها جميعا

الراوي عوف بن مالك الأشجعي

المحدث: الشوكاني

المصدر: فتح القدير - الصفحة أو الرقم: 4/495
[ خلاصة حكم المحدث: [له ما يقويه

تراتيل الحنين
03-24-2020, 10:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
(النور 55)

هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض أي أئمة الناس والولاة عليهم وبهم تصلح البلاد وتخضع لهم العباد وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا وحكما فيهم وقد فعله تبارك وتعالى وله الحمد والمنة : فإنه صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى فتح الله عليه مكة وخيبر والبحرين وسائر جزيرة العرب وأرض اليمن بكمالها وأخذ الجزية من مجوس هجر ومن بعض أطراف الشام وهاداه هرقل ملك الروم وصاحب مصر وإسكندرية وهو المقوقس وملوك عمان والنجاشي ملك الحبشة الذي تملك بعد أصحمة رحمه الله وأكرمه



) حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ
( قُلْتُ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ قَالَ نَعَمْ لَمَّا بَلَغَنِي خُرُوجُ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهْتُ خُرُوجَهُ كَرَاهَةً شَدِيدَةً خَرَجْتُ حَتَّى وَقَعْتُ نَاحِيَةَ الرُّومِ
وَقَالَ يَعْنِي يَزِيدَ بِبَغْدَادَ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى قَيْصَرَ قَالَ فَكَرِهْتُ مَكَانِي ذَلِكَ أَشَدَّ مِنْ كَرَاهِيَتِي لِخُرُوجِهِ
قَالَ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَوْلَا أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَضُرَّنِي وَإِنْ كَانَ صَادِقًا عَلِمْتُ
قَالَ فَقَدِمْتُ فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا قَدِمْتُ قَالَ النَّاسُ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ فَدَخَلْتُ
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ ثَلَاثًا
قَالَ قُلْتُ إِنِّي عَلَى دِينٍ قَالَ أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ فَقُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي قَالَ نَعَمْ أَلَسْتَ
مِنْ الرَّكُوسِيَّةِ وَأَنْتَ تَأْكُلُ مِرْبَاعَ قَوْمِكَ قُلْتُ بَلَى قَالَ فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ
قَالَ فَلَمْ يَعْدُ أَنْ قَالَهَا فَتَوَاضَعْتُ لَهَا فَقَالَ أَمَا إِنِّي أَعْلَمُ مَا الَّذِي يَمْنَعُكَ مِنْ الْإِسْلَامِ تَقُولُ إِنَّمَا
اتَّبَعَهُ ضَعَفَةُ النَّاسِ وَمَنْ لَا قُوَّةَ لَهُ وَقَدْ رَمَتْهُمْ الْعَرَبُ أَتَعْرِفُ الْحِيرَةَ قُلْتُ لَمْ أَرَهَا
وَقَدْ سَمِعْتُ بِهَا قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى تَخْرُجَ الظَّعِينَةُ
مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارِ أَحَدٍ وَلَيَفْتَحَنَّ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ
قَالَ قُلْتُ كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ قَالَ نَعَمْ كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ وَلَيُبْذَلَنَّ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ
قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ فَهَذِهِ الظَّعِينَةُ تَخْرُجُ مِنْ الْحِيرَةِ فَتَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارٍ
وَلَقَدْ كُنْتُ فِيمَنْ فَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةُ
لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَهَا )مسند أحمد

تراتيل الحنين
03-24-2020, 10:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(الأنفال 53)
يخبر تعالى عن تمام عدله وقسطه في حكمه بأنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد
إلا بسبب ذنب ارتكبه كقوله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال " .


قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه
ثم جعل من حوائج الناس إليه
فتبرم فقدعرض تلك النعمة للزوال
الراوي:عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي -
المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/195
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد‏

تراتيل الحنين
03-24-2020, 10:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(الأنفال 53)
يخبر تعالى عن تمام عدله وقسطه في حكمه بأنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد
إلا بسبب ذنب ارتكبه كقوله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال " .


قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه
ثم جعل من حوائج الناس إليه
فتبرم فقدعرض تلك النعمة للزوال
الراوي:عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي -
المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/195
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد‏

تراتيل الحنين
03-24-2020, 10:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ قُل ْلايَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ
فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
(المائدة 100)

قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ:
فيه ثلاث مسائل : الأولى : قال الحسن : " الخبيث والطيب " الحلال والحرام ,
وقال السدي : المؤمن والكافر , وقيل : المطيع والعاصي . وقيل : الرديء والجيد ;
وهذا على ضرب المثال , والصحيح أن اللفظ عام في جميع الأمور ,
يتصور في المكاسب والأعمال والناس , والمعارف من العلوم وغيرها ;
فالخبيث من هذا كله لا يفلح ولا ينجب , ولا تحسن له عاقبة وإن كثر ,
والطيب وإن قل نافع جميل العاقبة .
قال الله تعالى :
{ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا }
[ الأعراف : 58 ] ,
ونظير هذه الآية قوله تعالى :
{ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }
[ ص : 28 ]
وقوله
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ
كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }
[ الجاثية : 21 ]
عن القاسم أبي أمامة أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري قال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
" قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه " فاتقوا الله يا أولي الألباب "
أي يا ذوي العقول الصحيحة المستقيمة وتجنبوا الحرام ودعوه واقنعوا بالحلال
واكتفوا به " لعلكم تفلحون " أي في الدنيا والآخرة.



حدثنا ‏ ‏محمد بن إسمعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو نعيم ‏ ‏حدثنا ‏‏عبادة بن مسلم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يونس بن خباب ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد الطائي أبي البختري ‏ ‏أنهقال حدثني ‏ ‏أبو كبشة الأنماري ‏ ‏أنه ‏
سمع رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق ‏ ‏النية ‏ ‏يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو ‏ ‏بنيته‏ ‏فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو ‏ ‏يخبط ‏ ‏في ماله بغيرعلم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو‏ ‏بنيته ‏ ‏فوزرهما سواء ‏
قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح

تراتيل الحنين
03-24-2020, 10:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالايَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ
وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ
وَلا تَلْمِزُواأَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ
بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
(الحجرات 11)


‏و حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏ومحمد بن بشار ‏ ‏وإبراهيم بن دينار ‏ ‏جميعا ‏ ‏
عن‏ ‏يحيى بن حماد ‏ ‏قال ‏ ‏ابن المثنى ‏ ‏حدثني ‏ ‏يحيى بن حماد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعبة‏ ‏عن ‏ ‏أبان بن تغلب
‏ ‏عن ‏ ‏فضيل الفقيمي ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم النخعي ‏ ‏عن ‏‏علقمة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر
قال ‏‏رجل ‏ ‏إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال
الكبر ‏ ‏بطر ‏ ‏الحق ‏ ‏وغمط ‏ ‏الناس
(أخرجه مسلم)

( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر) الظاهر ما اختاره القاضي عياض وغيره
من المحققين أنه لا يدخل الجنة دون مجازاة إن جازاه . وقيل : هذا جزاؤه لو جازاه ,
وقد يتكرم بأنه لا يجازيه , بل لا بد أن يدخل كل الموحدين الجنة إما أولا ,
وإما ثانيا بعد تعذيب بعض أصحاب الكبائر الذين ماتوا مصرين عليها .
( إن الله جميل يحب الجمال ) جميل الأفعال بكم , باللطف والنظر إليكم ,
يكلفكم اليسير من العمل , ويعين عليه , ويثيب عليه الجزيل , ويشكر عليه
( بطر الحق ) فهو دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا
( وغمط الناس ) ومعناه احتقارهم

وطنَّ ْ
03-25-2020, 01:19 AM
جزاك الله خيراً ..
على الموضوع الرائع والمميز
دام لنا تميزك وحضورك الرائع
لك مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

a7ases
03-25-2020, 08:29 AM
*,
جَزَآك الله خَيْر جَزآء..’
وأسْعَدَك الله فِي ....الدآرَيْن ..,
,’
دُمْت بِحِفْظِ البَآرئ
* *,

هيبة مشاعر
03-25-2020, 12:17 PM
طرح رائع
تسلم يمينك ولا ننحرم من مواضيعك
الرائعة والجميله
عواافي

تراتيل الحنين
03-25-2020, 03:20 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ
(75)
فَلَمَّاآتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوابِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76)
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ
بِمَاأَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
(التوبة 77)

يقول تعالى ومن المنافقين من أعطى الله عهده وميثاقه لئن أغناه من فضله ليصدقن من ماله
وليكونن من الصالحين فما وفى بما قال ولا صدق فيما ادعى فأعقبهم هذا الصنيع نفاقا سكن
في قلوبهم إلى يوم يلقوا الله عز وجل يوم القيامة . عياذا بالله من ذلك .
وقد ذكر كثير من المفسرين منهم ابن عباس والحسن البصري أن سبب نزول هذه الآية الكريمة
في ثعلبة بن حاطب الأنصاري
عن أبي أمامة الباهلي عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ادع الله أن يرزقني مالا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره
خير من كثير لا تطيقه قال ثم قال مرة أخرى فقال أما ترضى أن تكون مثل نبي الله ؟
فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت .
قال والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله فرزقني مالا لأعطين كل ذي حق حقه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارزق ثعلبة مالا قال فاتخذ غنما فنمت كما
ينمي الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل واديا من أوديتها حتى جعل
يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ثم نمت وكثرت فتنحى حتى ترك الصلوات
إلا الجمعة وهي تنمي كما ينمي الدود حتى ترك الجمعة فطفق يتلقى الركبان يوم الجمعة
ليسألهم عن الأخبار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل ثعلبة ؟
فقالوا يا رسول الله اتخذ غنما فضاقت عليه المدينة فأخبروه بأمره فقال :
يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة وأنزل الله جل ثناؤه " خذ من أموالهم صدقة " الآية .
ونزلت فرائض الصدقة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة
من المسلمين رجلا من جهينة ورجلا من سليم وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين
وقال لهما مرا بثعلبة وبفلان رجل من بني سليم فخذا صدقاتهما فخرجا حتى أتيا ثعلبة
فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية ما أدري ما هذا ؟


أخبرنا ‏ ‏محمد بن منصور ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏عن ‏ ‏الحسن بن مسلم ‏ ‏عن ‏ ‏طاوس ‏ ‏
قال سمعت ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏ثم ‏ ‏قال‏ ‏حدثناه ‏ ‏أبو الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم
‏ ‏إن مثل المنفق المتصدق والبخيل كمثل رجلين عليهما جبتان ‏ ‏أو ‏ ‏جنتان ‏‏من حديد
من لَدُنْ ثُدِيِّهِمَا إلى ‏ ‏تراقيهما ‏ ‏فإذا أراد المنفق أن ينفق اتسعت عليه الدرع ‏ ‏أو مرت ‏ ‏
حتى ‏ ‏تجن ‏ ‏بنانه وتعفو أثره وإذا أراد البخيل أن ينفق ‏‏قلصت ‏ ‏ولزمت كل حلقة موضعها
حتى إذا أخذته ‏ ‏بترقوته ‏ ‏أو برقبته
يقول ‏ ‏أبوهريرة ‏ ‏أشهد أنه رأى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يوسعها فلا تتسع ‏
قال ‏ ‏طاوس ‏ ‏سمعت ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏يشير بيده وهو يوسعها ولا تتوسع ‏
سنن النسائي
(ثديهما)
‏بضم المثلثة وكسر الدال المهملة وتشديد الياء جمع ثدي بفتح فسكون
(حتى تجن ) ‏
‏بضم أوله وكسر الجيم وتشديد النون من أجن الشيء إذا ستره
( بنانه ) ‏
‏بفتح الموحدة ونونين الأولى خفيفة أي أصابعه

تراتيل الحنين
03-25-2020, 03:21 PM
وطن
جزاك الله خيرا

ع المرور القيم

تراتيل الحنين
03-25-2020, 03:21 PM
احاسيس
جزاك الله خيرا

ع المرور القيم

تراتيل الحنين
03-25-2020, 03:21 PM
هيا
جزاك الله خيرا

ع المرور القيم

تراتيل الحنين
03-25-2020, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وَمِنَ النَّاسِ مَن ْيَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
(البقرة 9)
النفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر وهو أنواع :
اعتقادي وهو الذي يخلد صاحبه في النار وعملي وهو من أكبر الذنوب
عن ابن عباس
" ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين"
يعني المنافقين من الأوس والخزرج
وقوله تعالى " يخادعون الله والذين آمنوا " أي بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر يعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك وأن ذاك نافعهم عنده وأنه يروج عليه كما قد يروج على بعض المؤمنين
وقال سعيد عن قتادة " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون " نعت المنافق عند كثير : خنع الأخلاق يصدق بلسانه وينكر بقلبه ويخالف بعمله يصبح على حال ويمسي على غيره ويمسي على حال ويصبح على غيره ويتكفأ تكفأ السفينة كلما هبت ريح هبت معها



حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن المنذر الحزامي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن فليح‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏هلال بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏بينما
أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم
فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم
قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرىثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرىفلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ‏
صحيح البخاري

( بينا أنا نائم ) ‏
‏كذا بالنون للأكثر وللكشميهني " قائم " بالقاف وهو أوجه , والمراد به قيامه على الحوض يوم القيامة , وتوجه الأولى بأنه رأى في المنام في الدنيا ما سيقع له في الآخرة .
( فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) ‏
‏يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه , والهمل بفتحتين الإبل بلا راع , وقال الخطابي : الهمل ما لا يرعى ولا يستعمل ويطلق على الضوال , والمعنى أنه لا يرده منهم إلا القليل , لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره .

تراتيل الحنين
03-25-2020, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَخَادِعُهُمْ
وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى
يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلايَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا
(النساء 142)
قد تقدم في أول سورة البقرة قوله تعالى " يخادعون الله والذين آمنوا " وقال ههنا إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ولا شك أن الله لا يخادع فإنه العالم بالسرائر والضمائر ولكن المنافقين لجهلهم وقلة علمهم وعقلهم يعتقدون أن أمرهم كما راج عند الناس وجرت عليهم أحكام الشريعة ظاهرا فكذلك يكون حكمهم عند الله يوم القيامة وأن أمرهم يروج عنده
عن ابن عباس نحوه فقوله تعالى " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى هذه صفة ظواهرهم كما قال ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ثم ذكر تعالى صفة بواطنهم الفاسدة فقال يراءون الناس أي لا إخلاص لهم ولا معاملة مع الله بل إنما يشهدون الناس تقية لهم ومصانعة.


حدثنا ‏ ‏ابن نمير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏ح ‏‏و حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏واللفظ لهما ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏أبومعاوية ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار
صحيح مسلم

تراتيل الحنين
03-25-2020, 03:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواعَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ
إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

(المائدة 105)
يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين أن يصلحوا أنفسهم ويفعلوا الخير بجهدهم وطاقتهم ومخبرا لهم أنه من أصلح أمره لا يضره فساد من فسد من الناس سواء كان قريبا منه أو بعيدا . قال العوفي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : يقول تعالى إذا ما العبد أطاعني فيما أمرته به من الحلال ونهيته عنه من الحرام فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمرته به وكذا روى الوالي عنه وهكذا قال مقاتل بن حيان فقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " نصب على الإغراء " لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون" أي فيجازي كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر وليس فيها دليل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان فعل ذلك ممكنا .
وقال سعيد بن المسيب : إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر فلا يضرك من ضل إذا اهتديت .



حدثنا ‏ ‏أبو الربيع سليمان بن داود العتكي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن المبارك ‏ ‏عن ‏ ‏عتبة بن أبي حكيم ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عمرو بن جارية اللخمي ‏ ‏حدثني‏ ‏أبو أمية الشعباني ‏ ‏قال ‏
سألت ‏ ‏أبا ثعلبة الخشني ‏‏فقلت يا ‏ ‏أبا ثعلبة ‏ ‏كيف تقول في هذه الآية ‏
( عليكم أنفسكم ‏ )
قال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏فقال ‏ ‏بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتىإذا رأيت‏ ‏شحا‏ ‏مطاعا وهوى متبعا ودنيا‏
‏مؤثرة ‏ ‏وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك‏ ‏يعني بنفسك ودع عنك العوام فإن من ورائكم
أيام الصبر الصبر فيه مثل قبض علىالجمر للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله ‏
وزادني ‏ ‏غيرهقال ‏ ‏يا رسول الله أجر خمسين منهم قال أجر خمسين منكم
سنن أبيداود
خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
‏( شحا مطاعا ) ‏
‏: أي بخلا مطاعا بأن أطاعته نفسك وطاوعه غيرك

تراتيل الحنين
03-25-2020, 03:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
(غافر 60)
هذا من فضله تبارك وتعالى وكرمه أنه ندب عباده إلى دعائه وتكفل لهم بالإجابة
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الدعاء هو العبادة " ثم قرأ " ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "
عن محمد بن سعيد قال لما مات محمد بن مسلمة الأنصاري وجدنا في ذؤابة سيفه كتابا بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن لربكم في بقية أيام دهركم نفحات فتعرضوا له لعل دعوة أن توافق رحمة فيسعد بها صاحبها سعادة لا يخسر بعدها أبدا " وقوله عز وجل " إن الذين يستكبرون عن عبادتي " أي عن دعائي وتوحيدي سيدخلون جهنم داخرين أي صاغرين ****ين



وفي الحديث:
لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم . ما لم يستعجل .
قيل : يا رسول الله ! ما الاستعجال ؟
قال يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ،
فلم أر يستجيب لي . فيستحسر عند ذلك ، ويدع الدعاء
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم -
المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2735
خلاصة الدرجة: صحيح

تراتيل الحنين
03-25-2020, 03:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ
كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
(الأنعام 125)

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام أي ييسره له وينشطه ويسهله لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه " الآية وقال تعالى " ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون " وقال ابن عباس في قوله " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" يقول تعالى يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به
وقال عطاء الخراساني ضيقا حرجا أي ليس للخير فيه منفذ وقال ابن المبارك عن ابن جريج ضيقا حرجا بلا إله إلا الله حتى يستطيع أن تدخل قلبه كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه . وقال سعيد بن جبير يجعل صدره ضيقا حرجا قال : لا يجد فيه مسلكا إلا صعدا وقال السدي" كأنما يصعد في السماء " من ضيق صدره .
وقال الأوزاعي " كأنما يصعد في السماء " كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما. وقال الإمام أبو جعفر بن جرير : وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول الإيمان إليه يقول فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته وقال في قوله " كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون" يقول كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقا حرجا كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله



حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ليث بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏ابن الهاد ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن إبراهيم بن الحارث ‏ ‏عن ‏ ‏عامر بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏العباس بنعبد المطلب ‏
أنه سمع رسولالله‏‏صلىاللهعليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏ذاق طعم الإيمان من رضيبالله ربا وبالإسلام دينا ‏‏وبمحمد ‏ ‏نبيا ‏
صحيح مسلم
مَعْنَى رَضِيتُ بِالشَّيْءِ قَنَعْتُ بِهِ وَاكْتَفَيْتُ بِهِ ، وَلَمْ أَطْلُبْ مَعَهُ غَيْرَهُ . فَمَعْنَى الْحَدِيثِ لَمْ يَطْلُبْ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَمْ يَسْعَ فِي غَيْرِ طَرِيقِ الْإِسْلَامِ ، وَلَمْ يَسْلُكْ إِلَّا مَا يُوَافِقُ شَرِيعَةَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ مَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ فَقَدْ خَلَصَتْ حَلَاوَةُ الْإِيمَانِ إِلَى قَلْبِهِ ، وَذَاقَ طَعْمَهُ . وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - : مَعْنَى الْحَدِيثِ صَحَّ إِيمَانُهُ وَاطْمَأَنَّتْ بِهِ نَفْسُهُ وَخَامَرَ بَاطِنَهُ ; لِأَنَّ رِضَاهُ بِالْمَذْكُورَاتِ دَلِيلٌ لِثُبُوتِ مَعْرِفَتِهِ وَنَفَاذِ بَصِيرَتِهِ وَمُخَالَطَةِ بَشَاشَتِهِ قَلْبَهُ ; لِأَنَّ مَنْ رَضِيَ أَمْرًا سَهُلَ عَلَيْهِ . فَكَذَا الْمُؤْمِنُ إِذَا دَخَلَ قَلْبَهُ الْإِيمَانَ سَهَّلَ عَلَيْهِ طَاعَاتُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَذَّتْ لَهُ .

تراتيل الحنين
03-25-2020, 03:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا }

(الأحزاب 70)

{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

(الأحزاب 71)

يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من كأنه يراه
وأن يقولوا" قولا سديدا " أي مستقيما لا اعوجاج فيه ولا انحراف .
ووعدهم أنهم إذا فعلوا ذلك أثابهم عليه بأن يصلح لهم أعمالهم أي يوفقهم للأعمال الصالحة
وأن يغفر لهم الذنوب الماضية وما قد يقع منهم في المستقبل يلهمهم التوبة منها
ثم قال تعالى : " ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "
وذلك أنه يجار من نار الجحيم ويصير إلى النعيم المقيم .


حدثنا ‏ ‏علي بن حجر ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏إسمعيل بن جعفر ‏ ‏عن ‏‏العلاء بن عبد الرحمن ‏ ‏
عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
( أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مر على ‏ ‏صبرة ‏ ‏من طعام فأدخل يده فيها
فنالت أصابعه بللا فقال يا صاحب الطعام ما هذا قال أصابته السماء يا رسول الله
قال أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ثم قال ‏ ‏من غش فليس منا ‏)
قال ‏ ‏وفي ‏ ‏الباب ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر‏ ‏وأبي الحمراء ‏ ‏وابن عباس ‏ ‏وبريدة ‏ ‏وأبي بردة بن نيار ‏
‏وحذيفة بن اليمان‏ ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏حديث ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏ ‏
والعمل على هذا عندأهل العلم كرهوا الغش وقالوا الغش حرام ‏
أخرجه الترمزي)
( قال أصابته السماء ) ‏
‏أي المطر

تراتيل الحنين
03-25-2020, 06:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ (إبراهيم 35)
رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْن َكَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي
وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (إبراهيم 36)
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }
(إبراهيم 37)


حدثني ‏ ‏عبد الله بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عامر ‏ ‏حدثنا ‏‏قرة ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن سيرين ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي بكرة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي بكرة ‏ ‏ورجل أفضل في نفسي من ‏ ‏عبد الرحمن ‏ ‏حميد بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبي بكرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏خطبنا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يوم النحر قال أتدرون أي يوم هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال أي شهر هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس ذو الحجة قلنا بلى قال أي بلدهذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليست بالبلدةالحرام قلنا بلى قال ‏ ‏فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركمهذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
صحيح البخاري

تراتيل الحنين
03-25-2020, 06:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ( 96)
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
(آل عمران 97)

يخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس أي لعموم الناس لعبادتهم ونسكهم يطوفون به ويصلون إليه ويعتكفون عنده للذي ببكة " يعني الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل عليه السلام الذي يزعم كل من طائفتي النصارى واليهود أنهم على دينه ومنهجه ولا يحجون إلى البيت الذي بناه عن أمر الله له في ذلك ونادى الناس إلى حجه ولهذا قال تعالى " مباركا " أي وضع مباركا " وهدى للعالمين "
" فيه آيات بينات " أي دلالات ظاهرة أنه من بناء إبراهيم وأن الله عظمه وشرفه ثم قال تعالى " مقام إبراهيم " يعني الذي لما ارتفع البناء استعان به على رفع القواعد منه والجدران حيث كان يقف عليه ويناوله ولده إسماعيل وقد كان ملتصقا بجدار البيت
" ومن دخله كان آمنا " قال : من عاذ بالبيت أعاذه البيت ولكن لا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى فإذا خرج أخذ بذنبه . " من استطاع إليه سبيلا " فقيل ما السبيل ؟ قال " الزاد والراحلة "
" ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ": أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه .


حدثني ‏ ‏أبو كامل الجحدري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الواحد ‏ ‏حدثنا ‏‏الأعمش ‏ ‏قال ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏قالا حدثنا‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم التيمي ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبيذر ‏ ‏قال قلت ‏
يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولقال ‏ ‏المسجد الحرام ‏ ‏قلت ثم أي قال ‏ ‏المسجد الأقصى ‏ ‏قلت كم بينهما قال أربعون سنة وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد ‏
وفي حديث ‏ ‏أبي كامل ‏ ‏ثم حيثما أدركتك الصلاة ‏ ‏فصله فإنه مسجد ‏
( صحيح مسلم )

تراتيل الحنين
03-25-2020, 06:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ
وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ }
(البقرة 197)

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " الحج أشهر معلومات شوال وذو القعدة وذو الحجة " " فلا رفث " أي من أحرم بالحج أو العمرة فليجتنب الرفث وهو الجماع وكذلك يحرم تعاطي دواعيه من المباشرة والتقبيل ونحو ذلك
الفسوق إتيان معاصي الله في الحرم . ولا جدال في الحج " : أن تماري صاحبك حتى تغضبه .
وقال مقاتل بن حيان : لما نزلت هذه الآية " وتزودوا " قام رجل من فقراء المسلمين فقال : يا رسول الله ما نجد ما نتزوده فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " تزود ما تكف به وجهك عن الناس وخير ما تزودتم التقوى " رواه ابن أبي حاتم وقوله" واتقون يا أولي الألباب " يقول : واتقوا عقابي ونكالي وعذابي لمن خالفني ولم يأتمر بأمري يا ذوي العقول والأفهام


‏ ‏حدثنا ‏ ‏آدم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سيار أبو الحكم‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبا حازم ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏سمعت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول
‏ ‏من حج لله فلم ‏ ‏يرفث ‏ ‏ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه

تراتيل الحنين
03-25-2020, 06:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْأَشَدَّ ذِكْرًا
فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِحَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
(البقرة 201)

يأمر تعالى بذكره والإكثار منه بعد قضاء المناسك وفراغها وقوله " كذكركم آباءكم " اختلفوا في معناه فقال ابن جريج عن عطاء هو كقول الصبي أبه أمه يعني كما يلهج الصبي يذكر أبيه وأمه فكذلك أنتم فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم : كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات . ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم . فأنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - " فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا "
ثم إنه تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره فإنه مظنة الإجابة وذم من لا يسأله إلا في أمر دنياه وهو معرض عن أخراه فقال" فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق " أي من نصيب ولا حظ وتضمن هذا الذم والتنفير عن التشبه بمن هو كذلك
ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار " فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا وصرفت كل شر فإن كل الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هين وثناء جميل إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين ولا منافاة بينها فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا . وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة .


الدعاء في الطواف
حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عيسى بن يونس ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن جريج‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن عبيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن السائب ‏ ‏قال ‏
سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ما بينالركنين ‏

( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
سنن أبي داود

تراتيل الحنين
03-25-2020, 06:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ
فَإِذَا أفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ
وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ }

(البقرة 198)
كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في الموسم فنزلت " ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم " في مواسم الحج
قال أحمد : حدثنا أسباط حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي أمامة التيمي قال : قلت لابن عمر إنا نكري)نعمل بالاجرة) فهل لنا من حج ؟ قال : أليس تطوفون بالبيت وتأتون المعرف وترمون الجمار وتحلقون رءوسكم قال قلنا بلى فقال ابن عمر : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية " ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم " فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال " أنتم حجاج "



أخبرنا ‏ ‏إسحق بن إبراهيم ‏ ‏قال أنبأنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏‏بكير بن عطاء ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن يعمر ‏ ‏قال ‏‏شهدت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأتاه ناس فسألوه عن الحج فقال رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الحج ‏ ‏عرفة ‏ ‏فمن أدرك ليلة ‏ ‏عرفة ‏ ‏قبل طلوع الفجرمن ليلة ‏ ‏جمع ‏ ‏فقد تم حجه
سنن النسائي

‏( الحج عرفة ) ‏
‏قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في أماليه فإن قيل أي أركان الحج أفضل قلنا الطواف لأنه يشتمل على الصلاة وهو مشبه بالصلاة والصلاة أفضل من الحج , والمشتمل على الأفضل أفضل فإن قيل قوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة يدل على أفضلية عرفة لأن التقدير معظم الحج وقوف عرفة فالجواب أن لا نقدر ذلك بل نقدر أمرا مجمعا عليه وهو إدراك الحج وقوف عرفة ‏
‏( فمن أدرك ليلة عرفة قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه ) ‏
‏قال القاضي أبو الطيب في تعليقه : أي قارب التمام

تراتيل الحنين
03-25-2020, 06:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }
(البقرة 125)

قال العوفي عن ابن عباس قوله تعالى " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس "
يقول لا يقضون منه وطرا يأتونه ثم يرجعون إلى أهليهم ثم يعودون إليه
عن سعيد بن جبير" واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " قال الحجر مقام إبراهيم نبي الله
قد جعله الله رحمة فكان يقوم عليه ويناوله إسماعيل الحجارة ولو غسل رأسه كما يقولون لاختلف رجلاه .
عن أنس بن مالك قال : قال عمر بن الخطاب وافقني ربي في ثلاث أو وافقت ربي في ثلاث
قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت
" واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "
وقلت يا رسول الله لو حجبت النساء فنزلت آية الحجاب
والثالثة لما مات عبد الله بن أبي جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه
قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم تصلي على هذا الكافر المنافق .
فقال : إيها عنك يا ابن الخطاب فنزلت " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره "
“والعاكفين " المقيمين فيه


حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الأحوص ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أشعث ‏ ‏عن‏ ‏الأسود بن يزيد ‏ ‏
عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏
سألت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عن ‏ ‏الجدر ‏ ‏أمن ‏ ‏البيت ‏‏هو
قال ‏ ‏نعم قلت فما لهم لم يدخلوه في ‏ ‏البيت ‏ ‏قال إن قومك قصرت بهم النفقة
قلت فما شأن بابه مرتفعا قال فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءواويمنعوا من شاءوا
ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل‏ ‏الجدر
‏في ‏ ‏البيت ‏ ‏وأن ألصق بابه بالأرض ‏

( عن الجدر ) ‏
‏بفتح الجيم وسكون المهملة كذا قال الخليل : الجدر لغة في الجدار انتهى .
ووهم من ضبطه بضمها لأن المراد الحجر (حجر إسماعيل)
وروى الترمذي والنسائي من طريق علقمة عن أمه عن عائشة قالت
" كنت أحب أن أصلي في البيت , فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني الحجر
فقال : صلي فيه فإنما هو قطعة من البيت ,
ولكن قومك استقصروه حتى بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت "
( قصرت بهم النفقة ) ‏
‏بتشديد الصاد أي النفقة الطيبة التي أخرجوها لذلك كما . عن عبد الله بن صفوان بن أمية "
أن أبا وهب بن عابد بن عمران بن مخزوم - وهو جد جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي
- قال لقريش : لا تدخلوا فيه من كسبكم إلا الطيب , ولا تدخلوا فيه مهر بغي ولا بيع ربا
ولا مظلمة أحد من الناس " وروى سفيان بن عيينة في جامعه "
عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه أنه شهد عمر بن الخطاب أرسل إلى شيخ من بني زهرة
أدرك ذلك فسأله عمر عن بناء الكعبة فقال إن قريشا تقربت لبناء الكعبة - أي بالنفقة الطيبة -
فعجزت فتركوا بعض البيت في الحجر , فقال عمر صدقت " .

تراتيل الحنين
03-25-2020, 06:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا
وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }
(الحج 27)

وأذن في الناس بالحج " أي ناد في الناس بالحج داعيا لهم إلى الحج إلى هذا البيت
الذي أمرناك ببنائه فذكر أنه قال يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم فقال ناد
وعلينا البلاغ فقام على مقامه وقيل على الحجر وقيل على الصفا وقيل على أبي قبيس
وقال : يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه فيقال إن الجبال تواضعت
حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض وأسمع من في الأرحام والأصلاب وأجابه كل شيء سمعه
من حجر ومدر وشجر ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة لبيك اللهم لبيك
" يأتوك رجالا " والذي عليه الأكثرون أن الحج راكبا أفضل
اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه حج راكبا مع كمال قوته عليه السلام
وقوله " يأتين من كل فج " يعني طريق كما قال "
وجعلنا فيها فجاجا سبلا " وقوله " عميق " أي بعيد


و حدثني ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يزيد بن هارون ‏ ‏أخبرنا ‏‏الربيع بن مسلم القرشي ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن زياد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
خطبنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال أيها الناس قد ‏ ‏فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال ‏ ‏ذروني ‏ ‏ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه ‏
)صحيح مسلم(

تراتيل الحنين
03-25-2020, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ
لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ
مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ
فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }
(الفتح 27)

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم من ذلك شيء حتى سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك فقال له فيما قال أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : " بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ؟ " قال لا قال النبي صلى الله عليه وسلم " فإنك آتيه ومطوف به " وبهذا أجاب الصديق رضي الله عنه أيضا حذو القذة بالقذة ولهذا قال تبارك وتعالى" لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله " هذا لتحقيق الخبروتوكيده وليس هذا من الاستثناء في شيء وقوله عز وجل " آمنين " أي في حال دخولكم
" فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا" أي فعلم الله عز وجل من الخيرة والمصلحة في صرفكم عن مكة ودخولكم إليها عامكم ذلك ما لم تعلموا أنتم " فجعل من دون ذلك " أي قبل دخولكم الذي وعدتم به في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم فتحا قريبا وهو الصلح الذي كان بينكم وبين أعدائكم من المشركين .


أخبرنا ‏ ‏أبو إسحق إبراهيم بن محمد بن سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏مسلم بن الحجاج ‏ ‏قال ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن نمير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبيد الله بن عمر‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏
أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال‏ ‏رحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال رحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال رحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال والمقصرين ‏
و حدثناه‏ ‏ابن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الوهاب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبيد الله ‏ ‏بهذا الإسناد وقال في الحديث ‏ ‏فلما كانت الرابعة قال والمقصرين
صحيح مسلم

تراتيل الحنين
03-25-2020, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِن َّالصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ
فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }

(البقرة 158)

وقوله " فمن تطوع خيرا " قيل زاد في طوافه بينهما على قدر الواجب ثامنة وتاسعة
ونحو ذلك وقيل يطوف بينهما في حجة تطوع أو عمرة تطوع وقيل المراد تطوع خيرا
في سائر العبادات حكى ذلك الرازي وعزى الثالث إلى الحسن البصري والله أعلم
وقوله " فإن الله شاكر عليم " أي يثيب على القليل بالكثير عليم بقدر الجزاء
فلا يبخس أحدا ثوابه



‏حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏
‏قال ‏ ‏عروة ‏ ‏سألت ‏‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏فقلت لها ‏
‏أرأيت قول الله تعالى ‏

{ إِن َّالصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ
أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا
وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }

‏فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف ‏‏بالصفا ‏ ‏والمروة ‏ ‏قالت ‏ ‏بئس ما قلت يا ‏ ‏ابن أختي ‏ ‏إن هذه لو كانت كماأولتها عليه كانت لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما ولكنها أنزلت في ‏ ‏الأنصار ‏‏كانوا قبل أن يسلموا يهلون ‏ ‏لمناة ‏ ‏الطاغية التي كانوا يعبدونها عند ‏ ‏المشلل‏ ‏فكان من أهل يتحرج أن يطوف ‏ ‏بالصفا ‏ ‏والمروة ‏ ‏فلما أسلموا سألوا رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عن ذلك قالوا يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بين ‏‏الصفا ‏ ‏والمروة ‏ ‏فأنزل الله تعالى ‏

{ ‏إن ‏ ‏الصفا ‏ ‏والمروة ‏ ‏من شعائر الله ‏} ‏الآية

قالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏‏وقد سن رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الطواف بينهما فليس لأحد أن يتركالطواف بينهما ثم أخبرت ‏ ‏أبا بكر بن عبد الرحمن ‏ ‏فقال إن هذا لعلم ما كنت سمعتهولقد سمعت رجالا من أهل العلم يذكرون أن الناس إلا من ذكرت ‏ ‏عائشة ‏ ‏ممن كان يهل‏ ‏بمناة ‏ ‏كانوا يطوفون كلهم ‏ ‏بالصفا ‏ ‏والمروة ‏ ‏فلما ذكر الله تعالى الطواف‏ ‏بالبيت ‏ ‏ولم يذكر ‏ ‏الصفا ‏ ‏والمروة ‏ ‏في القرآن قالوا يا رسول الله كنانطوف ‏ ‏بالصفا ‏ ‏والمروة ‏ ‏وإن الله أنزل الطواف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏فلم يذكر ‏ ‏الصفا‏ ‏فهل علينا من حرج أن نطوف ‏ ‏بالصفا ‏ ‏والمروة ‏ ‏فأنزل الله تعالى ‏

‏{ إن ‏ ‏الصفا ‏ ‏والمروة ‏ ‏من شعائر الله ‏}

‏الآية قال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فأسمع هذه الآيةنزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا بالجاهلية ‏ ‏بالصفا ‏‏والمروة ‏ ‏والذين يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام من أجل أن اللهتعالى أمر بالطواف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏ولم يذكر ‏ ‏الصفا ‏ ‏حتى ذكر ذلك بعد ما ذكرالطواف ‏ ‏بالبيت

تراتيل الحنين
03-25-2020, 06:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْـزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ
وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَاأَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ
وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ
الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا
فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

(المائدة 3)

" والمنخنقة" وهي التي تموت بالخنق إما قصدا وإما اتفاقا بأن تتخبل في وثاقتها
فتموت فهي حرام وأما" الموقوذة " فهي التي تضرب بشيء ثقيل غير محدد حتى تموت
كما قال ابن عباس وغير واحد عن التي تضرب بالخشبة حتى يوقذها فتموت قال قتادة :
كان أهل الجاهلية يضربونها بالعصا حتى إذا ماتت أكلوها .



حدثنا ‏ ‏عبد الله بن الزبير الحميدي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن‏ ‏مسعر ‏ ‏وغيره ‏ ‏
عن ‏ ‏قيس بنمسلم‏ ‏عن ‏ ‏طارق بنشهاب ‏ ‏قال ‏
قال رجل من ‏ ‏اليهود ‏ ‏لعمر ‏ ‏يا أميرالمؤمنين لو أن علينا نزلت هذه الآية ‏

{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ‏}

لاتخذنا ذلكاليومعيدا فقال ‏‏عمر ‏ ‏إني لأعلم أييومنزلت هذه الآية نزلتيوم‏ ‏عرفة ‏ ‏فييومجمعة ‏
سمع ‏ ‏سفيان ‏ ‏من ‏ ‏مسعر ‏ ‏ومسعر ‏ ‏قيسا ‏ ‏وقيس ‏ ‏طارقا

رحيل المشاعر
03-27-2020, 06:51 AM
جزاك الله كل خير وكتب اجرك
ورفع قدرك

شموخ وايليه
03-27-2020, 07:58 PM
’،

الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك ..
احتــــرامي وتــقديري

ولد الذيب
04-01-2020, 10:59 PM
عافااك الله http://tra-sh.com/vb/images/smilies/s2/137.gif






اشكررك على الاختيااار الجميلhttp://tra-sh.com/vb/images/smilies/s2/136.gif




ونتطلع لجديدكhttp://tra-sh.com/vb/images/smilies/s2/81.gif

تراتيل الحنين
04-28-2020, 07:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) }
(الأنفال 4)

" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " فأدوا فرائضه "
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا " يقول زادتهم تصديقا " وعلى ربهم يتوكلون "
يقول لا يرجون غيره وقال مجاهد " وجلت قلوبهم " فرقت أي فزعت وخافت
وكذا قال السدي وغير واحد وهذه صفة المؤمن حق المؤمن الذي إذا ذكر الله وجل قلبه
أي خاف منه ففعل أوامره وترك زواجره
" الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون " ينبه تعالى بذلك على أعمالهم بعد ما ذكر
اعتقادهم وهذه الأعمال تشمل أنواع الخير كلها وهو إقامة الصلاة وهو حق الله تعالى
وقال قتادة : إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها
وقال مقاتل بن حيان : إقامتها المحافظة على مواقيتها وإسباغ الطهور فيها وتمام ركوعها
وسجودها وتلاوة القرآن فيها والتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هذا إقامتها
والإنفاق مما رزقهم الله يشمل إخراج الزكاة وسائر الحقوق للعبادة من واجب ومستحب .
" أولئك هم المؤمنون حقا "
أي المتصفون بهذه الصفات هم المؤمنون حق الإيمان .


حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ وَقَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ
قَالَ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
( لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ
قَالَ قُلْتُ نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ
فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ
فَنَسِينَا كَثِيرًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَا ذَاكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا
مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ
عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ )
صحيح مسلم

نَافَقَ حَنْظَلَةُ :مَعْنَاهُ أَنَّهُ خَافَ أَنَّهُ مُنَافِقٌ حَيْثُ كَانَ يَحْصُلُ لَهُ الْخَوْفُ فِي مَجْلِسِ النَّبِيِّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَظْهَرُ عَلَيْهِ ذَلِكَ مَعَ الْمُرَاقَبَةِ وَالْفِكْرِ وَالْإِقْبَالِ عَلَى الْآخِرَةِ ،
فَإِذَا خَرَجَ اشْتَغَلَ بِالزَّوْجَةِ وَالْأَوْلَادِ وَمَعَاشِ الدُّنْيَا ، وَأَصْلُ النِّفَاقِ إِظْهَارُ مَا يَكْتُمُ خِلَافَهُ
مِنَ الشَّرِّ فَخَافَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نِفَاقًا فَأَعْلَمَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ لَيْسَ بِنِفَاقٍ
وَأَنَّهُمْ لَا يُكَلَّفُونَ الدَّوَامَ عَلَى ذَلِكَ بَلْ سَاعَةً سَاعَةً ، أَيْ سَاعَةً كَذَا وَسَاعَةً كَذَا

تراتيل الحنين
04-28-2020, 07:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }
(الزخرف 36)

أي يتعامى ويتغافل ويعرض " عن ذكر الرحمن " والعشا في العين ضعف بصرها
والمراد ههنا عشا البصيرة " نقيض له شيطانا فهو له قرين
" كقوله تعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى " الآية
وكقوله " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم " وكقوله جل جلاله "
وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم " .
يقول تعالى ذكره : ومن يعرض عن ذكر الله فلم يخف سطوته , ولم يخش عقابه
{ نقيض له شيطانا فهو له قرين } يقول : نجعل له شيطانا يغويه فهو له قرين : يقول :
فهو للشيطان قرين , أي يصير كذلك , وأصل العشو : النظر بغير ثبت لعلة في العين ,
يقال منه : عشا فلان يعشو عشوا وعشوا : إذا ضعف بصره , وأظلمت عينه , كأن عليه غشاوة ,
كما قال الشاعر : متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد حطبا جزلا ونارا تأججا يعني :
متى تفتقر فتأته يعنك , وأما إذا ذهب البصر ولم يبصر , فإنه يقال فيه :
عشي فلان يعشى عشى منقوص , ومنه قول الأعشى :
رأت رجلا عائب الوافدين مختلف الخلق أعشى ضريرا يقال منه : رجل أعشى وامرأة عشواء ,
وإنما معنى الكلام : ومن لا ينظر في حجج الله بالإعراض منه عنه إلا نظرا ضعيفا ,
كنظر من قد عشي بصره



حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ

( قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ
وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ
وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى )
سنن الترمذي

تراتيل الحنين
04-28-2020, 07:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ ‏وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }
(الأعراف 170)

والذين يعملون بما في كتاب الله , وأقاموا الصلاة بحدودها ,
ولم يضيعوا أوقاتها ; { إنا لا نضيع أجر المصلحين }
يقول تعالى ذكره : فمن فعل ذلك من خلقي , فإني لا أضيع أجر عمله الصالح .



حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا
سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ

( لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا )
‏) وينمي خيرا (‏
‏ قال الجزري في النهاية : يقال نميت الحديث أنميه إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير ,
فإذا بلغته على وجه الإفساد والنميمة قلت نميته بالتشديد

تراتيل الحنين
04-28-2020, 07:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ
وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا }

(النساء 36)

يأمر تبارك وتعالى بعبادته وحده لا شريك له فإنه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه في جميع الآنات والحالات فهو المستحق منهم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئا من مخلوقاته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل " أتدري ما حق الله على العباد ؟ " قال الله ورسوله أعلم قال " أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ أن لا يعذبهم " ثم أوصى بالإحسان إلى الوالدين فإن الله سبحانه جعلهما سببا لخروجك من العدم إلى الوجود ,
وكثيرا ما يقرن الله سبحانه بين عبادته والإحسان إلى الوالدين كقوله " أن اشكر لي ولوالديك " وكقوله " وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " ثم عطف على الإحسان إليهما الإحسان إلى القرابات من الرجال والنساء كما جاء في الحديث " الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة " ثم قال تعالى " واليتامى " وذلك لأنهم فقدوا من يقوم بمصالحهم ومن ينفق عليهم فأمر الله بالإحسان إليهم والحنو عليهم ثم قال " والمساكين " وهم المحاويج من ذوي الحاجات الذين لا يجدون من يقوم بكفايتهم فأمر الله سبحانه بمساعدتهم بما تتم به كفايتهم وتزول به ضرورتهم وقوله والجار ذي القربى والجار الجنب " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس والجار ذي القربى يعني الذي بينك وبينه قرابة والجار الجنب الذي ليس بينك وبينه قرابة
وقال أبو إسحاق عن نوف البكالي في قوله " والجار ذي القربى " يعني الجار المسلم والجار الجنب " يعني اليهودي والنصراني
وقوله تعالى " وما ملكت أيمانكم " وصية بالأرقاء لأن الرقيق ضعيف الحيلة أسير في أيدي الناس
وأما ابن السبيل هو الذي يمر عليك مجتازا في السفر وهذا أظهر وإن كان مراد القائل بالضيف المار في الطريق فهما سواء



حدثنا ‏ ‏روح ‏ ‏قال ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏قال أخبرني ‏‏محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏طلحة بن عبد الله ‏ ‏عن‏ ‏معاوية بن جاهمة ‏
جاء إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏فقال يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك فقال ‏ ‏
( هل لك من أم قال نعم فقال الزمها فإن الجنة عند رجلها
ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى كمثل هذا القول )
أخرجه أحمد وإسناده جيد

تراتيل الحنين
04-28-2020, 07:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ(96)
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
(آل عمران 97)

يخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس أي لعموم الناس لعبادتهم ونسكهم يطوفون به ويصلون إليه
ويعتكفون عنده للذي ببكة " يعني الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل عليه السلام الذي يزعم
كل من طائفتي النصارى واليهود أنهم على دينه ومنهجه ولا يحجون إلى البيت الذي بناه
عن أمر الله له في ذلك ونادى الناس إلى حجه ولهذا قال تعالى
" مباركا " أي وضع مباركا " وهدى للعالمين "
" فيه آيات بينات " أي دلالات ظاهرة أنه من بناء إبراهيم وأن الله عظمه وشرفه
ثم قال تعالى " مقام إبراهيم " يعني الذي لما ارتفع البناء استعان به على رفع القواعد
منه والجدران حيث كان يقف عليه ويناوله ولده إسماعيل وقد كان ملتصقا بجدار البيت
" ومن دخله كان آمنا " قال : من عاذ بالبيت أعاذه البيت ولكن لا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى
فإذا خرج أخذ بذنبه .
" من استطاع إليه سبيلا " فقيل ما السبيل ؟ قال " الزاد والراحلة "
" ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ":
أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه .



حدثني ‏ ‏أبو كامل الجحدري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الواحد ‏ ‏حدثنا ‏‏الأعمش ‏ ‏
قال ‏و حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏قالا حدثنا‏ ‏أبو معاوية
‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم التيمي ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبيذر ‏ ‏قال قلت ‏
يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولقال ‏ ‏المسجد الحرام ‏ ‏
قلت ثم أي قال ‏ ‏المسجد الأقصى ‏ ‏قلت كم بينهما قال أربعون سنة
وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد ‏
وفي حديث ‏ ‏أبي كامل ‏ ‏ثم حيثما أدركتك الصلاة ‏ ‏فصله فإنه مسجد ‏
)صحيح مسلم(

تراتيل الحنين
04-28-2020, 07:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍمِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ
وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّ اإِلَيْهِ رَاجِعُونَ }

(البقرة 156)

أخبرنا تعالى أنه يبتلي عباده : أي يختبرهم ويمتحنهم كما قال تعالى
" ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم " فتارة بالسراء وتارة بالضراء
من خوف وجوع كما قال تعالى " فأذاقها الله لباس الجوع والخوف" فإن الجائع والخائف
كل منهما يظهر ذلك عليه ولهذا قال لباس الجوع والخوف وقال هاهنا " بشيء من الخوف والجوع
" أي بقليل من ذلك " ونقص من الأموال " أي ذهاب بعضها " والأنفس "
كموت الأصحاب والأقارب والأحباب " والثمرات " أي لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها
ثم بين تعالى من الصابرون الذين شكرهم فقال الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا
إنا لله وإنا إليه راجعون
أي تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم وعلموا أنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء
وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده
وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة .


حدثني ‏ ‏عبد الله بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الملك بن عمرو ‏‏حدثنا ‏ ‏زهير بن محمد ‏ ‏
عن ‏ ‏محمد بن عمرو بن حلحلة ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار
‏‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏وعن ‏ ‏أبي هريرة ‏
عن النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏
( ‏ما يصيب المسلم من ‏ ‏نصب ‏ ‏ولا ‏ ‏وصب ‏
‏ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ‏)
صحيح البخاري

تراتيل الحنين
04-28-2020, 07:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)
أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا }
(الفرقان 75)

{ ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا } ما تقر به أعيننا من أن تريناهم يعملون بطاعتك .
" واجعلنا للمتقين إماما " أئمة يقتدى بنا في الخير .
لما ذكر تعالى من أوصاف عباده المؤمنين ما ذكر من الصفات الجميلة والأقوال
والأفعال الجليلة قال بعد ذلك كله " أولئك " أي المتصفون بهذه
" يجزون " يوم القيامة " الغرفة" وهي الجنة
" بما صبروا " أي على القيام بذلك " ويلقون فيها " أي في الجنة
" تحية وسلاما " أي يبتدرون فيها بالتحية والإكرام ويلقون التوقير والاحترام
فلهم السلام وعليهم السلام فإن الملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم
بما صبرتم فنعم عقبى الدار .



حدثنا ‏ ‏عثمان بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن يعلى المحاربي‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏غيلان ‏
‏عن ‏ ‏جعفر بن إياس ‏ ‏عن ‏ ‏مجاهد ‏ ‏عن ‏‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏
لما نزلت هذه الآية ‏
{ والذين ‏ ‏يكنزون ‏ ‏الذهب والفضة }
قال ‏ ‏كبر ‏ ‏ذلك على المسلمين فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏رضي الله عنه
‏ ‏أنا أفرج عنكم فانطلق فقال يا نبي الله إنه ‏ ‏كبر ‏ ‏على أصحابك هذه الآية
فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏إن الله لم يفرض الزكاةإلا ليطيب مابقي من أموالكم وإنما فرض المواريث
لتكون لمن بعدكم فكبر ‏‏عمر ‏ ‏ثم قال له ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة
إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته
(سنن ابي داوود)
( وإنما فرض المواريث ) ‏
‏: عطف على قوله إن الله لم يفرض الزكاة كأنه قيل : إن الله لم يفرض الزكاة إلا لكذا أو لم يفرض المواريث إلا ليكون طيبا لمن يكون بعدكم . والمعنى لو كان الجمع محظورا مطلقا لما افترض الله الزكاة ولا الميراث
‏( إليها سرته ) ‏
‏: أي جعلته مسرورا لجمال صورتها وحسن سيرتها وحصول حفظ الدين بها ‏
وإذا غاب عنها حفظته ) ‏
‏: قال القاضي : لما بين لهم صلى الله عليه وسلم أنه لا حرج عليهم في جمع المال وكنزه ما داموا يؤدون الزكاة ورأى استبشارهم به رغبهم عنه إلى ما هو خير وأبقى وهي المرأة الصالحة الجميلة فإن الذهب لا ينفعك إلا بعد ذهاب عنك , وهي ما دامت معك تكون رفيقتك تنظر إليها فتسرك وتقضي عند الحاجة إليها وطرك وتشاورها فيما يعن لك فتحفظ عليك سرك وتستمد منها في حوائجك فتطيع أمرك وإذا غبت عنها تحامي مالك وتراعي عيالك .

تراتيل الحنين
04-28-2020, 07:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
الروم (21)

{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً} أي خلق لكم من جنسكم إناثاً يكن لكمأزواجاً
{لتسكنوا إليها} كما قال تعالى: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها}
يعني بذلك حواء, خلقها الله من آدم من ضلعه الأقصر الأيسر, ولو أنه تعالى جعل بني آدم
كلهم ذكوراً وجعل إناثهم من جنس آخر إما من جان أو حيوان, لما حصل هذا الإئتلاف
بينهم وبين الأزواج, بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواج من غير الجنس,
ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم, وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة,
ورحمة وهي الرأفة, فإن الرجل يمسك المرأة إنما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد,
أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك {إن في ذلك لاَيات لقوم يتفكرون}.



‏حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى يعني ابن سعيد ‏ ‏حدثني ‏ ‏عبيد الله ‏ ‏
حدثني ‏‏سعيد بن أبي سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏
عن ‏ ‏أبي هريرة ‏رضى الله عنهم
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ‏ ‏قال ‏ ‏
( تنكح النساء لأربع لمالها ولحسبها ولجمالهاولدينها فاظفر بذات الدين ‏ ‏تربت يداك )
(فاظفر بذات الدين ) ‏:
أي فز بنكاحها . والمعنى أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره
في كل شيء لا سيما فيما تطول صحبته ,
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدين الذي هو غاية البغية ‏
( تربت يداك ) ‏:
يقال ترب الرجل أي افتقر كأنه قال تلصق بالتراب ولا يراد به ها هنا الدعاء
بل الحث على الجد والتشمير في طلب المأمور به .

تراتيل الحنين
04-28-2020, 07:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ
وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا
وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ }

(التحريم11 ، 12)



حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن زنجويه ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏رضي الله عنه ‏
أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏
( حسبك من نساء العالمين ‏ ‏مريم ابنة عمران ‏‏وخديجة بنت خويلد ‏
‏وفاطمة بنت محمد ‏ ‏وآسية‏ ‏امرأة ‏‏فرعون ‏)
قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث صحيح ‏
سنن الترمذي
وقال ابن القيم : إن أريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله فذاك أمر لا يطلع عليه , فإن عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح , وإن أريد كثرة العلم فعائشة لا محالة , وإن أريد شرف الأصل ففاطمة لا محالة وهي فضيلة لا يشاركها فيها غير أخوتها , وإن أريد شرف السيادة فقد ثبت النص لفاطمة وحدها . قال الحافظ : امتازت فاطمة عن أخواتها بأنهن متن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأما ما امتازت به عائشة من فضل العلم فإن لخديجة ما يقابله وهي أنها أول من أجاب إلى الإسلام ودعا إليه وأعان على ثبوته بالنفس والمال والتوجه التام .
وفي الحديث قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
( ‏كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير ‏ ‏مريم بنت عمران ‏ ‏وآسية ‏ ‏امرأة ‏ ‏فرعون
‏ ‏وإن فضل ‏ ‏عائشة ‏ ‏على النساء كفضل ‏‏الثريد ‏ ‏على سائر الطعام )

تراتيل الحنين
04-28-2020, 07:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً
وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
(البقرة 245)

" من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " يحث تعالى عباده على الإنفاق في سبيل الله وقد كرر تعالى هذه الآية في كتابه العزيز في غير موضع وفي حديث النزول أنه يقول تعالى من يقرض غير عديم ولا ظلوم
{ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } يعني تعالى ذكره بذلك : من هذا الذي ينفق في سبيل الله , فيعين مضعفا , أو يقوي ذا فاقة أراد الجهاد في سبيل الله , ويعطي منهم مقترا . وذلك هو القرض الحسن الذي يقرض العبد ربه . وإنما سماه الله تعالى ذكره قرضا , لأن معنى القرض : إعطاء الرجل غيره ماله مملكا له ليقضيه مثله إذا اقتضاه . فلما كان إعطاء من أعطى أهل الحاجة والفاقة في سبيل الله إنما يعطيهم ما يعطيهم من ذلك ابتغاء ما وعده الله عليه من جزيل الثواب عنده يوم القيامة
عن عبد الله بن مسعود , قال : لما نزلت : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } قال أبو الدحداح : يا رسول الله , أو إن الله يريد منا القرض ؟ قال : " نعم يا أبا الدحداح " . قال : يدك قبل ! فناوله يده . قال : فإني قد أقرضت ربي حائطي حائطا فيه ستمائة نخلة . ثم جاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه في عيالها , فناداها : يا أم الدحداح ! قالت : لبيك ! قال : اخرجي قد أقرضت ربي حائطا فيه ستمائة نخلة .



حدثنا ‏ ‏حسن ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏‏أنس ‏
أن رجلا قال يا رسول الله إن لفلان نخلة وأنا أقيم‏ ‏حائطي ‏ ‏بها فأمره أن يعطيني حتى أقيم ‏ ‏حائطي ‏ ‏بها فقال له النبي ‏ ‏صلىالله عليه وسلم ‏ ‏أعطها إياه بنخلة في الجنة فأبى فأتاه ‏ ‏أبو الدحداح ‏ ‏فقالبعني نخلتك بحائطي ففعل فأتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا رسول الله إنيقد ابتعت النخلة ‏ ‏بحائطي ‏ ‏قال فاجعلها له فقد أعطيتكها فقال رسول الله ‏ ‏صلىالله عليه وسلم ‏ ‏كم من ‏ ‏عذق ‏ ‏راح ‏ ‏لأبي الدحداح ‏ ‏في الجنة قالها مراراقال فأتى امرأته فقال يا ‏ ‏أم الدحداح ‏ ‏اخرجي من ‏ ‏الحائط ‏ ‏فإني قد بعته بنخلة في الجنة فقالت ربح البيع ‏ ‏أو كلمة تشبهها ‏
)أخرجه أحمد)
حائطي: بستاني

تراتيل الحنين
04-28-2020, 10:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ سَنُرِيهِم ْآيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
(فصلت 53)

" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم" أي سنظهر لهم دلالاتنا وحججنا على كون القرآن حقا منزلا من عند الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلائل خارجية " في الآفاق "
" حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد " أي كفى بالله شهيدا على أفعال عباده وأقوالهم وهو يشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم صادق فيما أخبر به عنه



حدثنا ‏ ‏أبو كريب محمد بن العلاء ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما بين النفختين أربعونقالوا يا ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏أربعونيوماقال أبيت قالواأربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعون سنة قال أبيت ثم ينزل الله من السماء ماءفينبتون كما ينبت البقل قال وليس منالإنسان شيءإلايبلىإلاعظما واحداوهو ‏ ‏عجب الذنب‏ ‏ومنه ‏ ‏يركب‏ ‏الخلق يوم القيامة‏
صحيح مسلم
( عجب الذنب ) ‏
‏هو بفتح العين وإسكان الجيم أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب , وهو رأس العصعص
‏( يركب ) ‏
‏بصيغة المجهول أي في الخلق الثاني.
‏قال النووي في شرح مسلم : عجب الذنب هو بفتح العين وإسكان الجيم أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب وهو أول ما يخلق من الآدمي وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه , وهذا مخصوص فيخص منه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم , فإن الله حرم على الأرض أجسادهم

تراتيل الحنين
04-28-2020, 10:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{‏ ‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُواذُبَابًا
وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا
لايَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ }
(الحج 73)

يقول تعالى منبها على حقارة الأصنام وسخافة عقول عابديها " يا أيها الناس ضرب مثل " أي لما يعبده الجاهلون بالله المشركون به " فاستمعوا له أي أنصتوا وتفهموا إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له " أي لو اجتمع جميع ما تعبدون من الأصنام والأنداد على أن يقدروا على خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك
ثم قال تعالى أيضا " وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه " أي هم عاجزون عن خلق ذباب واحد بل أبلغ من ذلك عاجزون عن مقاومته والانتصار منه لو سلبها شيئا من الذي عليها من الطيب ثم أرادت أن تستنقذه منه لما قدرت على ذلك هذا والذباب من أضعف مخلوقات الله وأحقرها ولهذا قال " ضعف الطالب والمطلوب " قال ابن عباس : الطالب الصنم والمطلوب الذباب



حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن جعفر ‏ ‏عن ‏ ‏عتبةبن مسلم ‏ ‏مولى ‏ ‏بني تيم ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد بن حنين ‏ ‏مولى ‏ ‏بني زريق ‏ ‏عن ‏‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال
(‏ ‏إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله
ثم ليطرحه فإن فيأحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء )‏
صحيح البخاري

تراتيل الحنين
04-28-2020, 10:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا }
(النساء 82)

يقول تعالى آمرا لهم بتدبر القرآن وناهيا لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة ومخيرا لهم أنه لا اختلاف فيه ولا اضطراب ولا تعارض لأنه تنزيل من حكيم حميد فهو حق من حق ولهذا قال تعالى " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " ثم قال " ولو كان من عند غير الله " أي لو كان مفتعلا مختلفا كما يقوله من يقوله من جهلة المشركين والمنافقين في بواطنهم لوجدوا فيه اختلافا أي اضطرابا وتضادا كثيرا أي وهذا سالم من الاختلاف فهو من عند الله


حدثنا ‏ ‏أنس بن عياض ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو حازم ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بنشعيب ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏جده ‏ ‏قال ‏
لقد جلست أناوأخي مجلسا ما أحب أن لي به ‏ ‏حمر النعم ‏ ‏أقبلت أنا وأخي وإذا مشيخة من صحابة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏جلوس عند باب من أبوابه فكرهنا أن نفرق بينهم فجلسنا حجرة إذ ذكروا آية من القرآن فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم فخرج رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مغضبا قد احمر وجهه ‏‏يرميهم بالتراب ويقول ‏ ‏مهلا يا قوم بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتب بعضها ببعض إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا فماعرفتم منه فاعملوا به وماجهلتم منه فردوه إلى عالمه
(مسند أحمد)

تراتيل الحنين
04-28-2020, 10:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا
وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }
(الحجرات 12)

يقول تعالى ناهياً عباده المؤمنين عن كثير من الظن, وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله لأن بعض ذلك يكون إثماً محضاً, فليتجنب كثير منه احتياطاً وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً, وأنت تجد لها في الخير محملاً.
{ولا تجسسوا} أي على بعضكم بعضاً والتجسس غالباً يطلق في الشر ومنه الجاسوس. وأما التحسس فيكون غالباً في الخير
{ولا يغتب بعضكم بعضاً} فيه نهي عن الغيبة, وقد فسرها الشارع كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود: حدثنا القعنبي, حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله ما الغيبة ؟ قال صلى الله عليه وسلم:
«ذكرك أخاك بما يكره»
قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟
قال صلى الله عليه وسلم إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته,
وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته»
{أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه} أي كما تكرهون هذا طبعاً فاكرهوه ذاك شرعاً, فإن عقوبته أشد من هذا, وهذا من التنفير عنها والتحذير منها كما قال صلى الله عليه وسلم في العائد في هبته: «كال*** يقيء ثم يرجع في قيئه»


حدثنا ‏ ‏بشر بن محمد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أخبرنا ‏‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏همام بن منبه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏(قال ‏ ‏إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولاتحسسوا ولا تجسسوا
ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا‏)

وقال القرطبي : المراد بالظن هنا التهمة التي لا سبب لها كمن يتهم رجلا بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها
( فإن الظن أكذب الحديث ) ‏
‏قد استشكل تسمية الظن حديثا , وأجيب بأن المراد عدم مطابقة الواقع سواء كان قولا أو فعلا , ويحتمل أن يكون المراد ما ينشأ عن الظن فوصف الظن به مجازا .
والأصل تتحسسوا , قال الخطابي معناه لا تبحثوا عن عيوب الناس ولا تتبعوها , قال الله تعالى حاكيا عن يعقوب عليه السلام ( اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ) وأصل هذه الكلمة التي بالمهملة من الحاسة إحدى الحواس الخمس , وبالجيم من الجس بمعنى اختبار الشيء باليد وهي إحدى الحواس , فتكون التي بالحاء أعم
( ولا تحاسدوا ) ‏
‏الحسد تمني الشخص زوال النعمة عن مستحق لها
( ولا تدابروا ) ‏
‏قال الخطابي : لا تتهاجروا فيهجر أحدكم أخاه , مأخوذ من تولية الرجل الآخر دبره إذا أعرض عنه حين يراه .
‏( ولا تناجشوا ) من النجش وهو أن يزيد في السلعة وهو لا يريد شراءها ليقع غيره فيها

تراتيل الحنين
04-28-2020, 10:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَاللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
(آل عمران 31)

هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه
في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله
كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "
ولهذا قال
" إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "
أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم وهو أعظم من الأول
" ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم "
أي باتباعكم الرسول صلى الله عليه وسلم يحصل لكم هذا من بركة سفارته.


حدثنا ‏ ‏الحكم بن موسى أبو صالح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هقل بن زياد ‏‏قال سمعت ‏ ‏الأوزاعي ‏ ‏
قال حدثني ‏ ‏يحيى بن أبي كثير ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبو سلمة ‏‏حدثني ‏ ‏ربيعة بن كعب الأسلمي ‏ ‏قال ‏
كنت أبيت مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم
( ‏ ‏فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي سل فقلت أسألك مرافقتك في الجنة
قال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال ‏ ‏فأعني على نفسك بكثرةالسجود‏)
صحيح مسلم

‏( فأعني على نفسك ) ‏
‏أي على تحصيل حاجة نفسك التي هي المرافقة والمراد تعظيم تلك الحاجة وأنها تحتاج إلى معاونة منك ومجرد السؤال مني لا يكفي فيها أو المعنى فوافقني بكثرة السجود قاهرا بها على نفسك وقيل أعني على قهر نفسك بكثرة السجود كأنه أشار إلى أن ما ذكرت لا يحصل إلا بقهر نفسك التي هي أعدى عدوك فلا بد لي من قهر نفسك بصرفها عن الشهوات ولا بد لك أن تعاونني فيه وقيل معناه كن لي عونا في إصلاح نفسك وجعلها طاهرة مستحقة لما تطلب فإني أطلب إصلاح نفسك من الله تعالى وأطلب منك أيضا إصلاحها بكثرة السجود لله فإن السجود كاسر للنفس ومذل لها وأي نفس انكسرت وذلت استحقت الرحمة والله تعالى أعلم .

تراتيل الحنين
04-28-2020, 10:56 AM
الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ
ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)
وَمَنْ أَرَادَالآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا }
(الإسراء 19)

{ من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد } يقول تعالى ذكره :
من كان طلبه الدنيا العاجلة ولها يعمل ويسعى , وإياها يبتغي , لا يوقن بمعاد ,
ولا يرجو ثوابا ولا عقابا من ربه على عمله { عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد }
يقول : يعجل الله له في الدنيا ما يشاء من بسط الدنيا عليه , أو تقتيرها لمن أراد الله أن يفعل ذلك به ,
أو إهلاكه بما يشاء من عقوباته .
" ومن أراد الآخرة " أي أراد الدار الآخرة وما فيها من النعم والسرور " وسعى لها سعيها "
أي طلب ذلك من طريقه وهو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم " وهو مؤمن "
أي قلبه مؤمن أي مصدق موقن بالثواب والجزاء
" فأولئك كان سعيهم مشكورا " .



‏ ‏حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن محمد ‏ ‏عن ‏‏العلاء بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال
( ‏ ‏أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته ويأتي قد شتم هذا ‏
‏وقذف ‏هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيقعد ‏
‏فيقتص ‏ ‏هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن ‏ ‏يقتص ‏ما عليه
من الخطاياأخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار ‏)
‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏‏حديث حسن صحيح

تراتيل الحنين
04-28-2020, 10:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
(الحجرات 10)

أي الجميع إخوة في الدين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه "
وفي الصحيح
" والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "
وفي الصحيح أيضا
" إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثله "
والأحاديث في هذا كثيرة وفي الصحيح
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"
وفي الصحيح أيضا
" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا "
وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم وقال أحمد حدثنا أحمد بن الحجاج
حدثنا عبد الله أخبرنا مصعب بن ثابت حدثني أبو حازم قال :
سمعت سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه يحدث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
" إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد
يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس "
تفرد به أحمد ولا بأس بإسناده وقوله تعالى " فأصلحوا بين أخويكم" يعني الفئتين المقتتلتين
" واتقوا الله " أي في جميع أموركم " لعلكم ترحمون " وهذا تحقيق منه تعالى للرحمة لمن اتقاه .


وفي الحديث:
أن أبا ذر وبلالا تغاضبا و تسابا و في ثورة الغضب قال أبو ذر لبلال :
يا ابن السوداء فشكاه بلال إلى النبي فقال النبي لأبي ذر :
(أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية)
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني -
المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 307
خلاصة الدرجة: صحيح بغير هذا السياق

وفي الحديث:
رأيت أبا ذر وعليه حلة وعلى غلامه مثلها . فسألته عن ذلك ؟
قال : فذكر أنه ساب رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فعيره بأمه . قال : فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم . فذكر ذلك له .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
( إنك امرؤ فيك جاهلية . إخوانكم وخولكم .
جعلهم الله تحت أيديكم . فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل .
وليلبسه مما يلبس . ولا تكلفوهم ما يغلبهم . فإن كلفتموهم فأعينوهم عليه ) .
الراوي: المعرور بن سويد المحدث: مسلم -
المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1661

تراتيل الحنين
04-28-2020, 10:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

(الحجرات 13)

يقول تعالى مخبرا للناس أنه خلقهم من نفس واحدة , وجعل منها زوجها وهما آدم وحواء وجعلهم شعوبا وهي أعم من القبائل وبعد القبائل مراتب أخر كالفصائل والعشائر والعمائر والأفخاذ وغير ذلك وقيل المراد بالشعوب بطون العجم وبالقبائل بطون العرب كما أن الأسباط بطون بني إسرائيل
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "
عن درة بنت أبي لهب رضي الله عنها قالت : قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال صلى الله عليه وسلم :
" خير الناس أقرؤهم وأتقاهم لله عز وجل وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم "


حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏‏عبيد الله ‏
‏قال حدثني ‏ ‏سعيد بن أبي سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏‏رضي الله عنه ‏
قيل يا رسول الله من أكرم الناس قال ‏‏أتقاهم فقالوا ليس عن هذا نسألك
قال ‏ ‏فيوسف ‏ ‏نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك
قال فعن معادن‏‏العرب‏ ‏تسألون خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ‏
قال ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏ومعتمر ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله ‏ ‏
عن ‏‏سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
أخرجه البخاري

( أفعن معادن العرب ) ‏
‏أي أصولهم التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها , وإنما جعلت معادن لما فيها من الاستعداد المتفاوت , أو شبههم بالمعادن لكونهم أوعية الشرف كما أن المعادن أوعية للجواهر .
( فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ) ‏
‏يحتمل أن يريد بقوله " خياركم " جمع خير , ويحتمل أن يريد أفعل التفضيل تقول في الواحد خير وأخير ثم القسمة رباعية , فإن الأفضل من جمع بين الشرف في الجاهلية والشرف في الإسلام وكان شرفهم في الجاهلية بالخصال المحمودة من جهة ملاءمة الطبع ومنافرته خصوصا بالانتساب إلى الآباء المتصفين بذلك , ثم الشرف في الإسلام بالخصال المحمودة شرعا , ثم أرفعهم مرتبة من أضاف إلى ذلك النفقة في الدين ,

تراتيل الحنين
04-28-2020, 10:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31)
فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }
(يونس 32)

يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانيته وإلاهيته
فقال تعالى " قل من يرزقكم من السماء والأرض " أي من ذا الذي ينزل من السماء ماء المطر
فيشق الأرض شقا بقدرته ومشيئته فيخرج منها " حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا
وحدائق غلبا وفاكهة وأبا " أإله مع الله ؟ فسيقولون الله " أمن هذا الذي يرزقكم
إن أمسك رزقه " وقوله " أمن يملك السمع والأبصار " أي الذي وهبكم هذه القوة السامعة
والقوة الباصرة ولو شاء لذهب بها ولسلبكم إياها
وقوله " ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي " أي بقدرته العظيمة ومنته العميمة ;
وقد تقدم ذكر الخلاف في ذلك وأن الآية عامة لذلك كله وقوله " ومن يدبر الأمر "
أي من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وهو المتصرف الحاكم الذي
لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون
فذلكم الله ربكم الحق: أي فهذا الذي اعترفتم بأنه فاعل ذلك كله هو ربكم وإلهكم الحق
الذي يستحق أن يفرد بالعبادة " فماذا بعد الحق إلا الضلال " أي فكل معبود سواه باطل
لا إله إلا هو واحد لا شريك له " فأنى تصرفون " أي فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة
ما سواه وأنتم تعلمون أنه الرب الذي خلق كل شيء والمتصرف في كل شيء .



‏ ‏حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏مالك بن أنس ‏ ‏عن ‏ ‏أبيالزبير ‏ ‏عن ‏ ‏طاوس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏
‏أن رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل ‏
‏اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ولك الحمد أنت ‏ ‏قَيَّامُ‏ ‏السموات والأرض
ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق
ولقاؤك حق والجنةحق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت
وعليك توكلت وإليك ‏ ‏أنبت ‏ ‏وبك خاصمت وإليك حاكمت
فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت‏
‏(صحيح مسلم)

تراتيل الحنين
04-28-2020, 10:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)
بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (القيامة 4) }

بنانه : وهي أصابع يديه ورجليه, المعنى:
بلى قادرين على أن نعيد السلاميات على صغرها ,
ونؤلف بينها حتى تستوي , ومن قدر على هذا فهو على جمع الكبار أقدر .


‏ ‏حدثنا ‏ ‏حسن بن علي الحلواني ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو توبة الربيعبن نافع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معاوية يعني ابن سلام ‏ ‏عن ‏ ‏زيد ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏أبا سلام ‏‏يقول حدثني ‏ ‏عبد الله بن فروخ ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏عائشة ‏ ‏تقول ‏
(‏إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال إنه ‏ ‏خلق كل إنسان من بني ‏ ‏آدم ‏ ‏على ستين وثلاث مائة ‏ ‏مفصل ‏ ‏فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاث مائة ‏ ‏السلامى ‏ ‏فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار ‏)
(أخرجه مسلم)

تراتيل الحنين
04-28-2020, 12:35 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{ إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
فَأَنْـزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
(التوبة 40)

" إلا تنصروه " أي تنصروا رسوله فإن الله ناصره ومؤيده وكافيه وحافظه كما تولى نصره
" إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين " أي عام الهجرة لما هم المشركون بقتله أو حبسه
أو نفيه فخرج منهم هاربا صحبه صديقه وصاحبه أبو بكر بن أبي قحافة
فلجأ إلى غار ثور ثلاثة أيام ليرجع الطلب الذين خرجوا في آثارهم ثم يسيروا نحو المدينة
فجعل أبو بكر رضي الله عنه يجزع أن يطلع عليهم فيخلص إلى الرسول عليه الصلاة والسلام
منهم أذى فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسكنه ويثبته
ويقول " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما "
"وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا "
قال ابن عباس : يعني بكلمة الذين كفروا الشرك وكلمة الله هي لا إله إلا الله


حدثني ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏وعبد بن حميد ‏ ‏وعبد الله بن عبدالرحمن الدارمي ‏ ‏
قال ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏و قال ‏ ‏الآخران ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حبانبن هلال ‏ ‏حدثنا ‏ ‏همام ‏ ‏
حدثنا ‏ ‏ثابت ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏
أن ‏ ‏أبابكر الصديق ‏ ‏حدثه قال ‏
( نظرت إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار
فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه
فقال ‏ ‏يا‏ ‏أبا بكر‏ ‏ما ظنك باثنين الله ثالثهما )

تراتيل الحنين
04-28-2020, 12:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً

وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ

وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }

(النساء 100)


و قوله " ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة "

وهذا تحريض على الهجرة وترغيب في مفارقة المشركين وأن المؤمن حيثما ذهب

وجد عنهم مندوحة وملجأ يتحصن فيه وقال ابن عباس : المراغم التحول من أرض إلى أرض .

" وسعة " يعني الرزق. " يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة " أي من الضلالة إلى الهدى

ومن القلة إلى الغنى وقوله ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله

ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله أي ومن يخرج من منزله بنية الهجرة

فمات في أثناء الطريق فقد حصل له عند الله ثواب من هاجر .



حدثنا ‏ ‏الحميدي عبد الله بن الزبير ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏

قال حدثنا ‏ ‏يحيى بن سعيد الأنصاري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏محمد بن إبراهيم التيمي ‏ ‏

أنه سمع ‏ ‏علقمة بن وقاص الليثي ‏ ‏يقول سمعت ‏ ‏

عمر بن الخطاب ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏على المنبر ‏
قال سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏

(‏ إنما الأعمال ‏بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى

فمن كانت هجرته إلى دنيا ‏ ‏يصيبها ‏ ‏أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ‏) .

تراتيل الحنين
04-28-2020, 12:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ

قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ }

(القصص 85)


عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما :

" لرادك إلى معاد "

أي لرادك إلى مكة كما أخرجك منها
فسر ابن عباس تارة أخرى قوله : " لرادك إلى معاد " بالموت و تارة بيوم القيامة

الذي هو بعد الموت و تارة بالجنة التي هي جزاؤه و مصيره على أداء رسالة الله

و إبلاغها إلى الثقلين الإنس و الجن و لأنه أكمل خلق الله

و أفصح خلق الله و أشرف خلق الله على الإطلاق

وقوله تعالى :

" قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين "

أي قل لمن خالفك و كذبك يا محمد من قومك من المشركين و من تبعهم على كفرهم

قل ربي أعلم بالمهتدي منكم و مني و ستعلمون لمن تكون له عاقبة الدار

و لمن تكون العاقبة و النصرة في الدنيا و الآخرة .



حدثنا ‏ ‏محمد بن موسى البصري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الفضيل بن سليمان ‏ ‏

عن ‏ ‏عبد الله بن عثمان بن خثيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏وأبو الطفيل ‏

‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ رضى الله تعالى عنهما ‏قال ‏
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه و سلم‏ لمكة

( ‏ما أطيبك من بلد و أحبك إلي

و لولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك)
قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح غريب ‏ ‏من هذا الوجه

‏و صححه الالباني .

تراتيل الحنين
04-28-2020, 12:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ }
(الشعراء 61)
{ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
(الشعراء 62)
{ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ }
(الشعراء 62)

" فلما تراءى الجمعان "

أي رأى كل من الفريقين صاحبه فعند ذلك

" قال أصحاب موسى إنا لمدركون"

وذلك أنهم انتهى بهم السير إلى سيف البحر وهو بحر القلزم

فصار أمامهم البحر وقد أدركهم فرعون بجنوده .
" إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين "

أي لا يصل إليكم شيء مما تحذرون فإن الله سبحانه هو الذي أمرني أن أسير ههنا بكم

وهو سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد وكان هارون عليه السلام في المقدمة

ومعه يوشع بن نون ومؤمن آل فرعون وموسى عليه السلام في الساقة

وقد ذكر غير واحد من المفسرين أنهم وقفوا لا يدرون ما يصنعون وجعل يوشع بن نون

أو مؤمن آل فرعون يقول لموسى عليه السلام يا نبي الله ههنا أمرك ربك أن تسير ؟

فيقول نعم فاقترب فرعون وجنوده ولم يبق إلا القليل

فعند ذلك أمر الله نبييه موسى عليه السلام أن يضرب بعصاه البحر فضربه

وقال انفلق بإذن الله .



حدثنا ‏ ‏أبو معمر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الوارث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أيوب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏

عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال ‏
قدم النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏المدينة ‏ ‏فرأى‏ ‏اليهود‏ ‏تصوم يوم عاشوراء فقال ‏

( ‏ما هذا ؟؟ )

قالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله ‏بني إسرائيل ‏ ‏من عدوهم فصامه ‏ ‏موسى ‏ ‏

( قال فأنا أحق‏ بموسى ‏منكم )

فصامه وأمر بصيامه ‏
(صحيح البخاري)


( هذا يوم صالح , هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم ) ‏
‏في رواية مسلم

" هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه " .



وَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ

عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ

لَعَلَّهُ قَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

( لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ )

وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ

صحيح مسلم

" فَإِنَّهُ ظَاهِرٌ فِي أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَصُومُ الْعَاشِرَ وَهَمَّ بِصَوْمِ التَّاسِعِ فَمَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ ،

ثُمَّ مَا هَمَّ بِهِ مِنْ صَوْمِ التَّاسِعِ يَحْتَمِلُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَيْهِ بَلْ يُضِيفُهُ إِلَى الْيَوْمِ الْعَاشِرِ ،

إِمَّا احْتِيَاطًا لَهُ وَإِمَّا مُخَالَفَةً لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهُوَ الْأَرْجَحُ

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا :

" صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا الْيَهُودَ ، صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ "

تراتيل الحنين
04-28-2020, 12:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ
وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ
يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
(ألحج 40)

" الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق " قال العوفي عن ابن عباس أخرجوا من مكة إلى المدينة بغير حق يعني محمدا وأصحابه " إلا أن يقولوا ربنا الله " أي ما كان لهم إلى قومهم إساءة ولا كان لهم ذنب إلا أنهم وحدوا الله وعبدوه لا شريك له وهذا استثناء منقطع بالنسبة إلى ما في نفس الأمر وأما عند المشركين فإنه أكبر الذنوب ثم قال تعالى " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض " أي لولا أنه يدفع بقوم عن قوم ويكف شرور أناس عن غيرهم بما يخلقه ويقدره من الأسباب لفسدت الأرض ولأهلك القوي الضعيف " لهدمت صوامع " وهي المعابد الصغار للرهبان " وبيع " وهي أوسع منها وأكثر عابدين فيها وهي للنصارى أيضا قاله أبو العالية وحكى ابن جبير عن مجاهد وغيره أنها كنائس اليهود وحكى السدي عمن حدثه عن ابن عباس أنها كنائس اليهود ومجاهد إنما قال هي الكنائس والله أعلم وقوله " وصلوات " عن ابن عباس الصلوات الكنائس



حدثني ‏ ‏أحمد بن عثمان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شريح بن مسلمة ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏إبراهيم بن يوسف ‏ ‏
قال حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي إسحاق ‏ ‏قال سمعت ‏‏البراء بن عازب ‏ ‏يحدث قال ‏
لما كان يوم الأحزاب ‏‏وخندق ‏ ‏رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏رأيته ينقل من تراب ‏ ‏الخندق ‏ ‏حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه وكان كثير الشعر
فسمعته ‏ ‏يرتجز ‏ ‏بكلمات ‏ ‏ابن رواحة‏
‏وهو ينقل من التراب يقول ‏
( الله لولا أنت ما اهتدينا‏ ولا تصدقنا ولا صلينا ‏فأنزلن سكينة علينا ‏
وثبت الأقدام إن لاقينا ‏إن الألى قد بغوا علينا ‏وإن أرادوا فتنة أبينا
قال ثم يمد صوته بآخرها )
(صحيح البخاري)

تراتيل الحنين
04-28-2020, 12:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُالذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
(الزمر 53)

هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة
وإخبار بأن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها وإن كانت مهما كانت
وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر ولا يصح حمل هذه على غير توبة لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه .
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا
فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل
" والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون "
ونزل "
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله "



حدثني ‏ ‏محمد بن رافع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏جعفر الجزري ‏عن ‏ ‏يزيد بن الأصم
‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضى الله عنه قال ‏
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم
(‏ ‏والذي نفسي بيده ‏‏لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ‏)
(أخرجه مسلم)

تراتيل الحنين
04-28-2020, 12:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِنَّ اللَّهَ لايَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }
(النساء 48)

عن أنس بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

(" الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله منه شيئا :
فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال " إن الشرك لظلم عظيم "
وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم
وأما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض " ).

" قال الإمام أحمد . حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا حسين بن بريدة أن يحيى بن يعمر
حدثه أن أبا الأسود الديلي حدثه أن أبا ذر حدثه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة "
قلت : وإن زنى وإن سرق قال " وإن زنى وإن سرق " قلت وإن زنى وإن سرق قال
" وإن زنى وإن سرق " ثلاثا . ثم قال في الرابعة " على رغم أنف أبي ذر )
قال فخرج أبو ذر وهو يجر إزاره وهو يقول :
وإن رغم أنف أبي ذر وكان أبو ذر يحدث بهذا بعد
و يقول : وإن رغم أنف أبي ذر .



حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الأحوص سلام بن سليم ‏ ‏
عن ‏ ‏أبي إسحق ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن ميمون ‏ ‏عن ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قال ‏
كنت ‏ ‏ردف ‏ ‏رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على **** يقال له ‏ ‏عفير قال فقال
( يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏تدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قال قلت الله ورسوله أعلم
قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا
وحق العباد على الله عز وجل أن لايعذب من لا يشرك به شيئا
قال قلت يا رسول الله أفلا أبشر الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا )
فَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا
صحيح مسلم

تراتيل الحنين
04-28-2020, 12:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ

كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ

وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا

وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }

(النور 55)


هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله و سلامه عليه بأنه سيجعل أمته

خلفاء الأرض أي أئمة الناس و الولاة عليهم و بهم تصلح البلاد و تخضع لهم العباد

و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا و حكما فيهم و قد فعله تبارك و تعالى و له الحمد و المنة :

فإنه صلى الله عليه و سلم لم يمت حتى فتح الله عليه مكة و خيبر و البحرين

و سائر جزيرة العرب و أرض اليمن بكمالها .



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم حين وفد عليه

( أتعرف الحيرة ؟ )

قال : لم أعرفها و لكن قد سمعت بها

قال :

( فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة

حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد و لتفتحن كنوز كسرى بن هرمز )

قلت : كسرى بن هرمز ؟

قال :

( نعم كسرى بن هرمز و ليبذلن المال حتى لا يقبله أحد ) .



قال عدي بن حاتم : فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت في غير جوار أحد

و لقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز و الذي نفسي بيده لتكونن الثالثة

لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قالها .



حدثني ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏قيس ‏ ‏عن ‏ ‏خباب بن الأرت ‏ ‏قال ‏
شكونا إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه و سلم و هو متوسد بردة له في ظل الكعبة ‏

‏قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا



فقال عليه الصلاة و السلام



( ‏كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار

فيوضع على رأسه فيشق باثنتين و ما يصده ذلك عن دينه

و يمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب و ما يصده ذلك عن دينه

و الله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من ‏ ‏صنعاء ‏ ‏إلى ‏ ‏حضرموت

‏لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه و لكنكم تستعجلون ‏)

)صحيح البخاري (

تراتيل الحنين
04-28-2020, 12:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ

قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ

فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }
(الأعراف 156)


" واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة " الفصل الأول من الدعاء دفع لمحذور

وهذا لتحصيل المقصود "

واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة "

أي أوجب لنا وأثبت لنا فيهما حسنة وقد تقدم تفسير الحسنة في سورة البقرة

" إنا هدنا إليك" أي تبنا ورجعنا وأنبنا إليك " فسأكتبها للذين يتقون " الآية .

يعني فسأوجب حصول رحمتي منة مني وإحسانا إليهم كما قال تعالى

" كتب ربكم على نفسه الرحمة "

وقوله" للذين يتقون "

أي سأجعلها للمتصفين بهذه الصفات وهم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم" الذين يتقون "

أي الشرك والعظائم من الذنوب قوله " ويؤتون الزكاة " قيل زكاة النفوس وقيل الأموال

ويحتمل أن تكون عامة لهما فإن الآية مكية

" والذين هم بآياتنا يؤمنون " أي يصدقون .





حدثنا ‏ ‏حرملة بن يحيى التجيبي ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏أخبرني ‏ ‏يونس ‏ ‏

عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏أن ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏أخبره أن ‏ ‏

أبا هريرة ‏ رضى الله عنه ‏قال ‏
سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه و سلم ‏
( ‏يقول ‏ ‏جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين

وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق

حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ‏)

تراتيل الحنين
04-28-2020, 12:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا

فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا

قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }

( الأعراف 44 )

يخبر تعالى بما يخاطب به أهل النار على وجه التقريع و التوبيخ إذا استقروا في منازلهم

" أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا " " أن " هاهنا مفسرة للقول المحذوف و " قد "

للتحقيق أي قالوا لهم " قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم

" كما أخبر تعالى في سورة الصافات عن الذي كان له قرين من الكفار"

فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين و لولا نعمة ربي لكنت من المحضرين

أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى و ما نحن بمعذبين" أي ينكر عليه مقالته التي يقولها

في الدنيا و يقرعه بما صار إليه من العذاب و النكال و كذلك تقرعهم الملائكة يقولون لهم "

هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا

أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون

" و قوله تعالى " فأذن مؤذن بينهم " أي أعلم معلم و نادى مناد " أن لعنة الله على الظالمين "

أي مستقرة عليهم .



أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ حُمَيْدٍ

عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضى الله تعالى عنه قَالَ :

سَمِعَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ اللَّيْلِ بِبِئْرِ بَدْرٍ وَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُنَادِي

يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَ يَا شَيْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ وَ يَا عُتْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ وَيَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ

هَلْ وَ جَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا

قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ تُنَادِي قَوْمًا قَدْ جَيَّفُوا

فَقَالَ عليه الصلاة و السلام :

( مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ وَ لَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا )


سنن النسائي

تراتيل الحنين
04-28-2020, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


{ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا }

(النساء 110)
{ وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }

(النساء 111)
{ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }

(النساء 112)


عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية : أخبر الله عباده بعفوه وحلمه وكرمه وسعة رحمته ومغفرته

فمن أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا

" ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "

ولو كانت ذنوبه أعظم من السموات والأرض والجبال
وقوله ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه الآية

كقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى الآية

يعني أنه لا يغني أحد عن أحد وإنما على كل نفس ما عملت لا يحمل عنها غيرها

ولهذا قال تعالى وكان الله عليما حكيما أي من علمه وحكمته وعدله ورحمته كان ذلك .
ثم قال ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا الآية يعني كما اتهم بنو أبيرق

بصنيعهم القبيح ذلك الرجل الصالح وقد كان بريئا وهم الظلمة الخونة

كما أطلع الله على ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم ثم هذا التقريع وهذا التوبيخ

عام فيهم وفي غيرهم ممن اتصف بصفتهم




حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ

قَالَ حَدَّثَنِي بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ

قَالَ حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :



( سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ

وَ أَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ

وَ أَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ )



قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ

وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ

صحيح البخاري

تراتيل الحنين
04-28-2020, 02:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ

وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ }

(لقمان 6)


{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا

كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }

(لقمان 7)


لما ذكر تعالى حال السعداء وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه

كما قال تعالى

{ الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم

ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } الآية

عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله

وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب

كما قال ابن مسعود في قوله تعالى

{ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله }

قال هو و الله الغناء

"ويتخذها هزوا " قال مجاهد يتخذ سبيل الله هزوا يستهزئ بها

وقال قتادة يعني يتخذ آيات الله هزوا وقول مجاهد أولى

وقوله" أولئك لهم عذاب مهين " أي استهانوا بآيات الله وسبيله أهينوا يوم القيامة

في العذاب الدائم المستمر.

ثم قال تعالى " وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا"

أي هذا المقبل على اللهو واللعب والطرب إذا تليت عليه الآيات القرآنية

ولى عنها وأعرض وأدبر وتصامم وما به من صمم كأنه ما سمعها لأنه يتأذى بسماعها

إذ لا انتفاع له بها ولا أرب له فيها " فبشره بعذاب أليم "

أي يوم القيامة يؤلمه كما تألم بسماع كتاب الله وآياته .




قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها الناس يهوي بها

أبعد مما بين السماء و الأرض و إنه وعدته ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدمه )

الراوي : أبو هريرة رضى الله عنه

المحدث : ابن حجر العسقلاني

المصدر : تخريج مشكاة المصابيح الصفحة أو الرقم : 4/381
خلاصة حكم المحدث : [ حسن كما قال في المقدمة ]

تراتيل الحنين
04-28-2020, 02:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }
(التوبة 33)



حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ أَوْ قَالَ إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَلَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَلَا أُهْلِكُهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَلَا أُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَحَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ قَالَ ابْنُ عِيسَى ظَاهِرِينَ ثُمَّ اتَّفَقَا لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ )صحيح أبي داود
) إن الله زوى لي الأرض ) ‏
أي جمعها لأجلي . قال التوربشتي زويت الشيء جمعته وقبضته
) وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها )
أن الأرض زويت لي جملتها مرة واحدة فرأيت مشارقها ومغاربها , ثم هي تفتح لأمتي جزءا فجزءا حتى يصل ملك أمتي إلى كل أجزائها ,
)بسنة عامة ) ‏
أي بقحط شائع لجميع بلاد المسلمين
)بيضتهم ) ‏
أي مجتمعهم , وموضع سلطانهم , ومستقر دعوتهم , وبيضة الدار وسطها ومعظمها
)وإني أعطيتك ) ‏
أي عهدي وميثاقي ‏
) لأمتك ) ‏
أي لأجل أمة إجابتك ‏
) أن لا أهلكهم بسنة عامة ) ‏
أي : بحيث يعمهم القحط ويهلكهم بالكلية

تراتيل الحنين
04-28-2020, 02:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
{ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لايُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }
(القصص 83)

يخبر تعالى أن الدار الآخرة ونعيمها المقيم الذي لا يحول ولا يزول جعلها لعباده المؤمنين المتواضعين الذين لا يريدون علوا في الأرض أي ترفعا على خلق الله وتعاظما عليهم وتجبرا بهم ولا فسادا فيهم وقال ابن جريج " لا يريدون علوا في الأرض " تعظما وتجبرا" ولا فسادا " عملا بالمعاصي .



و حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏ومحمد بن بشار ‏ ‏وإبراهيم بن دينار ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن حماد ‏ ‏قال ‏ ‏ابن المثنى ‏ ‏حدثني ‏ ‏يحيى بنحماد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏أبان بن تغلب ‏ ‏عن ‏ ‏فضيل الفقيمي ‏ ‏عن ‏‏إبراهيم النخعي ‏ ‏عن ‏ ‏علقمة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال
(‏ ‏لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال ‏ ‏رجل ‏ ‏إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنةقال إن الله جميل يحب الجمال الكبر‏ ‏بطر‏ ‏الحق‏ ‏وغمط ‏ ‏الناس)
رَوَاهُ مُسلِمٌ.
بطرالحق : ‏فهو دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا
وغمط الناس : احتقارهم.

تراتيل الحنين
04-28-2020, 02:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
{ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ
سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }
(آل عمران 181)

قال سعيد بن جبير عن ابن عباس : لما نزل قوله تعالى " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة" قالت اليهود : يا محمد : افتقر ربك فسأل عباده القرض ؟ فأنزل الله " لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء " الآية
" وقتلهم الأنبياء بغير حق " أي هذا قولهم في الله وهذه معاملتهم رسل الله وسيجزيهم الله على ذلك شر الجزاء .



وفي الحديث:
دخل أبو بكر الصديق , بيت المدراس , فوجد من يهود أناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له : فنحاص , وكان من علمائهم وأحبارهم , ومعه حبر يقال له : أشيع . فقال أبو بكر : ويحك يا فنحاص , اتقال لهوأسلم , فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسولالله , قدجاءكم بالحق من عنده , تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل , فقال فنحاص : والله _ يا أبا بكر _ ما بنا إلىاللهمن حاجةمن فقر , وإنه إلينا لفقير ! ما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ! وإنا عنه لأغنياء , ولو كان عنا غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم ! ينهاكم عن الربا ! فغضب أبو بكر , فضرب وجه فنحاص ضربا شديدا وقال : والذي نفسي بيده , لولا الذي بيننا وبينك من العهد لضربت عنقك يا عدواالله , فأكذبونا مااستطعتمإنكنتم صادقين , فذهب فنحاص إلىرسولاللهصلىاللهعليه وسلم فقال : يا محمد , أبصر ما صنع بي صاحبك ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : يا رسول الله , إنعدو الله قد قال قولا عظيما , زعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء ! فلما قال ذلك غضبت لله مما قال , فضربت وجهه , فجحد ذلك فنحاص وقال : ما قلت ذلك , فأنزل الله فيما قال فنحاص ردا وتصديقا لأبي بكر :
{ لقد سمع الله قول الذين قالواإن الله فقيرونحن أغنياء } الآية
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: إسناده جيد أو صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدةالتفسير

تراتيل الحنين
04-28-2020, 02:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ }
( الحج 1 )

يقول تعالى آمرا عباده بتقواه ومخبرا لهم بما يستقبلون

من أهوال يوم القيامة وزلازلها وأحوالها وقد اختلف المفسرون في زلزلة الساعة

هل هي بعد قيام الناس من قبورهم يوم نشورهم إلى عرصات القيامة

أو ذلك عبارة عن زلزلة الأرض قبل قيام الناس من أجداثهم


{ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا

وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }

( الحج 1 )
ثم قال تعالى " يوم ترونها " هذا من باب ضمير الشأن ولهذا قال مفسرا له

" تذهل كل مرضعة عما أرضعت " أي فتشتغل لهول ما ترى عن أحب الناس إليها

والتي هي أشفق الناس عليه تدهش عنه في حال إرضاعها له ولهذا قال " كل مرضعة "

ولم يقل مرضع وقال " عما أرضعت " أي عن رضيعها فطامه

وقوله " وتضع كل ذات حمل حملها " أي قبل تمامه لشدة الهول " وترى الناس سكارى "

وقرئ " سكرى " أي من شدة الأمر الذي قد صاروا فيه قد دهشت عقولهم وغابت أذهانهم

فمن رآهم حسب أنهم سكارى " وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " .




حدثنا ‏ ‏قيس بن حفص ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد بن الحارث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حاتم بن أبي صغيرة ‏ ‏

عن ‏ ‏عبد الله بن أبي مليكة ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏القاسم بن محمد بن أبي بكر ‏‏أن ‏ ‏
أمنا السيدة / عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ و عن أبيها ‏قالت‏ :
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏

( ‏تحشرون حفاة عراة غرلا )

قالت : عائشة ‏ ‏فقلت يا رسول الله الرجال و النساء ينظر بعضهم إلى بعض فقال :

( الأمر أشد من أن يهمهم ذاك )
صحيح البخاري



‏الغرل : بضم الغين المعجمة وإسكان الراء معناه : غير مختونين , جمع أغرل , وهو الذي لم يختن

تراتيل الحنين
04-28-2020, 02:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا

وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }

(الزمر 73)


وهذا إخبار عن حال السعداء المؤمنين حين يساقون على النجائب وفدا إلى الجنة

" زمرا " أي جماعة بعد جماعة : المقربون ثم الأبرار ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

كل طائفة مع من يناسبهم : الأنبياء مع الأنبياء والصديقون مع أشكالهم والشهداء

مع أضرابهم والعلماء مع أقرانهم وكل صنف مع صنف كل زمرة تناسب بعضها بعضا

" حتى إذا جاءوها " أي وصلوا إلى أبواب الجنة بعد مجاوزة الصراط حبسوا على قنطرة

بين الجنة والنار فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم

في دخول الجنة وقد ورد في حديث الصور أن المؤمنين إذا انتهوا إلى أبواب الجنة تشاوروا

فيمن يستأذن لهم في الدخول فيقصدون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمدا

وعليهم أجمعين كما فعلوا في العرصات عند استشفاعهم إلى الله عز وجل أن يأتي لفصل القضاء

ليظهر شرف محمد صلى الله عليه وسلم على سائر البشر في المواطن كلها .




حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

قَالَ كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ

قُلْتُ أَنَا ثُمَّ قُلْتُ أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلَاةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ قَالَ فَمَاذَا صَنَعْتَ قُلْتُ اسْتَرْقَيْتُ

قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ قُلْتُ حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ وَمَا حَدَّثَكُمْ الشَّعْبِيُّ

قُلْتُ حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيِّ

[ أَنَّهُ قَالَ لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ ]

فَقَالَ قَدْ أَحْسَنَ مَنْ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ وَ لَكِنْ حَدَّثَنَا



ابْنُ عَبَّاسٍ رضى الله تعالى عنهما :

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ قال :



( عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَ مَعَهُ الرُّهَيْطُ وَ النَّبِيَّ وَ مَعَهُ الرَّجُلُ وَ الرَّجُلَانِ

وَ النَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي فَقِيلَ لِي

هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ قَوْمُهُ وَ لَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَنَظَرْتُ

فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي هَذِهِ أُمَّتُكَ

وَ مَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَ لَا عَذَابٍ ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ

فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَ لَا عَذَابٍ

فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

وَ قَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَ لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَ ذَكَرُوا أَشْيَاءَ

فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ

فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ هُمْ الَّذِينَ لَا يَرْقُونَ وَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَ لَا يَتَطَيَّرُونَ وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ

فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ أَنْتَ مِنْهُمْ

ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ )
صحيح مسلم


قَوْلُهُ كَانُوا لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ اتَّفَقَ عَلَى ذِكْرِ هَذِهِ الْأَرْبَعِ

مُعْظَمُ الرِّوَايَاتِ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَإِنْ كَانَ عِنْدَ الْبَعْضِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ وَكَذَا فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ

عِنْدَ مُسْلِمٍ وَفِي لَفْظٍ لَهُ سَقَطَ " وَلَا يَتَطَيَّرُونَ " هَكَذَا فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ

اللَّذَيْنِ أَشَرْتُ إِلَيْهِمَا بِنَحْوِ الْأَرْبَعِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ " وَلَا يَرْقُونَ "

بَدَلَ " وَلَا يَكْتَوُونَ " وَقَدْ أَنْكَرَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ تَيْمِيَّةَ هَذِهِ الرِّوَايَةَ وَزَعَمَ أَنَّهَا غَلَطٌ مِنْ رَاوِيهَا

وَاعْتَلَّ بِأَنَّ الرَّاقِيَ يُحْسِنُ إِلَى الَّذِي يَرْقِيهِ فَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ مَطْلُوبَ التَّرْكِ ؟

وَأَيْضًا فَقَدْ رَقَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَقَى النَّبِيُّ أَصْحَابَهُ وَأَذِنَ لَهُمْ فِي الرُّقَى

وَقَالَ : مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ وَالنَّفْعُ مَطْلُوبٌ قَالَ وَأَمَّا الْمُسْتَرِقِي فَإِنَّهُ يَسْأَلُ غَيْرَهُ

وَيَرْجُو نَفْعَهُ وَتَمَامُ التَّوَكُّلِ يُنَافِي ذَلِكَ . قَالَ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ وَصْفُ السَّبْعِينَ بِتَمَامِ التَّوَكُّلِ

فَلَا يَسْأَلُونَ غَيْرَهُمْ أَنْ يَرْقِيَهُمْ وَلَا يَكْوِيَهُمْ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ مِنْ شَيْءٍ وَأَجَابَ غَيْرُهُ بِأَنَّ الزِّيَادَةَ

مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ وَالْمَعْنَى الَّذِي حَمَلَهُ التَّغْلِيطِ مَوْجُودٌ فِي الْمُسْتَرِقِي لِأَنَّهُ اعْتَلَّ بِأَنَّ الَّذِي لَا يَطْلُبُ

مِنْ غَيْرِهِ أَنْ يَرْقِيَهُ تَامُّ التَّوَكُّلِ فَكَذَا يُقَالُ لَهُ وَالَّذِي يَفْعَلُ غَيْرُهُ بِهِ ذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُمَكِّنَهُ

مِنْهُ لِأَجْلِ تَمَامِ التَّوَكُّلِ وَلَيْسَ فِي وُقُوعِ ذَلِكَ مِنْ جِبْرِيلَ دَلَالَةٌ عَلَى الْمُدَّعَى وَلَا فِي

فِعْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهُ أَيْضًا دَلَالَةٌ ؛ لِأَنَّهُ فِي مَقَامِ التَّشْرِيعِ وَتَبَيُّنِ الْأَحْكَامِ

وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّمَا تَرَكَ الْمَذْكُورُونَ الرُّقَى وَالِاسْتِرْقَاءَ حَسْمًا لِلْمَادَّةِ لِأَنَّ فَاعِلَ ذَلِكَ لَا يَأْمَنُ

أَنْ يَكِلَ نَفْسَهُ إِلَيْهِ وَإِلَّا فَالرُّقْيَةُ فِي ذَاتِهَا لَيْسَتْ مَمْنُوعَةً وَإِنَّمَا مُنِعَ مِنْهَا مَا كَانَ شِرْكًا أَوِ احْتَمَلَهُ

وَمِنْ ثَمَّ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ وَلَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ شِرْكٌ

فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى عِلَّةِ النَّهْيِ

تراتيل الحنين
04-28-2020, 02:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ }
(الزمر 68)

يقول تبارك وتعالى مخبرا عن هول يوم القيامة وما يكون فيه من الآيات العظيمة والزلازل الهائلة
فقوله تعالى " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله "
هذه النفخة هي الثانية وهي نفخة الصعق وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السماوات والأرض
إلا من شاء الله كما جاء مصرحا به مفسرا في حديث الصور المشهور ثم يقبض أرواح الباقين
حتى يكون آخر من يموت ملك الموت وينفرد الحي القيوم الذي كان أولا وهو الباقي آخرا
بالديمومة والبقاء ويقول " لمن الملك اليوم " ثلاث مرات ثم يجيب نفسه بنفسه
فيقول " لله الواحد القهار " أنا الذي كنت وحدي وقد قهرت كل شيء وحكمت بالفناء
على كل شيء ثم يحيي أول من يحيي إسرافيل ويأمره أن ينفخ في الصور أخرى
وهي النفخة الثالثة نفخة البعث قال الله عز وجل " ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون "
أي أحياء بعدما كانوا عظاما ورفاتا صاروا أحياء ينظرون إلى أهوال يوم القيامة
كما قال تعالى " فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة "



حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
( بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ جَاءَ يَهُودِيٌّ فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ ضَرَبَ وَجْهِي
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ فَقَالَ مَنْ قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ ادْعُوهُ فَقَالَ أَضَرَبْتَهُ قَالَ سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ
يَحْلِفُ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ قُلْتُ أَيْ خَبِيثُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ
فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ
مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الْأُولَى )صحيح البخاري

تراتيل الحنين
04-28-2020, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ

يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ

أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ }

(الأنعام 158)


يقول تعالى متوعدا للكافرين به و المخالفين لرسله و المكذبين بآياته و الصادين عن سبيله

{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ }

و ذلك كائن يوم القيامة

{ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا }

و ذلك قبل يوم القيامة كائن من أمارات الساعة و أشراطها



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :



( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها

فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل
كما قال تعالى
{ فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم } )





حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَ هَنَّادٌ الْمَعْنَى قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ حَدَّثَنَا فُرَاتٌ الْقَزَّازُ

عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَ قَالَ هَنَّادٌ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ

[ كُنَّا قُعُودًا نَتَحَدَّثُ فِي ظِلِّ غُرْفَةٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

فَذَكَرْنَا السَّاعَةَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ



( لَنْ تَكُونَ أَوْ لَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهَا عَشْرُ آيَاتٍ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

وَ خُرُوجُ الدَّابَّةِ وَ خُرُوجُ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ وَ الدَّجَّالُ وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَ الدُّخَانُ

وَ ثَلَاثَةُ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَ خَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ

وَ آخِرُ ذَلِكَ تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ الْيَمَنِ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ ) ]
سنن أبي داود

شموع الحب
05-03-2020, 09:56 PM
جزيت خيرآ بمآ قدمتِ منٌ طرحِ
وأختيآر مفعمِ بآلجمآل
وروحُ تتنآفس بآلأرتقآءِ دآئمُآ
سلمت أنآملكُ آلمتألقهُ بأعذبُ آلطروحِآت
نٌطمع بآلمزيد ولآ نكتفي بهذآ آلقدر
أمتعِنآ وأروينآ منٌ نهركٌ آلفوآحِ

تراتيل الحنين
08-31-2020, 07:46 PM
شموع الحب

دائما تعــطروا سماءنا باطلالتكـم
فلا تحرمونا جميل حضوركم